لكنَّ وجوده بشكل مستدام يعد الهدف الأول عالمياً كونه المنشط والداعم والمادة الخام الأولى الأساسية للزراعة والصناعة والتجارة وأيضاً الاستيراد والتصدير، فمقالنا اليوم عن محصول القطن، فتابع معنا لتتعرف أكثر.
تعريف القطن
يمكن تعريف القطن بأنَّه أحد الأجناس النباتية التي تنتمي إلى الفصيلة الخبازية، وتتضمن هذه الأجناس حوالي 150 نوعاً مختلفاً من القطن، وهو من النباتات التي تنمو في الأماكن الحارة، وشكله عبارة عن شجيرة صغيرة، ويحتاج إلى مياه وفيرة للري، كما تتطلب زراعته تربةً خصبةً، وذلك لإنتاج قطن ذي درجة جودة عالية.
يعد القطن من المحاصيل السيليلوزية الرئيسة، فهو أحد المواد الخام الأساسية التي تُستخدَم في صناعة الخيوط والقماش، ويبلغ محصول القطن حوالي 75% من إجمالي المحاصيل عالمياً، وينتمي القطن إلى جنس الجوسيبوم وباللاتينية Gossypium، الذي يتبع للفصيلة الخبازية Malvaceae.
من ناحية أخرى، تاريخياً لا يُعرَف بالضبط موطن زراعة القطن الأصلي، لكن أغلب الدراسات أشارت إلى أنَّ الهند قد تكون هي المنتج الأول لهذا النبات؛ كونها استخدمت خيوط القطن منذ حوالي 1500 قبل الميلاد، إضافة إلى ذلك فإنَّ العرب كان لهم فضلٌ كبير في نشر هذه النبتة وتصديرها إلى البلدان الأوروبية المختلفة.
أنواع القطن
1. قطن الأبلاند
من أكثر الأنواع شهرة، تنتشر زراعته في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا، وتتميز أليافه بأنَّها قصيرة إلى متوسطة في الطول كما أنَّها سلسة عند الغزل، ويُستخدَم لصناعة الملابس الداخلية.
2. قطن البيما
ينتشر في باكستان ومصر والولايات المتحدة الأمريكية، ويتميز بألياف طويلة وشديدة النعومة وقوية، ويدخل في صناعة الملابس الفاخرة غالية الثمن ذات الجودة المرتفعة.
3. قطن الأوبلاند
تتم زراعته في آسيا الصغرى ووسط إفريقيا، وأليافه شديدة النعومة وقصيرة، يُستخدَم لصناعة الملابس الرياضية والداخلية.
4. قطن سي آيلاند
تنتشر زراعته في جزر الكاريبي، يتميز بألياف طويلة وناعمة، تُستخدَم في صناعة أفخر أنواع الملابس.
5. القطن العشبي
يُزرَع في باكستان والهند، ذو ألياف خشنة قصيرة تُستخدَم في صناعة السجاد.
6. قطن Upland
يزرع في الولايات المتحدة والبرازيل والصين، وأليافه طويلة تُستخدَم في صناعة الملابس الفاخرة.
7. قطن supima
تتم زراعته في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُستخدَم لصناعة الملابس الفاخرة بسبب طول أليافه ونعومتها.
8. قطن Giza
يزرع في مصر وأميركا، ويدخل في صناعة أفخر أنواع الملابس.
9. قطن Pima Egyptian
يزرع في أمريكا ومصر، ويُستخدَم لصناعة الملابس الداخلية.
فوائد القطن
تتنوع فوائد القطن في مختلف المجالات، كونه يعد أحد أهم المحاصيل والبنية الأساسية الخام للصناعة والتجارة والاقتصاد، وإليك بعض من فوائد القطن في مختلف المجالات:
1. فوائد القطن الطبية
له استخدامات في المجال الطبي؛ وذلك لنعومته العالية وقابليته الكبيرة لامتصاص السوائل، إضافة إلى ذلك فهو يمنع الحساسية ويستجيب للتعقيم بطرائق مختلفة مثل غاما وأوكسيد الايتيلين والبخار، ويُستخدَم لصناعة القطن المستخدم في العمليات الجراحية والتجميلية، إضافة إلى أنَّه يُستخدَم في صناعة الحفاضات.
2. فوائد بيئية
ألياف القطن صديقة للبيئة كونها قابلة للتحلل، فتعد سماداً هاماً للتربة طوال فترة حياة النبات، كما أنَّ الممارسات المستخدمة في أثناء زراعة القطن ساهمت في التقليل من الانجراف السطحي للتربة والتعرية.
3. فوائد القطن الاقتصادية
يعد المحصول غير الغذائي الأكثر دخلاً حول العالم، فيوفر مدخولاً معيشياً لأكثر من ٢٥٠ مليون فلاح حول العالم، كما أنَّه من المحاصيل التي تدعم الاقتصاد عالمياً وخصوصاً في البلدان النامية.
استخدامات القطن
تتنوع استخدامات القطن في مختلف المجالات، فله استخدامات طبية ونسيجية وزراعية في إنتاج السماد، وإليك أهم هذه الاستخدامات:
1. المجال الطبي
يُستخدَم في تضميد الجروح والقروح كونه مادة ماصة بشكل جيد للسوائل المختلفة، كما أنَّه يحارب أي نوع من الحساسية ومناسب للأطفال وكبار السن، ويمنع ظهور التقرحات كونه ناعماً على الجلد وقابلاً للتعقيم، فلا يسبب دخول الجراثيم.
2. في مجال الغزل والنسيج
يُستخدَم في صناعة الملابس المتنوعة ومفروشات المنزل المتعددة من سجاد وموكيت ومفارش للمجالس والأَسِرَّة، إضافة إلى الأغطية المختلفة والستائر، وتعد الملابس القطنية من أفخم أنواع الملابس، ويختلف سعرها حسب نوع القطن، وهذه القماشة مناسبة للصيف والشتاء بسبب خواصها الحرارية.
3. استخدامات غذائية
يُستخدَم زيت بذور القطن بوصفه أحد أنواع الزيوت النباتية الغذائية المُستخدَمَة في الطبخ، وهو ثاني أفضل زيوت البذور النباتية صحيَّاً بعد زيت الذرة، وإضافة إلى ذلك فإنَّ بذور القطن تُستخدَم علفاً لتغذية المواشي، وتدخل في صناعات المطاط والبلاسيتك.
زراعة القطن
تعد نباتات القطن من المحاصيل المعمرة في الطبيعة، ومع ذلك تتم زراعتها موسميَّاً للمحافظة على الإنتاج العالمي بتواتر ثابت دون نقصان، ويعد شراء بذور القطن وانتقاؤها حسب الجودة أولى خطوات زراعة القطن وأهمها، مع الإشارة إلى أنَّ القطن يحتاج إلى ظروف بيئية ومناخية معينة.
ثم تتم حراثة الأرض وتجهيزها لرش البذور، وتوضع بذور القطن في مراحل الربيع الأولى، وتعد عملية الرش والري والتسميد البنية الأساسية للوصول إلى محصول بنتائج مُرضية، ومن ناحية أخرى فإنَّ نبات القطن حساس جداً للأعشاب الضارة وغيرها، ويتم حصاد موسم القطن في فصل الخريف سنوياً في مختلف البلدان.
بعد الحصاد تتم عملية الفلاحة مباشرة تجهيزاً لرش البذور مرة أخرى، وفي الولايات المتحدة الأمريكية تُرش البذور بين شهري آذار وأيار، أما في أستراليا فتتم الزراعة بين شهري آب وتشرين الأول (أوكتوبر).
1. المناخ الملائم لزراعة القطن
يحتاج القطن إلى فترات طويلة من الجو الدافئ البعيد عن البرودة، إضافة إلى حرارة مرتفعة وأشعة شمس قوية جداً، ومن ثم فهو ينمو في مناخ حار ورطب، ويكون معدل إنبات البذور ضعيفاً إذا كانت درجة حرارة تربة الزراعة أقل من 15 سيليزيوس، ويجب أن تكون درجة الحرارة للهواء حوالي من 21 إلى 37 درجة مئوية، وهي الظروف المثلى لزراعة محصول القطن.
للحصول على محصول جيد، يجب ألا تهطل أمطار غزيرة خلال فترة نضج الثمار والحصاد، وبشكل عام يتطلب نبات القطن حوالي 500 مليليتر كحد أدنى مياهاً خلال مرحلة الزراعة ونضج الثمار.
2. أهم البلدان المُصدِّرة والمُستورِدة للقطن
أهم الدول المستوردة:
- الهند: تستورد حوالي 2 مليون طن متري.
- بنجلادش: تستورد حوالي 1.5 طن متري من القطن سنوياً.
- تركيا: تستورد حوالي 760 ألف طن سنوياً.
- الباكستان: تستورد حوالي 620 ألف طن متري.
أما الدول المصدرة للقطن فهي الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وأستراليا واليونان إضافة إلى مصر وإسبانيا.
اليوم العالمي للقطن
يصادف اليوم العالمي للقطن في 7 من شهر تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، وقد حُدِّدَ هذا اليوم من قبل رابطة مجموعة من الدول بهدف جعله قطاعاً مستداماً ومتاحاً للجميع من المزرعة إلى الملابس، وللإشارة إلى أنَّه رمز من رموز الحضارة الإنسانية عبر العصور، فكان وما زال محصول القطن هو المحرك الأول والأكثر طلباً في قطاع الصناعة والتجارة حول العالم، فهو يملك فضلاً كبيراً في الحدِّ من الفقر وتوفير فرص عمل لكثير من الناس وخصوصاً في البلدان النامية.
يفتح اليوم العالمي للقطن بابَ الالتزام في مجال زراعة القطن وجعله محصولاً مستداماً، الأمر الذي يعود على الأوطان بخير أكبر ووضع أفضل من حيث التغذية والمعيشة واللباس.
بذور القطن واستخداماتها
يحتوي القطن على بذور تدخل في صناعة زيت القطن، نكهته تشبه نكهة الجوز، ويُستخدَم في كثير من المطابخ الشعبية للقلي أو حتى الطهي، ويمكن استخدامه بديلاً للعديد من الزيوت الأخرى كون مستوى الكوليسترول فيه منخفضاً إلى حدٍّ ما مقارنةً بغيره من الزيوت النباتية.
يحتوي على مضادات أكسدة متنوعة، كما أنَّه غني بفيتامينات تساعد على القضاء على الجذور الحرة والحماية من السرطانات، ويُستخدَم في الحلويات المختلفة بديلاً لزبدة الكاكاو، ويدخل في صناعة مستحضرات التجميل والكريمات المغذية للبشرة.
مناسب جداً لمختلف أنواع حميات التغذية كونه قليل السعرات الحرارية وخفيفاً جداً مقارنة بباقي الزيوت، فيتكوَّن من حمض اللينولينيك بنسبة تتجاوز 50%، كما يحتوي على حمض البالميتك بنسبة 30% تقريباً، وإضافة إلى ذلك حمض أولييك وبهنيك ونخليك.
تُستخدَم بقايا صناعته لإنتاج الشموع والصابون، ومادة تُدعى “كسب” غنية بالبروتين تُستخدَم علفاً للحيوانات والمواشي، كما يُصنَع من بذور القطن دقيق صالح للاستهلاك البشري، وهو مفيد وصحي وسهل الامتصاص في جسم الإنسان.
في الختام
لقد قدَّمنا لكم معلومات وافية عن القطن وكيفية زراعته وأهميته الاقتصادية بوصفه محصولاً رئيساً ومستداماً حول العالم، ونتمنَّى أن يكون مقالنا قد أجاب عن جميع تساؤلاتكم وأضاف لكم الفائدة المرجوَّة.
