جولة في كنوز الحضارة الفرعونية
نبذة عن المتحف المصري
- يُعدُّ المتحف المصري من أكبر وأشهر المتاحف في العالم، ويقع في العاصمة المصرية “القاهرة”، وتحديداً في الجهة الشمالية لميدان التحرير، وبُنِي للمرة الأولى في “حديقة الأزبكية” في عام 1835 بعد إصدار “محمد علي باشا” مرسوماً يقضي بذلك.
- توفي “محمد علي باشا” في عام 1849م، وأدَّت وفاته إلى عودة ظاهرة الاتجار بالآثار بعد أن قضى عليها، وسُرِقَ عدد كبير من المجموعات التي كانت في حديقة الأزبكية، وأُصدِر قرار نقلها إلى “قلعة صلاح الدين” في الصالة الثانية، ليقوم فيما بعد “الخديوي عباس الأول” بإهداء كامل آثار الصالة إلى الدوق “مكسميليان النمساوي” بعد زيارته القلعة.
- أُنشِئت في عام 1858م مصلحة للآثار المصرية بعد موافقة “الخديوي سعيد” الذي وكَّل “أوجوست مارييت” مأموراً لأعمال الآثار، وأنشأ مخزناً على ضفاف نهر النيل في “بولاق”.
- أُقِرَّ في عام 1859م متحفاً رسمياً، وتحمَّس “الخديوي سعيد” بعد اكتشاف كنز الملكة لبناء متحف رسمي في “بولاق”، ليُبنَى في عهد “الخديوي إسماعيل”، ويُفتتَح في عام 1863م.
- تعرَّض المتحف الضخم في سنة 1878 لفيضان، فأصبحت القاعة مغمورة بالمياه، وفُقِدت بعض المعروضات التي لها قيمة فنية.
- ازدحم المبنى ازدحاماً كبيراً في عام 1889م، ولم يعد قادراً على احتواء مزيد من القطع، الأمر الذي جعل “الخديوي إسماعيل” يتنازل عن أحد قصوره في مدينة “الجيزة” وتحديداً في حديقة الحيوان لصالحه، ونُقِلَت الآثار الموجودة في القصر إلى مكان المتحف الجديد في المنطقة الشمالية لميدان التحرير في عام 1902م.
أهميَّة المتحف المصري
يحتوي المتحف المصري على كمية كبيرة من الآثار الفريدة التي لا توجد إلا فيه، ويُعدُّ من أهم المتاحف الأثرية حول العالم، ويعود كلُّ ما هو موجود بداخله إلى الحضارة المصرية القديمة.
تكمن أهميَّة المتحف المصري في الأمور الآتية:
- يحافظ وجود المتحف المصري على التراث الثقافي، فهو يحافظ على ثقافة مصر والعالم أجمع، ويعرض أهمَّ التحف والآثار التي تعود إلى عصر مصر القديمة.
- يمكِّن الباحثين من إقامة دراسات وأبحاث عن التاريخ والحضارة التي عاشتها مصر في تلك الفترة، ويوفِّر لهم بيئة مثالية ومريحة، فهو يجعلهم يفهمون تطوُّر الحضارة المصرية عبر العصور فهماً واضحاً.
- يعزِّز الهوية الوطنية للشعب المصري أجمع، فهو يُظهر ثقافتهم العريقة، ويجعل الشعب واعياً بأهمية الحضارة المصرية القديمة التي شكَّلت تاريخ مصر وثقافتها.
- يُعدُّ المتحف المصري مكاناً مميزاً لجذب السياح، فهو يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ويمكنهم رؤية الآثار الفريدة فيه، والتعرُّف إلى تاريخ وثقافة البلاد، وهذا يعزِّز الاقتصاد المحلي، ويسهم في تعزيز السياحة.
المتحف المصري من الداخل
يوجد بداخل المتحف كثير من الآثار التي يرجع عمرها إلى عصور مصر القديمة، فهو يضمُّ مركزاً ثقافياً، إضافة إلى بعض القطع الموجودة ضمنه ومنها:
1. التوابيت والمومياوات
يوجد العديد من التوابيت والمومياوات العائدة إلى الفراعنة، والمعروضة في المتحف عرضاً رائعاً.
2. النقوش الهيروغليفية
توجد هذه النقوش الهيروغليفية على الجدران والأقراص الموجودة، وتعطي فكرة عن كيف طبيعة الكتابة في عصور مصر القديمة.
3. الآثار البحرية
اكتُشِفت آثار بحرية في مياه البحر المتوسط، وأُدرِجَ قسم خاص بها في المتحف.
4. التماثيل الكبيرة
هي خاصة بالفراعنة والآلهة والملوك، وموزَّعة في مختلف الأقسام.
5. الأدوات والأواني التي تُستخدَم يوميَّاً
هي التي كان سكان مصر في العصور القديمة يستخدمونها في حياتهم اليومية.
6. الحلي والمجوهرات
يعرض المتحف مجموعات رائعة منها، وكان رجال ونساء ذلك العصور يستخدمونها، مثل كنوز الفضة والذهب التي ظهرت.
صور المتحف المصري
محتويات المتحف المصري
- يضمُّ المتحف المصري مكتبة أُنشِئت فور افتتاحه، وجُمِعَ مبلغ من المال لشراء الكتب لها في عام 1889م، وعُيِّنَ بين عامي 1903 و1904م أوَّل أمين لها وهو “دكروس”.
- حدَّد الأمين “مونييه” كتالوجاً لها في عام 1926م، وكانت النقلة النوعية للمكتبة عام 1950م بواسطة أمينتها “ضياء الدين أبو غازي”، والتي عملت على تطوير الكتالوجات، وتوسيع المكتبة لتصبح من طابقين، وتضمُّ مخزناً للمطبوعات، إضافة إلى وجود قاعتين للاطلاع.
- تحتوي المكتبة أيضاً على مجموعة من الكتب الهامَّة، مثل كتاب “وصف مصر”، وكتاب “آثار مصر”، و”النوبة”، كما جعل وجود خرائط ولوحات وصور نادرة المكتبة ذات أهمية كبيرة.
1. تمثال “رمسيس الثاني” في المتحف المصري
- يعود التمثال إلى 3200 عام قبل الميلاد، واكتُشِفَ في عام 1820م في معبد “ميت رهينة العظيم” في مصر، وتشير المعلومات إلى أنَّ التمثال أُحضِرَ على ست دفعات منفصلة، ثمَّ حاولوا جمعها، إلَّا أنَّ محاولاتهم باءت بالفشل.
- يبلغ طول التمثال ما يقارب 11متراً، ويزن 80 طناً، وهو مصنوع من حجر الغرانيت الوردي.
- أصدرَ الرئيس المصري الراحل “جمال عبد الناصر” في عام 1995م أمراً بنقل هذا التمثال إلى ميدان “باب الحديد” في “القاهرة”، ليُنقَل فيما بعد في عام 2006م إلى “المتحف المصري الكبير”؛ لحمايته من التلوُّث الناجم عن السيارات والقطارات.
- يضمُّ المتحف المصري مجموعات من الآثار بلغ عدد القطع فيها حوالي 170000 قطعة مرتَّبة وفق ترتيب العصور القديمة على الشكل الآتي:
2. مجموعة عصور ما قبل التاريخ
تحتوي هذه المجموعة على كلٍّ من الفخَّار، وأدوات الزينة، وأدوات الصيد، وجميع المتطلَّبات التي كانت تُستخدَم في الحياة اليومية، وتمثِّل هذه المتطلَّبات النتاج المصري قبل معرفتهم بالقراءة والكتابة، وهذه الأدوات كانت موجودة في شمال وجنوب ووسط مصر.
3. مجموعة عصر التأسيس
تضمُّ هذه المجموعة:
- صلاية “نعرمر”.
- تمثال “خع سخموي”.
- أواني.
- أدوات مختلفة.
- آثار كلٍّ من الأسرة الأولى والثانية.
4. مجموعة عصر الدولة القديمة
تصمُّ هذه المجموعة:
- تمثال “زوسر”.
- تمثال “خفرع” و”منكاورع”.
- تمثال “شيخ البلد”، والقزم “سنب وبيي”، وابنه “مري أن رع”.
- صوراً جدارية.
- تماثيل للعديد من الأفراد.
- مجموعة الملكة “حتب ترس”.
5. مجموعة عصر الدولة الوسطى
تضمُّ تماثيل الملك بعض ملوك الأسرة 12 مثل تمثال “سنوسرت الأول”، وتمثال الملك “أمنتوحب الثاني”، إضافة إلى التوابيت والحلي والمجوهرات وبعض من أهرام “الفيوم”.
6. مجموعة عصر الدولة الحديثة
تترأَّس هذه المجموعة مجموعة “توت عنخ آمون”، وهي مجموعة الفرعون الصغير، إضافة إلى تماثيل كل من “حتشبسوت” و”تحتمس الثالث” و”رمسيس الثاني”، كما توجد ضمنها عجلات بحرية، ومجوهرات وأدوات للزراعة والكتابة، إضافةً إلى مجموعة “المومياوات الملكية” التي أُنشِئت قاعة خاصة بها في عام 1994م، ثمَّ نُقِلت في عام 2021م إلى “المتحف القومي للحضارة المصرية” الموجود في “فسطاط”.
7. مجموعة العصور المتأخرة
تحتوي على قطع أثرية عديدة، إضافة إلى كنوز من الذهب والفضة والأحجار الكريمة، والتي عُثِر عليها في مقابر الملوك في “صان الحجر”، إلى جانب العديد من التماثيل وآثار “النوبة” التي نُقِلت فيما بعد إلى “أسوان” في “متحف النوبة”.
8. جثَّة “فرعون” في المتحف المصري
- يُعرَف “فرعون” بـ “رمسيس الثاني”، وهو من الأسرة 19 وكان الفرعون الثالث فيها، وتولَّى حكم مصر 1279 قبل الميلاد بعد وفاة والده، وبلغ عدد سنوات حكمه لمصر القديمة 66 سنة، وأنجب – حسب الأقاويل – أكثر من 100 ولد، واستطاع خلال فترة حكمه بناء آثار لنفسه وللآلهة التي كان يعبدها، وهو من أشهر وأعظم فراعنة مصر القديمة.
- دُفِن “فرعون” بعد موته في “وادي الملوك”، ثمَّ نُقِل إلى “دير البحري”؛ وهو مخبأ المومياء، وعُثِرَ عليه في عام 1881م، ليُنقَل في عام 1885م إلى متحف القاهرة المصري، وبقي فيه إلى عام 2007، ويبلغ طول جثة “فرعون” ما يقارب الخمسة أقدام وسبع بوصات، فهو كان أطول من متوسط طول المصريين القدماء، ووُجِد أنَّه كان يملك شعراً أحمر وأنفاً معقوفاً حسب تشخيص الجثة.
- نُقِلَت الجثة إلى “باريس” في عام 1974م، وأُجريت تحقيقات بشأن موته بإشراف “موريس”، وبعض المصريين والفرنسيين معه؛ لتحديد سبب الوفاة، واستُخدِمت لذلك البحوث المجهرية والإشعاعية والتنظيرية وأحدث الأجهزة.
أقرَّت الأبحاث أنَّ فرعون كان مصاباً بالالتهاب في فكَّيه وعظامه، وأنَّ الالتهابات قد تكون تفاقمت لدرجة أدَّت إلى وفاته، ولا يوجد أي مرض خطير ظهر عليه حينها، وقُدِّرَت تكاليف نقله بحوالي ستة ملايين جنيه مصري شاملة الدراسات التي أُجريت لضمان نجاح النقل.
في الختام
لقد تحدَّثنا في هذا المقال عن أهميَّة المتحف المصري، وما هي المحتويات التي يضمُّها، إضافة إلى ذكر معلومات عن جثَّة “فرعون”، وتمثال “رمسيس الثاني” الموجودين فيه.