Shiki (شيكي) مراجعة انمي – Misaha

إذا كنت من محبي أنمي الرعب الذي يتجاوز مجرد تخويف مفاجئ ويغوص في الرعب النفسي والمعضلات الأخلاقية والقلق الوجودي، فإن أنمي شيكي (2010) هو خيار لا بد منه. مستوحى من رواية الكاتبة فويومي أونو (مؤلفة The Twelve Kingdoms) ومن إنتاج استوديو داوم، يقدم شيكي – الذي يعني “شياطين الجثث” – قصة رعب بطيئة التطور وغنية بالأجواء، تستكشف موضوعات البقاء والأخلاق والخط الفاصل بين البشر والوحوش.
ملخص القصة

تدور أحداث القصة في قرية سوتوبا الخيالية المعزولة، الواقعة في أعماق الجبال. القرية صغيرة وتقليدية ومنفصلة عن المجتمع الحديث – مما يجعلها المكان المثالي لقصة رعب. يبدأ الأنمي بوفاة ميغومي شيميزو الغامضة، الفتاة الشابة التي تحلم بالهروب من القرية. تتبع وفاتها سلسلة من الوفيات غير المبررة، مما يدفع القرويين إلى الاعتقاد بوجود وباء.
لكن مع استمرار الوفيات وعودة الموتى كـ”شيكي” (كائنات تشبه مصاصي الدماء)، يصبح الواقع مرعبًا: القرية تتعرض لهجوم من قبل عائلة من مصاصي الدماء يقودها تاتسومي الغامض وسيدتهم الأرستقراطية سوناكو كيريشيكي. على البشر الباقين، بقيادة الطبيب توشيو أوزاكي والروائي الشاب ناتسونو يوكي، أن يقرروا ما إذا كانوا سيقاومون أم سيقبلون بمصيرهم.
ما يلي ذلك هو معركة وحشية ومعقدة أخلاقيًا، حيث لا يوجد طرف بريء تمامًا. يلجأ البشر إلى العنف المفرط، بينما يحاول الشيكي البقاء على قيد الحياة في عالم يرفضهم. القصة لا تقدم فقط صراعًا بين البشر والوحوش، بل تجبر المشاهدين على التساؤل: من الوحوش الحقيقية هنا؟
الشخصيات: مجموعة من الشخصيات المأساوية

إحدى أعظم نقاط قوة شيكي هي شخصياته العميقة والمتعددة الأوجه. على عكس قصص الرعب التقليدية التي تكون فيها الضحايا مجرد أرقام، يمنح شيكي كل شخصية تقريبًا خلفية ودوافع ووزنًا عاطفيًا.
أهم الشخصيات البشرية:
- الدكتور توشيو أوزاكي: طبيب القرية الذي يعتقد في البداية أن الوفيات ناتجة عن وباء. مع اكتشافه للحقيقة، يصبح قاسيًا في مهمته لإبادة الشيكي.
- ناتسونو يوكي: مراهن متشائم يكره حياة القرية. ذكاؤه وغريزة البقاء لديه تجعله لاعبًا رئيسيًا في المعركة ضد الشيكي.
- سايشن موروي: كاهن القرية وصديق مقرب للدكتور أوزاكي. طبيعته الفلسفية تجعله يشكك في أخلاقية قتل الشيكي.
أهم شخصيات الشيكي:
- سوناكو كيريشيكي: الزعيمة المأساوية للشيكي، التي تشبه الطفل. تكشف خلفيتها أنها ضحية للظروف، وتحولت إلى وحش رغمًا عنها.
- تاتسومي: الحامي القاسي لسوناكو. يستمتع باللعب بالبشر ويعد أحد أكثر الشخصيات شرًا في الأنمي.
- ميغومي شيميزو: فتاة بشرية سابقة كان هوسها بالهروب من القرية سببًا في تقبل وجودها الجديد كشيكي.
يبرع الأنمي في جعل كلا الجانبين вызывает التعاطف. البشر يرتكبون فظائع باسم البقاء، بينما الشيكي هم في الغالب ضحايا أنفسهم، يحاولون العيش دون إيذاء الآخرين.
الموضوعات الرئيسية في القصة

شيكي ليس مجرد أنمي رعب يعتمد على المفاجآت، بل هو قصة رعب فلسفية تدفع المشاهدين لمواجهة أسئلة مزعجة:
1. دائرة العنف
يظهر الأنمي كيف يحول الخوف واليأس البشر العاديين إلى وحوش. بحلول القوس الأخير، يلجأ البشر إلى أساليب وحشية (مثل دق أوتاد في قلوب الشيكي أو حرقهم أحياء)، مما يجعلهم بنفس درجة وحشية الكائنات التي يحاربونها.
2. طبيعة الإنسانية
هل الشيكي أشرار حقًا، أم أنهم يحاولون البقاء فقط؟ سوناكو، على سبيل المثال، لم تختر أن تصبح وحشًا. العديد من الشيكي يحتفظون بمشاعرهم البشرية، مما يجعل موتهم مأساويًا بدلاً من انتصاريًا.
3. العزلة والخوف
عزلة القرية تزيد من الرعب. دون مساعدة خارجية، ينتشر جنون العظمة بسرعة، مما يؤدي إلى عقلية القطيع والعنف الشديد.
4. الدين والموت
وجود الكاهن (سايشن) يضيف بعدًا دينيًا للتساؤلات. هل قتل الشيكي عمل صالح، أم أنه جريمة قتل؟
الرسوم والموسيقى: أجواء مرعبة
الأسلوب الفني والإخراج
تصميم شخصيات شيكي بزوايا حادة وميزات مبالغ فيها يخلق إحساسًا غريبًا ومقلقًا. عيون الشيكي المتوهجة وحركاتهم غير الطبيعية تعزز الرعب. استخدام الألوان – خاصة التباين بين دفء حياة القرية وبرودة مشاهد الموت – يزيد من الإحساس بالرعب في حالة ترقب.
مقالات اخرى لوس أنجلوس: مدينة الاحلام