مدينة بقيق الغنية بالموارد
“بقيق”، التي لا يتجاوز عمرها النصف قرن، تحولت إلى قاعدة رئيسة لصناعة النفط في المملكة، ومن ثم فهي تحتل مكانة مميزة في اقتصاد المملكة، بفضل هذا الدور الحيوي، وتشكل “بقيق” نموذجاً للتحول الاقتصادي والتنمية الحضرية في المنطقة، وتبرز بوصفها محطة حيوية للاستثمار والتطور في المملكة وعلى الساحة العالمية.
نبذة عن مدينة “بقيق”:
“بقيق” هي إحدى المدن الهامة في المملكة العربية السعودية وعمرها أقل من نصف قرن، وتقع في المنطقة الشرقية بمساحة 320 كيلو متر مربع، قامت شركة أرامكو بتخطيطها في ذلك الوقت لتجعلها مقراً للعاملين في الشركة، تُعرف هذه المدينة بأهميتها الكبيرة في قطاع النفط، فتعد مركزاً رئيساً لإنتاج وتكرير النفط في السعودية.
يعتمد اقتصاد “بقيق” بشكل رئيس على صناعة النفط، فتحتوي المدينة على العديد من منشآت تكرير النفط ومعامل الغاز التي تديرها شركة أرامكو السعودية، تعد “بقيق” مركزاً لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط من الحقول إلى موانئ التصدير إلى الخليج العربي.
تتميز “بقيق” ببنية تحتية متقدمة بفضل الاستثمارات الكبيرة التي قامت بها أرامكو، وتشمل البنية التحتية الطرق السريعة، والمرافق الصحية، والمدارس، والأماكن الترفيهية، وتتوافر في المدينة جميع الخدمات الأساسية التي تجعلها مكاناً ملائماً للعيش والعمل.
يعيش في “بقيق” مجتمع متنوع يضم مواطنين سعوديين وموظفين دوليين يعملون في قطاع النفط، وتتميز المدينة بأجواء هادئة ومستقرة، وتضم عدة مدارس ومرافق ترفيهية تخدم سكانها.
رغم أنَّ “بقيق” ليست وجهة سياحية تقليدية، إلا أنَّها تجذب بعض الزوار الذين يرغبون في التعرف إلى تاريخ صناعة النفط في السعودية وزيارة بعض المواقع التاريخية المرتبطة بشركة أرامكو.
سبب تسمية “بقيق”:
تاريخياً كانت تسمى مدينة “بقيق” (بعلاة أبا القعدان)، وبعد اكتشاف النفط فيها عن طريق شركة أرامكو السعودية سميت بـ “بقيق”، ويعود ذلك إلى منطقة تقع شمال المدينة الحالية، تُسمى “بقة”، وهي منبع ماء، عندما يحضر الناس إلى هذه المنطقة ينبع الماء، وكانت منطقة تحط فيها القوافل رحالها لتتموَّن بالماء، لذا سميت “بقة”.
يروى أيضاً أنَّه خلال تخطيط المدينة من قبل المهندس الأمريكي المسؤول عن تخطيطها وفي أثناء تعاونه مع عرب كبار في السن، وسألهم عن اسم المنطقة، فأجابوا (بق) وبحسب المصادر هذا المكان تكثر فيه حشرة البق فسميت المدينة بالاشتقاق منه.
موقع مدينة “بقيق”:
تقع “بقيق” بين مدينتي الدمام والأحساء، وتبعد حوالي 75 كيلومتراً جنوب غرب مدينة الدمام و150 كيلومتراً شرق مدينة الأحساء، وتبعد عن العاصمة الرياض 345 كيلومتر، وعن ساحل الخليج العربي 30 كيلومتر، وتقع إحداثياتها بين دائرتي عرض 25.56 درجة شمالاً وخطي طول 49.41 درجة شرقاً، هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي يجعل منها مكاناً يحمل كثيراً من المزايا مثل:
1. مركز معالجة النفط:
تعد “بقيق” من أهم المراكز العالمية لمعالجة النفط، فتقع فيها محطة “بقيق” الشهيرة التي تعد أكبر منشأة لمعالجة النفط الخام في العالم، وتُعد محطة “بقيق” محطة رئيسة لفصل الغاز عن النفط ومعالجة النفط الخام القادم من الحقول النفطية في المنطقة.
2. خطوط الأنابيب:
تمر عبر “بقيق” العديد من خطوط الأنابيب الرئيسة التي تنقل النفط الخام من مناطق الإنتاج إلى موانئ التصدير والمصافي، وهذا يجعلها محوراً لوجستياً حيوياً لصناعة النفط في المملكة.
3. الطرق والمواصلات:
تتصل “بقيق” بشبكة من الطرق السريعة والسكك الحديدية التي تربطها بالموانئ على الخليج العربي وبالمدن الكبرى في المنطقة الشرقية، وهذا يسهل حركة البضائع والنفط والأفراد.
4. الأمان والاستقرار:
“بقيق” تقع في منطقة آمنة ومستقرة سياسياً، وهذا يوفر بيئة مثالية للاستثمارات والعمليات الصناعية.
5. التوسعات المستقبلية:
نظراً لموقعها الاستراتيجي، تخطط العديد من الشركات لتوسيع عملياتها في “بقيق”، وهذا يعزز من أهميتها الاقتصادية ويزيد من فرص العمل والنمو الاقتصادي في المنطقة.
مساحة مدينة “بقيق”:
مدينة “بقيق”، الواقعة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، تغطي مساحة تبلغ حوالي 320 كيلومتراً مربعاً، وتمتاز هذه المدينة بموقعها الاستراتيجي الذي جعلها مركزاً هاماً لصناعة النفط والغاز في المملكة، وتعد “بقيق” موطناً لإحدى أكبر منشآت معالجة النفط في العالم.
اكتشاف حقل الـ “بقيق”:
في الثلاثينيات من القرن العشرين، اكتشفت شركة أرامكو السعودية حقل الـ “بقيق” النفطي، وهو واحد من أكبر الحقول النفطية في العالم، وبفضل هذا الاكتشاف، برزت مدينة “بقيق” بوصفها مركزاً رئيساً لصناعة النفط في المملكة العربية السعودية، وبدأت أرامكو في تطوير المدينة بشكل كبير، فقامت بإنشاء مساكن ومرافق للعمال الذين يعملون في الحقل النفطي والمناطق المجاورة.
أُسِّست مدينة “بقيق” رسمياً في عام 1940 على يد شركة أرامكو السعودية، عندما تم اكتشاف أكثر من بئر بترول في المنطقة، وتوسعت المدينة مع مرور السنوات، فتطورت البنية التحتية لتشمل المدارس والمستشفيات والمساكن وغيرها من المرافق الضرورية.
تبلغ مساحة “بقيق” الإجمالية حوالي 230 ألف كيلومتراً مربعاً، وهي تتمتع بمزايا توفر الحياة الكريمة لسكانها، فتوجد فيها المدارس والمساكن والأسواق التجارية (سوق أبو مية وسوق بنده وسوق الجمعة الذي يبدأ بعد صلاة الجمعة) والمستشفيات وغيرها من البنى التحية، وتتكون “بقيق” من أحياء صغيرة وشوارع قليلة وقصيرة، ويتميز تنقل السكان فيها بوسائل النقل الشهيرة مثل الدفع الرباعي الجيب “لاند كروز”.
فيما يأتي أهم المعلومات عن حقل الـ “بقيق” النفطي:
- أحد أكبر حقول آبار البترول في العالم.
- معدل الإنتاج اليومي حوالي 9,720 برميل.
- يمثل 75% من إنتاج النفط في السعودية.
- يشكل 68% من إنتاج النفط العالمي.
- يحتوي على معامل لمعالجة النفط الخام ومعامل لمعالجة النفط الخفيف ومعامل لتركيز النفط الخام.
- تضم مدينة “بقيق” عدة حقول نفط رئيسة منها: حقل “بقيق” الرئيس، حقل الشيبة، حقل الغوار، حقل السفانية.
سكان مدينة “بقيق” الأصليون:
تمثل “بقيق” مركزاً مدنياً وتجارياً هاماً بالنسبة إلى القرى والهجر التابعة لها كالدغيمية وعين دار والجوية، فتعود أصول أهل هذه المناطق إلى قبائل معروفة تسكن في المنطقة منذ زمن طويل، مثل قبائل هواجر وعجمان ومرة وخوالد.
يعمل في “بقيق” الآلاف من المواطنين والمقيمين في الدوائر الحكومية والقطاعات الأهلية والتجارية، وقامت بلدية “بقيق” بمساعدة من شركة أرامكو بتطوير المنطقة السكنية، ومعظم سكان “بقيق” حالياً من أصول تعود إلى خارج المنطقة الشرقية، وهذا يجعل المجتمع متنوعاً ثقافياً واجتماعياً، ويصل عدد السكان اليوم إلى 70000 ألف نسمة، ويبلغ عدد السعوديين (33,669).
قبائل “بقيق”:
تاريخياً كانت تعيش قبائل عربية في منطقة “بقيق”، وأهم تلك القبائل هواجر وعجمان ومرة وخوالد، وجميعها تعدُّ جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مدينة “بقيق”، تمتد جذور هذه القبائل العريقة في المنطقة لقرون طويلة، فكانت تسكن الأرض وتعيش فيها قبل اكتشاف النفط وتأسيس المدينة، وقد تكاملوا مع المجتمع الذي نشأ بعد اكتشاف النفط، بالرغم من التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها المنطقة، إلا أنَّ تأثير هذه القبائل الأصيلة ما يزال واضحاً في الثقافة والتقاليد والهوية المحلية لسكان مدينة “بقيق”.
أمير الـ “بقيق”:
أمير منطقة الـ “بقيق” هو “سعود بن نايف بن عبد العزيز آل سعود”، ونائب الأمير هو “أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود”، ومحافظ المحافظة هو “زيد بن محمد أبو طالب”.
مطاعم “بقيق”:
تضم مدينة “بقيق” مجموعة متنوعة من المطاعم التي تلبي مختلف الأذواق والاحتياجات، فتتوفر في “بقيق” فروع لأشهر سلاسل المطاعم العالمية للوجبات السريعة مثل ماكدونالدز وبيتزا هت وكنتاكي وبرجر كينغ، وهذه المطاعم توفر وجبات سريعة ومتنوعة للزبائن.
كما تجد في “بقيق” أيضاً مطاعم تقديم المأكولات العالمية، مثل المطاعم الهندية والصينية والإيطالية واليابانية، فيمكنك الاستمتاع بتجارب طعام متنوعة من مختلف أنحاء العالم، وتوجد أيضاً المطاعم التقليدية التي تقدِّم المأكولات السعودية والعربية المحلية، مثل المطاعم التي تقدم الكبسة والمندي والمطاعم التي تقدم الشاورما والفلافل والمأكولات الشرقية الأخرى.
بجانب المطاعم، توجد في “بقيق” مقاهي وكافيهات تقدم مجموعة متنوعة من المشروبات والوجبات الخفيفة، وهذا يوفر بيئة مريحة للاسترخاء والتمتع بالأجواء، من أشهر المطاعم نذكر:
- مطعم مقصورة “بقيق”.
- مطعم “بقيق”.
- مطعم بابا سنفور.
- مطعم “بقيق” البخاري عزاب وعوائل.
- مطعم قصر سبأ.
- مطعم مذاق الأحساء.
- مطعم بيني باستا.
- مطعم شمس الحارة “بقيق”.
- مطعم الشباب الصومالي.
- فوال ومطعم الغاندي.
- مطعم سراي.
- مطعم كودو.
- مطعم حاشي باشا.
- مطعم فروج السندباد.
في الختام:
تمثل مدينة “بقيق” مركزاً هاماً في عالم صناعة النفط والطاقة، بفضل حقلها النفطي الضخم والتطور البنيوي الذي شهدته على مدار السنوات، فأصبحت “بقيق” موطناً للعديد من العاملين في صناعة النفط، ووجهة للسكان المحليين والمقيمين للاستمتاع بالخدمات والمرافق المتنوعة التي تقدمها، إضافة للحصول على فرصة عمل فيها.
تعكس مدينة “بقيق” التوازن المثالي بين الحداثة والتراث، فتجمع بين البنية التحتية الحديثة والمرافق الحديثة وبين الجوانب الثقافية والتقاليد القديمة التي تعود إلى القبائل الأصلية في المنطقة، وإنَّ وجود مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي والمراكز التجارية يضفي على المدينة رونقاً خاصاً ويجعلها وجهة متكاملة للعيش والعمل والاستمتاع.
إضافة إلى ذلك، تؤدي “بقيق” دوراً حيوياً في اقتصاد المملكة العربية السعودية، فتسهم بشكل كبير في إنتاج النفط وتصديره، وهذا يجعلها مكاناً استراتيجياً لقطاع الطاقة على الصعيدين الوطني والعالمي.