هجمات 11 سبتمبر: يوم الإرهاب العالمي

في صباح الثلاثاء 11 سبتمبر 2001 تفجّرت سلسلة من الهجمات الإرهابية المنسقة التي استهدفت قلب الولايات المتحدة بأربع طائرات مدنية مختطفة؛ ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وطائرة ثالثة صدمت مبنى البنتاغون قرب واشنطن، بينما تحطمت الطائرة الرابعة في حقل قرب شانسفيل بولاية بنسلفانيا بعد مقاومة من ركابها. أسفرت هذه الهجمات عن سقوط ما يقارب 2,977 ضحية بين ركاب الطائرات وأفراد المباني وعناصر الإنقاذ — رقماً اعتُبر حتى الآن من أكثر الهجمات دموية في التاريخ الحديث.
كيف جرت الأحداث في ذلك الصباح؟

في غضون ساعتين فقط بدأت صورة اليوم تأخذ شكلاً مأساوياً: في الساعة 08:46 صباحًا (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) اصطدمت طائرة الرحلة American Airlines Flight 11 ببرج الشمال لمركز التجارة العالمي؛ وبعدها بوقتٍ قصير — في الساعة 09:03 — اصطدمت طائرة United Airlines Flight 175 ببرج الجنوب. الكاميرات البثَّت المشهد مباشرة أمام العالم، وما لبثت أن انهارت الأبراج نتيجة الحريق والضرر البنيوي لاحقاً. في الساعة 09:37 اصطدمت طائرة American Airlines Flight 77 بجانب من مبنى البنتاغون، فيما تحطم United Airlines Flight 93 في الساعة 10:03 في حقل بولاية بنسلفانيا بعد محاولة ركاب الطائرة استعادة السيطرة، ما حال دون وصولها إلى هدفٍ مُحتمل في واشنطن. هذه الخلاصة الزمنية مبنية على سجلات التحقيقات الرسمية والشهادات الموثقة آنذاك.
من كان وراء الهجمات

تحمَّلت شبكة القاعدة، بقيادة أسامة بن لادن، مسؤولية التخطيط والتنفيذ. لاحقت الولايات المتحدة ودول أخرى قيادات وعناصر التنظيم بعد الهجمات، وأظهرت تحقيقات لاحقة وشهادات مُعتقلين وسجلات استخباراتية أن العملية كانت نتيجة تخطيط طويل، تدريب، وموارد لوجستية دولية. لجان رسمية — وعلى رأسها لجنة الـ9/11 المستقلة — جمعت الأدلة والوثائق وحللت القصور الاستخباراتي والعملياتي في أجهزة الأمن الأمريكية لتوضيح كيف تقدّم المخططون لتنفيذ هذه العمليات.
الخسائر والأثر الفوري

الضحية الرسمية النهائية تُقارب 2,977 شخصًا من الضحايا المدنيين والعمال وأفراد فرق الإنقاذ والشرطيين — عدا 19 منفّذاً ارتكبوا انتحارهم ضمن عملية الخطف. بالإضافة للقتلى كانت هناك أعداد كبيرة من المصابين المباشرين، وآلاف العاملين في عمليات الإغاثة الذين تعرّضوا لاحقاً لمشكلات صحية مزمنة نتيجة استنشاق الغبار والمواد السامة الناتجة عن انهيار الأبراج وحريقها. كذلك، تأثّرت اقتصاديات محلية ووطنية لمدّة طويلة، مع خسائر مباشرة في البنية التحتية والأسواق المالية.
التحقيقات الرسمية وتوصيات اللجنة

أُنشئت “لجنة وطنية حول هجمات 11 سبتمبر” (اللجنة المعروفة بتقرير 9/11) لتقديم رواية شاملة للأحداث وتحليل إخفاقات الاستخبارات والتنسيق بين الوكالات. التقرير الذي نُشر لاحقًا (التقرير النهائي للجنة) وثّق تسلسلات القرار، مكامن الفشل في تبادل المعلومات بين أجهزة الاستخبارات، وأوصى بإصلاحات واسعة النطاق في المخابرات، الأمن القومي، وإجراءات الطيران. تضمن التقرير أيضاً توصيات لتحسين الاستجابة للطوارئ، حماية البنية التحتية، وتعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب.
الرد الأمريكي وإجراءات أمنية داخلية
ردت الولايات المتحدة سريعًا بإعلان “حرب على الإرهاب” التي أدت إلى غزو أفغانستان في أكتوبر 2001 بهدف تدمير بنية القاعدة وتحييد طالبان التي كانت تمنح ملاذًا لأسامة بن لادن وتنظيمه. داخليًا، أُقرت تشريعات ومراسيم لتوسيع صلاحيات الأجهزة الأمنية، وأُنشئت قيمة استراتيجية جديدة للأمن الجوي والمطارات حول العالم (فحص حقائب، قواعد صعود الطائرة، تأسيس جهاز الأمن الداخلي الأمريكي “Homeland Security” لاحقًا). هذه الإجراءات أعادت رسم خارطة الحرية المدنية/الأمن في العديد من الدول، وأثارت نقاشات حول التوازن بين الحريات والأمن.
مقال اخر الباليه: رحلة في عالم أرقى الرياضات الفنية




