عدد المحيطات في العالم وأسماؤها
سوف نستكشف معاً عجائبها الطبيعية، وتنوعها البيولوجي الفريد، وأهميتها الحيوية في توازن النظام البيئي العالمي، فلنبدأ رحلتنا في عالم محيطات الأرض، مصدر الحياة ومستودع أسرارها العميقة.
عدد المحيطات في العالم:
تُغطِّي المياه ما نسبته 71% من سطح الأرض تقريباً، وتُعدُّ المحيطات جميعها محيطاً واحداً ينقسم إلى عدة محيطات رئيسة.
إنَّ عدد المحيطات في العالم خمسة، وأسماء المحيطات هي كالآتي: المحيط الهادئ، المحيط الأطلسي، المحيط الهندي، المحيط المتجمد الشمالي، المحيط المتجمد الجنوبي.
1. المحيط الهادئ:
هو الأكبر، يحتل 28% من مساحة الأرض الكلية، ويقع في نصف الكرة الغربي بين المحيط الجنوبي وأستراليا وآسيا، ويعد هاماً جغرافياً ليس فقط لمساحته ولكن لأنَّه كان مساراً تاريخياً رئيساً للتنقيب والهجرة.
2. المحيط المتجمد الشمالي:
هو الأصغر ومحاط بالكامل باليابسة، فتُحيط به أمريكا الشمالية وأوراسيا بشكل أساسي، ويعيش فيه كثير من أنواع الكائنات البحرية المهدَّدة بالانقراض.
3. المحيط الجنوبي:
يُحيط بالقارة القطبية الجنوبية بشكلٍ كامل، ويوجد به العديد من الكائنات المهدَّدة بالانقراض مثل طائر القطرس.
4. المحيط الأطلسي:
هو ثاني أكبر المحيطات، يُغطِّي 22% من سطح الأرض، ويُشكِّل 26% من مساحة المسطَّحات المائية الكُليَّة.
5. المحيط الهندي:
يُشكِّل 20% من المياه على الأرض، ويحدُّ المحيط الهندي من الشمال شبه القارة الهندية، ومن الجنوب المحيط الجنوبي، ومن الشرق الهند الصينية وجزر سوندا وأستراليا، ومن الغرب أفريقيا.
تُعد هذه المحيطات حيوية جداً للنظام البيئي العالمي وللحفاظ على التوازن البيئي والمناخي لكوكب الأرض.
أسماء المحيطات ومعلومات عنها:
فيما يأتي سنتعرف إلى أسماء المحيطات وأهم المعلومات عنها:
1. المحيط الهادي:
المحيط الهادئ هو أكبر مسطح مائي على وجه الأرض ورقم واحد في عدد المحيطات في العالم، يمتد من القطب الشمالي شمالاً إلى المحيط المتجمد الجنوبي جنوباً، ويحده كل من آسيا وأستراليا غرباً والأمريكيتان شرقاً، وتغطي مساحته حوالي 169.2 مليون كم²، أي ما يقارب 46% من إجمالي مساحة البحار و30% من المساحة الإجمالية للكرة الأرضية.
يُعرف المحيط الهادئ بأنَّه موطن لأعمق نقطة في العالم، وهي خندق ماريانا، الذي يصل عمقه إلى حوالي 11,034 متر، ويحتوي المحيط على حوالي 25,000 جزيرة، وهو أكثر من مجموع الجزر الموجودة في باقي محيطات العالم.
تاريخياً، شوهد المحيط الهادئ لأول مرة بواسطة الأوروبيين في أوائل القرن السادس عشر، وأول من شاهده هو المستكشف الإسباني “فاسكو نونيز دي بالبوا” عام 1513، وقد مُنِح الاسم الحالي بواسطة المستكشف البرتغالي “فرديناندو ماجلان” خلال رحلته حول العالم عام 1521.
يُعد المحيط الهادئ أيضاً هاماً جداً من الناحية الجيولوجية والبيئية، فهو يشهد العديد من الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين تحت الماء، والتي يمكن أن تؤدي إلى حدوث تسونامي، كما يواجه المحيط الهادئ العديد من العواصف الاستوائية كل عام، والتي يمكن أن تكون مدمرة جداً.
2. المحيط المتجمد الشمالي:
المحيط المتجمد الشمالي، المعروف أيضاً بالمحيط الشمالي، هو أصغر المحيطات الخمسة في العالم وأقلها عمقاً، ويعد الخامس في عدد المحيطات في العالم، ويقع في المناطق المحيطة بالقطب الشمالي، ويغطي مساحة تُقدَّر بحوالي 14,056,000 كيلومتر مربع.
إنَّ هذا المحيط محاط تمام بأوراسيا وأمريكا الشمالية، ويتميز بغطائه الجليدي الذي يظل موجوداً على مدار السنة، مع تقلصه خلال فصل الصيف.
تتميز المياه في المحيط المتجمد الشمالي بأنَّها الأقل ملوحة بين المحيطات الخمسة، وذلك بسبب قلة التبخر والتدفق الكبير للمياه العذبة من الأنهار والجداول، إضافة إلى الاتصال المحدود بمياه المحيطات الأخرى ذات الملوحة العالية، ويُعد المحيط المتجمد الشمالي من أبرد المناطق في العالم، فقد تصل درجات الحرارة إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر.
تُعد الحياة البرية في المحيط المتجمد الشمالي فريدة ومتكيفة مع الظروف القاسية، وتشمل الدببة القطبية، الفقمات، الحيتان، الطيور البحرية، كما يوجد تنوع في الحياة النباتية، خاصة في المناطق الساحلية والجزر.
من الناحية التاريخية، كان المحيط المتجمد الشمالي موضوعاً للعديد من الرحلات الاستكشافية والبحث عن طرق بحرية جديدة، وفي العصر الحديث، يُعد المحيط المتجمد الشمالي محوراً للعديد من القضايا البيئية، ومن ذلك ذوبان الجليد البحري وتأثيرات التغير المناخي.
3. المحيط المتجمد الجنوبي:
المحيط الجنوبي، المعروف أيضاً باسم المحيط المتجمد الجنوبي أو محيط أنتاركتيكا، هو أحد المحيطات الخمسة الرئيسة في العالم، ويُعد رابع أكبر محيط بعد المحيط الهادئ والأطلسي والهندي؛ لذا هو في المرتبة الرابعة في عدد المحيطات في العالم، وهو يحيط بالقارة القطبية الجنوبية أنتاركتيكا، ويغطي مساحة تُقدَّر بحوالي 20,327,000 كيلومتر مربع.
يتميز المحيط الجنوبي بخصائص فريدة تشمل تياراته المائية القوية التي تدور حول القطب الجنوبي، وهذا يؤدي إلى تشابه في حركة المياه عبر المحيط، وتتراوح درجات حرارة المياه من -2 إلى 10 درجات مئوية، وهذا يجعلها باردة نسبياً وموطناً لتنوع بيولوجي غني.
المحيط الجنوبي غني بالموارد الطبيعية مثل حقول النفط والغاز، ويُعتقد أنَّه يحتوي على رواسب جيدة للذهب والمعادن القيمة الأخرى، كما يُعد مصدراً هاماً للمياه العذبة بفضل الجبال الجليدية العديدة التي تشكله.
تتنوع الحياة البرية في المحيط الجنوبي لتشمل الحيتان الزرقاء، الأوركاس، أختام الفراء، طيور البطريق التي تُعد من أبرز معالم المنطقة، فتتكيف هذه الكائنات مع الظروف القاسية وتعتمد بشكل كبير على العوالق النباتية بوصفها مصدراً للغذاء.
على الرغم من الظروف البيئية القاسية، يُعد المحيط الجنوبي مكاناً حيوياً للأبحاث العلمية، خاصة فيما يتعلق بدراسة تغير المناخ وتأثيره في النظم البيئية البحرية، وقد أدى اهتمام المجتمع الدولي بالحفاظ على هذه المنطقة إلى توقيع اتفاقيات دولية لحماية البيئة والتنوع البيولوجي هناك.
4. المحيط الأطلسي:
المحيط الأطلسي، المعروف أيضاً ببحر الظلمات في الأدب العربي القديم، هو ثاني أكبر محيطات العالم مساحة بعد المحيط الهادئ؛ لذا هو الرقم الثاني في عدد المحيطات في العالم.
يغطي المحيط الأطلسي حوالي 106,400,000 كيلومتر مربع، ما يعادل 20% تقريباً من مساحة الكرة الأرضية و26% من مساحة المياه الكلية في الأرض، ويمتد المحيط في شكل حوض على شكل حرف S يطوق العالم، محدوداً من الشرق بقارتي أفريقيا وأوروبا، ومن الغرب بالأمريكتين.
يتميز المحيط الأطلسي بتنوعه الجغرافي والبيولوجي، فيضم عدداً كبيراً من الجزر والخلجان والمضايق، ويعد موطناً لأنواع متعددة من الكائنات البحرية.
ينقسم إلى المحيط الأطلسي الشمالي والمحيط الأطلسي الجنوبي، ويتصل بالمحيط المتجمد الشمالي في الشمال، وبالمحيط الهادئ من الجنوب الغربي، والمحيط الهندي من الجنوب الشرقي، والمحيط المتجمد الجنوبي في الجنوب.
تاريخياً، أدى المحيط الأطلسي دوراً هاماً في التجارة والاستكشافات البحرية، وكان مسرحاً للعديد من الأحداث التاريخية الهامة، ومن ذلك العصر الاستكشافي الأوروبي الذي أدى إلى اكتشاف العالم الجديد، ومن الناحية الاقتصادية، يعد المحيط الأطلسي من أهم المناطق التجارية في العالم، فقد تجمعت حول سواحله معظم الأقطار الصناعية.
يواجه المحيط الأطلسي عدة تحديات بيئية، ومن ذلك التلوث والصيد الجائر وتغير المناخ، والتي تؤثِّر في التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية فيه.
5. المحيط الهندي:
المحيط الأخير هو ثالث أكبر محيطات العالم، واسمه بين أسماء المحيطات هو الهندي، يغطي ما يقارب 20% من المياه على سطح الأرض، ويمتد من الساحل الشرقي لأفريقيا، عبر الحافة الجنوبية لآسيا، وصولاً إلى السواحل الغربية لأستراليا، ويتصل بالمحيط الجنوبي.
يُعرَف بأنَّه أدفأ محيط في العالم، فيبلغ متوسط درجة حرارة السطح في الجزء الشمالي حوالي 22 درجة مئوية، بينما في الطرف الجنوبي حوالي 28 درجة مئوية.
يحده من الشمال شبه القارة الهندية، ومن الجنوب القارة القطبية الجنوبية، ومن الغرب أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ومن الشرق الهند الصينية وأستراليا، ويرتبط المحيط الهندي بالمحيط الهادي عبر ممرات بين أرخبيل الملايو وبين أستراليا وأنتاركتيكا، ويتصل بالمحيط الأطلسي عبر الامتداد بين أفريقيا وأنتاركتيكا وعبر قناة السويس أيضاً.
يتميز المحيط الهندي بتنوعه البيولوجي الغني، ويضم عدداً من الدول الجزرية مثل مدغشقر، جزيرة ريونيون، جزر القمر، سيشيل، جزر المالديف، موريشيوس، سريلانكا.
يُعدُّ المحيط الهندي مركزاً هاماً للنقل البحري، فيربط بين 57 جزيرة و16 دولة أفريقية و23 دولة آسيوية إضافة إلى أستراليا، وهذا يجعله محوراً حيوياً للتجارة العالمية.
إقرأ أيضاً: علم المحيطات وعلم الأحياء البحرية: هل هما متشابهان أم مختلفان؟
في الختام:
نستشعر عظمة هذه الكتل المائية التي تغطي حوالي 71% من سطح الأرض وتحتوي على 97% من مياهها، فتتألف الأرض من خمسة محيطات رئيسة تشكل الغلاف المائي الذي يطوِّق كوكبنا، وأسماء المحيطات هذه هي: المحيط الهادئ، المحيط الأطلسي، المحيط الهندي، المحيط المتجمد الشمالي، المحيط المتجمد الجنوبي.
يتميز كل محيط بخصائصه الفريدة ويساهم في تنظيم المناخ العالمي ودورة الكربون، ويعد موطناً لمئات الآلاف من الأنواع البحرية، وكثير منها لم يتم استكشافه بعد.
إنَّ فهمنا للمحيطات وأهميتها ما يزال يتطور مع كل بعثة استكشافية ودراسة علمية، ومع ذلك، يظل كثير من أعماق المحيطات مجهولاً، وهذا بدوره يحفز الفضول ويدعو إلى مزيد من البحث والاكتشاف؛ لذا دعونا نقدِّر هذه الكنوز الطبيعية ونعمل على حمايتها للأجيال القادمة.