قصر توبكابي: الفخامة العثمانية
معلومات عن قصر توبكابي
يقع متحف توبكابي في قلب مدينة اسطنبول التركية، ويعدُّ أحد أبرز آثار الدولة العثمانية العريقة، وكان هذا القصر العريق مقرَّاً للسلاطين العثمانيين لأكثر من أربعة قرون، وهو اليوم متحف يضمُّ مجموعة غنيَّة من الآثار التي تشمل الأسلحة والمخطوطات والأزياء والكنوز العثمانية، وآثار دينية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم، ويُعدُّ المتحف مثالاً حيَّاً على الفخامة والأناقة التي كانت تميِّز الحياة العثمانية، ويُقدِّم لزوَّاره فرصة نادرة للاطلاع على جوانب من الحياة اليومية والفنية للإمبراطورية العثمانية.
1. من الذي بنى قصر توبكابي؟
بُني قصر توبكابي، والذي يُعدُّ أحد أبرز المعالم التاريخية في اسطنبول، بأمر من السلطان محمد الثاني، المعروف بلقب محمد الفاتح، وذلك بعد فتح القسطنطينية، فبدأ بناء القصر في عام 1459م واستمرَّ حتى عام 1478م، وكان القصر مقرَّاً للسلاطين العثمانيين لأكثر من 400 عام، وقد شهِدَ عدداً من التوسُّعات والتجديدات على مَرِّ العصور، خاصةً بعد زلزال اسطنبول الكبير في عام 1509م والحريق الذي حدثَ في عام 1665م.
يُعدُّ قصر توبكابي مثالاً بارزاً على العمارة العثمانية، ويضمُّ عدداً من الأقسام، مثل قسم الحريم، وقسم المطابخ الإمبراطورية، والمجموعات الفنية الغنية والمكتبات، ومع سقوط الدولة العثمانية في عام 1924 وإعلان قيام الجمهورية التركية حُوِّل قصر توبكابي إلى متحف، ليصبح بذلك أحد أهمِّ المتاحف التي تعرِض تاريخ الإمبراطورية العثمانية، ويُشكِّل قصر توبكابي جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي لتركيا، ويُعدُّ مقصداً للزوَّار من جميع أنحاء العالم لاستكشاف عظمة الحضارة العثمانية وإبداعاتها المعمارية والفنية.
2. موقع قصر توبكابي
قصر توبكابي، الذي يُعدُّ واحداً من أهمِّ المعالم التاريخية في اسطنبول، يتمتَّع بموقع استراتيجي فريد يعكس الأهمية التاريخية والثقافية للإمبراطورية العثمانية، ويقع القصر في منطقة سراي بورنو، ويُطلُّ على القرن الذهبي وبحر مرمرة، ويوفِّر إطلالات خلَّابة على مضيق البوسفور.
يتمركز قصر توبكابي في قلب المنطقة التاريخية في مدينة اسطنبول، ويقع في منطقة جان كورتاران بالقرب من خليج القرن الذهبي وبحر مرمرة، ويوجد القصر في جزء المناطق التاريخية في اسطنبول التي صُنِّفت من قِبل اليونسكو بوصفها موقعاً للتراث العالمي.
3. مساحة قصر توبكابي
يتميَّز قصر توبكابي بمساحته الشاسعة التي تعكس القوة والعظمة التي كانت تتمتَّع بها الإمبراطورية العثمانية، إذ تبلغ مساحة قصر توبكابي قرابة 700,000 متر مربع، وهي تشمل مجموعة متنوعة من الأبنية والحدائق والفناءات، وتُعدُّ هذه المساحة الكبيرة دليلاً على الأهمية السياسية والثقافية للقصر، وكان يُعدُّ مركز الحكم والإدارة للإمبراطورية العثمانية لأكثر من 400 عام، وقد صُمِّمَ القصر بطريقة تُمكِّن السلاطين والحاشية من العيش بخصوصية تامة، مع توفير كافة وسائل الراحة والأمان.
قصة قصر توبكابي
تأسَّس القصر بأمر من السلطان محمد الفاتح في عام 1459م، بعد فتح القسطنطينية، وكان يُعرف في البداية باسم يني سراي أو القصر الجديد ليميِّزه عن القصور السابقة، وقد بُني القصر على أنقاض قلعة بيزنطية في منطقة سراي بورنو، ويتميَّز بموقعه الاستراتيجي الذي يُطلُّ على بحر مرمرة ومضيق البوسفور والقرن الذهبي، وهذا يوفِّر إطلالات خلَّابة ويعكس القوة السياسية والعسكرية للإمبراطورية العثمانية.
على مرِّ العصور، شهِدَ القصر عدداً من التوسُّعات والتجديدات، خاصةً بعد زلزال عام 1509م وحريق عام 1665م، وقد كان يقيم فيه في ذروة الدولة ما يقرب من 4,000 شخصاً، وهذا يعكس الحجم الضخم للإدارة العثمانية والحياة اليومية داخل القصر، وبعد أن فقد القصر أهميته بوصفه مركزاً إدارياً وسياسياً في القرن السابع عشر، ومع انتقال السلاطين إلى القصور الجديدة، مثل قصر دولمه باهتشه، بدأ توبكابي يفقد بريقه تدريجياً، ومع ذلك ظلَّ يحتفظ ببعض الوظائف الإدارية حتى القرن التاسع عشر.
في عام 1924م، بعد سقوط الدولة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية، حُوِّل قصر توبكابي إلى متحف، ليصبح بذلك أوَّل متحف للجمهورية التركية وموقعاً للتراث العالمي وفقَ تصنيف اليونسكو، واليوم يُعدُّ قصر توبكابي متحفاً يضمُّ مجموعات كبيرة من الخَزَف والألبسة والأسلحة والدروع والمنمنمات العثمانية والمخطوطات الإسلامية والمجوهرات العثمانية، ويُعدُّ وجهة لا تقدَّر بثمن لعشَّاق التاريخ والفن.
صور قصر توبكابي
متحف قصر توبكابي
يعدُّ متحف قصر توبكابي كنزاً من الآثار التاريخية والفنية التي تعكس العظمة العثمانية، ويضمُّ المتحف مجموعات غنية ومتنوعة تشمل:
- الآثار المقدَّسة الإسلامية: مثل بُردة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسيفه، ومصحف سيدنا عثمان رضي الله عنه، ورسائل للنبي صلى الله عليه وسلم.
- الخَزَف: مجموعة كبيرة من الخَزَف العثماني، ومن ذلك بلاط الإزنيق المصنَّع يدوياً.
- الألبسة: أثواب وملابس تاريخية مستخدمة على مَرِّ العصور العثمانية.
- الأسلحة والدروع: مجموعات من الأسلحة والدروع التي تعود للعصور العثمانية.
- المنمنمات العثمانية: أعمال فنية دقيقة ومفصَّلة تعبِّر عن الفنِّ العثماني.
- المخطوطات الإسلامية: مجموعة كبيرة من الكتب والمخطوطات النادرة والمجلَّدات المصورة.
- المجوهرات العثمانية: مجموعة كبيرة من المجوهرات العثمانية، ومن ذلك الأحجار الكريمة والعملات.
- بورتريهات السلاطين العثمانيين: صور نادرة للسلاطين العثمانيين.
قصر توبكابي من الداخل
يتميَّز قصر توبكابي بتصميمه الفريد وتفاصيله الداخلية الغنية التي تعكس الفخامة والعظمة العثمانية، ونقدِّم لك في هذه الفقرة وصفاً مفصَّلاً لما يضمُّه القصر من الداخل:
1. الفناء الأول
يُعرف بالباب العالي وهو المدخل الرئيس للقصر، ويؤدي إلى ساحة واسعة كانت تُستخدم للمناسبات الرسمية.
2. الفناء الثاني
يضمُّ المطابخ الإمبراطورية ومجموعة من الغرف الخدمية، إضافة إلى مجلس الوزراء، حيث كان يعقد مجلس الدولة.
3. الفناء الثالث
يُعرف بالفناء الإمبراطوري، ويحتوي على قاعات العرش والمكتبات والمجموعات الفنية، ويُعدُّ قلب القصر، وكان يقيم فيه السلطان ويدير شؤون الدولة.
4. الفناء الرابع
يشتمل على حدائق خلَّابة وترَّاسات توفِّر إطلالات مذهلة على البوسفور وبحر مرمرة، وكان يُستخدم للراحة والاستجمام.
5. الحرملك
هو القسم الخاص بالسلطان وعائلته والحريم، يضمُّ قرابة 400 غرفة ويتميَّز بديكوراته الداخلية الرائعة والزخارف الإسلامية الذهبية.
المتحف: يحتوي القصر اليوم على متحف يضمُّ مجموعات كبيرة من الخَزَف والألبسة والأسلحة والدروع والمنمنمات العثمانية والمخطوطات الإسلامية والمجوهرات العثمانية.
في الختام
بعد مئة عام على زوال الدولة العثمانية ما يزال قصر توبكابي يقف شامخاً في قلب مدينة اسطنبول ليكون شاهداً على عظمة الدولة العثمانية ومدى قوتها وازدهارها.