معلومات عن ساعة بيغ بن
سنغوص في هذا المقال في رحلة عبر الزمن؛ لاستكشاف قصة “بيج بن”، منذ بنائه في القرن التاسع عشر، مروراً بدوره في الحياة العامة البريطانية، وصولاً إلى مشاريع الترميم الحالية التي تهدف إلى الحفاظ على هذا الرمز الخالد للأجيال القادمة.
نبذة عن ساعة بيج بن:
إليك أبرز المعلومات عن هذه الساعة الشهيرة:
1. اسمها الحقيقي:
يُطلَق اسم “بيج بن” على الجرس العظيم داخل برج الساعة، ولكن غالباً ما يُستخدَم الاسم للإشارة إلى البرج والساعة أيضاً، أمَّا الاسم الرسمي للبرج هو “برج إليزابيث”، وغُيِّر اسمه عام 2012 تكريماً للذكرى الماسية للملكة “إليزابيث الثانية”.
2. تاريخها:
بدأ بناء البرج الذي يحمل الساعة عام 1843، واستغرق 13 عاماً ليكتمل، أمَّا الساعة نفسها، فبدأت العمل لأوَّل مرة في 3 يونيو 1859.
3. الموقع:
تقع ساعة بيج بن في الطرف الشمالي من قصر “وستمنستر” على ضفاف نهر التايمز في لندن، وتُعدُّ من أشهر معالم المدينة.
4. الارتفاع:
يبلغ ارتفاع برج الساعة 96 متراً، ويحتوي على 11 طابقاً.
5. الساعة:
يبلغ قطر ساعة بيج بن 7 أمتار، وطول عقرب الدقائق 4.2 متر، وعقرب الساعة 2.7 متر.
6. الجرس:
يزن الجرس الرئيس 13.7 طناً، وقطره أكثر من مترين، وهو يُدَقُّ كل ساعة ليعلن الوقت، ويمكن سماعه من مسافة بعيدة.
7. الترميمات:
- خضعت ساعة بيج بن لعمليات ترميم وصيانة متعدِّدة على مر السنين.
- في عام 2017، أُوقِف تشغيل الساعة لمدة 4 سنوات؛ لإجراء ترميمات شاملة شملت البرج والساعة والجرس.
8. حقائق أخرى:
- يمكن لأي شخص رؤية ساعة بيج بن من الخارج، ولكنَّ الجولات الداخلية مقتصرة على حاملي الجنسية البريطانية مع وجود عضو مرافق من البرلمان.
- يُقال إنَّ هناك سجناً داخل البرج اُستخدِم لاحتجاز أعضاء البرلمان المخالفين.
- تغيَّر لون الساعة من الأخضر إلى اللون الذهبي للمرة الأولى منذ 150 عاماً في عام 2008؛ وذلك للاحتفال بالذكرى الستين لجلوس الملكة “إليزابيث الثانية” على العرش.
مصمم ساعة بيج بن:
يُنسَب تصميم ساعة بيج بن إلى شخصين، هما:
1. السير “تشارلز بارى”:
كان المهندس المعماري الرئيس لقصر “وستمنستر” الجديد، وصمَّم “بارى” البرج بأسلوب النهضة القوطية العمودي، وهو أسلوب معماري شائع في إنجلترا خلال القرن التاسع عشر.
2. “إدموند بكيت”:
كان صانع الساعات المسؤول عن تصميم آلية الساعة، وابتكر “بكيت” نظاماً مبتكراً يعزل الساعة عن تأثير الجاذبية الأرضية، وهذا جعلها تتمتَّع بدقَّة عالية جدَّاً.
عُهِدَ بصناعة الساعة إلى شركة “إدوارد دنت”، وهي شركة تصنيع ساعات مشهورة في ذلك الوقت، وصنع كل من “إدوارد دنت” وابنه “فردريك” الساعة وركبَّاها، ويجب ملاحظة أنَّ اسم “بيج بن” يُطلَق في الأصل على الجرس الكبير داخل الساعة، وليس على الساعة أو البرج، وسُمِّي الجرس على اسم السير “بنيامين هول”، الذي كان مفوَّض الأشغال العامة في ذلك الوقت، وغُيِّر اسم البرج رسمياً في عام 2012 إلى “برج إليزابيث”؛ تكريماً لليوبيل الماسي للملكة “إليزابيث الثانية”.
سبب تسمية ساعة بيج بن بهذا الاسم:
يُطلَق اسم “بيج بن” على الجرس العظيم داخل برج الساعة في قصر وستمنستر بلندن، وليس على البرج أو الساعة نفسها، ويعتقد الكثيرون خطأً أنَّ اسم “بيج بن” يشير إلى البرج أو الساعة، ولكن في الحقيقة كان اسم البرج رسمياً برج الساعة حتى عام 2012، عندما غُيِّر اسمه إلى “برج إليزابيث” بمناسبة اليوبيل الماسي للملكة “إليزابيث الثانية”.
أمَّا سبب تسمية الجرس بـ “بيج بن” فليس دقيقاً تماماً، وثمة روايتان شائعتان لأصل التسمية:
1. الرواية الأولى:
نسبة إلى “السير بنجامين هول” الذي شغل منصب مفوَّض الأشغال العامَّة في ذلك الوقت، وكان مسؤولاً عن بناء البرج والساعة، وعُرِفَ “السير بنجامين” بحجمه الكبير، لذلك أطلق عليه الناس لقب “بيج بن” (Big Ben) واختصاراً لاسم “بنجامين” (Benjamin) وبمرور الوقت، ارتبط الاسم بالجرس الكبير داخل الساعة.
2. الرواية الثانية:
نسبة إلى بطل الملاكمة الإنجليزي الشهير “بنجامين كاونت”، والذي عُرِف أيضاً باسم “بيج بن”، ففي ذلك الوقت كانت ساعة قصر “وستمنستر” قيد الإنشاء، وكان الجرس الضخم قيد السبك، وبينما كان “كاونت” يتدرَّب على نزال ملاكمة، سمع دقات الجرس في أثناء مروره بالقرب من قصر وستمنستر، فأعجب بها وأطلق عليها اسمه.
لا يوجد دليل قاطع يؤكد أيَّاً من هاتين الروايتين، ولكن من المؤكَّد أنَّ اسم “بيج بن” قد التصق بالجرس، وأصبح يُستخدَم للإشارة إلى الساعة والبرج بأكمله مع مرور الوقت، ليصبح رمزاً ثقافياً شهيراً للمملكة المتحدة.
وصف ساعة بيج بن:
إليك شرحٌ مفصَّل لبعض أجزاء الساعة، وخصائصها:
1. محرِّك ساعة بيج بن:
تعتمد ساعة بيج بن على آليَّة ثقالات معقَّدة؛ لضبط الوقت بدقة، وتتكوَّن هذه الآليَّة من ثلاث مجموعات من الأوزان، يزن اثنان منها 5 طن، ويزن الآخر 4 طن، وتسحب هذه الأوزان سلسلة معدنية متَّصلة بمكبس، والذي بدوره يدفع عجلة مسنَّنة كبيرة، وتدوِّر هذه العجلة المسنَّنة مجموعة من التروس التي تنظِّم حركة العقارب.
2. وزن ساعة بيج بن:
تزن ساعة بيج بن حوالي 13.5 طناً، ويتوزَّع هذا الوزن على النحو الآتي:
- البرج: 96 طناً.
- الساعة: 5 أطنان.
- الجرس الكبير: 13.5 طناً.
3. ارتفاع ساعة بيج بن:
يبلغ ارتفاع ساعة بيج بن 96 متراً من القاعدة إلى قمَّة البرج، ويبلغ ارتفاع البرج نفسه 95 متراً.
4. نوع ساعة بيج بن:
تُصنَّف ساعة بيج بن على أنَّها ساعة برج ذات ناقوس، وتتميَّز هذه النوعية من الساعات بوجود برج يضمُّ الساعة والجرس، إضافة إلى ناقوس كبير يُدَقُّ؛ للتنبيه على الوقت، وتُعدُّ ساعة بيج بن من أشهر الأمثلة عن ساعات الأبراج في العالم.
ساعة بيج بن من الداخل:
يُعدُّ برج ساعة بيج بن – أو برج إليزابيث رسمياً – رمزاً ثقافياً ومعلماً شهيراً في لندن، ويشتهر الجرس العظيم “بيج بن” بدقَّاته المُدوَّية، وتخفي أروقة البرج الداخلية عوالم ميكانيكية مُعقَّدة تُدير هذه التحفة الفنية، ويُمكن الوصول إلى داخل البرج عبر درج حلزوني مُتعرِّج يتكوَّن من 334 درجة، ويُفضي إلى غرف مُتعدِّدة تُجسِّد رحلة عبر الزمن، وتقع آليَّة الساعة الضخمة في الغرفة الأولى، وهي عبارة عن شبكة مُعقَّدة من التروس والعقارب والزنابك، وتُديرها ثلاثة أوزان ضخمة تُثقلها قوة الجاذبية.
تُشكِّل هذه الأوزان مصدر طاقة الساعة، وتحرِّر طاقتها تدريجياً عبر نظام مُحكم من التروس، وهذا يحرِّك عقارب الساعة والدقائق، وتقع غرفة الجرس في الطابق العلوي، ويتربَّع الجرس العظيم “بيج بن” بوزنه الهائل البالغ 13.5 طناً، ويُضرَب الجرس بواسطة مطرقة متَّصلة بنظام معقَّد من الروافع والمحاور، وهذا ينتج رنينه المُدوِّي الذي يُسمَع عبر أرجاء لندن، وتتيح نوافذ البرج إطلالات بانورامية خلَّابة على المدينة، وهذا يُضفي على التجربة بعداً تاريخياً وثقافياً فريداً.
تُعدُّ زيارة ساعة بيج بن من الداخل تجربةً لا تُنسى، فهي رحلة عبر الزمن تُتيح للمشاهدين التعرُّف إلى آليَّة عمل هذه التحفة الهندسية المُذهلة، واكتشاف تاريخها العريق ودورها في الحياة العامة للمملكة المتحدة، ولكن تجدر الإشارة إلى أنَّ زيارة البرج حالياً مُغلقة؛ بسبب أعمال الترميم والتجديد التي ستستمر حتى عام 2025.
مزايا ساعة بيج بن:
تتمتَّع ساعة بيج بن بالعديد من المزايا التي جعلتها رمزاً ثقافياً ومعلماً هاماً في لندن والعالم، نذكر منها:
1. الدقة:
- تُعرَف ساعة بيج بن بدقتها المتناهية، وتعتمد على آليَّة معقَّدة من البندول والأثقال؛ لضبط الوقت بدقة عالية.
- خضعت الساعة لعمليات صيانة وتحديثات دوريَّة على مرِّ السنين؛ للحفاظ على دقَّتها.
2. الأهميَّة التاريخية:
- شُيِّدت ساعة بيج بن عام 1859، وتُعدُّ من أقدم وأشهر الساعات في العالم.
- شهدت الساعة العديد من الأحداث التاريخية الهامَّة في المملكة المتحدة والعالم.
- أصبحت الساعة رمزاً لمدينة لندن والثقافة البريطانية.
3. التصميم المعماري:
- تتميَّز ساعة بيج بن بتصميمها المعماري الفريد، ويقع البرج الذي يحمل الساعة ضمن “قصر وستمنستر”، وهو مبنى تاريخي هام في لندن.
- يتميَّز البرج بتصميمه القوطي المميَّز، مع ساعة كبيرة على كل من أوجهه الأربعة.
- أصبحت ساعة بيج بن من أشهر المعالم المعمارية في العالم.
4. القيمة الثقافية:
- تُعدُّ ساعة بيج بن رمزاً هامَّاً للثقافة البريطانية، وظهرت في العديد من الأعمال الفنية والأدبية والأفلام.
- تعدُّ الساعة رمزاً يُشير إلى المملكة المتحدة، ولندن بالتحديد.
- تحظى الساعة بشعبية كبيرة لدى السيَّاح من جميع أنحاء العالم.
5. الإنجازات التقنية:
- تمثِّل ساعة بيج بن إنجازاً تقنياً هاماً في زمنها، وكانت من أوائل الساعات التي اعتمدت على آليَّة معقَّدة من البندول والأثقال؛ لضبط الوقت بدقة عالية.
- أسهمت الساعة في تطوير علم صناعة الساعات.
6. صوت الجرس:
- يُعدُّ صوت جرس ساعة بيج بن من أشهر الأصوات في العالم، ويُدَق كل ساعة؛ ليعلم سكان لندن الوقت.
- أصبح صوت الجرس رمزاً لمدينة لندن، وعلامة مميزة لها.
7. أمور أخرى:
- تُعدُّ ساعة بيج بن من معالم لندن القليلة التي نجَت من غارات القصف الألماني خلال الحرب العالمية الثانية.
- خضعت الساعة لعملية ترميم شاملة في عام 2017 استمرَّت لعدة سنوات.
- كان من المقرَّر إعادة فتح الساعة للجمهور في عام 2023.
في الختام:
تُعدُّ ساعة بيج بن أكثر من مجرد ساعة، فهي رمز ثقافي وتاريخي هام، وإنجاز تقني فريد، ومعلم مميز في مدينة لندن، وتحكي نغماتها التي تتردَّد عبر ضباب المدينة حكاية تاريخ عريق، وتشهد على حضارة عريقة، وعاصرت “بيج بن” كثيراً من الأحداث وتقلُّبات الزمن، من حروب وسلام، وثورات وتغيُّرات منذ بنائها عام 1859، وظلَّت شاهدة صامتة على مسيرة شعب عظيم، ولم تكن قيمتها فقط في دقَّة توقيتها، بل في رسالتها التي حملتها، وهي رسالة التزام بالمواعيد، واحترام للوقت، وانتماء لوطن عريق.
ما تزال “بيج بن” اليوم، وبعد مرور أكثر من 160 عاماً، تقف شامخة، رمزاً للصمود والعراقة، تذكِّرنا بأهميَّة الوقت وقيمة الإنجاز، وتُلهمنا للعمل الدؤوب والسعي نحو المستقبل، وترميمها الأخير ليس سوى دليل على حرص بريطانيا على الحفاظ على إرثها الثقافي والحضاري، وضمان استمرار “بيج بن” في أداء دورها بصفتها رمزاً خالداً للأجيال القادمة.
فلتبقَ “بيج بن” – ساعة لندن، ورمز بريطانيا العريق – تدقُّ نغماتها عبر الزمن، حكايةً لِماضٍ عريق، وحاضر نابض، ومستقبل واعد.