“حقائق مذهلة عن الدراجات الهوائية”
الدراجة الهوائية، وسيلة نقل صديقة للبيئة، معروفة في كل أنحاء العالم تستخدم لخدمات التنقل، أو كجهاز رياضي للحفاظ على اللياقة البدنية، وحتى كلعبة للأطفال. كانت ديناميكية عملها تمهيدا لعدة صناعات أخرى جاءت بعدها.
“جولة تاريخية على متن الدراجة الهوائية “
الدراجة الهوائية هي إحدى الاختراعات التي يعتقد الكثيرون أنها ظهرت من مرتها الأولى على شاكلتها المعهودة لدينا الآن، إلا أن الحقيقة أن وراء كل اختراع يؤدي مهمته بكفاءة قصة تطور طويلة.
تعددت الأقاويل و الآراء حول حقيقة ظهور الدراجات الهوائية لأول مرة. لكن على الأرجح يعود ظهورها الأول إلى القرن 18 م على يد الفرنسي “دي سيفراك “. والتي كانت عبارة عن هيكل بعجلتين. يدفعه الراكب بالارتكاز على قدميه و الجري. سميت آنذاك ب “CeleFere”. و ذلك بعدما همش تصورها المسبق الذي أبداه الرسام الإيطالي” ليوناردو دافنشي “. كما جاء في روايات أخرى، قبل حوالي قرنين من خروجها للواقع.
في بدايات القرن التاسع عشر و بعد حدوث بعض المشاكل البيئية التي خلفت خسائر عالمية نباتية وحيوانية. من ضمنها الخيول التي كانت إحدى أهم وسائل التنقل. وانطلاقا من مشكلة نقص الخيول عاد العالم الألماني” درايس فون سامر براون” و ابتكر دراجة بمقود “Draisine”. ثم لم تمض إلا سنوات على ذلك حتى قدم الأسكتلندي “كيرك باتريك ماكميلان” إضافته المذهلة التي جعلت استعمال الدراجة الهوائية أكثر خفة و سهولة. ألا و هي تركيب “البِدال” أو كما يطلق عليه الدواسات التي تعمل وفق حركة إنتقالية منتظمة و سميت ب “Velocipe de”.
سنة 1870 انتشرت دراجات ال “Penny Farthing” ذات العجلة الأمامية الكبيرة جدا، رغم أنها كانت صعبة الاستعمال و خطرة في كثير من الأحيان.
قام الإنجليزي “جيمس ستارلي” بعد حوالي 15 سنة بابتكار الدراجة الآمنة بعجلتين مطاطيتين متساويتين و دواسات متصلة بمجموعة تروس تفاضلية. ومن يومها إلى يومنا هذا سارت الدراجة في تطورها من خلال الإضافات و تنويع الاستعمالات حسب الحاجة.
وقد تصدرت مكانتها الرياضية في بدايات القرن العشرين مع إنطلاق طواف فرنسا، الذي فاز بلقب نسخته الأولى الفرنسي “موريس غارين”.
“الدراجات الهوائية تجتاح مدنًا أوروبية”
تصنف كوبنهاڨن الدنماركية من أعلى الدول استخداما للدراجات، يزيد فيها عدد الدراجات عن عدد السيارات، وينتشر استعمالها بشكل كبير كذلك في، لندن،ستارسبورغ الفرنسية، أوترخت و إيندهوفن الهولنديتين، أما أمستردام بها أكثر من 18 مليون دراجة، يتعدى عددها عدد الأشخاص.
ومن الطبيعي أن يكون لهذا التعداد الهائل من الدراجات ومستخدميها، أنظمة و إجراءات تسير عليها لضمان السلامة المرورية أولا. ثم الحفاظ على استمرارية هذه الثقافة عبر الأجيال. فالأطفال في هولندا و بداية من سن لا يتعدى ثلاث سنوات، يتم تدريبهم داخل حدائق حضانات تحوي نموذجا مصغرا للطرق الحمراء. بالنظام الذي يسير وفقه سائقو الدراجات في الخارج، وهذا كي يكبر الطفل بوعي و دراية بقوانين استعمالها، كما أنهم في مرحلة الثانوية يجتازون اختبارهم النهائي في قيادة الدراجات للحصول على شهادات للتمكن من القيادة القانونية. و ثقافة التدريب هذه لا تعد أمرا مستحدثا بل هي متوارثة من قبل الحرب العالمية الثانية تقريبا.
تمتلك هولندا حوالي 37 كيلومتر من مسارات الدراجات الهوائية المطلية باللون الأحمر. مجهزة بإشارات مرور و شرطة خاصة، لتفادي مشاكل عرقلة سيرورة باقي المركبات و المشاة.
مؤخرا اهتمت عدة دول عربية و دول الشرق الآسوي بتنسيق أنظمة مخصصة لسائقي الدراجات و العمل على مشاريع للمسارات، وهي بذلك تسعى لإعادة إحياء هذه الثقافة بين شعوبها.