أهم المعلومات عن حدائق بابل المعلقة
يُقال إنَّها بُنيَت في مدينة بابل القديمة بالعراق، ولكن يبقى السؤال: هل كانت هذه الحدائق حقيقة واقعة أم مجرَّد أسطورة خيالية؟
سنستعرض في هذا المقال أهم المعلومات عن حدائق بابل المعلَّقة، فتابع معنا.
مميزات الحضارة البابلية
ورد ذكر مدينة بابل في القرآن الكريم في قصَّة الملكين “هاروت وماروت”، وكانت عاصمة الحضارة البابلية العريقة التي نشأت في بلاد ما بين النهرين في العراق، ويعود أصل اسم “بابل” إلى اللغة الأكادية، ويعني “بوابة الإله”.
تميَّزَت الحضارة البابلية بإنجازاتها الحضارية والثقافية والعلمية العديدة، ومن أهمها:
- نظام الكتابة المسمارية: سمحَ بتدوين المعارف والعلوم، وتسهيل التواصل بين الناس، وهذا من أهم إنجازات الحضارة البابلية.
- سنُّ القوانين: كـ “قانون حمورابي” الشهير، والذي يُعدُّ من أقدم القوانين المكتوبة في التاريخ، والذي نظَّمَ العلاقات بين أفراد المجتمع.
- الفلك: برع البابليون في علم الفلك، وطوَّروا أنظمة تقويمية دقيقة، وحدَّدوا مواضع الكواكب والأجرام السماوية.
- الرياضيات: تميَّز البابليون بإنجازاتهم في الرياضيات، وابتكروا نظام العد الستيني، واستخدموه في مختلف المجالات، مثل التجارة والهندسة.
- الأدب: خلَّفَ البابليون إرثاً أدبياً غنياً، وشمل الملاحم والقصائد والأشعار.
- الزراعة: شقَّ البابليون القنوات المائية، وبنوا السدود، وهذا ساعد على تحسين الزراعة والري.
نبذة عن حدائق بابل المعلَّقة
تُعدُّ حدائق بابل المعلَّقة من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهي من أشهر وأعظم الهياكل الهندسية في التاريخ القديم، ووُصِفَت هذه الحدائق في العديد من النصوص القديمة بأنَّها جنَّات على الأرض، وتحتوي على ترَّاسات مرتفعة مغطَّاة بالنباتات المورقة.
إليك فيما يأتي بعض المعلومات عن حدائق بابل المعلَّقة:
1. موقع حدائق بابل المعلَّقة
تقعُ حدائق بابل المعلقة في مدينة بابل القديمة – الموجودة حالياً في العراق – بالقرب من مدينة الحلَّة الحديثة، وتعدُّ بابل من أعظم مدن العالم القديم، وتُعرَف بثقافتها الغنيَّة، ومعمارها الفريد، ومع ذلك لا توجد أدلَّة أثرية على وجودها.
2. من بنى حدائق بابل المعلَّقة؟
بنى الملك “نبوخذ نصر الثاني” حدائق بابل المعلَّقة حوالي عام 600 قبل الميلاد، ويُقال إنَّه أنشأ هذه الحدائق؛ لإرضاء زوجته الملكة “أميتيس الميدية”، والتي كانت تشتاق إلى المناظر الطبيعية الخلَّابة في بلادها.
3. كم يبلغ عمر حدائق بابل المعلَّقة؟
يُنيَت حدائق بابل المعلَّقة حوالي عام 600 قبل الميلاد، وهذا يجعل عمرها أكثر من 2600 سنة.
4. متى بُنيَت حدائق بابل المعلقة؟
بُنيَت حدائق بابل المعلَّقة خلال فترة حكم الملك “نبوخذ نصر الثاني”، والذي حكم من 605 إلى 562 قبل الميلاد.
لماذا سُمِّيت حدائق بابل المعلَّقة بهذا الاسم؟
سُمِّيت حدائق بابل بـ “المعلَّقة”؛ لأنَّ النباتات كانت تنمو على ترَّاسات مرتفعة، وهذا يُعطي انطباعاً بأنَّ الحدائق “معلَّقة” في الهواء، وكانت هذه الترَّاسات مدعَّمة بأعمدة قويَّة ومنحوتة نحتاً فنيَّاً؛ لتتحمَّل وزن التربة والمياه والنباتات.
صور حدائق بابل المعلقة
قصة حدائق بابل المعلَّقة
تقول الأسطورة الأكثر شيوعاً عن حدائق بابل المعلَّقة: إنَّ الملك “نبوخذ نصر الثاني” أنشأ هذه الحدائق لزوجته “أميتيس” التي كانت تفتقد المشاهد الخضراء لبلادها، وصُمِّمت الحدائق تصميماً يُظهر الطبيعة الجبلية لوطنها “ميديا”، وعُدَّت بمنزلة هدية حب من الملك لزوجته، ويقال إنَّه بنى الحدائق المعلَّقة على شرفات المبنى، وليس على الأرض كما هو معروف، وكان يبلغ ارتفاع المبنى حوالي 24 م، ويحيط به سور بسماكة 6 م، وطول 17 م، وبلغت مساحتها حوالي 14864.5 م².
زُرِعت في حدائق بابل جميع أنواع الأشجار والخضروات والفواكه والزهور، وكانت مثمرة على مدار العام؛ بسبب توفر الأشجار الصيفية والشتوية، ووُزِّعَت التماثيل في جميع أنحائها، ويُروى في وصف الحدائق أنَّها من شدَّة جمالها وروعة منظرها، كانت تُدخِل المرح والسرور إلى القلب بمجرَّد النظر إليها.
وصف شكل حدائق بابل المعلقة
تكوَّنت الحدائق من ترَّاسات متعدِّدة المستويات، مدعَّمة بأعمدة وأقواس، وزُرِعت كل طبقة من هذه التراسات بمجموعة متنوعة من النباتات، ومن ذلك الأشجار والشجيرات والزهور، كما صُمِّم نظام ريٍّ معقَّد؛ لجلب المياه من نهر الفرات إلى الحدائق، وهذا سمحَ للنباتات بالنمو والازدهار في مناخ بابل الحار والجاف.
لماذا تُعدُّ حدائق بابل المعلَّقة من عجائب الدنيا السبع؟
تُعدُّ حدائق بابل المعلَّقة من عجائب الدنيا السبع؛ بسبب جمالها الهندسي الفريد، ونظام الري المعقَّد الذي تحدَّى طبيعة المناخ الجاف في بابل، كما كانت رمزاً للإبداع البشري في تحويل البيئة الطبيعية إلى مكانٍ يعبِّر عن الجمال والفن.
عُدَّت حدائق بابل المعلَّقة من عجائب الدنيا السبع القديمة لعدَّة أسباب، منها:
1. ضخامة حجمها وجمالها
كانت من أكبر الحدائق في العالم القديم، وتميَّزَت بجمالها الفريد، وتصميمها المعماري المبتكر.
2. التصميم الهندسي
تُعدُّ حدائق بابل المعلقة إنجازاً هندسياً عظيماً؛ لأنَّ البناة تمكَّنوا من إنشاء حدائق خضراء مرتفعة في منطقة صحراوية قاحلة.
3. رمز للحضارة
كانت حدائق بابل المعلَّقة رمزاً لقوَّة وازدهار الإمبراطورية البابلية.
هل حدائق بابل المعلَّقة موجودة الآن؟
تُشير العديد من النصوص والكتابات القديمة إلى وجود حدائق في مدينة بابل – عاصمة الحضارة البابلية – خلال عهد الملك “نبوخذ نصر الثاني”، وتصف هذه النصوص روعتها وجمالها، وتُشير إلى أنَّها بُنيَت على شرفات متدرِّجة، وهذا جعلها تبدو وكأنَّها “معلَّقة” في الهواء، وبالرجوع إلى وصف الكتَّاب القدامى، فإنَّ حدائق بابل المعلَّقة وُجِدَت في عاصمة “نبوخذ نصر” في العصور الهلنستية.
وصف عدد من المؤلفين الكلاسيكيين الحدائق المعلَّقة بالتفصيل، وعلى الرغم من اختلاف بعض المصادر المتعلقة بمن بناها، لكن ثمة أوصاف معينة كانت مشتركة واتُّفِق عليها، وهي أنَّ الحدائق كانت تقع بالقرب من القصر الملكي، ووُضِعت على ترَّاسات مقبَّبة، وسُقيَت بنظام ريٍّ استثنائي، وسُقِفت بشرفات حجرية وُضِعت عليه طبقات من المواد المختلفة، مثل القصب والبيتومين والرصاص؛ كيلا تتسرَّب مياه الري عبر المدرَّجات.
لم يُعثَر- من ناحية أخرى – على أي دليل أثري قاطع يؤكِّد وجود هذه الحدائق، فالموقع المفترض لوجودها ما زال قيد التنقيب، ولم يُعثَر على أي بقايا تشير إلى حدائق ضخمة كما وصفتها النصوص القديمة، ويُرجِّح بعض العلماء أنَّ حدائق بابل قد ضُخِّمَت وزُيِّفت في الكتابات القديمة، وأنَّها لم تكن في الواقع ضخمة أو رائعة كما تصفها الأساطير، فمثلاً: قد تكون الحدائق عبارة عن مساحات خضراء صغيرة نسبياً، أو ربما لم تكن موجودة على الإطلاق.
تجدر الإشارة إلى أنَّ هناك تقريراً يقول إنَّ المدينة تعرَّضت لزلزال في القرن الثاني قبل الميلاد؛ ونتيجة لذلك ربَّما تكون البقايا المختلطة، والتي معظمها مصنوع من الطوب اللبن، قد تآكلت ببطء مع ندرة الأمطار، كما تساءل بعض المؤرخين، ماذا لو لم توجد الحدائق المعلَّقة في بابل على الإطلاق؟ فربَّما كانت موجودة في مدينة أخرى في العالم وليس في بابل نفسها.
ما تزال جميع هذه التساؤلات موضع بحث ودراسة حتى الآن، ويُمكن للزمن وحده أن يكشف حقيقة هذه الأسطورة، فربَّما تخبِّئ لنا الأرض مزيداً من الأسرار التي تثبت أو تنفي وجود حدائق بابل المعلَّقة، وتساعدنا على فهم حقيقتها فهماً أفضل، فهذا الغموض عن وجودها الحقيقي يجعلها أكثر إثارة وإعجاباً في الذاكرة الإنسانية.
في الختام
تظلُّ حدائق بابل المعلَّقة رمزاً للإبداع البشري، وللتحديات الهندسية التي واجهتها الحضارات القديمة، وسواء أكانت حقيقة أم أسطورة، فستبقى هذه الحدائق جزءاً هاماً من التراث الثقافي والتاريخي للبشرية الذي يستمر في إلهام الأجيال بقدرته على تحويل الأحلام إلى حقيقة، ولو في خيالهم.