سياحة و سفر

ما هي أشهر الوجهات السياحة العلاجية في العالم؟


أولاً: ما هي السياحة العلاجية؟

يُقصد بكلمة السياحة انتقال الفرد من المكان الذي يقيم به إلى مكان آخر لسبب محدد ولمدة من الوقت معينة أيضاً وليس بقصد العمل، فالفرد السائح هو فرد مستهلك وليس فرداً منتجاً، أما السياحة العلاجية، فتعني قيام مريض ما بأحد الأمراض بالسفر إلى أماكن أخرى غير مكان إقامته توفر الخدمات العلاجية.

تتميز هذه المناطق بوجود إما الينابيع المعدنية أو حمامات الرمل أو الأعشاب الطبيعية الساخنة أو الطين أو العيون الكبريتية وغيرها من المقومات الصحية الطبيعية العلاجية، كما من الممكن أن تكون منشآت طبية مجهزة بتجهيزات حديثة؛ إذ يتجه المريض الذي يسمى بالسائح إلى هناك بحثاً عن العلاج وراحة الأعصاب.

ثانياً: أنواع السياحة العلاجية

1. السياحة الاستشفائية:

توجد في مناطق معينة تتوفر فيها خصائص طبيعية محددة مثل الينابيع المعدنية أو الينابيع الكبريتية وحمامات الرمل (الدفن في الرمال)؛ إذ تُعَدُّ بديلاً عن المركبات الدوائية الكيميائية، وتتم نشاطات هذا النوع في أماكن محددة وتحت إشراف طبي دقيق ومنظم تسمى مراكز الاستشفاء أو مصحات الاستشفاء، وتقوم هذه المصحات على إجراء التمرينات الرياضية العلاجية بالإضافة إلى برامج تغذية دقيقة.

2. السياحة الطبية:

ينشط هذا النوع في الدول المتقدمة؛ حيث التطور الطبي الكبير؛ إذ يتوجه المريض بقصد العلاج من الأمراض العضوية أو إجراء عملية جراحية في مركز طبي أو مستشفى محدد.

3. السياحة الوقائية:

يهدف فيها السائح إلى رفع مستوى الأداء الطبيعي للجسم، ويمكن أن تكون هذه السياحة تحت إشراف طبي أو دونه.

ثالثاً: أهمية السياحة العلاجية

تُعَدُّ السياحة العلاجية واحدة من أفضل وأقوى مصدر من مصادر الدخل بالنسبة إلى البلدان؛ إذ تؤدي دوراً رئيساً في التنمية الاقتصادية، كما تؤثر في حجم الاستثمارات وتخفيض البطالة من خلال إتاحة الفرصة للعمل ليس فقط للكوادر الطبية؛ بل للعاملين في المجالات الأخرى، كما تعمل السياحة العلاجية على تكوين صورة إيجابية لدى الآخرين لا سيما المرضى الذين تمت معالجتهم بشكل جيد، ومن ثمَّ الترويج للمنطقة التي تم بها العلاج وجذب أنواع أخرى من السياحة.

إنَّ السائح في دولة أخرى ينفق المال باستخدام العملات الصعبة، ومن ثمَّ يكون مصدراً جيداً أمام الدول في تأمين العملات الصعبة، بالإضافة إلى ذلك فهي نوع من الترويج لثقافة الدولة وتعزيز النواحي الاجتماعية وإقامة العلاقات الاجتماعية مع الآخرين.

رابعاً: ما هي عناصر أو متطلبات السياحة العلاجية؟

  1. العناصر الطبيعية: مثل المناخ الجيد وتوفر الحمامات المعدنية أو الطين الطبي.
  2. العناصر البشرية: توفر الكوادر الطبية البشرية وثقافة البلد المضياف وعادات السكان وطريقة تعاطيهم من السائحين.
  3. العناصر الأثرية: أي الجوانب التاريخية كالمعالم الأثرية والأسواق والفنون الشعبية.
  4. البنية التحتية: مثل توفر المطارات ووسائل النقل البرية والبحرية والفنادق المجهزة بشكل جيد ومراكز الترفيه والمقاهي والمطاعم؛ وذلك لأنَّ معظم السائحين مهما كان الغرض العلاجي الذي قدموا من أجله يرغبون في التعرف إلى البلد الجديد والقيام بجولة فيه؛ لذا لا بد من توفر الخدمات الأساسية به.
  5. التسهيلات التي تمنحها الدول لتشجيع السياحة، مثل مستوى مقبول من الأسعار والرعاية الصحية الجيدة.

خامساً: أشهر أماكن السياحة العلاجية حول العالم

1. تايلاند:

تقع “تايلاند” في شبه الجزيرة الهندية الصينية وعاصمتها “بانكوك”، وتُعَدُّ من أفضل وأكثر أماكن السياحة العلاجية انتشاراً؛ وذلك بسبب انخفاض أسعار الخدمات العلاجية بها، بالإضافة إلى جودة الخدمات المقدمة، وتحتوي “تايلاند” على أكثر من ألف مستشفى ومركزاً صحياً وأكثر من 470 مركزاً علاجياً و1200 منتجعاً صحياً؛ إذ يزور “تايلاند” سنوياً أكثر من مليون سائح بغرض السياحة العلاجية.

من أشهر المستشفيات الموجودة في “تايلاند” المستشفى الملكي الذي يُعَدُّ من أرقى المستشفيات الموجودة وأكبرها في قارة آسيا، وأنشئ في عام 1972، ويقدم خدماته باستخدام 26 لغة مختلفة، فهو مركز متعدد التخصصات، ويركز على جودة الخدمة ورضى المريض، وأكثر الإجراءات العلاجية المطلوبة في “تايلاند” هي عمليات القلب وجراحة العظام والعمود الفقري، وجراحة وتجميل الأسنان، وعلاج الجلد والوزن وغيرها.

كما توجد مجموعة من المراكز العلاجية الطبيعية التي تُعَدُّ من أفضل مراكز الاسترخاء والنوم الهادئ في العالم منها:

  • منتجع “أماتارا” (Amatara) ذو الإطلالة الرائعة على بحر “أندامان” الذي يقدم لزواره 10 برامج صحية مختلفة منها لتوازن الجسم وحيويته.
  • منتجع “كمالايا” (Kamalaya) ذو البيئة الطبيعية الذي يتضمن 14 من البرامج الصحية مثل تخفيف الضغط والتوازن العاطفي.

تعمل الحكومة في “تايلاند” على تشجيع السياحة العلاجية في البلاد؛ إذ يوجد لها موقع على الإنترنت توضح من خلاله الخدمات الطبية والعلاجية التي تقوم بتقديمها، وأسماء المستشفيات، وقاعدة بيانات الأطباء فيها، ومعلومات الفنادق ومواقعها وأسعارها.

شاهد بالفديو: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية

 

2. الهند:

تُعَدُّ “الهند” من أكثر الدول مقصداً للسائحين، فهي تضم عدداً كبيراً من المنتجعات الصحية والمراكز الطبية العلاجية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، وتتميز السياحة العلاجية في الهند بانخفاض تكاليف العلاج إذا ما تمت مقارنتها بالدول الأخرى، بالإضافة إلى السرعة في القيام بالعمليات، فلا يحتاج الفرد إلى الانتظار أبداً.

كما يوجد نخبة كبيرة من الأطباء المتخصصين والمدربين دولياً، وبالإضافة إلى كل ذلك، يمكن أن يحظى الفرد بالراحة والاستجمام في رحاب طبيعة “الهند” الخلابة، والاستمتاع بوسائل الراحة المتاحة فيها، وعموماً تُعَدُّ “الهند” واحدة من مقاصد السياحة العلاجية الأقل تكلفة والأعلى جودة من بين الوجهات السياحية العالمية.

تمتلك “الهند” مجموعات من المقومات التي جعلتها من أوائل الدول في السياحة العلاجية منها:

  1. تملك “الهند” نحو 275 مرفقاً طبياً وعلاجياً يتوافق مع المعايير العالمية.
  2. تملك “الهند” 23 مستشفى معتمداً من قِبل اللجنة الدولية المشتركة.
  3. لدى “الهند” عاصمة صحية هي مدينة “تشناي”؛ وذلك لأنَّ هذه المدينة تقوم بجذب أكثر من 45% من الأجانب ونحو 40% من السكان المحليين بغرض السياحة العلاجية.
  4. توجد في “الهند” أحدث التقنيات التكنولوجية الطبية على مستوى العالم.
  5. تحتوي “الهند” على أكبر عدد من الأطباء الماهرين؛ إذ يبلغ عدد أطباء القلب المليون ونصف تقريباً ونحو مليوني ممرضة.

يتوفر في “الهند” إلى جانب العلاج الطبي العلاج الطبيعي الذي يسمى في “الهند” (الأيورفيدا) أو كما هو معروف بالطب البديل، ويقوم على مبدأ الصحة الجيدة تتحقق من خلال تناغم الجسم والروح والعقل مع العالم، وتركز “الأيورفيدا” على التدليك وممارسة اليوغا والخلاصات العشبية والزيوت المختلفة، وقد عملت الحكومة الهندية على تشجيع السياحة العلاجية من خلال منح التسهيلات ومنح تأشيرة الدخول إلى البلاد وتحسين البنية التحتية والخدمات المقدمة.

3. الأردن:

دولة عربية تقع جنوب غرب آسيا، وتُعَدُّ المقصد الأول للسياحة العلاجية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وصُنف “الأردن” من بين أفضل خمس دول في السياحة العلاجية حول العالم؛ وذلك بسبب تميزها بأماكن العلاج الطبيعية والبنية التحتية الطبيعية التي توجد فيها وأهم تلك الأماكن هناك:

  • البحر الميت: يشتهر البحر الميت بالطين الأسود الغني بالمعادن، وتساعد مياهه المالحة على الشفاء من العديد من الأمراض الجلدية.
  • حمامات عفرا: تنبع المياه الحارة الغنية بالمعادن فيها من أكثر من 15 مصدراً، وهذه المياه تفيد في علاج العقم وفقر الدم والدوالي والروماتيزم.
  • حمامات ماعين: تنخفض هذه الحمامات نحو 120 متراً عن سطح البحر، وتشتهر بمياهها الحارة الكبريتية التي تبلغ درجة حرارتها نحو 50 درجة مئوية وهي غنية بالمعادن مثل الصوديوم وكلوريد الكالسيوم.
  • الحمة الأردنية: يوجد فيها العديد من المنتجعات والمراكز الصحة العلاجية، وهناك مركز خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض التنفس، بالإضافة إلى مراكز العلاج الطبيعية التي يتميز بها الأردن، توجد أيضاً مراكز طبية ومستشفيات؛ إذ يوجد 41 مستشفى حكومياً و56 خاصاً.

4. تونس:

تشتهر “تونس” بالسياحة الاستشفائية بسبب توفر المياه المعدنية والأعشاب والطحالب المفيدة، وتحتوي تونس على 50 مركز علاج طبيعي و50 مركزاً للعلاج بمياه البحر، بالإضافة إلى 50 مركز نقاهة، ويختص كل مركز بعلاج أمراض محددة.

أبرز المناطق العلاجية الموجودة هناك (منطقة الخبايات) بمدينة “قابس”، و(حمام بورقيبة) الذي يعتمد في علاجه على المياه المعدنية والأعشاب والطحالب، ويوجد أيضاً “عين حمام الصالحين” الواقعة في ولاية “جندوبة”، و(مدينة الحامة) الغنية بالحمامات المعدنية الطبيعية المشهورة بعلاج أمراض النساء وأمراض الجلد.

في الختام:

السياحة العلاجية هي السفر بعيداً عن مكان إقامة الفرد بهدف العلاج والاستجمام، وتُعَدُّ السياحة العلاجية حالياً من أكبر الصناعات في العالم إن لم تكن الأكبر فعلاً، فقطاع السياحة العلاجية هو فرصة للدول للاستفادة من ثرواتها الطبيعية في بناء مجتمعاتها؛ إذ يزداد الأفراد العابرون للحدود بحثاً عن الصحة يوماً بعد يوم؛ لذا إنَّ أول ما يجب أن تتضمنه الخطط الاستراتيجية للدول هو كيفية تفعيل هذه السياحة والاستفادة من المقومات الطبيعية والبشرية التي سخرها الله تعالى للإنسان والعمل على جذب السياح الأجانب.

المصادر:

  • 1، 2
  • الياس عياشي، الخدمات السياحية والفندقية والتنمية الحضرية في جيجل، كلية العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، جامعة منتوري قسنطينة.
  • يزن دشداش، السياحة العلاجية في الجزائر كمدخل لتحقيق التنمية المحلية، كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، جامعة محمد البشير الإبراهيمي، الجزائر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى