السفر والصحة

زلزال بوئين زهرا (1962) – Buin Zahra Earthquake: تحفة ربانية هزت إيران


في الساعة 22:50:41 بالتوقيت المحلي (1 سبتمبر 1962) اهتزت الأرض في منطقة بوئين زهرا جنوب محافظة قزوين — واقعة تقع على بعد نحو 60–80 كيلومترًا غرب طهران — نتيجة نشاط على أحد الفوالق المحلية (المذكور في الدراسات كـ “Ipak Fault” أو فالق إيبك). قُدِّرت شدة الاهتزاز بما بين 7.1 و7.2 على مقياس ريختر (أو Ms/Mw في بعض التقديرات)، وبُلغت عمقًا زلزاليًّا سطحيًّا نسبيًا (حوالي 10–20 كم) مما زاد من شدة تأثيره على السطح والبنى السكنية القريبة. بسبب قربه من القرى والبلدات الصغيرة وتجمعات المساكن الطينية وحيدة الطابق، كانت الخسائر البشرية والمادية كبيرة جدًا.

حجم الدمار والخسائر

التقارير التاريخية والمصادر الجيولوجية والإعلامية توثق أن الزلزال أودى بحياة ما لا يقل عن 12,000 شخص، مع أرقام تقارير محلية تصل إلى نسخ أعلى في تقديرات المصابين والمشردين. دُمرت عشرات إلى مئات القرى بالكامل — بعض المصادر تشير إلى 91 أو حتى 294 قرية متضررة حسب التعريفات المحلية والإحصاءات — فيما تُركت عشرات الآلاف بلا مأوى. أرقام الجرحى تتراوح أيضًا؛ سُجل نحو 2,700–2,800 جريحًا في بعض السجلات، بينما ذكرت تقارير حكومية لاحقة تقديرات مختلفة لعدد المشردين والأسر المتأثرة. تعتبر هذه الخسائر من بين الأعلى في تاريخ إيران الحديث حتى ذلك التاريخ.

لماذا كانت الخسائر بشرية ومادية

السبب المباشر لطبيعة الكارثة هو قوة الزلزال وعمقه السطحي، لكن هناك عوامل مركبة زادت من الهول:

  1. طبيعة البناء التقليدي: كانت معظم المباني القروية مصنوعة من الطوب اللبن (الطين) أو الأحجار غير المتمكنة من مقاومة القوى الجانبية للاهتزاز، وهذه المواد تنهار بسهولة عند هزات كبيرة.
  2. الساعة المتأخرة ليلاً: وقوع الزلزال في وقت متأخر من الليل أدى إلى كون الناس داخل بيوتهم نائمين، ما زاد عدد الضحايا لأن مخارج النجاة كانت محدودة.
  3. نقص البنية التحتية الطبية والإنقاذية: في عام 1962 كانت خدمات الطوارئ والتنسيق الإنقاذي في الريف الإيراني محدودة، ولم تكن هناك قدرة فورية لنقل المصابين للتلقي الطبي العاجل.
  4. طبيعة التضاريس والفوالق المحلية: حركية فالق إيبك أثارت تدميرًا مكانيًا مركزياً امتد على طول شريط من القرى، مما جعل الإغاثة أصعب.
    كل هذه العوامل تداخلت لتُحوِّل زلزالًا قويًا إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق.

الاستجابة المحلية والدولية

تقول سجلات الصحافة والصور الأرشيفية إن لقطات من مواقع التدمير انتشرت عبر وكالات الأنباء الغربية، ما دعا إلى موجة من التضامن الدولي. تم إرسال مساعدات إنسانية ومساعدات طبية إلى المناطق المتضررة، وشوهدت صور من LIFE وTIME تُظهر الفرق الطبية والناجين بين الأنقاض. في الداخل، واجهت الحكومة تحديات في التنسيق اللوجيستي ونشر قوات الإنقاذ، وأثارت بعض الانتقادات حول سرعة وفعالية الاستجابة الرسمية. بغض النظر عن الإخفاقات، كانت الكارثة مناسبة لتطوير مؤسسات وخبرات لاحقة في مجال إعادة الإعمار وإدارة الكوارث في إيران.

علاقة الحدث بالجيل والسياسة آنذاك

زلزال 1962 وقع في عهد حكم الشاه محمدرضا بهلوي، وفي وقت كانت فيه البنية الحكومية مركزية لكن قدرات الانقاذ الريفي محدودة. الكارثة أثارت نقاشات حول قدرة الدولة على حماية مواطنيها أثناء الكوارث، وبرزت كواحدة من أحداث ما قبل موجات التغيير الاجتماعي والسياسي التي شهدتها البلاد لاحقًا. كما أن التقارير عن سوء التنسيق أو البطء في الإغاثة استخدمت أحيانًا كسرد سياسي وانتقادي في تسليط الضوء على قصور مؤسسات الدولة في تقديم الخدمات.

“الفقراء: تحفة دوستويفسكي المتواضعة ومولد الواقعية الاجتماعية الروسية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى