4 فوائد للسفر حول العالم تجعلك شخصاً أفضل
فيما يأتي 4 فوائد للسفر حول العالم تجعلك إنساناً أفضل:
1. تعزيز القدرة على الصبر:
يقول الفيلسوف الفرنسي “جان جاك روسو” (Jean Jacques Rousseau): “الصبر مرٌّ مذاقه؛ لكنَّ ثماره حلوة شهية”.
يضطر الإنسان عند السفر إلى الانتظار في الطوابير لزيارة أحد المتاحف أو حجز رحلة جوية مثلاً، ولتحمل رحلات الحافلة الطويلة، ومعاملة الباعة المزعجين، وغيرها من المواقف التي تحدث على نحو متكرر في أثناء السفر، ويجب التحلي بالصبر لمعاملة هذه المواقف بحكمة، فيكون المرء في مثل هذه المواقف أمام خيارين؛ إمَّا أن يسمح لها بإحباطه، أو يعاملها بهدوء، وإنَّ النتيجة واحدة في كلتا الحالتين؛ أي إنَّك ستتعلم الصبر؛ إذ لم أعد أنزعج من الانتظار في أثناء الازدحامات المرورية؛ لأنَّني سبق أن قضيت 5 ساعات على الحدود الفاصلة بين “نيكاراجوا” و”كوستاريكا”، ولقد ساعدني السفر على زيادة قدرتي على الصبر أكثر من أي استراتيجية أخرى.
2. الشعور بالامتنان:
تقول الكاتبة الأمريكية “ميلودي بيتي” (Melody Beattie): “الامتنان هو مفتاح الخير والرغد في الحياة؛ لأنَّ الإنسان يقنع بكفاية ما لديه عندما يكون ممتناً”.
ما من شيء يجعلك تقدِّر ظروفك ووضعك والنِّعَم التي تحظى بها في حياتك كما يفعل السفر؛ فقد يكون الأمر ببساطة أن تشتاق في أثناء سفرك لصنف طعام موجود في بلادك، أو قد يكون الامتنان عميقاً عندما تدرك ظروف تنشئتك المريحة مقارنةً مع سكان البلدان الأخرى مثلاً؛ فالامتنان عاطفة قوية جداً، وتسهم ممارسته في إحداث تغييرات إيجابية وجذرية في حياتك.
تطوعت قبل عدة سنوات في مدرسة ابتدائية في “نيكاراجوا” لمدة 3 أشهر، ولم يمتلك الأطفال هناك كثيراً من مقومات الحياة والممتلكات المادية؛ لكنَّهم بدوا سعداء ومتفائلين للغاية، وأصبحتُ أكثر امتناناً للنعم الموجودة في حياتي بعد أن شهدت بأمِّ عينيَّ الابتسامات التي علت وجوههم ورضاهم وقناعتهم بالأشياء القليلة التي يمتلكونها، وقد أسهم شعوري بالامتنان في تحسين حياة الآخرين من حولي وزادهم تفاؤلاً بدوره.
شاهد بالفيديو: 7 تغييرات إيجابية يحدثها السفر في حياتك
3. تحفيز التفكير والوعي الذاتي:
يقول الفيلسوف الأمريكي “هوارد ثورمان” (Howard Thurman): “لا تسأل عمَّا يحتاج إليه العالم؛ بل عمَّا يجعلك تنبض بالحيوية والحماسة، وامضِ في سبيله؛ لأنَّ العالم يحتاج إلى أفراد ينبضون بالحياة”.
يكون الإنسان في أفضل حالاته عندما يستثمر كافة إمكاناته ومواهبه في تطوير نفسه، ويُعَدُّ السفر طريقة مثالية لاكتشاف هذه الإمكانات، ويمكنك أن تتصرف وتكون كما تشاء وكما يحلو لك في أثناء السفر، الأمر الذي يساعدك على استكشاف ذاتك وقدراتك؛ فقد تكتشف أنَّ شريكك لا يناسبك مثلاً، أو تعثر على شغفك ورسالتك الوجودية في الحياة خلال السفر.
عندما أعود بالزمن إلى الوراء أكتشف أنَّ التغييرات الجذرية التي حدثت في حياتي تمت خلال أسفاري، فقد اتخذت قراري بجعل السفر محور حياتي عندما كنت متطوعة في “شرق إفريقيا” قبل عدة سنوات، واكتشفت شغفي بالكتابة عندما كنت أدرِّس اللغة الإنجليزية في “كوريا الجنوبية” وأكتب عن تجربتي في المدونة، كما أنَّني أدركت ضرورة إنهاء علاقة سقيمة طال مداها عندما كنت ذاهبة في رحلة وحدي إلى الساحل الشرقي، لقد أصبحت شخصاً أفضل عندما بدأت أعيش حياة توافق شخصيتي وشغفي.
4. توسيع المدارك الفكرية:
يقول الكاتب الأمريكي “مارك توين” (Mark Twain): “يقضي السفر على التحيز، والتعصب، وآفاق التفكير الضيقة”.
ليس ثمَّة أسهل من وضع الفرضيات؛ لكنَّ تفهُّم الاختلافات القائمة بين الشعوب وتقديرها يُعَدُّ صعباً جداً، فتقتضي إحدى أفضل الطرائق المتبعة في التعرف إلى الشعوب والأماكن الأخرى أن تزورها، وتتواصل مع سكانها شخصياً؛ إذ يتيح لك التعرف إلى الثقافات الجديدة بصورة شخصية إمكانية اكتشاف القواسم المشتركة، وتقدير الاختلافات.
لقد نشأت في بلدة صغيرة يتشارك سكانها ثقافة واحدة، وما كنت لأمتلك الأفكار والرؤى ووجهات النظر التي أمتلكها اليوم لولا السفر، فلو أنَّني لم أسافر لما استطعت تكوين صداقات في الخارج، ولا التعرف إلى الثقافات المختلفة، والأهم من هذا كله ما كنت لأدرك الخير، والروعة، والعظمة الكامنة في العالم من حولنا.
في الختام:
إنَّ الصبر، والامتنان، والوعي الذاتي، والعقل المنفتح من أبرز سمات العظماء، وهي خصائص يمكن اكتسابها من خلال السفر كما ورد آنفاً في المقال، وعلى الرَّغم من أنَّ السفر أو التطوع في الخارج يكون له الأثر الأكبر في تنمية الشخصية فإنَّ القيام برحلة لمنطقة أو مدينة قريبة لم يسبق أن زرتها سيفي بالغرض، فلا بد أن تحقق النماء عندما تتجاوز منطقة راحتك، وتكتشف أفكاراً، وأماكن جديدة، وتعامل أشخاصاً جديدين، فيصبح الإنسان شخصاً أفضل عندما يحقق النماء.