كيف يمكن للسفر أن يغير تصورات الأشخاص عن العالم؟
يعد السفر فرصة رائعة للأشخاص للعيش باستمتاع بعيداً عن صخب الحياة ومشاحناتها، وعلى الرغم من أنَّ السفر يكلف مبالغ باهظة الثمن بدءاً من سعر التذكرة وصولاً إلى طريق العودة، فتعد تجربته من أمتع التجارب التي يمكن أن يعيشها الإنسان في حياته، فيجد الإنسان أنَّ لا قيمة للمال أمام الصحة النفسية التي سوف يكتسبها، فيجعل السفر الإنسان يعيش ذكريات طوال عمره لا تُقدَّر بثمن.
إضافة إلى أنَّ السفر يجعل الأشخاص يفكرون بممارسة مغامرات لم تخطر على بالهم من قبل، فيتغلب الفرد في الرحلة على جميع مخاوفه سواء من المكان الغريب الذي سيذهب إليه أم مقابلة الأشخاص من بيئات مختلفة والانخراط معهم.
إضافة إلى ذلك، يجعل السفر الإنسان غير مهتم بلون وجنس وعمر وثقافة الأشخاص الآخرين، فهم لا يحددون هويته، فلكل فرد طابع خاص به جميل ومحبوب، كما يجعله يتقبَّل ثقافات الشعوب الأخرى ويحتضنها ويستمتع بالعيش فيها.
كما أنَّ السفر يجعل الإنسان متفهماً لنفسه يكتشف ما هي نقاط ضعفه خلال تعامله مع الأفراد ويعزز نقاط قوته، فالتعرف إلى أشخاص جدد من بيئة مختلفة هو أمر يتطلب شجاعة كبيرة، وهذا ما يجعل الفرد متفهماً لنفسه بشكل أكثر، فالسفر يخلِّص الفرد من ضغوطات الحياة التي يمر بها من خلال انعزاله عن عالم العمل، وهذا ما يجعل عقله الباطني يفكر بالأمور التي تجعله سعيداً لتطبيقها.
من إيجابيات السفر التفكير بالمشكلات التي قد تصيب الفرد، أو في حال كان سيأخذ قراراً مصيرياً في حياته فهو يمنحه المساحة التي يحتاجها ليعود بشكل أقوى لممارسة حياته.
كما أنَّ له علاقة بالوعي، فوعي الإنسان عما يحدث حوله يجعله ينظِّم عواطفه ويقوي ذهنه ويرفع من معنوياته، ويعود ذلك إلى التخلص من أدوات التكنولوجيا الحديثة وتأمُّل وتقدير الطبيعة بشكل أفضل.
في حال كان يكلف السفر كثيراً من المال ويمنعك من عيش حياة الاسترخاء قليلاً، فيمكن ادخار بعضه أو الحصول على قروض.
كيف يمكن للسفر أن يجعل الإنسان ناجحاً؟
يعد السفر من أحد أسباب نجاح الإنسان في حياته، وسبب هذا النجاح:
- يجبر السفر الإنسان على تغيير عاداته بما يلائم المكان الذي ذهب إليه، سواء أكان تغيير طعامه أم موعد استيقاظه وطريقة التعامل مع الأشخاص المحيطين حسب عادات وتقاليد المكان الذي ذهب إليه، وهذا ما يجعل الإنسان أكثر إبداعاً، وتسمى هذه الطريقة بالخروج من منطقة راحة الفرد.
- يتعلم الفرد ثقافات متنوعة وعادات وتقاليد عديدة، إضافة إلى مشاهدته لأشياء مختلفة، فلكل بلد ثقافة تختلف عن البلد الآخر من حيث أسلوب الحياة مثلاً والطعام إضافة إلى الملابس، وهذا ما يجعل معرفة الفرد متنوعة، وربما تتغير وجهات نظره تجاه العديد من الأفكار.
- يتغير الإنسان خارجياً عندما يرى أشياء مختلفة لأول مرة، فالسفر يمنحه الإلهام للعيش بحياة أفضل.
- اتخاذ قرارات حاسمة تجاه كثير من المواقف التي تتطلب قراراً فورياً دون تفكير، مثلاً الإقامة في البلاد وتجربة الطعام الذي تتذوقه لأول مرة وإلى أين يمكن الذهاب، واتخاذ هذه القرارات البسيطة يجعل الفرد قادراً على تعزيز ثقته بنفسه بشكل أكبر.
- يعلم الفرد كيف يمكنه مواجهة الأوضاع الصعبة، فبشكل عام يحدث فشل في الخطة التي تم وضعها لمتابعة السفر ولا تسير حسب ما هو متوقع، فإذا تقبَّل الفرد هذا الفشل فسيجعله يتحمَّل المواقف السيئة التي تحلُّ به في الحياة العادية ويجعله صبوراً.
- يساعد السفر على تحسن القدرات العقلية للفرد، فهو يقلل من توتره، وهذا يجعله يركز بشكل أفضل على مهامه وحياته.
- يجعل السفر الإنسان مستقلاً بذاته يعتمد على نفسه من خلال تعزيز قدراته بعيداً عن التأثيرات الخارجية التي تصيبه كتدخل العائلة والعادات والتقاليد المتبعة في بلاده.
- يمنح السفر الإنسان مهارات متنوعة وعديدة بسبب انخراطه بالأصدقاء وثقافاتهم، فيمكن من خلالهم تعلم لغتهم والمهارات المكتسبة لديهم إضافة إلى تبادل الخبرات.
- يصبح الإنسان مرناً في التعامل بسبب تعامله مع عدة قوانين لم يكن يعرفها من قبل.
شاهد بالفديو: لماذا يُعدُّ السفر والعيش في مكان آخر أمراً مفيداً؟
ما هي الأسباب التي تجعل الفرد يسافر إلى الخارج؟
تختلف غاية السفر وتتعدد أسبابه، فيظل الإنسان يبحث باستمرار عما هو جديد له، ومن الأسباب التي تجعل الفرد يسافر إلى الخارج:
- السفر بهدف الدراسة للحصول على شهادة جامعية وبالأخص من الدول الأوربية، فتعد جامعات هذه الدول من أقوى الجامعات حول العالم؛ وذلك بسبب قوة التعليم الموجود فيها، إضافة إلى أنَّ مَن يحصل على شهادة جامعية من هذه الدول يجد عملاً بسهولة.
- من أهم أسباب السفر الذهاب من أجل العلاج، فبعض الأمراض لها علاج في دول محددة؛ إذ تقدِّم هذه الدول خدمات خاصة للعلاج غير متوفرة في دول أخرى.
- يسافر كثير من الأشخاص بهدف الرياضة إما للمشاركة بالأولمبياد أو فعاليات رياضية مختلفة، أو بهدف مشاهدة مباراة تُقام في الدولة التي سيسافر إليها الفرد، كبطولة كأس العالم أو مشاهدة مباراة لفريقه المفضل.
- من لديه حب للاكتشاف والمعرفة وتبادل الثقافات والخبرات إضافة إلى من يرغب في تكوين صداقات ومعارف لاكتساب مهارات جديدة.
- السفر من أجل زيارات الأماكن الدينية المقدسة، وهذا من أكثر الأسباب انتشاراً بين دول العالم، ويكون السفر عندها من أجل اتباع الشعائر الدينية كالسفر إلى السعودية للديانة الإسلامية.
- لحضور المؤتمرات العالمية أو الدولية، فيكون انعقاد هذه المؤتمرات بشكل دوري في أماكن مختلفة من دول العالم.
- السفر من أجل الترفيه عن النفس والسياحة؛ وذلك بزيارة الأماكن السياحية كالمحميات الطبيعة التي توجد فيها حيوانات مُهدَّدة بالانقراض والاختفاء، أو إلى المدن الخاصة بالرفاهية، إضافةً إلى التسوق؛ وذلك بالذهاب إلى المدن التي توجد فيها محلات ضخمة شرائية فيها منتجات عالية الجودة كمدينة باريس ولندن.
- السفر إلى الشواطئ والمنتجعات وخاصة في البلاد التي تطلُّ على البحر الأبيض المتوسط إضافة إلى دول الخليج.
فوائد السفر إلى الخارج:
- إنَّ السفر يجعل الإنسان أكثر إبداعاً عما هو عليه، فهو أساس العمل في الحياة، ولا يمشي سوق العمل دون وجوده، وقد أصبح من السهل الاستغناء عن جميع الأعمال التي تتم بشكل روتيني ومتكرر، كما أظهرت الدراسات أنَّ الأشخاص المسافرين باستمرار أكثر إبداعاً من غيرهم ويستطيعون حل المشكلات فور حصولها.
- يساعد السفرُ الطلابَ على مواظبة تحصيلهم العملي والأكاديمي معاً، وخاصة من خلال الرحلة العلمية التي تقام لهم والمتعلقة باختصاصهم، كما تزداد لديهم الثِّقة بالنفس بعمر صغير ويصبحون قادرين على اكتساب المهارات والخبرات الجديدة، ويعزز لديهم الإحساس بالاستقلالية.
- يتيح لأصحاب الشركات والأعمال التعرف إلى أشخاص يمكن أن يدخلوا شركاء في العمل، وهذا يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والمردود معاً، ويمكن من خلال المعرفة أن تزاد الأفكار التجارية ووضع خطط للسوق يمكن من خلالها زيادة الأرباح.
- يعد السفر هاماً جداً للرجل، فهو يعزز لديه صفات الرجولة بشكل حقيقي، كالصدق في التعامل للحصول على ثقة الفرد المقابل، إضافة إلى تمتعه بصفة الهدوء نتيجة لحظات التأمل والصفاء الذهني التي عاشها، كما يكون قادراً على حماية نفسه، ومع مرور الوقت حماية الوسط المحيط به نتيجة السفر بشكل فردي، كما تتفاقم لديه الشجاعة بسبب المواقف التي يمر فيها والتي تحتاج إلى قرارات جريئة وحاسمة.
- الخروج من مشاعر الضغط والخوف التي تنجم عن ضغط العمل، فيقلل السفر من التوتر من خلال الابتعاد عن روتين الحياة اليومية والقيام بنشاطات كان من الصعب القيام بها، وهذا ما يؤثر بشكل إيجابي في التعامل مع الأفراد المحيطين بك عند العودة بسبب التخلص من هذه المشاعر.
- بيَّنت الدراسات أنَّ من يسافر إلى الخارج يصبح أكثر فهماً لذاته؛ لأنَّه يجعل الفرد منفتحاً على نفسه بشكل أوسع ويفهمها بشكل أفضل.
- يمكن للسفر أن يعزز قدرة التعاطف مع الآخرين؛ وذلك عن طريق مقابلة كثير من الأشخاص الذين مروا بظروف مختلفة.
في الختام:
لقد ذكرنا في هذا المقال كيف يمكن للسفر أن يغير تصورات الأشخاص عن العالم، إضافةً إلى فوائد السفر الإيجابية على حياة الإنسان، وما هي الأسباب التي تجعل الفرد يفكر بالسفر خارجاً.