سياحة و سفر

6 أسئلة حول السفر الآمن برفقة أطفال غير مطعمين


تتوقف مخاطر كوفيد-19 المرتبطة بالسفر إلى حد كبير على كيفية سفرك، ووجهتك، وبمن ستختلط، وما النشاطات التي ستقوم بها، ويمكن للوالدين بتقييم هذه المتغيرات، واتخاذَ قراراتٍ مدروسة بشأن خطط السفر الخاصة بهم.

أولاً: ما مقدار الخطر الذي يشكله كوفيد-19 على الأطفال؟

ينبغي النظر في نوعين من المخاطر عند التفكير في كوفيد-19 والأطفالِ غير المطعمين، الخطر المباشر على الطفل، وخطر انتقال العدوى للآخرين.

إنَّ احتمال إصابة الأطفال بحالات خطرة من الفيروس أقل بكثير من البالغين، ونسبة وفاتهم كذلك، لكنَّ هذا لا يعني أنَّها معدومة؛ إذ تسببَ الفيروس بوفاة ما يقارب الـ 500 طفل في الولايات المتحدة، والذين تبلغ أعمارهم 17 عاماً أو أقل، كما يعاني بعض الأطفال أيضاً من كوفيد-19 المزمن متمثلاً بالآثار التي خلَّفها الفيروس، والتي ما تزال عصيةً على الفهم.

لوضع الأمور في نصابها، فإنَّ عدد الوفيات بسبب الإنفلونزا في موسم الإنفلونزا المعتاد يتراوح بين 150 و200 طفل في الولايات المتحدة، لكن أُعلن عن حالة وفاة واحدة لطفل بسبب الإنفلونزا في موسم الأنفلونزا لعام 2020-2021 في العام الماضي كان كوفيد-19 أحد أكثر أسباب الوفاة المتعلقة بالأمراض المُعدية شيوعاً بين الأطفال.

لكن حتى عندما لا تتدهور الحالة الصحية للأطفال جراء الإصابة بـ كوفيد 19، أو تظهر عليهم أعراض المرض، فما يزال بإمكانهم نقل الفيروس لغيرهم من الأطفال أو حتى للبالغين.

إنَّ معدل انتقال فيروس سارس-كوف-2 (SARS-CoV) من طفل إلى شخص بالغ يُقارب نصف معدل انتقال الفيروس من البالغين إلى الأطفال؛ لذلك حتى عندما تكون المخاطر منخفضة على الأطفال، فإنَّ انتقال العدوى للأطفال والبالغين الآخرين غير المطعمين ما يزال مصدر قلق كبيراً.

ثانياً: هل السفر براً آمنٌ أكثر من السفر جواً؟

أنت تقابل أشخاصاً في أثناء سفرك في كثير من الأحيان أكثر ممَّا تفعل في حياتك اليومية، وهذا ما يزيد تلقائياً من احتمال الاحتكاك بشخص مصاب بـ كوفيد-19.

تحتاج العائلات عند السفر جوَّاً إلى الأخذ بالحسبان عددَ الأشخاص الذين يختلطون بهم في المطارات وعلى متن الطائرة كذلك؛ إذ يقابل المسافرون داخل المطارات كثيراً من الناس من مختلف أنحاء البلاد، ومن حول العالم كذلك، لكن يُشترط لتقليل المخاطر ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة طوال الوقت في المطارات.

أمَّا على متن طائرة، فقد يجلس المسافرون بالقرب من غرباء لبضع ساعات، وقد لا يلتزم هؤلاء بارتداء الكمامة طوال الوقت، وعلى الرَّغم من أنَّ حالات تفشي المرض قد ارتبطت بالسفر جواً إلا أنَّ التقارير التي تفيد بذلك نادرة لحسن الحظ.

من المرجح عموماً أن يكون السفر بالسيارة أكثر أماناً؛ إذ يقتصر الاختلاط بالناس على محطات الاستراحة القليلة، وفترات الراحة القصيرة لتناول الطعام.

ثالثاً: كيف تؤثِّر الوجهة في خطر الإصابة؟

لا بُدَّ من مراعاة الخطر الحقيقي المتعلق بمعدل حالات الإصابة بكوفيد-19، سواء كان الشخص في بلده أم مسافراً بعيداً، ومن ذلك انتشار حالات الإصابة بالمتغير دلتا؛ فعندما ترتفع معدلات الإصابة في الوجهة التي تقصدها، تصبح أقل أماناً بالعموم من مكان آخر ذي معدلات إصابة منخفضة ومستقرة.

شهدت الأسابيع الأخيرة أعلى معدلات للإصابة بـ كوفيد-19 في المجتمعات التي تتمتع بأدنى معدلات تطعيم، وتتمثل إحدى طرائق تقييم مخاطر وجهةٍ معينة بموازنة أحدث معدلات الإصابة بكوفيد-19، ومعدَّلات التطعيم فيها.

شاهد: 10 محظورات لا تفعلها على متن الطائرة

 

رابعاً: ما هي أنواع التجمعات الآمنة في ظل انتشار الفيروس؟

عندما يسافر الناس، فإنَّهم يتواصلون مع غرباء وأصدقاء وأفراد من العائلة لا يقابلونهم في الوطن، وإنَّ عمليات التفاعل هذه التي يسميها علماء الأوبئة “الاختلاط” تزيد من فرص تعرُّض الناس لفيروس السارس-كوف-2.

الخطر الإضافي الناجم عن هذا الاختلاط يعتمد على حالة التطعيم لدى الأشخاص الذين التقيتهم وعددهم وطبيعة ذلك اللقاء ومدته، فإذا خالطت ناساً عديدين لعدة ساعات، فالخطر أكبر ممَّا لو كان العدد قليلاً ولمدة قصيرة، وإذا كان جميع من ستقابلهم تقريباً قد تلقوا اللقاح، فالخطر سيكون منخفضاً للغاية، لكن مع ارتفاع عدد الأشخاص غير المطعمين، سترتفع المخاطر كذلك.

خامساً: ما هي أنواع الأنشطة الآمنة؟

تنص إحدى القواعد العملية الهامة على أنَّ الوجود في الهواء الطلق أكثر أماناً من الأماكن المغلقة؛ إذ يمكن للفيروس أن يبقى في الهواء لبعض الوقت في الأماكن المغلقة، ممَّا يزيد من احتمال التعرض له، وبينما يتلاشى الفيروس في الهواء الطلق بسرعة، ما يقلِّل تقليلاً كبيراً من فرص التقاط العدوى من شخص مصاب بالفيروس.

القلق الرئيسي بخصوص الاختلاط في الهواء الطلق هو عندما يقترب الناس من بعضهم بعضاً لفترات طويلة، فقد ينطوي الجلوس المتقارب لعدة ساعات لحضور لعبة بيسبول أو مهرجان موسيقي مثلاً على بعض المخاطر، وخاصةً في حال عدم الالتزام بارتداء الكمامات، وانخفاض معدل التطعيم في المجتمع، أمَّا بالنسبة إلى الأطفال الذين يلعبون معاً، فالمصارعةُ على العشب ستكون أخطر على صحتهم من لعب كرة القدم أو رميِ الصحن الطائر.

سادساً: ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتفادي خطر العدوى؟

أيُّ قرار يُتخذ لن يكون مناسباً للجميع، وسيحتاج الآباء جميعهم إلى تقييم المخاطر، واتخاذ القرارات التي تناسبهم، وسيؤدي السفر حتماً إلى الاحتكاك مع أطفالٍ وأشخاص بالغين غير مطعمين، لكنَّ العامل الذي سيحدد الخطر هو مدى هذا الاحتكاك.

في الختام:

من الهام أن تتذكر أنَّ التطعيم ليس سوى إحدى الأدوات التي يمكن استخدامها لتقليل المخاطر؛ لذلك انظر في استخدام الكمامات في الأماكن المغلقة قدر الإمكان، فهي تقلِّل من انتقال العدوى، وقد ثبُت أنَّها مكملٌ فعَّال للتطعيم، فإنَّ ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة والعامة – حتى لو لم يكن طوال الوقت – يقلِّل من المخاطر تقليلاً كبيراً.

يجب على العائلات مناقشة التوقعات، والمخاوف قبل السفر بين أفراد الأسرة، ومع الآخرين الذين يودُّون لقاءهم، وقد تكون هذه النقاشات صعبة؛ إذ يجب على الناس التحدث بصراحة وصدق، ومن دون إصدار أحكام بشأن من طُعموا ومن لم يفعل بعد، والاتفاق مسبقاً على مجموعة من القواعد، وبعدئذ، افعل ما بوسعك للاستمتاعِ بإجازتك.

المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى