Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياحة و سفر

معلومات عن المتحف البريطاني


ستُبحر في رحلة عبر الزمن من خلال جولة في أروقة هذا المتحف الفريد، وستكتشف الحضارات القديمة، مثل حضارة مصر القديمة، والحضارة اليونانية، وحضارة روما، وستتعرَّف إلى إنجازات إمبراطوريات عريقة، مثل الإمبراطورية الآشورية، والفرعونية، وغيرها، ولن تقتصر جولتك في المتحف البريطاني على الحضارات القديمة فحسب، بل ستشمل أيضاً حضارات حديثة ومعاصرة من مختلف أنحاء العالم، ومن ذلك الفن الإسلامي، والأمريكي الأصلي، والأوروبي.

سنأخذك في هذا المقال في جولة غنيَّة عبر أروقة المتحف البريطاني، مُسلِّطين الضوء على بعض أهمِّ معالمه وكنوزه الثقافية، وسنُقدِّم لك لمحة عن قصص الحضارات العريقة التي تُجسِّدها هذه القطع الأثرية الاستثنائية.

نبذة عن المتحف البريطاني

يُعدُّ المتحف البريطاني – الواقع في منطقة بلومزبري في لندن – أقدم متحف وطني عام في العالم، وأُسِّس عام 1753، ويضمُّ مجموعة تشمل ثمانية ملايين قطعة أثرية تُعدُّ من بين الأكبر والأكثر شمولاً على مستوى العالم، وتغطِّي هذه المجموعة الهائلة تاريخ الحضارة الإنسانية من بداياتها إلى يومنا هذا؛ لذا هو متحف ومؤسَّسة عامَّة مكرَّسة لخدمة تاريخ البشريَّة والفنِّ والثقافة.

إليك بعض القطع الأثرية التي يشملها المتحف البريطاني:

  • من حضارة مصر القديمة: حجر رشيد، ومومياء “كاتيبت”، وتمثال “نفرتيتي”.
  • من حضارة اليونان القديمة: منحوتات البارثنون، وتمثال الإلهة “أثينا”.
  • من حضارة روما القديمة: تماثيل الأباطرة الرومان، والفسيفساء، والأسلحة.
  • من حضارة الشرق الأوسط: الآثار الآشورية، والمخطوطات السومرية، والتحف الإسلامية.
  • من حضارة أمريكا الشمالية: القطع الأثريَّة من حضارات المايا والأزتك.
  • من حضارة جزر المحيط الهادئ: تماثيل الموهواي، وقناع الذهب من حضارة كيمبي.

مقتنيات المتحف البريطاني

يضمُّ المتحف البريطاني في لندن مجموعة متنوعة من القطع الأثرية من جميع أنحاء العالم، والتي يمتدُّ تاريخها من ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث. تشمل بعض أشهر المقتنيات:

1. حجر رشيد:

هو لوح من الحجر الجيري يعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، ويحمل نصَّاً بثلاث لغات: الهيروغليفية المصرية، والديموطيقية، واليونانية القديمة، وساعد فكُّ رموز حجر رشيد على فهم اللغة الهيروغليفية المصرية.

2. نصب “نيفيرتيتي”:

تمثال نصفي من الحجر الجيري للملكة المصرية “نيفيرتيتي” يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ويُعدُّ هذا التمثال تحفة فنية من الفنِّ المصري القديم، ورمزاً لجمال وذوق “نيفيرتيتي”.

3. غرفة المومياوات:

تضمُّ هذه الغرفة مجموعة من المومياوات المصرية، إضافة إلى التوابيت والأدوات الجنائزية الأخرى، وتوفِّر هذه المعروضات لمحة عن المعتقدات والممارسات الجنائزية في مصر القديمة.

4. بارثينون:

من أشهر المباني في العالم القديم، وهو معبد إغريقي مخصَّص لـ “الإلهة أثينا”، ونُقِلَت المنحوتات الرخامية من البارثينون إلى المتحف البريطاني في أوائل القرن التاسع عشر، وما تزال ملكيتها موضوع نزاع حتى يومنا هذا.

5. كنز هوكسن:

هو أكبر مجموعة اكتشِفَت من الذهب والفضة الرومانية القديمة على الإطلاق، وعُثِر على الكنز في إنجلترا عام 1993، ويتكوَّن من أكثر من 1500 قطعة، ومن ذلك الأطباق والأكواب والمجوهرات.

يُعدُّ المتحف البريطاني مورداً لا يُقدَّر بثمن لتعلُّم التاريخ البشري، وهذه المقتنيات مجرَّد أمثلة قليلة عن الملايين من القطع الأثرية المعروضة فيه، مع مجموعات شاملة تمثِّل ثقافات وحضارات من جميع أنحاء العالم.

مخطوطات المتحف البريطاني

تضمُّ مجموعة المخطوطات في المتحف البريطاني – والتي تُعرف الآن باسم “المجموعات الشرقية في المكتبة البريطانية” – حوالي 150.000 مخطوطة بلغات متعدِّدة، مثل العربية، والفارسية، والتركية، والأردية، والسنسكريتية، والعبرية، والصينية، واليابانية، وتُعدُّ مجموعة المخطوطات العربية من أهمِّ وأكبر المجموعات من نوعها في العالم، فهي تضمُّ أكثر من 14.000 مخطوطة تغطِّي مجموعة متنوعة من الموضوعات، مثل الدين، والفلسفة، والأدب، والعلوم، والتاريخ، والطب.

إليك أهمُّ المخطوطات النادرة والثمينة الموجودة في المتحف البريطاني:

1. مصحف أورلاندو:

هو أقدم مصحف كامل مكتوب بالخط الكوفي، ويعود تاريخه إلى القرن الثامن الميلادي.

2. “شاهنامه شاه طهماسب”:

هي نسخة مصوَّرة من ملحمة الشاهنامه الفارسية، ويعود تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي، وتُعدُّ من أجمل المخطوطات المزخرفة في العالم.

3. مغامرات “أبو الحسن علي بن زين العطار”:

هي مخطوطة تصوِّر رحلة صوفيَّة من القرن الثالث عشر الميلادي.

رقمنَ المتحف البريطاني العديد من مخطوطاته، وأتاحها عبر الإنترنت؛ ليسمح للباحثين والجمهور من جميع أنحاء العالم بالوصول إليها، وتُعدُّ مجموعة المخطوطات في المتحف البريطاني مورداً هامَّاً لدراسة التاريخ والثقافة والدين في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.

المتحف البريطاني من الداخل

يتباهى المتحف البريطاني – الواقع في قلب مدينة لندن – بكونه من أهمِّ وأكبر المتاحف في العالم، ويضمُّ بين جدرانه كنوزاً لا مثيل لها من القطع الأثرية التي تجسِّد حضارات عريقة تمتدُّ عبر ٦ آلاف عام من التاريخ البشري، وينبهر الزائر فور دخوله المتحف بقاعة المدخل الكبرى، وسقفها الزجاجي المميَّز الذي يسمح بدخول الضوء الطبيعي؛ ليعانق روائع الفنون والتحف التي تصطفُّ على جانبي القاعة، وتُقسَم رحلة استكشاف المتحف إلى عدَّة أقسام يزور الزائر خلالها عدداً من المعارض المتخصِّصة، ويأخذه كل قسم في جولة عبر حقبة زمنية معيَّنة، وحضارة مختلفة.

تنتشر في المعرض المصري المومياوات والتماثيل الفرعونية، ناقلةً عبق الحضارة المصرية القديمة وأسرارها، بينما يعرض المعرض الآشوري منحوتات ضخمة، ورسوماً جدارية تروي حكايات الحضارة الآشورية العريقة، ولا ينسى المتحف إبراز إبداع الحضارة الإغريقية، فيضمُّ المعرض اليوناني الروماني تماثيل آلهة الإغريق، وأدواتهم، وقطعاً نقدية تُظهر روعة تلك الحقبة، ولكنَّ رحلة الاستكشاف لا تتوقف عند هذا الحد، بل تمتدُّ لتشمل حضارات أخرى من مختلف أنحاء العالم، من الحضارة الرومانية إلى الحضارة الإسلامية، مروراً بثقافات الشرق الأدنى وشرق آسيا.

يُعدُّ المتحف البريطاني وجهة مثالية لعشَّاق التاريخ والثقافة، ويقدِّم لهم تجربة غنيَّة وفريدة من نوعها تُتيح لهم السفر عبر الزمن؛ لاكتشاف روائع الحضارات الإنسانية المختلفة، ولكن ينبغي الإشارة إلى أنَّ وجود بعض القطع الأثرية في المتحف، مثل رخام إلجين اليوناني، وحجر رشيد المصري أثار جدلاً كبيراً بشأن أخلاقيات اقتنائها من قِبَل بريطانيا، خاصَّة مع مطالبات الدول المصدِّرة لهذه القطع باستعادتها.

الآثار المصرية في المتحف البريطاني

يضمُّ المتحف البريطاني في لندن أكبر مجموعة من الآثار المصرية القديمة خارج مصر، ويزيد عددها عن 100 ألف قطعة، وتعود هذه القطع إلى فترات زمنية مختلفة من تاريخ الحضارة المصرية، بدءاً من عصر ما قبل الأسرات وصولاً إلى العصر الروماني.

الآثار الفرعونية في المتحف البريطاني

تشمل المجموعة مجموعة متنوِّعة من القطع الأثرية، مثل:

1. التماثيل

مثل تمثال نصفي للملك “رمسيس الثاني”، وتمثال ضخم للملك “أمنحوتب الثالث”، وتماثيل من الجرانيت الأسود للفرعون “سنوسرت الثالث”.

Ramesses II

2. المومياوات

يضمُّ المتحف مجموعة متنوعة من المومياوات، ومن ذلك مومياوات من عصر ما قبل الأسرات، وتوابيت مزخرفة.

3. اللوحات

تشمل اللوحات: لوحة الصيادين، وهي لوحة احتفالية مجزَّأة من أواخر فترة ما قبل الأسرات، ولوحات جدارية من المقابر المصرية القديمة.

4. الأدوات

تضمُّ المجموعة أدوات منزلية، وأدوات زراعية، وأسلحة، وأدوات طبية.

5. المجوهرات

تشمل المجوهرات: القلائد، والأساور، والخواتم، المصنوعة من الذهب والفضة والأحجار الكريمة.

بعض أشهر القطع الأثرية المصرية في المتحف البريطاني:

  • حجر رشيد: يُعدُّ حجر رشيد من أهمِّ القطع الأثرية في العالم؛ لأنَّه سمحَ بفكِّ رموز اللغة المصرية القديمة.
  • تمثال “نفرتيتي”: هو تمثال نصفي جميل للملكة “نفرتيتي”؛ زوجة الفرعون “أمنحوتب الرابع” (أخناتون).
  • قناع “توت عنخ آمون”: هو قناع ذهبي رائع عُثِر عليه في قبر الملك “توت عنخ آمون”.

يُثير وجود هذه الآثار المصرية في المتحف البريطاني جدلاً مستمراً بشأن ملكية التراث الثقافي، وتطالب مصر بإعادة هذه القطع؛ بحجَّة أنَّها نُهِبَت نهباً غير قانوني خلال الحقبة الاستعمارية، بينما يدافع المتحف البريطاني عن حقِّه في الاحتفاظ بهذه القطع؛ بحجَّة أنَّها ضرورية للبحث والدراسة العامة، وتُعرَض الآثار المصرية في المتحف البريطاني في عدد من المعارض الدائمة.

من أبرز هذه المعارض:

  • غرفة مصر القديمة والسودان: هي أكبر مساحة عرض مخصَّصة لمصر القديمة في المتحف.
  • المعرض المصري: يعرض هذا المعرض مجموعة مختارة من القطع الأثرية المصرية، ومن ذلك المومياوات والتوابيت والتماثيل.
  • غرفة المومياوات: تضمُّ هذه الغرفة مجموعة من المومياوات المصرية القديمة.

الآثار العراقية في المتحف البريطاني

تُعدُّ مجموعة الآثار العراقية في المتحف البريطاني من أهمِّ وأكبر مجموعات الآثار القديمة في العالم، وتضمُّ أكثر من 150,000 قطعة أثرية تَعود لحضارات بلاد ما بين النهرين التي نشأت على الأراضي العراقية الحديثة، بدءاً من العصر الحجري الحديث (حوالي 10,000 قبل الميلاد) وصولاً إلى العصر الإسلامي (القرن الثامن الميلادي).

الآثار العراقية في المتحف البريطاني

تشمل المجموعة عدة قطع أثرية نادرة وثمينة، مثل:

1. لوحة جلجامش

وهي لوحة من الطين تصف “ملحمة جلجامش”، وهي أقدم قصَّة مكتوبة في التاريخ.

2. تماثيل “آشور”

وهي تماثيل ضخمة للإله “آشور”؛ إله الإمبراطورية الآشورية.

3. بوابة “عشتار”

وهي بوَّابة مزخرفة من مدينة بابل القديمة تصوِّر “الإلهة عشتار” وهي تجلس على تنين.

4. الخزف العباسي

وهو مجموعة من الأواني الفخارية المزخرفة التي اشتهرت بها الحضارة العباسية.

يُثير وجودُ هذه القطع الأثرية في المتحف البريطاني جدلاً كبيراً، ويطالب العراقُ بإعادتها إلى بلدها الأصلي.

يعود الجدل الحاصل إلى عدَّة أسباب، منها:

  • قوانين نهب الآثار: يقول العراق إنَّ العديد من هذه القطع الأثرية قد نهبتها القوات البريطانية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
  • الحق الثقافي: يؤكِّد العراق على أنَّ هذه القطع الأثرية تشكِّل جزءاً هامَّاً من تراثه الثقافي، ويجب أن تكون متاحةً للشعب العراقي؛ للاطلاع عليها ودراستها.
  • الفوائد الاقتصادية: يَعتقد العراقُ أنَّ إعادةَ هذه القطع الأثرية ستسهم في تنشيط السياحة، وتعزيز الاقتصاد العراقي.

يقول المتحف البريطاني – من ناحية أخرى – إنَّه مسؤول عن حماية هذه القطع الأثرية والحفاظ عليها، وأنَّ عرضها للجمهور يُتيح للناس من جميع أنحاء العالم التعرُّف إلى حضارات بلاد ما بين النهرين، كما يُشير إلى أنَّ بعضَ هذه القطع الأثرية قد تكون هشَّةً جداً، ولا يمكن نقلها بأمان إلى العراق، واتَّخذت المملكة المتحدة خطوة هامَّة نحو إعادةِ بعضِ الآثار العراقية في عام 2023، فأعلنتْ عن إعادةِ 6,000 قطعة أثرية كانت قد أُقرِضت إلى المتحف البريطاني منذ 100 عام، وتُعدُّ هذه أكبر عملية إعادة آثارٍ إلى العراق منذ سقوط “صدام حسين” عام 2003، ومع ذلك ما تزال هناك آلاف القطع الأثرية العراقية الأخرى في المتحف البريطاني، وهذا يُزيد الجدل بشأن ملكيَّتها وإعادتها.

حجر رشيد في المتحف البريطاني

يُعدُّ حجر رشيد – المعروض حالياً في المتحف البريطاني – قطعة أثرية ذات أهمية تاريخية هائلة، فهو لوحة من حجر الديوريت الأسود نُقِشَت عليها نصوص بثلاث لغات هي: الهيروغليفية المصرية القديمة، والديموطيقية، واليونانية القديمة، ويعود تاريخ هذه التحفة إلى عام 196 قبل الميلاد، وقد أدى حجر رشيد دوراً حاسماً في فكِّ رموز اللغة المصرية القديمة بعد قرون من الغموض.

حجر رشيد في المتحف البريطاني

عُثِر على حجر رشيد عام 1799 من قِبَل جنود فرنسيين في أثناء حملة “نابليون بونابرت” على مصر، ونُقِل إلى لندن بعد هزيمة الفرنسيين عام 1801؛ نظراً لقيمته التاريخية الفريدة، وأصبح جزءاً من مجموعة المتحف البريطاني من وقتها، وأثبتت النقوش الثلاثة على حجر رشيد أنَّها متطابقة في معناها، وهذا سمح للعلماء – خاصَّة عالم اللغات الفرنسي “جان فرانسوا شامبليون” – بفكِّ رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة في عام 1822.

وفَّر هذا الاكتشاف الثوري مفتاحاً لفهم حضارة مصر القديمة العريقة، ومكَّن الباحثين من قراءة النقوش والكتابات المصرية القديمة الموجودة على الآثار والمعابد والمخطوطات، ويُعدُّ حجر رشيد أحد أهم القطع الأثرية في العالم، فهو رمز لفهمنا المتزايد للحضارة المصرية القديمة؛ لذا يجذب هذا الحجر ملايين الزوار سنويَّاً إلى المتحف البريطاني، ويقف شاهداً على عظمة الحضارة المصرية، وتأثيرها الدائم في العالم.

الأسئلة الشائعة عن المتحف البريطاني

قد تخطر في بالنا عدة أسئلة عند الحديث عن المتحف البريطاني، ولعلَّ أبرزها:

لماذا اشتهر المتحف البريطاني؟

يشتهر المتحف البريطاني لأسباب عديدة، تشمل:

1. مجموعته الضخمة:

يضمُّ المتحف البريطاني أكثر من ثمانية ملايين قطعة أثرية من جميع أنحاء العالم، وهذا يجعله أحد أكبر المتاحف وأكثرها شمولاً في العالم، وتشمل المجموعة قطعاً شهيرة، مثل: حجر رشيد، ونحاتات بارثينون، وكنوز الاسكندرية المُذهلة.

2. تنوعه:

تتنوَّع معروضات المتحف البريطاني لتشمل تاريخ وثقافة الحضارات من جميع أنحاء العالم، من مصر القديمة إلى جزر المحيط الهادئ، وجعله هذا التنوُّع وجهة مثالية؛ للتعرُّف إلى مختلف جوانب التجربة الإنسانية.

3. أهميته التاريخية:

يُعدُّ المتحف البريطاني أقدم متحف وطني عام في العالم، وقد أُسِّس عام 1753، وأدى المتحف دوراً هاماً في تطوير فهمنا للتاريخ والثقافة العالمية.

4. موقعه المركزي:

يقع المتحف في قلب لندن، وهذا يسهِّل وصول الزوار إليه من جميع أنحاء العالم، والدخول إليه مجَّاني؛ لذا يُعدُّ وجهة ثقافية ميسورة التكلفة للجميع.

5. المبادرات التعليمية:

يقدِّم المتحف البريطاني مجموعة متنوعة من البرامج التعليمية للزوار من جميع الأعمار، وتشمل هذه البرامج الجولات المُرشِدة، والمعارض التفاعلية، وورش العمل، والبرامج عبر الإنترنت.

6. المتحف البريطاني: تحفة معمارية

يشتهر المتحف البريطاني أيضاً بمبناه المعماري الرائع، وبحوثه العلمية الرائدة، وبالتزامه بدعم التنوُّع والشمول.

من هو مؤسس المتحف البريطاني؟

يُنسَب تأسيس المتحف البريطاني إلى “السير هانز سلون”، وهو طبيب وعالم إيرلندي ثري جمع مجموعة ضخمة من التحف الأثرية والقطع الطبيعية خلال حياته، وسنَّ البرلمان البريطاني في عام 1735 قانوناً يقضي بشراء مجموعة “سلون” وعرضها للجمهور، وهذا أدى إلى تأسيس المتحف البريطاني؛ لذا يُعدُّ “هانز سلون” المؤسِّس الأساسي للمتحف البريطاني، بينما أدى العديد من الأشخاص الآخرين أدواراً هامَّة في تطويره وتوسيعه على مرِّ السنين.

كم عدد الأشخاص الذين يزورون المتحف البريطاني؟

يُعدُّ المتحف البريطاني أحد أشهر المتاحف في العالم، ويجذب ملايين الزوار سنوياً، ووصل عدد الزوار إلى 6.2 مليون شخص في عام 2019، بينما انخفض هذا العدد في عام 2020؛ بسبب جائحة “COVID-19″، إلا أنَّه عاد للارتفاع تدريجياً في السنوات التي تلت الجائحة، وتشير التقديرات إلى أنَّ عدد زوَّار المتحف البريطاني في عام 2023 قد وصل إلى حوالي 5 ملايين شخص.

يتفاوت عدد الزوار على مدار العام، فتكون الذروة خلال فصل الصيف والعطلات المدرسية، ويأتي الزوار من جميع أنحاء العالم، والعدد الأكبر منهم يكون من القادمين من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين وأوروبا، ويقدِّم المتحف مجموعة متنوعة من المعارض والعروض التي تغطِّي تاريخ وثقافات الحضارات من جميع أنحاء العالم، وهذا جعله وجهة شهيرة لكل من السياح والباحثين.

لماذا سُمِّي المتحف البريطاني بهذا الاسم؟

سُمِّي المتحف البريطاني بهذا الاسم لعدة أسباب، هي:

  • موقعه: يقعُ المتحف في منطقة بلومزبري في لندن، وعُرِفَت هذه المنطقة في الماضي باسم “بريتيش مانور”.
  • مجموعاته: تضمُّ مجموعات المتحف الدائمة أكثر من ثمانية ملايين قطعة من جميع أنحاء العالم، وجُمِعَ معظمها خلال فترة الإمبراطورية البريطانية.
  • تأسيسه: أسَّست الحكومة البريطانية المتحف عام 1753، وكان أوَّل متحف وطني في العالم.
  • تمويله: يتلقَّى المتحف تمويلاً من الحكومة البريطانية.
  • هويَّته: يُعدُّ المتحف رمزاً للقوَّة والثقافة البريطانية.

إنَّ اسم “المتحف البريطاني” يُظهِر تاريخ المتحف، وموقعه، ومجموعاته، وتمويله، وهويته، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الأشخاص ينتقدون اسم المتحف؛ بحجَّة أنَّه يوحي بملكيَّة بريطانيا للعالم وتاريخه، واتَّخذ المتحف في السنوات الأخيرة خطوات لمعالجة هذه المخاوف، من خلال إعادة بعض القطع الأثرية إلى بلدانها الأصلية، وتقديم وجهات نظر أكثر تنوُّعاً في معارضه.

إقرأ أيضاً: السياحة الشتوية وأهم الوجهات السياحية الشتوية في العالم

في الختام

يظلُّ المتحف البريطاني صرحاً ثقافياً هامَّاً يُسهم في نشر المعرفة، وتعزيز التفاهم بين الثقافات، ومع ذلك يجب عليه معالجة التحديات التي تواجهه، وتكييف نفسه مع العصر الحديث؛ لكي يستمر في الازدهار في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى