جبال الألب: الجمال الخلاب
ونرى في رحلات المغامرات أيضاً صوراً لشبَّان وشابَّات مغامرين يغرسون أعلام بلادهم في قمم الجبال الثلجية؛ ليقولوا للعالم بأسره أنَّ شخصاً ينتمي إلى هذه البلاد قد مرَّ من هنا، وتكون هذه رسالة للكون بأنَّ شعب هذه البلاد مغامر يهوى ركوب الخطر.
إنَّ هذه الجبال التي تمثِّل التحدي واختبار التحمُّل من جهة، وتجمع بين الجمال الأخَّاذ والثلوج الناصعة من جهة، هي: جبال الألب، والتي تضمُّ أعلى القمم في العالم، فلنتعرَّف معاً في هذا المقال إلى تفاصيلها، وموقعها، والبلدان التي تضمُّ أجزاءً منها.
نبذة عن جبال الألب
جبال الألب: هي سلسلة جبلية تمتدُّ عبر أوروبا، وهي أطول سلسلة جبال في أوروبا، وأعلى قمَّة فيها هي جبل “مون بلان”، والذي يبلغ ارتفاعه 4,809 م (15,774 قدماً) فوق مستوى سطح البحر، وتقع سلسلة جبال الألب في ثماني دول هي: (النمسا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وليختنشتاين، وسلوفينيا، وسويسرا، وموناكو).
تشكَّلت جبال الألب من التصادم بين الصفائح التكتونية خلال ملايين السنين، وما تزال الجبال نشطة جيولوجياً، وتخضع لعمليات الرفع والتعرية المستمرة، وتُعدُّ هذه الجبال وجهة شهيرة للسياحة، وتوفِّر فرصاً لمجموعة متنوعة من النشاطات، مثل المشي لمسافات طويلة، والتزلُّج، والتسلُّق، كما تُعدُّ المنطقة موطناً للعديد من القرى والمدن الجميلة، إضافة إلى العديد من المواقع التاريخية والثقافية.
إليك بعض الحقائق المثيرة للاهتمام عن جبال الألب:
- هي موطن لأكثر من 1000 نهر جليدي.
- هي أعلى جبل في أوروبا.
- هي موطن لأعلى طريق مُعبَّد في أوروبا؛ وهو طريق “ستيلفيو باس” الذي يبلغ ارتفاعه 2,757 متراً (9,045 قدماً).
- هي موطن للعديد من الأنواع النادرة والمهدَّدة بالانقراض من النباتات والحيوانات.
تؤدي جبال الألب دوراً حيوياً في الاقتصاد والثقافة الأوروبية، وهي مورد طبيعي ثمين.
1. لماذا تُسمَّى جبال الألب بهذا الاسم؟
يُعتقَد أنَّ اسم “جبال الألب” مشتقٌّ من الكلمة اللاتينية “ألبيس”؛ والتي تعني “أبيض”، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الثلوج التي تغطي قمم الجبال طوال العام، وهناك العديد من النظريات الأخرى عن أصل التسمية، ولكن هذه هي النظرية الأكثر قبولاً على نطاق واسع.
من النظريات الأخرى:
- يعتقد بعض الناس أنَّ الاسم مشتق من الكلمة الكلتية “ألبس”، والتي تعني “جبل”.
- يعتقد بعضهم الآخر أنَّ الاسم مشتق من الكلمة الإيطالية “ألبي”، والتي تعني “مرتفع”.
2. أين تقع جبال الألب؟
تمتدُّ سلسلة جبال الألب عبر وسط أوروبا، وتمرُّ عبر ثماني دول هي: (النمسا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وليختنشتاين، وسلوفينيا، وسويسرا، وموناكو) وتُعدُّ هذه السلسة أطول سلسلة جبال في أوروبا، ويبلغ طولها الإجمالي حوالي 1200 كيلومتر (750 ميلاً) وعرضها حوالي 200 كيلومتر (120 ميلاً).
يُعدُّ جبل “مون بلان” أعلى قمَّة في جبال الألب، ويقع على الحدود بين فرنسا وإيطاليا، ويبلغ ارتفاعه 4,809 أمتار (15,774 قدماً) فوق مستوى سطح البحر، وتؤدي جبال الألب دوراً هاماً في المناخ الأوروبي، فهي تعمل حاجزاً طبيعياً يمنع الرياح الباردة من الشمال من الوصول إلى جنوب أوروبا، كما أنَّها مصدر هامٌّ لمياه الشرب والري للعديد من الدول الأوروبية.
3. طقس جبال الألب
يتنوَّع طقس جبال الألب تنوُّعاً كبيراً، ولكن في العموم يكون الطقس بارداً ورطباً، مع تساقط ثلوج كثيفة في فصل الشتاء، وقد يكون الطقس دافئاً ومشمساً في الصيف، وخاصَّة في الوديان المنخفضة، كما قد تتغيَّر الأحوال الجوية بسرعة.
عدد البلدان التي تقع فيها جبال الألب
تقع جبال الألب في ثماني دول أوروبية هي:
- النمسا.
- فرنسا.
- ألمانيا.
- إيطاليا.
- ليختنشتاين.
- سلوفينيا.
- سويسرا.
- موناكو.
تمتدُّ هذه السلسلة الجبلية الضخمة عبر وسط أوروبا، وتُعدُّ أطول سلسلة جبال في القارة، وتؤدي جبال الألب دوراً هاماً في المناخ الأوروبي، وتعمل حاجزاً طبيعياً يمنع الرياح الباردة من الشمال من الوصول إلى جنوب أوروبا، كما أنَّها مصدر هامٌّ لمياه الشرب والري للعديد من الدول الأوروبية.
الدولة التي لديها معظم جبال الألب
1. من حيث المساحة
تحتلُّ النمسا المرتبة الأولى، وتُغطِّي جبال الألب 65.5٪ من مساحتها الإجمالية، ثمَّ سويسرا بنسبة 65٪ من مساحتها.
2. من حيث الطول
تحتلُّ إيطاليا المرتبة الأولى، ويمرُّ بها 49٪ من إجمالي طول سلسلة جبال الألب، ثمَّ فرنسا بنسبة 21.4٪.
3. من حيث عدد القمم
تُعدُّ سويسرا والنمسا وإيطاليا من الدول التي تضمُّ أكبر عدد من قمم جبال الألب العالية.
تُعدُّ النمسا وسويسرا – عموماً – الدولتين اللتين تسيطر عليهما جبال الألب بنسبة كبيرة من مساحتهما.
لماذا تشتهر جبال الألب السويسرية؟
تشتهر جبال الألب السويسرية لأسبابٍ عديدة، منها:
1. المناظر الطبيعية الخلابة
تُعدُّ جبال الألب السويسرية موطناً لبعض أجمل المناظر الطبيعية في العالم، ومن ذلك القمم المُغطَّاة بالثلوج، والوديان الخضراء المورقة، والبحيرات الصافية، وتتنوَّع تضاريس جبال الألب السويسرية تنوُّعاً كبيراً، وهذا يجعلها وجهة مثالية لمحبِّي المشي لمسافات طويلة، والتزلُّج، والتسلُّق، والتخييم، وغيرها من النشاطات الخارجية.
2. النشاطات المتنوِّعة
توفِّر جبال الألب السويسرية نشاطات ترفيهية تناسب جميع الأذواق والميزانيات، ويستطيع السياح الاستمتاع بالتزلُّج في أفضل منتجعات التزلُّج في العالم، أو التنزُّه في قرى ساحرة، أو زيارة المتاحف والأماكن التاريخية، أو الاسترخاء في المنتجعات الصحية الفاخرة.
3. الثقافة الغنيَّة
تتمتع جبال الألب السويسرية بثقافة غنيَّة تعود إلى قرون، ويمكن للزوار التعرُّف إلى التقاليد المحلية من خلال زيارة الأسواق، والمهرجانات، والمتاحف، والتحدُّث إلى السكان المحليين.
4. البيئة النظيفة
تُعدُّ جبال الألب السويسرية من أنظف الأماكن في العالم، وتُبذَل جهود كبيرة لحماية البيئة والحفاظ على جمالها الطبيعي.
5. الأمان
تُعدُّ سويسرا من أكثر الدول أماناً في العالم، ويمكن الاستمتاع برحلة إلى جبال الألب السويسرية دون قلق.
أعلى قمة في جبال الألب
أعلى قمة في جبال الألب هي جبل “مون بلان”، والذي يقع على الحدود بين فرنسا وإيطاليا، ويبلغ ارتفاعه 4,809 أمتار (15,774 قدماً) فوق مستوى سطح البحر، وهذا يجعله أعلى قمَّة في جبال الألب، وأعلى قمَّة في الاتحاد الأوروبي.
يتكوَّن جبل “مون بلان” من كتلة جبلية ضخمة تتكوَّن من عدة قمم، ومن ذلك قمَّة “مون بلان” الرئيسة، وقمَّة “دوكتويه”، وقمَّة “غوتر”، ويُعدُّ جبل “مون بلان” وجهة شهيرة لمحبي التسلُّق، والتزلُّج، والتزلُّج على الجليد، ولكن يجب على المتسلِّقين أن يكونوا على دراية بالمخاطر المرتبطة بتسلُّق الجبل، مثل الانهيارات الثلجية، والتعرُّض الشديد للطقس البارد، ونقص الأوكسجين، ولقد مُنِعَ تسلُّق جبل “مون بلان” مؤقتاً في عام 2023؛ بسبب خطر الانهيارات الثلجية.
حقائق مثيرة للاهتمام عن جبل مون بلان
إليك بعض الحقائق عن أعلى قمَّة في جبال الألب:
- يُعدُّ أوَّل جبل يتسلَّقه الناس في جبال الألب.
- تسلَّقه كلٌّ من “جاك بالما” و”ميشيل باكر” لأوَّل مرة في عام 1786.
- يوجد نفق يمرُّ تحت الجبل، ويربط بين فرنسا وإيطاليا.
- يُعدُّ موطناً للعديد من الأنهار الجليدية، مثل نهر “مير دي غلاسه”.
أوَّل من تسلَّق جبل “مون بلان” أعلى قمة في جبال الألب
لفت جبل “مون بلان” – بقمَّته الشامخة، وجماله الطبيعي الخلَّاب – أنظار البشر منذ القدم، ولطالما كان هدفاً للمغامرين ومحبي التحديات، ولكن لم يكن تسلُّقه سهلاً، ويواجه المتسلِّقون مخاطر جمَّة، مثل الانهيارات الثلجية، ونقص الأوكسجين.
إليك بعض من أهم المراحل في تاريخ تسلُّق جبل “مون بلان”:
1. خلال القرون الماضية
حاوَل العديد من المتسلِّقين من جميع أنحاء العالم غزو قمَّة “مون بلان”، ولكن لم ينجح الجميع، ولقي العديد منهم مصرعهم في أثناء المحاولة.
2. عام 1744
حاول “بيير فاس” و”ميشيل باكر” تسلُّق الجبل لأوَّل مرة، ولكنَّهم لم ينجحوا في الوصول إلى القمَّة.
3. عام 1760
أعلن العالم السويسري “هوراس دي سوسور” عن جائزة مالية لأوَّل من يتمكَّن من الوصول إلى قمَّة “ون بلان”.
4. عام 1786
نجح “جاك بالما” و”ميشيل باكر” في تحقيق الإنجاز بعد 25 عاماً من تقديم الجائزة، وهكذا أصبحا أوَّل من تسلَّق قمَّة أعلى جبل في جبال الألب.
5. عام 1808
تمكَّنت المرأة الأولى “ماري بارادي” من تسلُّق الجبل.
6. عام 1862
أُسِّسَ أول نادي لتسلُّق الجبال في “شاموني”، فرنسا.
7. عام 1906
وصل أول متسلِّق بالسكك الحديدية إلى قمَّة “مون بلان”.
8. عام 1957
افتُتِحَ نفق “مون بلان” الذي يربط بين فرنسا وإيطاليا.
9. عام 2023
مُنِعَ تسلُّق الجبل مؤقتاً؛ بسبب خطر الانهيارات الثلجية.
في الختام
تتوضَّع سلسلة جبال الألب في ثماني دول، وتشتهر بارتفاعها الشاهق، وطقسها البارد؛ بسبب وجود الثلوج عليها معظم أيام العام، وهذا جعلها مقصداً للسياح من جميع أنحاء العالم، وخاصَّة أولئك الذين يعشقون الخطر والمغامرات، فيجدون في النشاطات السياحية في جبال الألب ما يمنحهم المتعة والرضى.