Oliver! (1968): الفيلم الغنائي الذي يجمع بين المتعة والعبرة

“من فضلك يا سيدي، أريد المزيد.” مع هذه الجملة وحدها، وضع فيلم Oliver! (1968) نفسه في تاريخ السينما. أخرجه كارول ريد ومقتبس من المسرحية الغنائية لليونيل بارت (المستوحاة بدورها من رواية تشارلز ديكنز عام 1838 أوليفر تويست). الفيلم يوازن بين الواقعية القاسية والفخامة الموسيقية، حيث يحول الفقر والجريمة في العصر الفيكتوري إلى عرض غني بالأغاني والرقصات. وبعد أكثر من خمسة عقود، يظل علامة فارقة في عالم الأفلام الغنائية، إذ يجمع بين التصميم الفني، الرقصات، والأداء التمثيلي في عمل كبير القلب يجذب العائلات وعشاق السينما على حد سواء.
Oliver! (1968) ما قصة

في جوهره، يروي الفيلم قصة أوليفر تويست، اليتيم الذي يجرؤ على طلب المزيد من الطعام في دار الأيتام، فيُطرد باعتباره مشاغباً. وبعد فترة قصيرة كمتدرب عند حفّار قبور، يهرب إلى لندن حيث يتعرف على آرتفول دودجر، النشّال الكاريزمي الذي يقدمه إلى فاينجن، زعيم عصابة الأطفال اللصوص. وبينما يحاول أوليفر التمسك ببراءته وسط عالم لندن السفلي، يصطدم بشخصيات خطيرة مثل بيل سايكس، ويجد في الوقت نفسه الرحمة عند مستر براونلو الذي يمنحه الأمل في مستقبل مختلف. إنها قصة أخلاقية على طريقة ديكنز، أعيد تقديمها عبر أغانٍ ورقصات تنعش السرد لكنها لا تتجاهل المخاطر المحيطة.
الطاقم الرئيسي وفريق العمل

الإخراج: كارول ريد، المعروف بأعمال مثل الرجل الثالث، الذي جلب عيناً واقعية شبه وثائقية إلى إطار موسيقي ضخم.
السيناريو: فيرنون هاريس، عن كتاب وأغاني ليونيل بارت.
الموسيقى والأغاني: ليونيل بارت؛ التوزيع الموسيقي: جوني غرين.
أبطال الفيلم:
- مارك ليستر في دور أوليفر تويست.
- جاك وايلد في دور آرتفول دودجر.
- رون مودي في دور فاينجن.
- أوليفر ريد في دور بيل سايكس.
- شاني واليس في دور نانسي.
- هاري سيكومب في دور مستر بامبل.
خلف الكاميرا، أعطى أوزوالد موريس التصوير ألواناً غنية، بينما حافظ المونتير رالف كيمبلن على انسيابية المشاهد الموسيقية. أما مصمم الإنتاج جون بوكس فقد بنى عالماً فيكتوريّاً متكامل التفاصيل داخل الاستوديو.
مهماً؟ Oliver! لماذا لا يزال

1) قمة تحويل المسرح إلى السينما
الفيلم نجح في ترجمة عرض مسرحي ضخم إلى لغة بصرية واسعة. أغانٍ مثل “اعتبر نفسك” تنفتح على شوارع وأسقف لندن، بينما “طعام رائع” تعكس جوع الأطفال كرمز محوري.
2) التوازن بين الواقعية والمرح
لم يُقدَّم عالم ديكنز بشكل مفرط في المثالية؛ فالظلال، السجون، والعنف حاضرة، لكن الأغاني والرقصات تعطي الأمل دون إخفاء القسوة.
3) أداءات أيقونية
رون مودي جعل فاينجن شخصية مضحكة ومعقدة في آن واحد، بينما جاك وايلد كان مثالاً لدودجر الذكي، وشاني واليس جعلت من نانسي قلب الفيلم النابض، أما أوليفر ريد فأضفى تهديداً دائماً بشخصية سايكس.
أبرز الأغاني والمشاهد

- “طعام رائع” — تعبير جماعي عن الجوع والأمل.
- “اعتبر نفسك” — لوحة حركية ضخمة عن الانتماء.
- “يجب أن تسرق جيباً أو اثنين” — مشهد كوميدي تدريبي من فاينجن.
- “أين هو الحب؟” — مونولوج غنائي داخلي لأوليفر.
- “طالما أنه يحتاجني” — لحظة مأساوية عاطفية لنانسي.
- “سأفعل أي شيء” — وعد مرح بين الشخصيات.
حجم الإنتاج والتصميم
صُوِّر الفيلم في استوديوهات شبرتون حيث بُنيت شوارع وأسواق كاملة. الديكور والألوان والأصوات أعطت لندن الفيكتورية حياة واقعية.
الجوائز والإنجازات

حصل الفيلم على 11 ترشيحاً للأوسكار، وفاز بـ أفضل فيلم وأفضل مخرج، بالإضافة إلى جوائز تقنية. كما نالت أونا وايت جائزة أوسكار فخرية عن تصميم الرقصات. يُعتبر آخر فيلم موسيقي بتصنيف (G) يفوز بجائزة أفضل فيلم، وآخر فيلم موسيقي يفوز بها حتى فيلم شيكاغو.
أهمية الرقصات

استحقت أونا وايت جائزة خاصة لأنها حوّلت الحشود إلى رواة للحكاية. مشاهد مثل “اعتبر نفسك” مليئة بتفاصيل صغيرة تجعل لندن مدينة تنبض بالحياة.
مكانة الفيلم في التاريخ
يشكّل أوليفر! لحظة فارقة في تاريخ السينما الغنائية. جاء في نهاية العصر الذهبي للموسيقى السينمائية في هوليوود، قبل أن يتغير الذوق العام في السبعينيات.
المقارنة مع الرواية والمسرح
الفيلم اختصر بعض أحداث الرواية وحافظ على جوهرها. مقارنة بالعرض المسرحي، حذف بعض الأغاني وأعاد ترتيب أخرى لتناسب إيقاع السينما، لكنه احتفظ بروح ديكنز النقدية للمجتمع.
فيلم عائلي ورسائل للكبار
رغم أنه فيلم مناسب للعائلة، إلا أن فيه رسائل للكبار حول الاستغلال، الحب المعقد، والخيارات الأخلاقية الصعبة.
مقالات اخرى لماذا انهارت نوكيا؟ قصة صعود وسقوط عملاق التكنولوجيا