تجربة فريدة في قلب البلقان

تابع معنا هذا المقال؛ لتعرف الحروب التي جرت فيها، وأسبابها، وما هي أهم المناطق السياحية فيها.

نبذة عن كوسوفو

تبلغ مساحة كوسوفو 10,887كم²، وتقع في وسط البلقان تحديداً، فتحدُّها جمهورية مقدونيا الشمالية من الجنوب الشرقي، وصربيا من الشمال الشرقي، والجبل الأسود من الشمال الغربي، وتمتلك كوسوفو مناظر طبيعية خلَّابة، إضافة إلى السهول والحقول الموجودة في منطقة “ميتوهيا”، وسلاسل جبال الألب الألبيانية.

أمَّا سبب تسميتها؛ فـ “كوسوفو” كلمة صربية الأصل، وجاءت من “كوس”، والتي تحمل معنى “الطائر الأسود”، وكان اسمها خلال فترة الحكم العثماني “قوصوه”، وكانت الجمهورية جزءاً من الدولة العثمانية، وفتحها السلطان “مراد الأول” في عام 1389م، وأجرى أهالي كوسوفو استفتاءً في عام 1990 أبدوا من خلاله رغبتهم في الانفصال عن صربيا، وإقامة جمهورية مستقلَّة لهم.

انفصلت كوسوفو عن صربيا في عام 1992م، وعُيِّنَ “إبراهيم روغوفا” رئيساً لهم، وحملت الجمهورية الجديدة اسم “جمهورية كوسوفو”، وحاول الرئيس اكتساب تعاطف المجتمع المدني؛ للاعتراف بالبلاد، ولكنَّه لم ينجح في ذلك، وأشارت الإحصاءات الخاصَّة بالنمو السكاني التي تعود إلى عام 2022 إلى أنَّ معدَّل النمو يزداد سنوياً بما يقارب 0,62%.

أين تقع كوسوفو؟

تقع كوسوفو في الجهة الجنوبية الشرقية من قارة أوروبا، وتحديداً في شبه جزيرة البلقان، وتحدُّها الدول الأربعة الآتية:

• مقدونيا.
• صربيا.
• ألبانيا.
• الجبل الأسود.

تحتوي الجمهورية أيضاً على جبلي “سار”، و”كوباونيك”، إضافة إلى وادي “روجوفا”، وكهف “جاديمي”، وغابات البلقان، وحوض “ميتوهيا”، وسهل كوسوفو، وتضمُّ أيضاً عدَّة أنهار هي: “إيبار”، و”جنوب مورافا”، و”سيتينيكا”، وتضمُّ عدداً من البحيرات، مثل “غازيفودا”، و”باتلافا”، و”واردونجيك”، و”بادوفاك”، كما سُجِّلَت أعلى نقطة فيها على ارتفاع 566م فوق سطح البحر وهي “ذروة ديرافيكا”.

عاصمة كوسوفو

تُعدُّ “بريشتينا” عاصمة كوسوفو، وهي ثاني أكبر مدينة في العالم من حيث عدد الناطقين باللغة الألبانية، وهي أكبر مدينة في الجمهورية، وهي مركزها الاقتصادي والثقافي معاً، وتقع بالتحديد شمال شرق كوسوفو، فهي قريبة من جبال “غولاك”، وأغلب سكَّانها من العرقيَّة الألبانية، كما توجد فيها تجمُّعات صغيرة من عرقيات متنوعة.

يعتمد اقتصاد المدينة اعتماداً رئيساً على عائدات السياحة؛ لأنَّها نقطة الدخول الجوية الوحيدة للبلاد، كما توجد في المدينة مقرَّات حكومية، وفيها مكان عمل كل من رئيس البلاد ورئيس الوزراء

عملة كوسوفو

“اليورو” هو عملة كوسوفو الرئيسة، ويصدر البنك المركزي الأوروبي جميع فئاتها، وتتوفر فئات عديدة منها، منها الورقية ومنها المعدنية.

1. فئات العملة الورقية

• مئة.
• مئتين.
• خمسمئة.
• خمسون.
• عشرون.
• عشرة.
• خمسة.

2. فئات العملة المعدنية

• اثنان.
• واحد.
• خمسة.
• عشرون.
• خمسون.
• عشرة.
• واحد سنت.

الطقس في كوسوفو

يتميَّز الطقس في كوسوفو بالمناخ القاري المعتدل، وتصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى 20 درجة مئوية، وتتأثر الجهة الجنوبية الغربية فيها في بعض الأحيان؛ بسبب اقترابها من البحر المتوسط، وتصل درجة الحرارة في الشتاء إلى 5 درجات مئوية، ومعدَّل هطول الأمطار السنوي إلى ما يقارب 650 ملم، كما تتساقط فيها الثلوج بكثافة في فصل الشتاء، وتكون المناطق الجبلية أكثر برودة، وتهطل فيها الأمطار هطولاً أغزر.

ديانة كوسوفو

لا يوجد في كوسوفو ديانة رئيسة، ويعتنق ما يقارب 95% من سكَّانها الديانة الإسلامية وهم الألبان، بينما يعتنق قسم آخر الديانة المسيحية الأرثوذكسية، ويعتنق الجزء المتبقي الديانة المسيحية الكاثوليكية الرومانية.

السياحة في كوسوفو

تضمُّ كوسوفو العديد من الوجهات السياحية الفريدة حول العالم، وتجذب العديد من السائحين إليها، وتقع الجمهورية في قلب البلقان، وهو موقع حيوي؛ بسبب ربطها بين وسط وجنوب أوروبا والبحر الأدرياتيكي والأسود.

إليك الأماكن السياحية الأكثر زيارة في الجمهورية:

1. المكتبة الوطنية

تقع المكتبة في العاصمة “بريشتينا”، وتتميَّز بهندستها المعمارية المختلفة، فبناها المهندس الكرواتي “أندريا موتنجاكوفيتش”، وافتُتِحت المكتبة عام 1982م، وهي مغطَّاة بشبكة معدنية خاصَّة بالصيد، وتبلغ مساحتها 16500م²، وتحتوي على 99 قبة ذات أحجام متنوعة، كما تمتلك المكتبة أعمالاً فسيفسائية تُعدُّ فريدة من نوعها.

2. مسجد جاشر باشا

هو رمز لعاصمة كوسوفو، ويُعرَف بتأثره بالفن العثماني، ويمتلك المسجد مئذنة يمكن رؤيتها من أي مكان في المدينة، ويتميَّز المسجد بديكور داخلي يغلب عليه الأسلوب الباروكي المميَّز.

3. مدينة ميتروفيتسا

تُقسَم المدينة إلى قسمين بواسطة “إيبار”، كما يتوزَّع سكَّانها توزُّعاً محدَّداً، فيوجد الصرب حصراً في الشمال، ويوجد الألبان في الجنوب، ويوجد في هذه المدينة آثار مميزة وفريدة تستحقُّ الزيارة، وهي من المدن القليلة في الجمهورية التي يتكلَّم فيها الصرب باللغة الألبانية؛ وهذا بسبب عملهم مع بعضهم لسنوات عديدة.

4. مدينة جاكوفا

تكتظُّ هذه المدينة سنوياً بالسياح؛ لأنَّها تحتوي على أكبر سوق في البلقان، ويضمُّ هذا السوق محال تجارية حصرية، كالألبسة والعطورات والمجوهرات والأعمال اليدوية، كما تمتلئ المدينة بالمطاعم والمقاهي التي تلبِّي حاجة السائحين.

من أشهر أماكنها السياحية:

• برج الساعة.
• مسجد هادوم.
• جسر الخياط.
• الجسر المقدَّس.

حرب كوسوفو

تعود حرب كوسوفو إلى عامي 1998_1999، وتُعدُّ هذه الحرب جريمة؛ لأنَّها انتهكت اتفاقيتي “لاهاي” و”جنيف”، ودُمِّر فيها العديد من المواقع الثقافية الألبانية، كما دمَّر الجيش الصربي اليوغوسلافي 225 مسجداً من أصل 498 موجودين فيها، إضافة إلى تدمير المدارس الإسلامية والمكتبات، وفُقِدت خلال هذه الحرب كتب نادرة، ومخطوطات عديدة، إضافة إلى تدمير أرشيفات الجماعة الإسلامية والتي يبلغ عمرها 500 عاماً، وهجمت مجموعات ألبانية على الكنائس ردَّاً على الهجوم الصربي، ودمَّرت عدداً كبيراً منها بلغ 35 كنيسة، وانتهت الهجمات بعد تدخُّل القادة السياسيين ومفتي الجمهورية.

كوسوفو والاتحاد الأوروبي

اعترفت 22 دولة من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي بجمهورية كوسوفو المستقلَّة، وذلك منذ عام 2020 وتحديداً في شهر “مايو”، واعتمد البرلمان في عام 2008 قراراً يدعو فيه جميع أعضائه إلى الاعتراف بدولة كوسوفو، كما سمح الاتحاد الأوروبي بدخول مواطني كوسوفو إلى الاتحاد دون الحاجة لتأشيرة، وبيَّنت لجنة الاتحاد أنَّ الجمهورية قد استوفت جميع المتطلَّبات الأهلية، كما وُقِّعَت اتفاقية بين الاتحاد والجمهورية تُسمَّى “اتفاقية الاستقرار والمشاركة” في عام 2016.

أمَّا دول الاتحاد الأوروبي التي لم تعترف باستقلال كوسوفو، فهي:

• إسبانيا.
• قبرص.
• اليونان.
• رومانيا.
• سلوفاكيا.

كوسوفو وصربيا

يمتلئ تاريخ كوسوفو وصربيا بالتوترات والصراعات، وما تزال التوترات موجودة بينهما؛ بسبب رفض صربيا الاعتراف بجمهورية كوسوفو على الرغم من إعلان كوسوفو في عام 2008 استقلالها عنها.

أُسِّس جيش التحرير في كوسوفو عام 1991، وكانت أول حملة له في عام 1995، وأطلق هجمات عديدة استهدف فيها محاكم صربيا الموجودة في جمهورية كوسوفو، كما استهدف السلطات اليوغوسلافية في عام 1998، ونجم عن هذا الاستهداف زيادة عدد القوات الصربية العسكرية، وبدأت هذه القوات بالانتقام، واستهدفت كل المتعاطفين مع جيش التحرير، وقتلت أكثر من ألفي فرد تابعين له، وانتهت الحرب بـ “معاهدة كومانوفو”.

هل كوسوفو من ضمن الاتحاد الأوروبي؟

توجد 5 دول لم تعترف باستقلال كوسوفو حتى الآن، ولكنَّ الاتحاد الأوروبي اعترف بها بصفتها دولة مستقلة، وسيكون انضمامها إليه مدرجاً ضمن جدول أعماله، وهي مرشَّح محتمل للانضمام.

 كيف وصل الإسلام إلى كوسوفو؟

كانت منطقة البلقان تتبع الديانة المسيحية؛ بسبب تأثير الإمبراطورية الرومانية الغربية والإمبراطورية البيزنطية، ويعود وصول الإسلام إلى المنطقة إلى زمن الفتح العثماني، فحكمت الدولة العثمانية المنطقة من 1389إلى 1912، وأسلمَ خلال هذه الفترة عدد كبير من الألبان.

ابتعد سكان المنطقة عن دين الإسلام ابتعاداً كبيراً بعد الحرب العالمية الثانية، وتولِّي جمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الحكم، وانتعش الدين مجدداً فيها مع انتهاء الفترة الشيوعية، ويشكِّل المسلمون إلى يومنا هذا ما يقارب 95% من سكان الجمهورية، ومعظمهم من أصول ألبانية.

يتبع أغلب المسلمون فيها المذهب الحنفي، إضافة إلى وجود طرائق صوفية خاصة بهم، وانتشر التسامح الديني في البلاد خلال فترة الحرب، ولم تكن الحرب بين المسلمين والمسيحيين ولكن بين الألبان والصرب، ويوجد في الجمهورية كثير من المساجد، والطقوس الدينية المختلفة، وتُؤدَّى فيها جميع أنواع العبادات كالصيام وغيره.

في الختام

لقد ذكرنا في هذا المقال معلومات عن جمهورية كوسوفو، مثل العملة والديانة والمساحة، إضافةً إلى ذكر بعض المناطق السياحية التي يجب زيارتها فيها، فهي تضمُّ مناطق فريدة، وتتمتَّع بمناخ معتدل يساعد على زيارتها، وأعطينا لمحة تاريخية عن تاريخها، وعلاقتها المتوترة مع صربيا.