سياحة و سفر

ما هو اليوم الدولي للشعوب الأصلية؟ ولماذا يحتفي به العالم؟


نغوص في هذا المقال في عمق هذا اليوم الأممي، مسلِّطين الضوء على أهمية السكان الأصليين بوصفها مكوناً أساسياً من البشرية.

ما هو اليوم الدولي للشعوب الأصلية؟ ولماذا أُقِرَّ؟

لا يعد اليوم الدولي للشعوب الأصلية مجرد تاريخ في التقويم؛ بل إنه مناسبة عالمية مخصصة للاعتراف والاحتفال بالثقافات الغنية، والمساهمات الفريدة، وحقوق الشعوب الأصلية الأصيلة في جميع أنحاء العالم، وهو بمنزلة منصة حيوية للمناصرة وزيادة الوعي.

اُقِرَّ هذا اليوم الهام من قبل الأمم المتحدة، ففي 23 ديسمبر 1994، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 49/214، معلنةً رسمياً يوم 9 أغسطس بوصفه موعداً سنوياً للاحتفال بهذا اليوم، فاختير هذا التاريخ تحديداً للاحتفال بالاجتماع الأول لفريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في عام 1982، والذي كان لحظة محورية في الاعتراف العالمي بحقوق الشعوب الأصلية.

تتعد أوجه أهداف الاحتفال بهذا اليوم، فهو يرفع في المقام الأول الوعي العالمي حول الثقافات المتنوعة، والتقاليد، واللغات، وأنظمة المعرفة لدى الشعوب الأصلية، وهو يوم حاسم للاعتراف بتحديات السكان الأصليين التي يواجهونها، مثل التمييز، والتهميش، وفقدان الأراضي والموارد التقليدية، كما يُسلط الضوء على مساهماتهم الفريدة في حماية البيئة، والتراث الثقافي، والتنمية المستدامة.

إنَّ الغرض الأساسي هو تعزيز وحماية حقوق الشعوب الأصلية كما هي منصوص عليها في إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP)، الذي اعتُمِد عام 2007، وهذا الإعلان هو صك دولي شامل حول حقوق الشعوب الأصلية، ويتناول الحقوق الفردية والجماعية، والحقوق الثقافية، وحقوق تقرير المصير.

يُصادف “اليوم الدولي للشعوب الأصلية” في 9 أغسطس سنوياً، لتسليط الضوء على مساهماتهم، وتأكيد حقوقهم الثقافية والسياسية.

من هم الشعوب الأصلية؟ خصائصهم وتحدياتهم

يجب أن نتعرف للتعمق في فهم أهمية اليوم الدولي للشعوب الأصلية على هوية هذه الشعوب، وخصائصها المميزة، والتحديات الجسيمة التي تواجهها، فهُم ليسوا مجرد جزء من الماضي؛ بل هم كيانات حية تُساهم بفاعلية في حاضر ومستقبل كوكبنا.

تعريفهم وخصائصهم الثقافية

تعد المجموعات الأصلية وفقاً لتعريف الأمم المتحدة مجموعات سكانية عاشت في مناطق معينة قبل وصول المستعمرين أو توسع الدول، وحافظَت على هوياتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية المميزة عن الثقافة السائدة في الدول التي يعيشون فيها.

يتميز هؤلاء بلغات فريدة، وتقاليد عريقة، وأنظمة معرفة تقليدية متوارثة، وأساليب حياة غالباً ما تكون مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببيئتهم الطبيعية، وهذه الخصائص ليست مجرد فولكلور؛ بل هي جوهر وجودهم، وتُشكل جزءاً لا يتجزأ من التنوع البشري والثقافي العالمي.

يُقدَّر إحصاء السكان الأصليين بأنَّهم يبلغون قرابة 476 مليون شخص، موزعين على أكثر من 90 دولة حول العالم، ورغم أنَّهم يُشكلون أقل من 6% من سكان العالم، إلَّا أنَّهم يمثلون قرابة 15% من أفقر سكان العالم، ويحمون 80% من التنوع البيولوجي المتبقي على الكوكب، مما يُبرز العلاقة العميقة بالأرض التي تمثل لهم أكثر من مجرد مورد، فهي جزء من هويتهم الروحية والثقافية.

الشعوب الأصلية هم سكان تقليديون حافظوا على لغات وثقافات ترتبط بأراضٍ محددة، ويشكلون قرابة 6% من سكان العالم.

أبرز التحديات التي تواجه الشعوب الأصلية في العصر الحديث

على الرغم من الجهود الدولية المتزايدة للاعتراف بحقوق الشعوب الأصلية والاحتفاء بثقافاتهم في اليوم الدولي للشعوب الأصلية، إلا أنَّ الواقع يُظهر أنَّ السكان الأصليين، ما يزالون يواجهون سلسلة من التحديات المعقدة والعميقة في العصر الحديث.

تعوق هذه التحديات تقدمهم وتُهدد استمراريتهم الثقافية والاجتماعية، ومن أبرز تحديات السكان الأصليين ما يأتي:

1. التهميش والتمييز المنهجي

يُعاني كثير من الشعوب الأصلية من التهميش والتمييز في شتى جوانب الحياة، ويُستبعدون غالباً من عمليات صنع القرار السياسي والاقتصادي التي تؤثر مباشرة في حياتهم ومستقبل أراضيهم، وهذا التهميش يُقلل تمثيلهم ويعوق قدرتهم على المطالبة بحقوق الشعوب الأصلية الأساسية، مما يُفاقم شعورهم بالعزلة وعدم الانتماء في مجتمعاتهم الأوسع.

2. تحديات التعليم والصحة

يُسجل إحصاء السكان الأصليين معدلات أعلى من الأمية ونقص في الوصول إلى التعليم الجيد مقارنةً بالسكان غير الأصليين، فالمناهج التعليمية غالباً ما تتجاهل تاريخهم وثقافاتهم ولغاتهم، مما يُؤدي إلى تآكل هويتهم.

يعانون في مجال الصحة من تفاوتات صحية كبيرة، فمعدلات الوفيات المبكرة، وسوء التغذية، والأمراض المزمنة، والمشكلات الصحية النفسية أعلى بكثير لديهم، وغالباً ما يرجع ذلك إلى عدم كفاية الخدمات الصحية، والتمييز في الرعاية، ونقص الخدمات الثقافية الحساسة.

3. فقدان الأرض والموارد وتأثير تغير المناخ

تُعد العلاقة بالأرض مقدَّسة بالنسبة لمعظم الشعوب الأصلية، فهي ليست مجرد مورد اقتصادي؛ بل جزءاً لا يتجزأ من هويتهم الروحية والثقافية ومصدر رزقهم، ومع ذلك، فهم يُواجهون باستمرار خطر فقدان أراضيهم التقليدية ومواردهم الطبيعية بسبب التعدين، وقطع الأشجار، والمشروعات التنموية الكبرى، أو التوسع الزراعي، وغالباً ما يتم ذلك دون موافقتهم الحرة والمسبقة والمستنيرة.

يُضاف إلى ذلك التحدي المتزايد لتغير المناخ، فالشعوب الأصلية، على الرغم من أنَّهم الأقل مسؤولية عن التغيرات المناخية، هم أكثر تضرراً منها؛ لأنَّ حياتهم تعتمد مباشرة على البيئات الطبيعية التي تتأثر بالتغيرات المناخية، مثل ارتفاع منسوب البحار، والجفاف، والفيضانات، وهذا يُهدد أساليب حياتهم التقليدية ويزيد ضعفهم.

تُبرز هذه التحديات الحاجة المُلحة لتعزيز حماية حقوق الشعوب الأصلية، ودعم تنميتهم المستدامة، وضمان مشاركتهم الفعالة في صُنع القرارات التي تؤثر في حياتهم ومستقبل كوكبنا.

تواجه الشعوب الأصلية تحديات صحية وتعليمية مضاعفة، وغالباً ما تُحرم من حقها في إدارة أراضيها التقليدية.

كيف يُحتفى باليوم الدولي للشعوب الأصلية؟ (أمثلة حية)

يُعدُّ اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 أغسطس مناسبةً عالميةً ليست فقط للاعتراف بالسكان الأصليين؛ بل للاحتفال بثراء ثقافاتهم وتراثهم الحي، والتأكيد على ضرورة دعم حقوق الشعوب الأصلية؛ إذ تتخذ احتفالات الشعوب الأصلية في هذا اليوم أشكالاً متنوعة، من الفعاليات الرسمية الأممية إلى المبادرات الشعبية التي تُسلط الضوء على هوياتهم الفريدة وتحديات السكان الأصليين التي ما زالوا يواجهونها.

1. فعاليات أممية ومؤتمرات دولية

تُشارك الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، مثل اليونسكو وصندوق الأمم المتحدة للسكان، بفعالية في الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية، وتُنظِّم هذه المنظمات ندوات ومؤتمرات دولية افتراضية وحضورية، تُجمع فيها قادة الشعوب الأصلية، وخبراء حقوق الإنسان، وممثلي الحكومات، وتهدف هذه الفعاليات إلى:

  • مناقشة القضايا الملحة: مثل التغير المناخي وأثره في أراضي السكان الأصليين، أو سُبل تعزيز وصولهم إلى التعليم والرعاية الصحية.
  • تقديم التوصيات: لصناع القرار لتضمين منظور الشعوب الأصلية في السياسات والبرامج الوطنية والدولية.
  • إطلاق التقارير: تُسلط الضوء على آخر الإحصائيات والتحديات، مثل إحصاء السكان الأصليين في مناطق معيَّنة أو مستوى تقدمهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

2. عروض فنية وثقافية تُبهر العالم

تُعد الفنون والتقاليد جزءاً لا يتجزأ من هوية الشعوب الأصلية، ولذلك تُقام في هذا اليوم عدد من احتفالات الشعوب الأصلية التي تُبرز هذا التراث الغني:

  • المهرجانات الثقافية: تُعرض فيها الرقصات التقليدية، والموسيقى الأصيلة، والأزياء الفولكلورية، والحرف اليدوية التي تُجسد عمق تاريخهم وجمال ثقافاتهم.
  • المعارض الفنية: تُعرض أعمال فنانين من السكان الأصليين، تُسلط الضوء على رؤاهم الفنية، وقصصهم، وتحدياتهم من خلال لوحات ومنحوتات وتركيبات فنية.
  • عروض الأفلام الوثائقية: تُعرض أفلام تروي قصص الشعوب الأصلية، وتوثق كفاحهم من أجل البقاء وحماية أراضيهم وثقافاتهم، وهذه العروض تُساهم كثيراً في زيادة الوعي العالمي.

عروض فنية باليوم الدولي للشعوب الأصلية

3. مبادرات تعليمية وحملات توعية رقمية

تُطلق مبادرات تعليمية وحملات توعية إلى جانب الفعاليات الكبرى تثقِّف الجمهور حول قضايا الشعوب الأصلية:

  • ورشات العمل التفاعلية: تُقدم في المدارس والجامعات لتثقيف الأجيال الجديدة حول تاريخ السكان الأصليين، ومساهماتهم، وحقوق الشعوب الأصلية.
  • الحملات الإعلامية وهاشتاغات التواصل الاجتماعي: تُستخدم منصات التواصل الاجتماعي بفاعلية لنشر رسائل التوعية، ومشاركة قصص النجاح، وتفعيل الهاشتاغات ذات الصلة باليوم الدولي للشعوب الأصلية لضمان وصول الرسالة إلى أوسع نطاق ممكن عالمياً، وهذه الحملات تبني جسور التفاهم والدعم لقضاياهم.

تُظهر هذه الأمثلة الحية كيف أنَّ الاحتفال بهذا اليوم يُعدُّ فرصةً متكاملةً للتعلم، والاحتفاء، والمناصرة، مُسلطاً الضوء على أهمية الشعوب الأصلية ودورها الحيوي في الحفاظ على تنوع كوكبنا.

تشمل الاحتفالات ندوات، وعروضاً فنية، وتفعيل هاشتاغات للتوعية بحقوق الشعوب الأصلية على الصعيدين الوطني والدولي.

كيف يمكن للأفراد والمؤسسات دعم الشعوب الأصلية هذا اليوم؟

لا يعد الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية مجرد وقفة سنوية؛ بل هو دعوة للعمل الفعلي لدعم السكان الأصليين في مواجهة تحديات السكان الأصليين المتعددة، سواء كنت فرداً أم جزءاً من مؤسسة، هناك خطوات عملية يمكنك اتخاذها لتعزيز حقوق الشعوب الأصلية وضمان مستقبل أفضل لهم.

1. الدعم الرقمي ونشر الوعي

تُعد المنصات الرقمية في عصر المعلومات أدوات قوية لزيادة ونشر الوعي والتعبئة، من خلال النصائح التالية:

  • شارك وانشر: استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة المعلومات حول اليوم الدولي للشعوب الأصلية، وحقوق الشعوب الأصلية، وقصص نجاحهم واحتفالات الشعوب الأصلية المتنوعة، واستخدِم الهاشتاغات ذات الصلة للوصول إلى جمهور أوسع.
  • ادعم حملات الوعي: انضم إلى الحملات الرقمية التي تطلقها المنظمات الدولية أو منظمات الشعوب الأصلية نفسها فكل مشاركة أو إعادة تغريد تُحدث فرقاً،
  • انشر محتوى تعليمياً: ابحث عن مقالات، أو فيديوهات، أو وثائقيات تُسلط الضوء على ثقافة وتاريخ وتحديات السكان الأصليين وشاركها، فالتعليم هو الخطوة الأولى تجاه التغيير.

2. التبرعات المباشرة ودعم المبادرات المجتمعية

يُحدِث الدعم المالي المباشر فرقاً ملموساً على الأرض، من خلال النصائح التالية:

  • تبرَّع للمنظمات الموثوقة: ابحث عن المنظمات غير الربحية التي تُدار من قبل الشعوب الأصلية أو تعمل بوثوقية معهم، وتأكَّد من أنَّ تبرعاتك ستذهب لدعم مشروعات التعليم، أو الصحة، أو حماية الأراضي، أو برامج الحفاظ على اللغات.
  • ادعم أعمالهم الفنية ومنتجاتهم: تدعم عند شراء منتجات أو أعمال فنية مصنوعة من قبل السكان الأصليين مباشرة اقتصادهم المحلي وتحافظ على حرفهم التقليدية.

3. الضغط السياسي والمناصرة

يمكن أن تُحدث مشاركتك المدنية فرقاً في صنع السياسات:

  • المطالبة بإدماجهم في الإحصاءات الوطنية: شجع الحكومات على إدماج بيانات دقيقة حول إحصاء السكان الأصليين في التعدادات الوطنية والمسوحات لضمان تمثيلهم العادل وتلبية احتياجاتهم.
  • دعم التشريعات: ادعُ مشرعي القوانين لدعم التشريعات التي تُعزز وتُصادق على حقوق الشعوب الأصلية في أراضيهم، ولغاتهم، وثقافاتهم.
  • المشاركة في الفعاليات: احضر الندوات والمؤتمرات والفعاليات التي تُنظم بمناسبة اليوم الدولي للشعوب الأصلية، واستمع إلى أصواتهم مباشرة.

4. التعليم الذاتي والتعلم المستمر

تعد المعرفة قوة، وتبدأ من الفرد، من خلال النصيحتين التاليتين:

  • تعلَّم عن ثقافاتهم: خصِّص وقتاً للتعرف على ثقافات الشعوب الأصلية في منطقتك أو حول العالم، واقرأ كتباً، وشاهِد وثائقيات، واستمِع إلى قصصهم.
  • اعترِف بالأرض التقليدية: ابحث في كثير من الأماكن عن السكان الأصليين الذين كانوا يعيشون على الأرض التي تقطنها الآن، واعترِف بهم في المناسبات العامة أو الخاصة بوصفهم جزءاً من عملية الاحترام والتعلم.

تبني كل خطوة، مهما بدت صغيرة عالماً أكثر عدلاً وإنصافاً يحترم ويُقدر الشعوب الأصلية ومساهماتهم الفريدة.

يمكن المشاركة من خلال دعم حملات الوعي، ونشر محتوى تعليمي، والمطالبة بإدماج الشعوب الأصلية في الإحصاءات الوطنية.

دعم الشعوب الأصيلة

أسئلة شائعة

1. ما هو الفرق بين الشعوب الأصلية والأقليات العرقية؟

الشعوب الأصلية هم السكان الأصليون لمنطقة ما قبل الاستعمار أو إنشاء الدول، ويحافظون على ثقافتهم ولغتهم المخصصة ويرتبطون بأراضيهم.

تعد الأقليات العرقية مجموعات ذات ثقافة أو عرق مختلف عن الأغلبية في بلد معيَّن، وقد لا ترتبط بالضرورة بالوجود التاريخي ما قبل التأسيس.

2. هل تحتفي الدول العربية بهذا اليوم؟

تشارك بعض الدول والمؤسسات العربية في الاحتفال باليوم الدولي للشعوب الأصلية، خصيصاً تلك التي تضم جماعات تُعرف بالسكان الأصليين، ويتم ذلك غالباً من خلال الفعاليات والندوات لزيادة الوعي بقضاياهم.

3. ما هي الحقوق التي يطالب بها السكان الأصليون اليوم؟

يطالب السكان الأصليون بحقوق أساسية تشمل: تقرير المصير، وحقوق الأرض والموارد، والموافقة الحرة والمسبقة والمستنيرة على المشروعات التي تؤثر فيهم، والحفاظ على الثقافة واللغة والهوية، والحماية من التمييز والعنف.

4. كيف يُدرَجون في الإحصاءات الوطنية؟

يُدرَج السكان الأصليين في الإحصاءات الوطنية من خلال أسئلة محددة في التعدادات السكانية، وإجراء مسوح متخصصة، والاعتماد على التعريف الذاتي، وإشراكهم في عمليات جمع البيانات لضمان دقة إحصاء السكان الأصليين.

5. هل تشمل هذه الفئة العرب والأمازيغ وغيرهم؟

يُصنَّف الأمازيغ في شمال أفريقيا بوصفهم شعوباً أصلية لكونهم السكان الأصليين للمنطقة قبل وصول الحضارات اللاحقة، أما العرب، فلا يُصنفون كذلك في المناطق التي استقروا فيها بعد الفتوحات.

تشمل الفئة أيضاً مجموعات عالمية، مثل السكان الأصليين في الأمريكتين، والسامي في أوروبا، والأبورجينال في أستراليا.

ختاماً، يُعدُّ اليوم الدولي للشعوب الأصلية في 9 أغسطس أكثر من مجرد تاريخ في التقويم؛ بل وقفة عالمية لتقدير تراث حيٍّ يُشكل جزءاً لا يتجزأ من النسيج الإنساني، وإنَّ الاحتفاء بالسكان الأصليين هو اعتراف بمساهماتهم الثقافية والبيئية العميقة، وفرصة لتجديد الالتزام بدعم حقوق الشعوب الأصلية وضمان أن تُسمع أصواتهم.

يُذكِّرنا هذا اليوم رغم تحديات السكان الأصليين المستمرة، من التهميش إلى فقدان الأراضي بضرورة العمل الجماعي، فكل جهد، سواء كان نشر الوعي من خلال احتفالات الشعوب الأصلية المتنوعة، أم دعم المبادرات المحلية، أم المطالبة بإحصاء السكان الأصليين بدقة، يبني عالماً أكثر عدلاً وإنصافاً، ولنكن جميعاً جزءاً من هذا الجهد لضمان كرامة ورفاهية هذه الشعوب العظيمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى