جنة استوائية في قلب المحيط الهندي
سنأخذك في هذا المقال في رحلة لاكتشافِ موريشيوس، وستجد فيها ما يناسبك مهما كانت اهتماماتك، فاستعد لرحلة لا تُنسى، ومليئة بالمغامرات والاكتشافات.
نبذة عن موريشيوس
إليك أبرز المعلومات عن هذه الدولة الساحرة:
أين تقع موريشيوس؟
تقع جمهورية موريشيوس – تلك الجزيرة الساحرة – في المحيط الهندي، وتبعد حوالي 2000 كم عن الساحل الجنوبي الشرقي لقارة أفريقيا، وتُعدُّ جزءاً من “جزر ماسكارين”، إلى جانب جزيرتي “رودريغز” و”ريونيون”، وتقع الجزيرة الرئيسة على بعد حوالي 910 كم شرق جزيرة “مدغشقر”، بينما تبعد جزيرة “رودريغز” حوالي 430 كم شمال شرق موريشيوس، وتتميَّز بموقعها الاستراتيجي في وسط المحيط الهندي، وهذا يجعلها نقطة وصل هامَّة بين قارتي آسيا وأفريقيا.
ما هي عملة موريشيوس؟
تُعدُّ “الروبية الموريشية” – التي تُعرَف أيضاً باسم “روبي موريشي” – العملة الرسمية لدولة موريشيوس الواقعة في المحيط الهندي، وأُصدِرت هذه العملة لأوَّل مرة عام 1876، عندما كانت موريشيوس مُستعمَرة بريطانية، وظلَّت العملة الرسمية للبلاد حتى يومنا هذا.
رمز العملة هو “MUR”، والرمز هو “₨”، وتنقسم “الروبية الموريشية” إلى 100 فلس، ويصدر بنك موريشيوس العملة الورقية، وهي متوفرة بفئات (25 و50 و100 و200 و500 و1000 روبية) كما يصدر العملات المعدنية بفئات (1 و2 و5 و10 و20 روبية).
ارتبطَت العملة تاريخياً بـ “الجنيه الإسترليني”، ولكن عُوِّمَت عام 1975، وتعاني قيمة “الروبية الموريشية” منذ ذلك الحين من تقلُّبات أسواق العملات الأجنبية، ومع ذلك فقد حافظت على استقرار نسبي في السنوات الأخيرة، وتُستخدَم العملة استخداماً أساسياً داخل موريشيوس، ولا تُعدُّ عملة قابلة للتحويل بكثرة، ولا تُتداوَل على نطاق واسع في الأسواق المالية الدولية.
ستحتاج إلى تغيير عملتك إلى “روبية موريشية”، إذا كنت مسافراً إلى موريشيوس، ويمكنك القيام بذلك في البنوك ومكاتب الصرافة في المطار أو في المدن الرئيسة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ بعض الفنادق والمتاجر تقبل العملات الأجنبية، وخاصَّة “الدولار الأمريكي” و”اليورو”، ولكن يُفضَّل أن تكون لديك بعض “الروبيات الموريشية”؛ لتسهيل المعاملات.
ديانة دولة موريشيوس
لا توجد ديانة رسمية لموريشيوس، وينصُّ دستورها على أنَّها دولة علمانية تحترم حريَّة المعتقد، ويتميَّز المجتمع الموريشيوسي بتنوُّعه الديني والثقافي، ويعيش المسلمون والمسيحيون والهندوس جنباً إلى جنب بانسجام.
إليك بعض المعلومات عن توزُّع الديانات في موريشيوس:
1. الهندوسية
يشكِّل الهندوس حوالي 50% من السكان، وهي الديانة الأكثر انتشاراً في موريشيوس، ويعود تاريخ وجودهم في الجزيرة إلى فترة الاستعمار الفرنسي الذي جلب العمَّال الهنود؛ للعمل في مزارع قصب السكَّر.
2. المسيحية
تُعدُّ الديانة المسيحية ثاني أكبر ديانة في موريشيوس، وينتمي إليها حوالي 32% من السكان، ويتوزَّع المسيحيون بين “الكاثوليك” و”البروتستانت” و”الإنجيليين”، ويعود تاريخ وجودهم في الجزيرة إلى المبشِّرين الفرنسيين والبرتغاليين.
3. الإسلام
يُشكل المسلمون حوالي 17% من سكان موريشيوس، ويعود تاريخ وجودهم الديانة الإسلامية في الجزيرة إلى التجَّار المسلمين من الهند وباكستان.
تتميَّز موريشيوس بتسامحها الديني واحترامها لحريَّة المعتقد، وتُقام فيها المهرجانات الدينية المختلفة دون أيَّة قيود، كما توجد دور العبادة الخاصَّة بكل ديانة في جميع أنحاء الجزيرة.
اللغة الرسمية في موريشيوس
لم يحدِّد دستور موريشيوس أي لغة رسمية وطنية صريحة، ولكنَّه ينصُّ على أنَّ “اللغة الرسمية للجمعية هي الإنجليزية، ويستطيع أي عضو أن يخاطب الرئيس باللغة الفرنسية”، وهذا يشير إلى أنَّ اللغتين – الإنجليزية والفرنسية – هما اللغتان الرسميَّتان الفعليَّتان.
تتحدَّث نسبة صغيرة من سكان الجزيرة اللغة الإنجليزية، على الرغم من أنَّها إحدى اللغتين الرسميتين، ويُقدَّر أنَّ 53٪ من الموريشيين يتحدَّثون “الكريول”؛ وهي لهجة مشتقَّة من الفرنسية، وتُعدُّ “الكريول الموريشية” لغة التواصل المشترك في موريشيوس، بينما تُستخدَم الفرنسية من قبل غالبية الموريشيين، وتُستخدَم في وسائل الإعلام أيضاً، كما تُستخدَم الإنجليزية في الحكومة والتعليم.
تُظهِر ثنائية اللغة الرسمية في موريشيوس ماضيها الاستعماري، فقد كانت مستعمرة فرنسية ثمَّ بريطانية؛ ونتيجة لذلك تُعدُّ موريشيوس عضواً في كل من دول “الكومنولث” و”الفرنكوفونية”.
الحياة في موريشيوس
تتمتَّع موريشيوس بجمال طبيعي خلَّاب، وثقافة غنيَّة، وتاريخ فريد، وهذا يجعلها وجهة رائعة للعيش والعمل والسياحة، وتشتهر الجزيرة بشواطئها الرملية البيضاء، ومياهها الفيروزية الصافية، وشعابها المرجانية الملوَّنة، وهذا يوفِّر فرصاً لا حصر لها للرياضات المائية، والاسترخاء على الشاطئ، وتتميَّز موريشيوس أيضاً بمناظرها الطبيعية المتنوِّعة، من الجبال الخضراء المورقة إلى الغابات المطيرة الاستوائية، وهذا يوفِّر فرصاً رائعة للمشي لمسافات طويلة، والتخييم، ومشاهدة المعالم السياحية.
يُعرَف شعب موريشيوس بكرم ضيافتهم وودِّهم، ويسهل على الوافدين الشعور بالترحيب والراحة، وتمتلك موريشيوس اقتصاداً مستقراً، ونظاماً سياسياً ديمقراطياً، وهذا يجعلها مكاناً آمناً ومستقراً للعيش فيه، ولكن تُعدُّ تكلفة المعيشة فيها مرتفعة نسبياً، خاصَّة فيما يتعلَّق بالسلع المستوردة، وبناءً على كل ما سبق فإنَّ الحياة في موريشيوس توفِّر تجربة غنيَّة ومتنوِّعة ومليئة بالجمال والفرص.
أفضل وقت لزيارة موريشيوس
تتمتَّع جزيرة موريشيوس بمناخ استوائي معتدل على مدار العام، مع درجات حرارة دافئة ومياه هادئة، ويفضِّل بعض السائحين زيارة الجزيرة في أوقات محددة حسب رغباتهم ونشاطاتهم المفضَّلة.
إليك هذه المعلومات والنصائح التي تساعدك على اختيار توقيت زيارتك:
1. أفضل وقت لعشاق الشاطئ
يمتدُّ موسم الصيف من “نوفمبر” إلى “أبريل”، ويتميَّز بأشعة الشمس الدافئة ومياه البحر الهادئة، وهذا يجعله مثالياً للسباحة، وحمامات الشمس، والرياضات المائية.
2. أفضل وقت لعشاق الحياة البرية
يمتدُّ موسم الشتاء من “مايو” إلى “أكتوبر”، وتكون درجات الحرارة أكثر برودة مع هطول أمطار قليلة، وهذا يوفِّر بيئة مثالية لمشاهدة الحيوانات البرية واستكشاف الجزيرة.
3. خيارات أخرى
- تُعدُّ الفترة من “أبريل” إلى “يونيو” فترة ممتازة لزيارة موريشيوس؛ لأنَّ الطقس يكون معتدلاً، والأمطار قليلة، وهذا يجعلها مناسبة لمختلف النشاطات.
- تُعدُّ الفترة من “سبتمبر” إلى “ديسمبر” فرصة رائعة للمسافرين الذين يبحثون عن أسعار مُخفَّضة؛ لأنَّ هذه الفترة هي خارج موسم الذروة.
4. عموماً
- أفضل الشهور لزيارة موريشيوس: “أكتوبر” و”نوفمبر”.
- أكثر الشهور ازدحاماً: من “ديسمبر” إلى “يناير” و”فبراير”.
- أكثر الشهور رطوبة: “يناير” و”فبراير” و”مارس”.
5. نصائح
- حدِّد ميزانيتك ونوع النشاطات التي تفضِّلها قبل حجز رحلتك.
- تأكَّد من مراجعة متطلبات التأشيرة قبل السفر.
- احجز رحلتك مبكراً، خاصةً إذا كنت تسافر خلال موسم الذروة.
ستجد – بالتأكيد – تجربة رائعة في جزيرة موريشيوس، بصرف النظر عن وقت زيارتك.
عيوب موريشيوس
توجد بعض المشكلات التي يجب أن تعرفها قبل زيارة موريشيوس، وهي:
1. التكلفة المرتفعة
تُعدُّ موريشيوس وجهة سياحية باهظة الثمن؛ فأسعار الفنادق، والمطاعم، والنشاطات الترفيهية أعلى بكثير من المتوسط العالمي.
2. الازدحام
تُعاني موريشيوس من ازدحام كبير، خاصةً خلال موسم الذروة، وهذا قد يؤثِّر سلباً في تجربة السائح، ويُقلِّل من استمتاعه بجمال الجزيرة.
3. محدودية وسائل النقل العام
تُعدُّ وسائل النقل العام في موريشيوس محدودة وغير فعَّالة، وهذا قد يُجبر السائحين على الاعتماد على سيارات الأجرة أو استئجار السيارات، ويزيد من تكلفة الرحلة أيضاً.
4. مشكلة الكلاب الضالَّة
تُعدُّ الكلاب الضالَّة مشكلة كبيرة في موريشيوس، وقد تشكِّل خطراً على السائحين.
5. قلَّة المعالم التاريخية والثقافية
لا تُعدُّ موريشيوس غنيَّة بالمعالم التاريخية والثقافية، وهذا قد يقلِّل من جاذبيتها السياحية.
6. التأثير البيئي
يُواجه النظام البيئي في موريشيوس العديد من التحديات، مثل التلوُّث وفقدان التنوُّع البيولوجي، وهذا قد يؤثِّر سلباً في جمال الجزيرة واستدامتها على الأمد الطويل.
السياحة في موريشيوس
تُعدُّ موريشيوس وجهة سياحية مثالية لعشاق الاسترخاء والجمال الطبيعي، وتتميَّز بشواطئها الرملية البيضاء، ومياهها الفيروزية الصافية، ونباتاتها الخضراء المورقة.
تتنوَّع النشاطات التي يمكن ممارستها في موريشيوس؛ لتناسب جميع الأذواق، من الاستجمام على الشاطئ إلى ممارسة الرياضات المائية مثل الغوص والغطس وركوب الأمواج، إلى استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة مثل جبال “مورن برابان” وشلالات “شاماريل”.
تتميَّز موريشيوس أيضاً بثقافتها الغنيَّة، وتنوُّعها العرقي، ويعيش فيها أشخاص من أصول أفريقية وأوروبية وآسيوية، ويمكن للسياح الاستمتاع بتجربة الطعام المحلي اللذيذ، والذي يمزج بين المأكولات الأفريقية والأوروبية والآسيوية، كما تُعدُّ أيضاً وجهة مثالية لقضاء شهر العسل أو عطلة رومانسية؛ فهي توفِّر العديد من المنتجعات الفاخرة، والنشاطات الرومانسية.
نساء موريشيوس
أدَّت النساء في موريشيوس دوراً هامَّاً في تشكيل تاريخ وثقافة بلدهن، وأسهمن إسهاماً كبيراً في مجالات مختلفة من المجتمع، مثل: السياسة، والأعمال، والتعليم، والفنون.
سنفصِّل في السطور القادمة هذا الدور:
1. المشاركة السياسية
حصلت نساء موريشيوس على حقِّ التصويت، والترشُّح لمنصب عام في عام 1958، وشغلنَ منذ ذلك الحين العديد من المناصب الهامَّة في الحكومة، ومن ذلك منصبي رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء.
2. التعليم
تتمتَّع النساء في موريشيوس بمعدَّلات عالية من التعليم، وكانت نسبة الفتيات اللاتي يتقدَّمن من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية أعلى من نسبة الأولاد في عام 2011، كما تتفوَّق الفتيات على الأولاد في التعليم العالي.
3. القوى العاملة
أدَّت النساء دوراً هاماً في القوى العاملة في موريشيوس، وخاصَّة في قطاع تجهيز الصادرات، وهذا ساعد على تحسين مستوى المعيشة للعديد من الأسر.
4. التحديات
ما تزال النساء في موريشيوس تواجهنَ بعض التحديات، مثل التمييز في الأجور، والعنف ضد المرأة، ومع ذلك فقد أحرزن تقدُّماً كبيراً في السنوات الأخيرة، وهناك العديد من المنظَّمات التي تعمل على تمكين المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسين.
5. شخصيات بارزة
أسهمت العديد من النساء الموريشيوسيات البارزات إسهاماً كبيراً في مجتمعهن، مثل:
- “أمينه غريب فقيه”: أوَّل رئيسة مسلمة في أفريقيا.
- “سيرينا ويليامز”: لاعبة تنس محترفة حازت على العديد من الجوائز.
- “دانا لاكشمي”: ناشطة، ورائدة في مجال الأعمال.
أدَّت نساء موريشيوس دوراً حيوياً في تنمية بلدهن، وتغلَّبن على العديد من التحديات، وأحرزن تقدُّماً كبيراً في مجال المساواة بين الجنسين، وتستمرُّ نساء موريشيوس في إلهام النساء في جميع أنحاء العالم من خلال قوَّتهن وتصميمهن.
ما الذي تشتهر به موريشيوس؟
تشتهر موريشيوس بالعديد من الأشياء، إليك بعضاً منها:
1. الشواطئ
تشتهر موريشيوس بشواطئها الرملية البيضاء، ومياهها الفيروزية الصافية، وهذا يجعلها وجهة مثالية للاسترخاء والاستجمام. إليك بعض أشهر الشواطئ:
- “فليك إن فلاك”: شاطئ طويل ومنحنٍ، مع العديد من المنتجعات والفنادق.
- “بلمار”: شاطئ هادئ، مع مياه هادئة ومثالية للسباحة والغطس.
- “غابرييل”: شاطئ منعزل، ومحاط بأشجار النخيل، ومثالي لقضاء يوم هادئ.
2. النشاطات المائية
توفِّر موريشيوس مجموعة متنوعة من النشاطات المائية، مثل:
- الغوص: تتمتَّع موريشيوس بحياة بحرية غنيَّة، وهذا يجعلها وجهة رائعة للغوص.
- التزلج على الماء: تتوفَّر رياضة ركوب الأمواج في العديد من شواطئ موريشيوس.
- الغوص: يمكنك استكشاف الشعاب المرجانية الملونة في موريشيوس من خلال الغوص.
- الصيد: يمكنك الذهاب لصيد الأسماك قبالة سواحل موريشيوس.
3. المناظر الطبيعية
تتمتَّع موريشيوس بمناظر طبيعية خلَّابة، وتشمل الجبال والشلالات والغابات.
إليك أشهر المعالم الطبيعية فيها:
- جبل “مورن برابانت”: جبل بركاني خامد، وهو أعلى نقطة في موريشيوس.
- حديقة “بلاك ريفر جورجس الوطنية”: متنزه غابة يضمُّ العديد من مسارات المشي لمسافات طويلة، وشلالات.
- سبعة شلالات: سلسلة من الشلالات تقع في غابة موريشيوس المطيرة.
4. الثقافة
تتمتَّع موريشيوس بثقافة غنيَّة ومتنوِّعة، وتتأثر بالثقافات الأفريقية والأوروبية والآسيوية، ويمكن للزوار تجربة هذه الثقافة من خلال الطعام والموسيقى والرقصات والاحتفالات.
5. الطعام
يقدِّم المطبخ الموريشيوسي مزيجاً من النكهات الأفريقية والأوروبية والآسيوية، مثل: “دال بورياني”، و”نودلز الفريد”، و”غاتو ديميل”.
6. الناس
يُعرَف شعب موريشيوس بودِّه وحسن ضيافته، ويفتخرون بثقافتهم وبلدهم، ويسعدهم دائماً الترحيب بالزوار.
هذه ليست إلَّا بعض الأشياء التي تشتهر بها موريشيوس، وليس من المستغرب أن تكون وجهة سياحية شهيرة، مع شواطئها الجميلة، ونشاطاتها المائية المتنوِّعة، ومناظرها الطبيعية الخلابة، وثقافتها الغنية.
في الختام
تُعدُّ موريشيوس وجهة استثنائية تستحقُّ الزيارة، ومن المؤكَّد أنَّها ستترك لديك ذكريات تدوم مدى الحياة، مع كل ما تقدِّمه هذه الجمهورية الساحرة من ميزات لزوَّارها.