سياحة و سفر

أرض الطواحين الهوائية وأزهار التوليب الساحرة


معلومات عن هولندا

هولندا، المعروفة رسمياً بمملكة الأراضي المنخفضة (Netherlands)، تقع في شمال غرب أوروبا يحدُّها من الشرق ألمانيا، ومن الجنوب بلجيكا، ومن الغرب والشمال بحر الشمال، وتعدُّ من أكثر الدول كثافة سكانية في العالم. العاصمة الرسمية لهولندا هي أمستردام، بينما مقر الحكومة والبرلمان والمحكمة العليا متواجد في لاهاي. تعد هولندا دولة علمانية وليس لها دين رسمي، ويتمتَّع السكان بحرية العبادة والتعبير الديني، ونظام الحكم فيها مَلَكي.

1. أين تقع هولندا وما هي عاصمتها؟

تقع هولندا في شمال غرب أوروبا، وتمتاز بموقعها الاستراتيجي الذي جعلَ منها مركزاً تجارياً وثقافياً هاماً على مرِّ العصور.

  • الحدود الشرقية: تتاخم ألمانيا، ممَّا يسهِّل التبادل الثقافي والتجاري بين البلدين.
  • الحدود الجنوبية: تشترك مع بلجيكا في حدودها الجنوبية، فتتواصل الثقافات ويتشارك البلدان في عدد من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية.
  • السواحل الغربية والشمالية: تُطلُّ على بحر الشمال، ممَّا يمنحها ساحلاً طويلاً يتميَّز بموانئه الحيوية، مثل ميناء روتردام الذي يُعدُّ من أكبر الموانئ في العالم.
  • الأراضي المنخفضة: كما يوحي اسمها، نجد أنَّ معظم أراضي هولندا تتكون من سهول منخفضة بعضها يقع تحت مستوى سطح البحر.

يُعدُّ نظام السدود والحواجز المائية من أعظم إنجازات الهندسة الهولندية، فيُستخدَم لحماية البلاد من الفيضانات، وتمر فيها أيضاً أنهار الراين، والميز، والشيلدت، التي تُستخدم للنقل وللري، كما تمتلك عدداً من البحيرات والقنوات المائية التي تُستخدم في النقل الداخلي والزراعة.

العاصمة الرسمية لهولندا هي أمستردام، وهي أكبر مدينة في البلاد وأكثرها سكاناً. تقع أمستردام في مقاطعة شمال هولندا، على ضفاف نهر الأمستل الذي يتصل بخليج زاوديرزي وبحر الشمال، وتأسَّست في القرن الثاني عشر بوصفها قرية صغيرة للصيد.

نَمَت لتصبح واحدة من أهم الموانئ في العالم خلال العصر الذهبي الهولندي في القرن السابع عشر، وتعدُّ أمستردام مركزاً اقتصادياً رئيساً ومقراً لعدد من الشركات العالمية والمؤسسات المالية، كما تُعرف بأجوائها الثقافية الغنية، وتضم عدداً من المتاحف الشهيرة، مثل متحف فان جوخ ومتحف ريكز، بالإضافة إلى معالم سياحية، مثل منطقة القنوات التاريخية.

2. الدين الرسمي في هولندا

هولندا دولة علمانية ولا تتبنّى ديناً رسمياً محدداً، تتسم البلاد بتنوع ديني وثقافي كبير، ويضمن الدستور الهولندي حرية الدين والمعتقد لكل فرد، ما يعني أنَّ الحكومة لا تتبنَّى ديناً محدَّداً ولا تميِّز بين المواطنين على أساس الدين.

لنستعرض معاً بعضاً من التاريخ الهولندي:

في القرن السادس عشر، شهِدَت هولندا حركة الإصلاح البروتستانتي، ممَّا أدى إلى انقسام كبير بين الكاثوليك والبروتستانت، كان هذا الصراع الديني جزءاً من الثورة الهولندية ضد الحكم الإسباني، والتي أدَّت إلى استقلال هولندا، وأصبحت في القرن السابع عشر واحدة من أكثر الدول تقدماً في أوروبا.

اتَّسمت بتسامح ديني نسبي مقارنة بغيرها من الدول آنذاك، وهذا التسامح جذب المهاجرين من مختلف الأديان والثقافات، كانت الكنيسة الكاثوليكية الديانة المهيمنة قبل الإصلاح البروتستانتي، وما زالت تشكِّل جزءاً كبيراً من السكان، خاصة في المقاطعات الجنوبية، مثل شمال برابنت وليمبورغ.

وتعد أكبر مجموعة بروتستانتية هي الكنيسة البروتستانتية الهولندية، التي تشكَّلت من اندماج عدة طوائف في عام 2004، وتوجد نسبة كبيرة من البروتستانت في المناطق الشمالية والوسطى من البلاد.

يمثِّل المسلمون قرابة 5% من السكان، ويعود معظمهم إلى هجرة العمال من تركيا والمغرب في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي. وتوجد تجمعات مسلمة كبيرة في المدن الكبرى، مثل أمستردام، وروتردام، ولاهاي، وأوترخت.

أمّا الهندوسية والبوذية فهما من الأديان الأقل انتشاراً في هولندا، لكنَّهما موجودتان بفضل المهاجرين من سورينام والهند وبلدان جنوب شرق آسيا. وللمجتمع اليهودي تاريخ طويل في هولندا، مع وجود بارز في أمستردام، حيث تعرَّض اليهود الهولنديون لمحنة كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية، فقُتِل عدد منهم في المحرقة.

شهِدت في العقود الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم على أنَّهم غير متدينين أو لادينيين، فقرابة نصف السكان اليوم لا ينتمون إلى أي دين، ويشكِّل اللادينيون نسبة كبيرة من الشباب، حيث أثَّرت العلمانية المتزايدة في السياسات والتعليم والقِيَم الاجتماعية.

تركِّز القوانين والسياسات على مبادئ حقوق الإنسان والمساواة والتسامح، وتضمن هولندا حرية التعليم الديني، فتوجد مدارس دينية لكل من الكاثوليك والبروتستانت والمسلمين، وتُموِّل الحكومة هذه المدارس بشرط أن تلتزم بالمعايير التعليمية الوطنية. رغم العلمانية تحتفل هولندا ببعض الأعياد الدينية المسيحية، مثل عيد الميلاد وعيد الفصح بوصفهما عطلاً رسمية.

تؤدي المؤسسات الدينية دوراً في تقديم الخدمات الاجتماعية، مثل رعاية المسنين والإغاثة الإنسانية، بالتعاون مع الحكومة أحياناً. ويعدُّ التسامح الديني والتعايش بين مختلف الأديان والمعتقدات من السمات المميِّزة للمجتمع الهولندي، وهذا التسامح جعلَ هولندا وجهة للمهاجرين الباحثين عن حرية دينية.

توجد عدد من المبادرات والمنظمات التي تعزِّز الحوار والتفاهم بين الأديان المختلفة، بما في ذلك المنتديات والندوات والنشاطات الثقافية.

تعدُّ هولندا نموذجاً للتسامح والتنوع الديني في العالم المعاصر. وبغياب دين رسمي، تمكَّنت البلاد من بناء مجتمع يحترم حرية المعتقدات والتنوع الثقافي والديني، ممَّا جعلها مكاناً مميَّزاً للعيش والعمل والدراسة. يعزز هذا التنوع من قوة هولندا الثقافية والاجتماعية، ويجعلها واحدة من أكثر الدول تقدُّماً وانفتاحاً في العالم.

3. ملك هولندا

الملك “فيليم ألكسندر” (Willem-Alexander) هو الملك الحالي لهولندا، وُلِدَ في 27 أبريل 1967 في مدينة أوترخت، وتولَّى العرش في 30 أبريل 2013 بعد تنازل والدته الملكة “بياتريكس” عن العرش، ويُعدُّ أول ملك ذُكِر لهولندا منذ أكثر من 120 عاماً، حيث سبقته سلسلة من الملكات. حصّلَ تعليمه الأساسي والثانوي في هولندا، وأكملَ دراساته الجامعية في التاريخ بجامعة لايدن، فحصلَ على شهادة البكالوريوس في الآداب في عام 1985، كما تلقَّى تدريباً عسكرياً في سلاح الجو الملكي الهولندي.

