سياحة و سفر

أهم المتاحف في اسطنبول: رحلة في تاريخ الحضارات


أهمية المتاحف في الحفاظ على تاريخ الحضارات

لا بُدَّ لنا، في بداية رحلتنا، أن نقف على الدور الكبير للمتاحف في نقل تاريخ الحضارات فهي الركن الجميل الذي يوثق التاريخ ويقدمه للأجيال القادمة، بما يضمن بقاء الحضارات القديمة حية في الذاكرة الجماعية. إنّ الجميل أنّ تعرُّفنا على الحضارات من خلال المتاحف، يكون ممتعاً وعملياً؛ إذ يمكن لنا أن نتعلم عن الإنجازات الفنية، والعلمية، والثقافية للحضارات المختلفة ونحن نتجول في أروقة المتحف بين القطع القديمة والتماثيل التي تحكي لنا قصصاً كثيرة. إذاً، فإنّ المتاحف ليست مجرد مبانٍ تحتوي على قطع أثرية وتحف فنية؛ بل هي مراكز ثقافية وتعليمية تقدم لنا تذاكر رحلةٍ في تاريخ الحضارات.

أهم المتاحف في اسطنبول

لقد استوقفتنا اسطنبول كوجهة رائعة للسياحة التاريخية، فهذه المدينة المعروفة بجمالها تعد من أغنى مدن العالم بالمتاحف، هل كنت تعلم ذلك؟ حيث تضم مجموعة متنوعة من المتاحف التي تطل بنا على تاريخها العريق وتراثها الثقافي المتنوع الذي يجمع بين الثقافات الشرقية والغربية. دعنا لا نطيل التشويق أكثر، ولننطلق في اكتشاف أجمل المتاحف في اسطنبول.

1. متحف آيا صوفيا

إنّ متحف آيا صوفيا هو من أشهر المعالم التاريخية في اسطنبول وأكثرها زيارة. فهل تعلمُ أنه قد بُني في القرن السادس الميلادي وكان كنيسة بيزنطية، ثم تحول بعدها إلى مسجد في العهد العثماني. في عام 1935، جعلوا منه متحفاً عريقاً، لكن في نهاية المطاف عاد ليكون مسجداً في عام 2020. إنّ ما يميز هذا المبنى هي هندسته المعمارية الفريدة وذلك لكونها تجمع بين الفن البيزنطي والإسلامي وبهذا المزيج صُنع صرح جميل ليخبرنا حتى يومنا هذا عن فنون وأحداث التاريخ البعيد.

2. متحف توب كابي

إنّ قصر توب كابي هو أحد أهم المتاحف في اسطنبول؛ لأنّه كان المقر الرئيس للحكم العثماني لما يزيد على 400 عام، تخيل ذلك! وكانت الأقاليم جميعها تستعمل اسم هذا القصر لتشير إلى السلطان.

ويتميز هذا المتحف باحتوائه مجموعةً ثمينةً من المقتنيات العثمانية، بما في ذلك المجوهرات الملكية والملابس والأسلحة القديمة والمخطوطات النادرة، كما يستطيع الزوار بداخله أيضاً استكشاف قسم الحريم الشهير داخل القصر.

وبرغم كون هذا القصر ليس على الدرجة العالية من الترف الذي اشتهرت به القصور في تلك الأيام، إلا أنّه بات اليوم يجذب كثيراً من السائحين والزوار وذلك بعدما كان يستخدم سابقاً لمناسبات الدولة.

مدخل متحف توب كابي وأماه اشجار خضراء و شجرة مزهرة باللون البنفسجي

3. المتحف الأثري في اسطنبول

يُعد من أقدم المتاحف في تركيا، ويضم ثلاثة أقسام رئيسة: متحف الآثار الكلاسيكية، ومتحف الشرق الأدنى القديم، ومتحف الفن الإسلامي.

وتحوي هذه الأقسام مجموعة كبيرة من القطع الأثرية من حضارات قديمة مختلفة، بما فيها الحضارة اليونانية والرومانية والبيزنطية.

مدخل المتحف الأثري في استنبول وعلى المدخل اربع اعمدة وامامه ساحة و على جابنها شجرة

4. متحف الفن التركي والإسلامي

يقع هذا المتحف داخل قصر ابراهيم باشا التاريخي، ويعرض لنا مجموعة رائعة من آثار وقطع الفن الإسلامي والتركي، بما في ذلك السجاد والمخطوطات والخزف والأعمال الخشبية؛ حيث يوفر هذا المتحف نظرةً عميقةً على تطور الفن في العالم الإسلامي.

متحف الفن التركي والاسلامي بجدرانه المزينة بالنقوش التركية والاسلامية و في وصط القاطعة صناديق من الزجاج تجوي اثار اسلامية

5. متحف بيرا

يُعد هذا الصرح الجميل من أقدم وأهم المتاحف في اسطنبول، ويقع في حي بيرا القديم.

تأسس متحف بيرا في عام 1892 في مبنى فندق بريستول السابق، وقد عُرف بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين الطراز العثماني والأوروبي، كما يضم المتحف مجموعةً استثنائيةً من اللوحات الفنية، التي تعود إلى العصر العثماني المتأخر والفن التركي المعاصر.

ويتكون المتحف من ثلاثة طوابق رئيسة، ينقلك كل منها إلى تجربة فنية مختلفة؛ إذ خُصّص الطابق الأول للمعارض المؤقتة، بينما يستحوذ الطابقان الثاني والثالث على المجموعات الدائمة، التي تشمل أعمالاً رائعة لفنانين أتراك وأوروبيين بارزين.

ومن الجدير بالذكر أنّ لوحات المستشرقين هي من أجمل الأعمال التي تصور الحياة في اسطنبول خلال القرن التاسع عشر.

الواجهة الامامية لمتحف بيرا المؤلف من عدة طوابق

6. متحف كاريه

بُعد متحف كاريه، المعروف أيضاً باسم متحف تشورا، تحفةً معماريةً وفنيةً فريدةً من نوعها.

وكان في البداية كنيسة بيزنطية، ثم تحولت لاحقاً إلى مسجد وبعدها إلى متحف، والذي اشتهر بفسيفسائه وجدارياته البيزنطية المذهلة التي تعود إلى القرن الرابع عشر.

وتُعد اللوحات الفسيفسائية في متحف كاريه من أجمل الأمثلة على الفن البيزنطي في العالم؛ لأنّها تصوّر مشاهد من العهدين القديم والجديد، وحياة السيدة مريم العذراء والمسيح عليهما السلام.

كما يتميز المتحف بتقنية الفريسكو (الرسم على الجدران الرطبة)، التي تعكس براعة الفنانين البيزنطيين، ليكون واحداً من أجمل المتاحف في اسطنبول.

 متحف كاريه بتصميمه التاريخي والمشهور بلوحاته المرسومة على الحيطان الرطبة

7. متحف السجاد التركي

يقع متحف السجاد التركي في مبنى تاريخي قديم كان في السابق مدرسة إسلامية، ويعرض تاريخ صناعة السجاد التركي الغني والعريق؛ إذ يضم مجموعات نادرة من السجاد العثماني والتركي من حقب زمنية مختلفة. كما يقدم المتحف للزوار فرصاً للتعرف على تقنيات النسج التقليدية والرموز والأنماط المستخدمة في السجاد التركي.

وتشمل المعروضات في المتحف سجاداً من العصور السلجوقية، والعثمانية، وحتى العصر الحديث، وهنالك معلومات تفصيلية عن المواد المستخدمة في صناعة السجاد، وطرائق الصباغة الطبيعية، والأدوات التقليدية المستخدمة في النسج. كما يقدم المتحف عروضاً حية لكيفية صناعة السجاد التركي التقليدي.

قاعة في متحف السجاد التركي وتظهر فيه مجموعة من السجاد بتصاميم رائعة وامام كل سجادة شرح مفصل عنها

8. متحف رحمي كوتش

هنا يأتي دور المتاحف الصناعية في اسطنبول، وأهمها متحف رحمي كوتش؛ إذ يوثق هذا المتحف تاريخ الصناعة والتكنولوجيا في تركيا، ويضم مجموعة كبيرة ومتنوعة من المعدات والآلات الصناعية التاريخية.

ويهتم المتحف بعرض تطور الصناعة التركية عبر العصور، وذلك من الحرف اليدوية التقليدية إلى التصنيع الحديث في وقتنا الراهن، ومن الجميل أنه يضم أقساماً متخصصة في صناعة السيارات والطائرات والسفن، بالإضافة إلى معدات زراعية وصناعية قديمة. كما يقدم المتحف برامج تعليمية للأطفال والطلاب لتعريفهم بأهمية العلوم والتكنولوجيا.

صالة كبيرة في متحف رحمي كوتش تحوي انواع كبيرة ومختلفة من السيارات القديمة تظهر كيف تطورت صناعة السيارات

9. متحف قصر يلدز

يقع متحف قصر يلدز في حديقة يلدز الشهيرة، وهو من القصور العثمانية الهامّة والفخمة التي تحولت إلى متحف لاحقاً؛ إذ بُني القصر في القرن التاسع عشر وكان مقراً للسلطان عبد الحميد الثاني وتميز بتصميمه المعماري الفريد.

ويضم القصر مجموعة ثمينة من الأثاث العثماني والتحف الفنية والمقتنيات الشخصية للسلطان عبد الحميد الثاني، كما نجد داخله مكتبة غنية تضم مخطوطات نادرة وكتباً قيمة، وتطل بنا الغرف المختلفة في القصر على نمط الحياة في البلاط العثماني وتقدم نظرة شاملة على الحياة اليومية للعائلة المالكة.

لهذا يُعد قصر يلدز من أجمل المتاحف في اسطنبول وكثيراً ما يضرب به المثل في الفخامة والاتساع.

بناء متحف قصر يلدز الفخم بإطلالته الرائعة وحديقته الجميلة

10. متحف اسطنبول للفسيفساء

يُعد متحف اسطنبول للفسيفساء من المتاحف الفريدة والبديعة التي تعرض فن الفسيفساء البيزنطي، ويقع المتحف بالقرب من آيا صوفيا في منطقة السلطان أحمد التاريخية.

ويضم المتحف مجموعةً مذهلةً من الفسيفساء، التي اكتُشفت خلال حفريات القصر الكبير البيزنطي؛ إذ تعود معظم المعروضات إلى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، ونرى أنها تصور مشاهد من طبيعة الحياة في العصر البيزنطي، كما أنّ أجمل ما فيها هو تميزها بألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة التي صمدت أمام الزمن؛ والجميل أيضاً هو تقديم المتحف معلومات شاملة عن تقنيات صناعة الفسيفساء وترميمها للزوار.

طاولة في متحف استنبول للفسيفساء تحوي على لوحات متعددة من الفسيفساء الرائعة

11. متحف روملي هيسار

هو قلعة تاريخية تحولت إلى متحف، وتقع على ضفاف البوسفور؛ وتتمتع بإطلالة رائعة على المضيق.

وبُنيت القلعة في عهد السلطان محمد الفاتح، وداخلها نجد المتحف يعرض تاريخها كاملاً ودورها في فتح القسطنطينية.

قلعة ومتحف روملي هيساء التاريخيه بإطلالتها الساحرة على البوسفور

12. متحف ساكيب سابانجي

يُعد متحفاً للفنون الجميلة، يضم مجموعة من الأعمال الفنية الثمينة والتي تعود إلى “ساكيب سابانجي”، الذي جمع كثيراً من القطع النادرة المتعلقة بالخط والكتابة الجميلة ومخطوطات القرآن الكريم؛ إذ بدأ في تجميعها بمجهوده الشخصي على مر السنين، إلى أن أصبحت واسعةً ولفتت انتباه كثيرٍ من المتاحف في الخارج. بذلك، أصبح هذا المعرض واحداً من أكثر المتاحف حيويةً في اسطنبول.

قاعة في متحف ساكيب سابانجي تظهر فيه مجموعة من اللوحات الفنية التاريخية

13. متحف الشمع – متحف مدام توسو

إنّه فرع من سلسلة متاحف مدام توسو الشهيرة، وهو يعرض تماثيل شمعية لشخصيات تاريخية مشهورة تركية وعالمية في مجالات الفن والرياضة والسياسة وغيرها، كما ويوفر المتحف لزواره تجارب تفاعلية بالشمع.

واجهة متحف الشمع - متحف مدام توسو وتظهر علىها مجسمات شخصيات مشهورة

14. متحف بانوراما 1453

مسك الختام مع هذا المتحف الفريد والتفاعلي الذي يحكي قصة فتح القسطنطينية في عام 1453، ويتميز بعرضٍ بانورامي ثلاثي الأبعاد يجسد أحداث المعركة باستخدام تقنيات صوتية وبصرية متطورة، الأمر الذي يجذب الزوار ويأخذهم في رحلة ممتعة عبر الزمن.

متحف بانوراما 1453 بعرض بانورامي ثلاثي الابعاد يجسد ابعاد أحداث معركة فتح القسطنطينية

في الختام

بهذا، نكون قد عشنا جولة فريدة ورحلة في تاريخ الحضارات بمرورنا على أعرق المتاحف في اسطنبول وأجملها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى