التراث الإماراتي وعناصره
كما أنَّ السيَّاح في الإمارات يشعرون بسهولة الحياة اليومية؛ فبإمكانهم التواصل مع المصارف أو شركات تأجير السيارات أو سيارات الأجرة أو شركات الاتصالات المختلفة ومختلف الشركات المسؤولة عن تأمين الخدمات الأساسية، ويمكن إيجاد معظم تلك الخدمات بشكل أسهل في الفنادق.
تتألف الإمارات من سبع إمارات متَّحدة، وهي:
1. أبو ظبي:
أكبرها وهي العاصمة التي شهدت تطورات مميزة في السنوات الأخيرة.
2. دبي:
الثانية من حيث المساحة، وهي مميَّزة بتنوعها الثقافي.
3. الشارقة:
تحتل فيها الثقافة مرتبة عالية فسُمِّيَت بعاصمة الثقافة العربية.
4. عجمان:
تتميَّز بنهضتها الصناعية.
5. أم القيوين:
هي من المناطق الأقدم في البحث عن اللؤلؤ في العالم.
6. رأس الخيمة:
عُرِفت قديماً باسم جلفار، والتي تشهد نمواً اقتصادياً ملحوظاً.
7. الفجيرة:
عُرِفت سابقاً باسم أرض عمالقة البحار ذات الموقع الاستراتيجي الذي ساهم في تطورها كثيراً.
أما التراث الإماراتي وعناصر التراث الإماراتي فكثيرة، وسيُحدِّثك مقالنا اليوم عن أهم عناصره وأكثرها تميزاً، فتابع القراءة.
ما هو التراث الإماراتي؟
التراث الإماراتي هو مزيج من العادات والتقاليد والسلوكات التي يتميز بها الشعب الإماراتي عن غيره من الدول العربية والأجنبية، والتي تجعله يعيش نمط حياة متفرِّداً يضم ثقافة مميزة في الطعام والحرف اليدوية والأعمال والفنون وكل ما تم توارثه من الأجداد، وبالرغم من أنَّ الإمارات احتضنت الحداثة ولحقت التطور، لكنَّها تحاول الحفاظ على تراثها للأجيال القادمة وتتغنى به باستمرار؛ وذلك من خلال إقامة الاحتفالات والمهرجانات التي تعرِّف العالم بهذا التاريخ الغني والعريق على مرِّ سنوات وقرون.
عناصر التراث الإماراتي:
يضم التراث الإماراتي مجموعة من العناصر الرئيسة التي تميزه، وفيما يأتي أهم عناصر التراث الإماراتي:
أولاً: الملابس
الأزياء الشعبية هي رمز وعنصر من أهم عناصر التراث الإماراتي ورمز للهوية العربية أيضاً، وبالرغم من تشابه الملابس في شبه الجزيرة العربية بشكل عام، لكن لكل دولة اختلافات تميزها، فملابس الرجال في الإمارات عبارة عن ثوب يسمى الكندورة أو الدشداشة؛ وهو ثوب طويل يفصَّل بقماش أبيض يصل طوله للكاحل ليس فيه أزرار على الجزء السفلي منه ولا يحتوي على ياقة، ويُرتدَى تحته الإزار وعلى الوسط قطعة قماش تسمى الطربوشة أو الفروخة هي مجموعة خيوط بنفس لون الثوب، أما الشبت الذي يُرتدَى فوق الكندورة فهو لباس معروف لدى العرب؛ وهو عباءة بلا أكمام ذات لون أسود غالباً ومزيَّنة بتطريز ذهبي أو فضي.
أما لباس النساء فمميز بزخرفته، وتشمل الجلاية وتسمى أيضاً الكندورة؛ وهي فستان واسع مطرز أو سادة يُرتدَى فوقه جلباب من الحرير أو القماش الشفاف أو المخرم لتظهر الكندورة تحته، ومميز بالرقبة الواسعة والأكمام المطرزة، ومن القطع الأساسية تحت الكندورة السروال والذي تتنوع أنواعه، أما البرقع فهو غطاء للحاجبين والفم والأنف مصنوع من قماش ورقي، والشائع منه هو اللون الذهبي.
ثانياً: المأكولات
يشمل التراث الإماراتي الطعام أيضاً، فتتميز الإمارات بوجود بعض الأكلات التي تعد من عناصر التراث الإماراتي، وأهمها ما يأتي:
1. الجباب:
هو نوع من الفطائر يُقدَّم مع الطحينة أو الدبس أو الجبن وما شابه، ويمكن عدها من الحلويات.
2. الخمير:
هو خبر يضاف إليه سمسم وزعفران وكركم ويُخبَز على الفحم.
3. البلاليط:
التي تُقدَّم بوصفه وجبة إفطار، وهي شعيرية يعلوها بيض مقلي.
4. خبز الرقاق:
هو خبز رقيق جداً من أشهر أنواع الخبز في الإمارات، يوضع فوقه العسل والجبن أو البيض.
5. الجامي:
من الأكلات القديمة في الإمارات والتي تُقدَّم بوصفها وجبة فطور، ويتم إعدادها باللبن ويضاف إليها السمن.
6. الغوزي:
تُقدَّم مع الذبيحة وخاصة في المناسبات، وهي أكلة تضم الحمص المجروش والبطاطا والبصل والصنوبر.
7. المالح:
هي أكلة سُمِّيَت بهذا الاسم لأنَّها تحتوي سمك الجباب الذي يدفن في كمية كبيرة من الملح، ويُطبَخ السمك إلى جانب الأرز.
8. المجبوس:
هي أكلة تُحضَّر من الأرز مع اللحم أو مع السمك أو الدجاج.
9. الثريد:
من الأكلات المحبوبة جداً والتي تُصنَع من خبز الرقاق الذي يسقى بمرق اللحم وتوضع الخضار المتنوعة واللحم فوقها.
10. الهريس:
أكلة مشهورة جداً تُقدَّم في المناسبات السعيدة، وهي قمح مجروش مطهو مع اللحم أو الدجاج، تُقلَّب على النار إلى أن تصبح لينة جداً.
11. الحلويات:
تشمل أنواعاً متعددة أشهرها اللقيمات المميزة بإضافة الزعفران ودبس التمر، والخبيص المصنوع من السميد أو الطحين، والساقو المصنوع من نوع من النبات ويضاف إليه سكر ونشاء وزعفران، والعصيدة المصنوعة من الطحين والسكر ودبس التمر والسمن، والخنفروش وهي أقراص مقلية معدة من الطحين ودقيق الأرز والبيض والسكر، والبثيث المكون من الدقيق والتمر والهيل والسمن، والرنجينة بالتمر المشهورة في الأعياد بكثرة ومكونة من الدقيق والهيل ومعجون التمر والسكر والقرفة والزبدة.
ثالثاً: الأمثال الشعبية
تضم عناصر التراث الإماراتي المشهورة الأمثال الشعبية التي تميزها كما يتميز أي بلد آخر، وأبرز الأمثال ما يأتي:
- أمثال عن الخبز مثل: “عط خبزك للخباز لو أكل نصه”.
- أمثال عن التمسك بالأرض مثل: “من طلع من داره قل مقداره” و”من زرع في بلد غير بلده لا له ولا لولده”.
- أمثال عن الكرم مثل: “إذا بغيت الجود دق أهله”.
- أمثال عن التعاون مثل: “الناس بالناس والكل بالله”.
- أمثال عن العلم مثل: “الحي يحييك والميت يزيدك غبن”.
رابعاً: المواقع الأثرية والتراث المعماري
توجد في الإمارات مجموعة من أهم المواقع الأثرية التي تعد من أهم عناصر التراث الإماراتي، وأبرزها ما يأتي:
1. منطقة العين:
هي مركز التراث في أبو ظبي، وتندرج في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمية، وتضم ست واحات ومواقع أثرية تعد مثالاً عن التراث المعماري، مثل قلعة الجاهلي وقصر المويجعي.
2. موقع أم النار:
أيضاً يقع في أبو ظبي يلقي الضوء على حياة السكان السابقة وثقافتهم.
3. موقع جميرا الأثري:
يقع في دبي وهو موقع يعود للعصر العباسي يضم عديداً من المباني الحجرية.
4. موقع المليحة:
يقع في الشارقة ويعود إلى ما قبل الميلاد، ويدل المكان على التواصل بين المنطقة والمناطق المجاورة.
5. موقع جزيرة الأكعاب:
يقع في أم القيوين، ويعود الموقع إلى العصر الحجري.
6. متحف عجمان:
الذي يدل على تاريخ الإمارة ويعود إلى القرن الثامن عشر الميلادي.
7. مسجد البدية:
يقع في الفجيرة ويعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي.
خامساً: الحرف التقليدية
يضم التراث الإماراتي مجموعة حرف كان يعمل بها الرجال والنساء جنباً إلى جنب، وأبرزها الآتي:
1. صناعة الخوص:
كانت النساء تجدل أوراق سعف النخيل لتصبح كالضفيرة، ثم تصنع السلال أو الحقائب أو أغطية الطعام وكثير من حاجيات المنزل من تلك الجدائل.
2. صناعة الخناجر والسيوف:
التي تعد حرفة هامة لتفاخر أهل الإمارات بسيوفهم وخناجرهم، وتضم الصناعة مرحلة الزخرفة التي تتم على أيدي النحاسين.
3. التلي أو الوسم:
حرفة خاصة بالنساء وهي التطريز بخيوط معدنية وأداة تدعى “الكاجوجة”.
4. السدو:
هي حرفة صناعة الخيم والسجاد بخيوط تسمى السدو، والآن يتم تصنيع كثير من المنتجات فيها.
5. صناعة القراقير:
الصيد من المهن الرئيسة، ولقد استُخدِمَت فيه أدوات كانت تُعرَف صناعتها بأنَّها من أهم الصناعات، والقرقور هو أداة بشكل كهف منسوج من الأسلاك.
كيف نحافظ على التراث الإماراتي؟
التراث الإماراتي غني جداً؛ لذلك الحفاظ عليه مسؤولية كبيرة سواءً المباني والآثار القديمة أم السلوكات والنشاطات والأعمال التراثية، وتبذل الدولة جهوداً حثيثة في المحافظة عليها؛ وذلك من خلال الترميم والحراثة وتعريف الجميع بهذا التراث الإماراتي من خلال كثير من الفعاليات الثقافية والمهرجات التي تقام بشكل دائم، مثل مهرجان قصر الحصن في أبو ظبي، والمهرجان الوطني للحرف والصناعات التقليدية في العين، ومعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية.
في الختام:
يساعد التراث الإماراتي الجميع على التعرف إلى هوية الدولة الثقافية، ولقد تحدَّثنا في مقالنا عن أهم عناصر التراث الإماراتي، كاللباس التقليدي للرجل الإماراتي والمرأة أيضاً، والأكلات الإماراتية المشهورة مثل الجباب والخمير والبلاليط والحلويات مثل الخبيص والساقو، كما ذكرنا بعض الأمثلة الشعبية المنتشرة والتي تعكس الخبرة الحياتية في الإمارات.
كما تحدَّثنا عن أهم الحرف اليدوية التي تميز فيها شعب الإمارات، منها ما هو للرجال ومنها ما هو للنساء ومنها الحرف التي يمكن للجميع العمل بها، وأهم تلك الحرف صناعة الخوص وصناعة الخناجر والسيوف وحرفة السدو وصناعة القراقير التي تعود أهميتها إلى أهمية الصيد في الإمارات.
أما المواقع الأثرية والتي تدل على التراث المعماري فكثيرة هي، مثل موقع العين وموقع أم النار وموقع جميرا الأثري وأيضاً موقع المليحة، ويتم الحفاظ على التراث الإماراتي من خلال الصيانة المستمرة والتعريف بذلك التراث عبر الفعاليات والمهرجانات المتنوعة التي تقام سنوياً.