تزوَّج “فيليم” من “ماكسيما زورريغويتا سيريتي”، وهي أرجنتينية الأصل، في 2 فبراير 2002، للملك والملكة ثلاث بنات، كاثارينا أماليا (ولية العهد)، وأليكسيا، وأريان. يتمتع الملك باهتمامات متنوعة تشمل الرياضات المائية، والطيران، والرياضة عموماً، ولديه رخصة طيَّار ويقود الطائرات بشكل دوري. تعد هولندا دولة ملكية دستورية، ممَّا يعني أنَّ الملك يمارس سلطات محدودة تحت إطار الدستور، وتتوزَّع مهامه بين الأدوار الشرفية، والرمزية، إلى بعض الواجبات الدستورية، وتشمل بعض هذه المهام:

  • يمارس الملك سلطاته وفقاً للدستور، وتشمل هذه السلطات تعيين وتوقيع القوانين، وتكليف رؤساء الوزراء بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات.
  • يشارك الملك في عدد من المناسبات الوطنية والدولية، ويزور الدول الأخرى زيارات رسمية لتعزيز العلاقات الثنائية، فهو يعمل بوصفه ممثِّلاً للدولة ويعبِّر عن الوحدة الوطنية، ويؤدي دوراً هاماً في الأزمات السياسية لتقديم التوجيه والدعم، وإن كان دوره فعلياً محدوداً في اتخاذ القرارات السياسية اليومية، كما يُعرف الملك بعمله في مجال إدارة المياه، وكان رئيساً للجنة الاستشارية لشؤون المياه والصرف الصحي.
  • يشارك الملك في عدد من الفعاليات الرياضية ويدعم مختلف الرياضات في هولندا، ممَّا يعكس اهتمامه الشخصي بالصحة واللياقة البدنية، ويشارك في عدد من المبادرات الخيرية والاجتماعية التي تركز على الشباب والتعليم والصحة، فيُعزز العلاقات الدولية لهولندا.
  • يستقبل الملك رؤساء الدول والحكومات، وهذه النشاطات تعزِّز التعاون الدولي وتقوِّي مكانة هولندا على الساحة العالمية.

تُعرف الأسرة الملكية الهولندية باسم “بيت أورانيه-ناساو” وتتمتَّع بتاريخ طويل ومؤثِّر في تاريخ البلاد. وتمتدُّ أصول الأسرة إلى القرن السادس عشر، حيث ساهمت في استقلال هولندا وتشكيل الجمهورية الهولندية. يُحتفل بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسندر في 27 أبريل من كل عام بوصفه عيداً وطنياً يُعرف باسم “عيد الملك” (Koningsdag)، ويتميَّز هذا اليوم بالاحتفالات في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الأسواق المفتوحة، والحفلات الموسيقية، والألعاب التقليدية.

يستضيف الملك وعائلته حفلات استقبال رسمية ومناسبات اجتماعية في القصر الملكي، ممَّا يعزِّز من الروابط بين الأسرة المَلَكية والمجتمع الهولندي. ويمثِّل الملك فيليم ألكسندر رمز الوحدة الوطنية والهوية الهولندية، ويعكس من خلال نشاطاته ومبادراته قِيَم المجتمع الهولندي، مثل التسامح، والابتكار، والعمل الجاد. رغم دوره المحدود دستورياً، إلَّا أنَّ تأثيره في المجتمع والنشاطات الدولية يُعدُّ كبيراً ومؤثِّراً، وتبقى الأسرة الملكية جزءاً أساسياً من النسيج الوطني الهولندي، وتحظى باحترام وتقدير كبيرَين من الشعب.

4. علم هولندا

يتكوَّن عَلَم هولندا من ثلاثة أشرطة أفقية: الأحمر (في الأعلى)، الأبيض (في الوسط)، والأزرق (في الأسفل)، تصميم العلم بسيط جداً ولكنَّه يحمل في طيَّاته تاريخاً طويلاً ومعانٍ رمزية.

وتعود الأصول التاريخية للعَلَم إلى عَلَم الأمير (Prinsenvlag)، الذي استخدمه الأمير “ويليام الصامت” قائد الثورة الهولندية ضد الحكم الإسباني في القرن السادس عشر، لأنَّ عَلَم الأمير كان يتألف من الألوان التالية: البرتقالي (في الأعلى)، الأبيض (في الوسط)، والأزرق (في الأسفل).

أصبح عَلَم الأمير رمزاً للثورة الهولندية والاستقلال عن إسبانيا، فكان يُستخدم من قِبل القوات الهولندية في المعارك، وبدأت الألوان تتغير تدريجياً لأسباب غير مؤكَّدة تماماً، وفي منتصف القرن السابع عشر، أصبح الأحمر بديلاً عن البرتقالي، وأخيراً اعتُمِدت الألوان الحالية (الأحمر، الأبيض، الأزرق) عام 1937، كألوان العلم الهولندي، وترمز هذه الألوان إلى:

  • الأحمر: يمثِّل الشجاعة والقوة.
  • الأبيض: يرمز إلى السلام والنقاء.
  • الأزرق: يعبِّر عن اليقظة والعدالة.

5. عملة هولندا

العملة الرسمية لهولندا هي اليورو (€)، ورمزها (EUR). انضمت هولندا إلى منطقة اليورو في عام 1999، وبدأ استخدام العملات المعدنية والأوراق النقدية لليورو استخداماً فعلياً في عام 2002.

تحمل العملات اليورو المعدنية تصميماً موحَّداً على أحد الجانبين، بينما يحتوي الجانب الآخر على تصميمات خاصة بكل دولة عضو، وتحمل العملات الهولندية صورة الملك “فيليم ألكسندر” أو رموز وطنية أخرى. قبل اعتماد اليورو، كانت العملة الرسمية لهولندا هي الغيلدر الهولندي (Guilder)، ورمزها (NLG).

يُعدُّ الغيلدر واحداً من أقدم العملات في أوروبا، واستُخدِم منذ العصور الوسطى. أما العملة الحديثة فاعتُمِدت في القرن التاسع عشر، أصبحَ اليورو في 1 يناير 1999 العملة الرسمية في المعاملات المصرفية والمالية في هولندا، وثُبِّت سعر صرف الغيلدر عند 2.20371 غيلدر مقابل 1 يورو، ودخلت العملات المعدنية والأوراق النقدية لليورو في 1 يناير 2002 حيِّزَ التداول، وسُحِب الغيلدر تدريجياً من السوق، وانتهت فترة الانتقال في 28 فبراير 2002، فأصبح اليورو العملة الوحيدة المتداولة.

6. لغة هولندا

اللغة الرسمية لهولندا هي اللغة الهولندية (Nederlands)، ويتحدث بها قرابة 23 مليون شخص بوصفها لغة أولى في هولندا وبلجيكا، بالإضافة إلى 5 ملايين شخص بوصفها لغة ثانية. تتفرَّع الهولندية إلى عدة لهجات تختلف من منطقة لأخرى، ومن بين اللهجات الرئيسة:

  • الهولندية القياسية (Standaardnederlands): هي اللغة الرسمية التي تُدرَّس في المدارس وتستخدم في وسائل الإعلام، والأعمال، والحكومة.
  • اللهجة الفلامانية (Vlaams): تُستخدم في الجزء الفلمنكي من بلجيكا، وتعدُّ قريبة جداً من الهولندية القياسية، لكنَّها تحتوي على بعض المفردات والنطق المختلف.

تُدرَّس اللغة الهولندية بوصفها لغة أولى في جميع المدارس في هولندا، فيتعلَّم الأطفال في المراحل الابتدائية والإعدادية القراءة والكتابة والتحدث باللغة الهولندية. وتعدُّ الإنجليزية مادة إلزامية في النظام التعليمي الهولندي، فتُعلَّم من المرحلة الابتدائية، كما تُدرَّس أيضاً لغات أخرى، مثل الألمانية، والفرنسية، والإسبانية بوصفها لغات اختيارية في المراحل التعليمية الأعلى.

7. الطقس في هولندا

تتمتَّع هولندا بمناخ بحري معتدل، يتأثر كثيراً ببحر الشمال والمحيط الأطلسي، ويتميَّز هذا المناخ بأربعة فصول معتدلة. يبدأ الربيع في هولندا ببرودة نسبية في شهر مارس، ثمَّ يصبح أكثر اعتدالاً مع مرور الوقت. وتتراوح درجات الحرارة بين 6 إلى 15 درجة مئوية، فتُزهر زهور التوليب الشهيرة في هولندا خلال هذا الموسم، خاصة في مناطق مثل كيوكينهوف (Keukenhof)، ممَّا يجعلها فترة مثالية لزيارة البلاد.

أمّا طقس الصيف فهو معتدل إلى دافئ، مع درجات حرارة تتراوح بين 15 إلى 25 درجة مئوية، وأحياناً قد تصل إلى 30 درجة مئوية في أيام نادرة. يبدأ الخريف بدرجات حرارة معتدلة تتراوح بين 10 إلى 20 درجة مئوية في سبتمبر، وتنخفض تدريجياً إلى 5 إلى 15 درجة مئوية بحلول نوفمبر، ويتَّسم هذا الفصل بهطول الأمطار بشكل متكرر، مع فترات من الرياح القوية. وأخيراً فصل الشتاء يكون بارداً ورطباً، مع درجات حرارة تتراوح بين 0 إلى 7 درجات مئوية.

تنخفض درجات الحرارة أحياناً إلى ما دون الصفر، خاصة في الليالي الباردة، ونادراً ما تتساقط الثلوج بكميات كبيرة، لكن حين تساقطها تستمر لفترات قصيرة. وقد يكون الشتاء عاصفاً أحياناً بسبب الرياح القوية القادمة من بحر الشمال.

8. عدد المسلمين في هولندا

تعدُّ هولندا من الدول التي تضمُّ تنوعاً دينياً كبيراً، بما في ذلك عدد لا بأس به من المسلمين، وتختلف تقديرات عدد المسلمين في هولندا بناءً على المصادر والتقديرات الزمنية، ولكن يمكن القول إنَّ نسبة المسلمين تشكِّل ما بين 5% إلى 6% من إجمالي السكان، ووفقاً لتقديرات حديثة، يبلغ عدد المسلمين في هولندا قرابة 900,000 إلى مليون شخص؛ أي تشكِّل نسبة المسلمين قرابة 5% إلى 6% من إجمالي السكان البالغ عددهم قرابة 17 مليون نسمة. تعود أصول المسلمين في هولندا إلى خلفيات عرقية وثقافية متعددة، ممَّا يعكس التنوع الكبير في المجتمع الإسلامي هناك حيث يشكِّل الأتراك أكبر مجموعة مسلمة في هولندا، وقد جاء عدد منهم بوصفهم عمالاً مهاجرين في الستينيات والسبعينيات.

المجموعة الثانية الكبيرة من المسلمين هم المغاربة، الذين جاؤوا أيضاً في موجات الهجرة للعمل خلال العقود الماضية. وهناك جاليات مسلمة من أصول أفريقية وآسيوية، بما في ذلك من بلدان، مثل الصومال وإندونيسيا، شَهِدَت هولندا في السنوات الأخيرة تدفُّقاً من اللاجئين القادمين من بلدان ذات أغلبية مسلمة، مثل سوريا، والعراق، وأفغانستان.

يعيش معظم المسلمين في المدن الكبرى، مثل أمستردام، روتردام، لاهاي، وأوتريخت، وتضمُّ هذه المدن مجتمعات مسلمة كبيرة ومؤسسات إسلامية متعددة. ويوجد في هولندا أكثر من 450 مسجداً يخدم الجاليات المسلمة في جميع أنحاء البلاد، تختلف هذه المساجد في الحجم والتأثير، من مساجد كبيرة في المدن إلى مساجد صغيرة في الأحياء والبلدات.

كما هناك عدد من المدارس الإسلامية التي تقدِّم التعليم وفقاً للمناهج الهولندية مع التركيز على القيم والمبادئ الإسلامية، تخضع هذه المدارس للقوانين والمعايير نفسها التي تخضع لها المدارس الأخرى في هولندا، وتدعم عدد من المنظمات الإسلامية غير الحكومية المجتمع المسلم، من خلال تقديم الخدمات الاجتماعية والتعليمية والدينية.

الفرق بين هولندا و نيذرلاند

كثيراً ما يستخدم الناس مصطلحَي “هولندا” و”نيذرلاند” بالتبادل، ولكنَّ هناك فرقاً دقيقاً بينهما. لفهم هذا الفرق، يجب النظر إلى التكوين الجغرافي والسياسي لهولندا، فضلاً عن التاريخ الثقافي للمنطقة.

“نيذرلاند” هو الاسم الرسمي للبلد الذي يُعرف باللغة الإنجليزية باسم “The Netherlands” وبالعربية باسم “هولندا”، وهي تقع في شمال غرب أوروبا، تحدها ألمانيا من الشرق، وبلجيكا من الجنوب، وبحر الشمال من الشمال والغرب.

تتكون نيذرلاند من 12 مقاطعة، وتنقسم إلى منطقتين رئيسيتَن، هما المناطق البحرية والمناطق الداخلية، ويُستخدم هذا الاسم في الوثائق الرسمية والمعاهدات الدولية، بينما هولندا تستخدم استخداماً غير رسمي للإشارة إلى البلاد.

تشمل مملكة نيذرلاند الأراضي في أوروبا، إضافة إلى الكاريبي (أروبا، كوراساو، وسانت مارتن). يصحّ استخدام “نيذرلاند” للإشارة إلى الدولة بأكملها، ويمكن استخدام “هولندا” للإشارة إلى البلاد، ولكن من الأفضل معرفة الفرق لتجنُّب اللبس، خاصة عند الحديث مع السكان المحليين أو في سياقات رسمية.

السياحة في هولندا

تُعدُّ هولندا واحدة من الوجهات السياحية الرائدة في أوروبا، فهي تجذب ملايين الزوَّار سنوياً بفضل معالمها السياحية الفريدة، ومناظرها الطبيعية الخلابة، وثقافتها الغنية، وتاريخها العريق، وتُعرف البلاد بطواحين الهواء، وحقول الزهور، والقنوات المائية، والمتاحف الفنية التي تعكس تنوعها الثقافي والفني.

أهم الوجهات السياحية في هولندا

1. أمستردام (Amsterdam)

التي تضمُّ متحف فان جوخ، والذي يحتوي أكبر مجموعة من أعمال الرسام الشهير “فينسنت فان جوخ”، ومتحف ريكس (Rijksmuseum) الذي يعرض الأعمال الفنية الهولندية من العصر الذهبي، بما في ذلك أعمال “رامبرانت”.

Amsterdam at night on the river bank

وأثناء التجول في أمستردام ستجد القنوات الرائعة المدرَجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ونجد في روتردام (Rotterdam) مباني كوبوس، وهي منازل مكعبة شهيرة بتصميمها الهندسي الفريد، إضافة إلى ميناء روتردام الذي يعدُّ أكبر ميناء في أوروبا، يمكن زيارته بالجولات البحرية.

2. لاهاي (The Hague)

هي مقرُّ الحكومة والبرلمان (Binnenhof) ذو المبنى التاريخي، إضافة إلى متحف موريتشهاوس الذي يعرض لوحات من العصر الذهبي الهولندي.

3. أوتريخت (Utrecht)

التي تحتوي على برج دوم (Dom Tower) وهو أعلى برج كنيسة في هولندا، كذلك قنوات أوتريخت، والتي تتميز بوجود شرفات على طول القنوات.

4. ماسترخت (Maastricht)

التي تضمُّ ساحة فريتوف (Vrijthof)، وهي واحدة من أكبر وأجمل الساحات في هولندا، بالإضافة إلى كهوف سانت بيتر (Pietersburg Caves)، وهي مجموعة كهوف تاريخية.

5. حدائق كيوكينهوف (Keukenhof)

وهي أكبر حديقة زهور في العالم، مفتوحة في فصل الربيع وتعرض ملايين الزهور الملونة.

6. قرية جيثورن (Giethoorn)

التي تُعرف باسم “فينيسيا الشمال”، تتميز بالقنوات والجسور الخشبية.

7. طواحين كيندرديك (Kinderdijk)

هي موقع من مواقع التراث العالمي لليونسكو، يضمُّ 19 طاحونة هوائية تاريخية.

A UNESCO   World   Heritage Site

تقدِّم السياحة في هولندا تجربة غنية ومتنوعة تناسب مختلف الأذواق والاهتمامات، فمن المدن الحديثة والمعالم التاريخية إلى الريف الخلَّاب وحدائق الزهور، تحمل كل زاوية تجربة فريدة ومميَّزة. وبفضل بنيتها التحتية الممتازة والترحيب الحار من سكانها، تبقى هولندا وجهة سياحية مفضلة للزوَّار من جميع أنحاء العالم.

منتخب هولندا

منتخب هولندا لكرة القدم، المعروف أيضاً بلقب “الطواحين”، هو أحد أقوى المنتخبات الأوروبية والعالمية، ويتمتع بتاريخ حافل وإنجازات بارزة في الساحة الدولية، مع سجلٍّ طويل من المنافسة على أعلى المستويات.

تأسَّس الاتحاد الملكي الهولندي لكرة القدم (KNVB) في عام 1889، وأصبح عضواً في الفيفا عام 1904، وبدأ المنتخب مشاركاته الدولية في بداية القرن العشرين، وكانت أول مباراة رسمية له ضد بلجيكا في 30 أبريل 1905.

شارَكَ المنتخب الهولندي في البطولات والفعاليات الدولية، وشاركَ في نهائيات 1974 و 1978، وحقَّق المنتخب الهولندي وصافة كأس العالم مرتين متتاليتين، في عامي 1974 في ألمانيا و1978 في الأرجنتين، وخسرَ في كلتا المرتين أمام الدولة المستضيفة.

وصلَ المنتخب إلى النهائي للمرة الثالثة في تاريخه في كأس العالم 2010، لكنَّه خسِرَ أمام إسبانيا بهدف نظيف في الوقت الإضافي. وحقَّق المنتخب الهولندي أول ألقابه الدولية الكبيرة بفوزه ببطولة أمم أوروبا عام 1988 التي أُقيمت في ألمانيا الغربية، فتغلَّب على الاتحاد السوفيتي في المباراة النهائية بهدفين نظيفين.

يُعرف منتخب هولندا بأسلوب اللعب المعروف باسم “الكرة الشاملة” (Total Football) الذي طُوِّرَ في السبعينيات بقيادة المدرب “رينوس ميشيلز” والنجم “يوهان كرويف” الذي يعدُّ  أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم. كان له تأثير كبير في تطوير “الكرة الشاملة”، إضافة إلى “ماركو فان باستن” الذي يعدُّ واحداً من أفضل المهاجمين في التاريخ، فسجَّل هدفاً رائعاً في نهائي يورو 1988.

إنَّ “رود خوليت” و”فرانك ريكارد” أدَّيا دوراً كبيراً في نجاح المنتخب في الثمانينيات، بالإضافة إلى “دينيس بيركامب” المشهور بمهاراته الفنية وقدرته على التسجيل من مواقف صعبة، وكان “آريين روبن” من النجوم البارزين في المنتخب خلال العقدَين الأخيرَين.

المدرِّبون البارزون

يعدُّ “رينوس ميشيلزمن” أبرز المدرِّبين، وهو الذي قاد المنتخب للفوز بيورو 1988، وطوَّرَ أسلوب الكرة الشاملة، إضافة إلى المدرِّب “لويس فان خال” الذي قاد المنتخب إلى نصف نهائي كأس العالم 2014، والمدرِّب “غوس هيدينك” الذي حقَّق نجاحات متعددة مع المنتخب الهولندي، بما في ذلك الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 1998.

يعدُّ أسلوب اللعب الهولندي وإرث الكرة الشاملة مصدر إلهام لعدد من الفرق والمدرِّبين حول العالم، حيث طوَّرت الابتكارات التكتيكية الهولندية اللعبة الحديثة. وتعدُّ أكاديميات كرة القدم الهولندية من الأفضل عالمياً، ويعدُّ منتخب هولندا لكرة القدم رمزاً للتطور الكروي والتكتيكي، مع تاريخ حافل بالإنجازات واللحظات التاريخية. وبفضل أسلوبه الفريد ونجومه البارزين، يجذب المنتخب الهولندي أنظار عشاق كرة القدم حول العالم، مع تطلُّعات كبيرة لتحقيق المزيد من النجاحات في المستقبل.

ما الذي تشتهر به هولندا؟

هولندا، المعروفة أيضاً باسم نيذرلاند، تتميز بعدة جوانب ثقافية، تاريخية، وجغرافية جعلتها واحدة من الوجهات الأكثر شهرة وتقديراً في العالم. إليك تفاصيل عن أبرز ما تشتهر به:

1. الطواحين الهوائية

تعدُّ الطواحين الهوائية رمزاً لهولندا، يعود تاريخها إلى القرون الوسطى، واستُخدمت لطحنالحبوب وتصريف المياه، ويحتوي موقع كيندرديك المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو على مجموعة من 19 طاحونة هوائية تاريخية.

2. زهور التوليب

تعدُّ هولندا أكبر مصدر لزهور التوليب في العالم، وتعدُّ زراعة الزهور جزءاً هاماً من الاقتصاد الهولندي.

3. القنوات المائية

تشتهر مدن مثل أمستردام وأوتريخت بشبكاتها الواسعة من القنوات، والتي تستخدم للتنقل والترفيه.

4. الفن والثقافة

الفنانون الهولنديون، مثل فينسنت فان جوخ، يوهانيس فيرمير، ورامبرانت فان راين، الذين أثَّروا تأثيراً كبيراً في تاريخ الفن.

5. الجبن الهولندي

مثل جبن غودا، إدام، وليدن، فتُصدِّر هولندا كميات كبيرة من الجبن إلى جميع أنحاء العالم.

6. ركوب الدراجات

هولندا معروفة بشبكة ممتازة من مسارات الدراجات، ويعدُّ ركوب الدراجات وسيلة نقل رئيسة في البلاد.

7. الحرية والتسامح

تشتهر هولندا بسياساتها التقدمية والمتسامحة تجاه مجموعة من القضايا الاجتماعية، بما في ذلك حرية التعبير.

8. الهندسة المعمارية

تتميز المدن الهولندية بمبانيها التاريخية المحفوظة جيداً، مثل المنازل الضيقة على طول القنوات.

9. العمارة الحديثة

روتردام مشهورة بمبانيها الحديثة والمعمارية الجريئة، مثل منازل كوبوس وبرج يوروماست.

10. المهرجانات والأحداث

مهرجان الملك (King’s Day)، إذ يُحتفل بعيد ميلاد الملك في 27 أبريل، ويعدُّ يوماً وطنياً تتزيَّن فيه المدن باللون البرتقالي، وتقام احتفالات ومهرجانات في كل أنحاء البلاد.

في الختام

تظلُّ هولندا، بجمالها الطبيعي وثقافتها الغنية وتاريخها العريق، وجهة مميزة تجمع بين سحر الطبيعة والحداثة، من طواحين الهواء التي ترمز إلى تراثها العريق، إلى حدائق التوليب الزاهية التي تعكس حب الهولنديين للجمال، تقدِّم هولندا تجربة لا تُنسى لزوارها، فتضفي المدن التاريخية، مثل أمستردام وروتردام ولاهاي، بمعالمها الثقافية والفنية والهندسية طابعاً مميزاً على البلاد.

كما يُعزز التنوع الثقافي والسياسات التقدمية من جاذبية هولندا بوصفها دولة تتبنَّى التسامح والانفتاح، وبفضل بنيتها التحتية الممتازة وروحها الترحيبية، تبقى هولندا وجهة لا غنى عنها لكلِّ مَن يسعى لاكتشاف مزيج فريد من التقاليد والابتكار. ببساطة، هولندا هي مكان يلتقي فيه التاريخ مع الحاضر في تناغم تام، ممَّا يجعلها مكاناً مثالياً للزيارة والاستكشاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى