معلومات عن يوم القهوة العالمي
تعود فكرة الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 2015، عندما اتفقت الدول الأعضاء في “منظمة القهوة الدولية” على تخصيص يومٍ للاحتفاء بمشروب القهوة، وتقديراً لجهود مزارعي البن حول العالم، ورفع مستوى الوعي بأهمية هذه السلعة العالمية.
سنغوص في هذا المقال في رحلةٍ عبر تاريخ القهوة، ونستكشف ثقافتها المتنوعة حول العالم، ونُسلِّط الضوء على فوائدها الصحية، ونُقدم بعض النصائح لتحضير فنجان قهوة مثالي.
لنبدأ رحلتنا مع هذا المشروب السحري الذي يُعدُّ بمنزلة “وقود” ليومٍ مليء بالنشاط والحيوية بالنسبة إلى ملايين الأشخاص حول العالم.
ما هو يوم القهوة العالمي؟
منذ فجر التاريخ، ارتبط البشر بمشروب غامض ذي مذاق فريد ورائحة ساحرة، قادتهم رحلة عبر الزمن والمكان لاكتشاف كنوزه؛ إنَّه مشروب القهوة، ذلك السائل السحري الذي يمنحنا دفئاً في الصباح، ويُلهمنا في ساعات العمل، ويُجمعنا في جلساتٍ مميزة.
للاحتفاء بهذا المشروب العريق، يُخصص العالم يوماً واحداً في السنة للاحتفال بثقافته وتأثيره، ألا وهو “اليوم العالمي للقهوة”، والذي يصادف الواحد من شهر أكتوبر.
اليوم العالمي للقهوة: قصة النشأة
في عام 2015، اجتمعت دولٌ من جميع أنحاء العالم تحت مظلة “المنظمة الدولية للقهوة” (ICO)، لتُقرَّ بتخصيص يومٍ واحدٍ للاحتفاء بجوهر القهوة وفوائدها، فكان يوم الأول من شهر أكتوبر هو الموعد الأمثل لِلتعبير عن امتناننا لهذا المشروب، ولكلِ من يساهم في رحلته من المزارع إلى فنجاننا الصباحي.
من ميلان تنطلق شرارة الاحتفال
اختارت المنظمة الدولية للقهوة مدينة ميلانو الإيطالية العريقة لِتكون مسرحاً لِإطلاق فعاليات يوم القهوة العالمي الأول عام 2015، ومنذ ذلك الحين، تحولت شوارع المدن حول العالم إلى مسرحٍ لِفعالياتٍ مُتنوعة، تُجسِّد شغف محبي القهوة، وتُسلِّط الضوء على أهمية هذه السلعة العالمية.
يوم القهوة العالمي ليس مجرَّد مناسبة لشرب كوب من القهوة، بل هو فرصة لِلتعرف إلى ثقافاتٍ جديدة، ودعم مزارعي البن، والاحتفاء بالتجارة العادلة، فهو يومٌ للتواصل بين محبي القهوة من جميع أنحاء العالم، وتبادل الخبرات والقصص عن هذا المشروب الاستثنائي.
فعالياتٌ تُضفي البهجة على يوم استثنائي
تتنوع فعاليات يوم القهوة العالمي لتشمل مختلف الأذواق والاهتمامات، فمن التذوق المجاني لأنواعٍ نادرة من القهوة، إلى العروض الترويجية في المقاهي، وصولاً إلى الندوات والمحاضرات عن تاريخ القهوة وفوائدها، يُقدم يوم القهوة العالمي تجربةً ثريةً لكلِّ محبي هذا المشروب.
الاحتفال باليوم العالمي للقهوة دعمٌ لمزارعي البن
يُكرس يوم القهوة العالمي جزءاً هاماً من فعالياته لِتسليط الضوء على أوضاع مزارعي البن حول العالم، فمن خلال الترويج للتجارة العادلة ودعم الممارسات الزراعية المستدامة، يهدف يوم القهوة العالمي إلى ضمان حصول مزارعي البن على حقوقهم العادلة وتحسين مستوى معيشتهم.
المشاركة واجبٌ ومسؤولية
لا تقتصر فعاليات يوم القهوة العالمي على المنظمات الكبرى فقط، بل يمكن لكلِّ فردٍ منَّا أن يُشارك في الاحتفال بهذا اليوم، فمن خلال نشر ثقافة القهوة، ودعم المنتجات المحلية، والتعبير عن شغفنا بهذا المشروب، نُساهم جميعاً في تعزيز مكانة القهوة بوصفها رمزاً ثقافياً واجتماعياً هاماً.
يوم القهوة العالمي هو دعوةٌ لِلتوقف والتفكير في رحلة هذا المشروب الاستثنائي، وللإشادة بِدور كلِّ من يساهم في وصوله إلى فناجيننا، فهو يومٌ للتواصل والاحتفاء بثقافةٍ عالميةٍ غنية، تجمعنا حول مائدةٍ واحدةٍ تُعبق بِرائحة القهوة، فلنُشارك جميعاً في الاحتفال باليوم العالمي للقهوة، ونُعبِّر عن شغفنا بهذا المشروب الرائع.
لماذا نحتفل بيوم القهوة العالمي؟
يوم القهوة العالمي مناسبة سنوية تُعقَد في اليوم الأول من شهر أكتوبر من كل عام، للاحتفاء بمشروب القهوة العريق، وتقدير ثقافته وتاريخه، ودعم مزارعي البن، والترويج لتناوله، وجمع محبيه من حول العالم.
لكن، لماذا نُخصص يوماً للاحتفال بالقهوة؟ ما هي الدوافع وراء هذه المناسبة العالمية؟
1. رحلة عبر الزمن: استكشاف ثقافة القهوة وتاريخها العريق
تُعدُّ القهوة مشروباً ذا تاريخ غني يمتد عبر قرون، فقد نشأت في إثيوبيا قبل أكثر من ألف عام، ومنذ ذلك الحين، انتشرت القهوة حول العالم، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافات وتقاليد العديد من الشعوب.
يُعدُّ يوم القهوة العالمي فرصة رائعة لاستكشاف هذا التاريخ العريق، والتعرف إلى الطرائق المختلفة لتحضير القهوة وتناولها في مختلف أنحاء العالم؛ من القهوة العربية المُنكَّهة بالتوابل، إلى الإسبريسو الإيطالي المُركَّز، مروراً بالقهوة التركية المغلية ببطء، تُتيح لنا القهوة نافذةً للتعرف إلى ثقافات وتقاليد مختلفة، وتُثري تجاربنا وتُقرِّب بيننا.
2. رسالة تقدير ودعم مزارعي البن وتجارتهم
يُعدُّ مزارعو البن وتجارته حلقةً أساسيةً في رحلة فنجان القهوة من المزرعة إلى فناجيننا، ويهدف يوم القهوة العالمي إلى تسليط الضوء على جهودهم وتجارتهم، وزيادة الوعي بالتحديات التي تواجههم، مثل: تقلبات أسعار البن، والتغيرات المناخية، والآفات الزراعية.
يُشجِّع هذا اليوم على دعم التجارة العادلة للبن، والترويج للممارسات الزراعية المستدامة، لضمان حصول المزارعين على عائد عادل لمنتجاتهم، وتحسين مستوى معيشتهم، والحفاظ على البيئة.
3. دعوة للصحة واستكشاف فوائد القهوة الصحية
تُشير العديد من الدراسات إلى أنَّ الاستهلاك المعتدل للقهوة قد يُقدم فوائد صحية محتملة، مثل: تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، ومرض السكري من النوع الثاني، ومرض ألزهايمر، ومرض باركنسون.
يُعدُّ يوم القهوة العالمي فرصةً للترويج لشرب القهوة بوصفها جزءاً من نظام غذائي صحي، مع التأكيد على أهمية الاستهلاك المعتدل ومراعاة الحالات الصحية الخاصة.
4. جسر يجمع محبي القهوة والاحتفال بشغف مشترك
يُعدُّ يوم القهوة العالمي بمنزلة جسر يجمع محبي القهوة من جميع أنحاء العالم، للاحتفال بشغفهم المشترك بهذا المشروب اللذيذ، فتُقام الفعاليات والنشاطات المختلفة في هذا اليوم، مثل: تذوق القهوة، وعروض تحضير القهوة، ومسابقات الباريستا، وهذا يثير جواً من المشاركة والمرح، ويُتيح الفرصة لمحبي القهوة للتواصل وتبادل الخبرات واكتشاف طرائق جديدة للاستمتاع بمشروبهم المفضل.
5. دعم الاقتصادات المحلية وتعزيز دور تجارة القهوة في التنمية
تؤدي تجارة القهوة دوراً هاماً في دعم الاقتصادات المحلية في العديد من البلدان حول العالم، فتُعدُّ مصدراً رئيساً للدخل للعديد من المزارعين، وتُساهم في توفير فرص عمل جديدة.
يُساهم يوم القهوة العالمي في الترويج لمنتجات القهوة المحلية وتعزيز السياحة، وهذا يُتيح فرص عمل جديدة، ويُحفِّز الاستثمار، ويُساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
يُعدُّ اليوم العالمي للقهوة أكثر من مجرد مناسبة للاحتفال بمشروب لذيذ، بل هو احتفاء بثقافة غنية، وتقدير لجهود مزارعي البن، ودعوة للحفاظ على صحتنا، وجسر للتواصل بين محبيها.
فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للقهوة
إليك عدة نصائح للاستمتاع بالقهوة في يومها العالمي:
1. زر مقهى محلياً
اكتشف مقهى جديداً في منطقتك أو تردد على مقهى مفضل لديك، وجرِّب نوعاً جديداً من القهوة أو استمتع بفنجانك المفضل.
2. اصنع قهوتك الخاصة في المنزل
استثمر في آلة تحضير القهوة أو أدوات تحضير القهوة اليدوية واستمتع بتجربة تحضير قهوتك بنفسك، وجرِّب وصفات مختلفة واكتشف مزيجك المفضل.
3. استضف حفلة قهوة
اجمع أصدقاءك وعائلتك لتناول القهوة وتناول الحلويات، ويمكنك مشاركة مهاراتك في تحضير القهوة أو تجربة أنواع مختلفة من القهوة معاً.
4. تعلَّم مزيداً من المعلومات عن القهوة
اقرأ كتباً أو مقالات عن تاريخ القهوة، وزراعة البن، وتحضير القهوة، وشاهد مقاطع فيديو تعليمية على الإنترنت، أو خذ دورة تدريبية عن تحضير القهوة.
5. ادعم مزارعي البن
ابحث عن شركات القهوة التي تدعم ممارسات الزراعة المستدامة والتجارة العادلة، واشترِ قهوة من مصادر مباشرة أو من متاجر تدعم المزارعين المحليين.
فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للقهوة العربية السعودية
القهوة السعودية معروفة برونقها ورائحتها الزكية، لذا تحتفل المملكة بيوم القهوة العالمي عبر إجراء تخفيضات على أسعار البن والقهوة في هذا اليوم.
معلومات عامة عن القهوة
سنقدم لكم بعض المعلومات عن القهوة يمكن لكم أن تحفظوها في ذاكرتكم عن هذا المشروب الرائع:
- نشأت القهوة في إثيوبيا، فكانت حبوب البن تُمضَغ مع التوابل.
- انتقلت القهوة إلى شبه الجزيرة العربية في القرن الخامس عشر، وتم تحضيرها بوصفها مشروباً.
- بحلول القرن السابع عشر، انتشرت القهوة إلى أوروبا وأصبحت مشروباً شائعاً.
- تُصنف حبوب البن بشكل عام إلى نوعين رئيسين: أرابيكا وروبوستا.
- تتميز حبوب أرابيكا بنكهتها الأكثر تعقيداً ودقة، بينما تتميز حبوب روبوستا بمحتواها العالي من الكافيين.
- تُستخدم حبوب البن لتحضير العديد من المشروبات المختلفة، ومنذلك الإسبريسو، والقهوة المقطرة، والقهوة التركية، والقهوة المثلجة.
- البرازيل هي أكبر منتج للبن في العالم، تليها فيتنام وكولومبيا وإندونيسيا وإثيوبيا.
- يُزرَع البن في أكثر من 70 دولة حول العالم.
في الختام
يُعدُّ اليوم العالمي للقهوة فرصةً رائعةً للاحتفاء بهذا المشروب العريق، وتقدير رحلته الطويلة من مزارع البن إلى أكوابنا، كما أنَّه مناسبة للتعبير عن امتناننا لمزارعي البن، ولجميع مَن يساهم في صناعة القهوة وتقديمها لنا بأفضل صورة.
لكن، الاحتفال بالقهوة لا يقتصر على يوم واحد فقط، بل يجب أن يكون أسلوب حياة، فكل رشفة قهوة هي تجربة فريدة، تستحق التقدير والتأمل.
ففي المرة القادمة التي تستمتع فيها بكوب من القهوة، تذكر كلَّ الجهود المبذولة لكي تصل إليك، وتذوَّق نكهاتها الغنية بعمق، واستمتع برائحتها العطرة، ودعها تُلهمك وتمنحك طاقةً ليومٍ جديد.