فيضانات أوتار براديش 1934 — حادثة منسية في تاريخ الهند الطبيعية

تُعد فيضانات أوتار براديش عام 1934 من أبرز الكوارث الطبيعية التي شهدتها الهند خلال النصف الأول من القرن العشرين، إذ خلّفت وراءها دمارًا واسعًا وخسائر بشرية قُدرت بحوالي 3,000 قتيل، إلى جانب تدمير القرى والمحاصيل والبنى التحتية. هذه الكارثة كانت نتيجة مباشرة لعوامل مناخية وجغرافية معقدة، وتزامنت مع أحداث زلزالية في المنطقة جعلت تأثيرها مضاعفًا.
الخلفية المناخية والجغرافية

تقع أوتار براديش في شمال الهند، وهي جزء من سهل الغانج الواسع الذي يمتد من جبال الهيمالايا حتى خليج البنغال. هذا السهل يضم العديد من الأنهار الكبرى مثل الغانج، والجمنا، والجوكرهارا، وهي أنهار تغذيها الأمطار الموسمية القادمة من المرتفعات النيبالية.
في سنوات معينة، عندما تزداد كثافة الأمطار الموسمية بشكل استثنائي، لا تستطيع هذه الأنهار استيعاب كميات المياه الهائلة المتدفقة من المنابع، مما يؤدي إلى فيضانات كارثية. وكان عام 1934 من بين تلك السنوات التي شهدت أمطارًا فوق المعدل الطبيعي مصحوبة بعوامل أرضية زادت من سوء الوضع.
ما الذي حدث عام 1934؟

شهدت الهند في عام 1934 سلسلة من الظواهر المناخية والجيوفيزيائية المتطرفة، من بينها زلزال مدمر ضرب نيبال وولاية بيهار المجاورة، ما أدى إلى تدمير آلاف المنازل والمنشآت. وعندما حل موسم الأمطار بعد أشهر قليلة، كانت التربة والبنى التحتية في حالة هشاشة شديدة، ما جعل المنطقة عرضة لانزلاقات أرضية وانهيارات.
مع بدء الأمطار الغزيرة، امتلأت الأنهار بسرعة وتجاوزت ضفافها، لتغمر القرى والحقول في مناطق شاسعة من أوتار براديش. جرفت السيول كل ما في طريقها، من منازل مبنية بالطين إلى جسور صغيرة وسكك حديدية، ولم يتمكن الناس من الفرار إلا في حالات محدودة.
الخسائر البشرية والمادية
تُقدّر حصيلة ضحايا فيضانات أوتار براديش عام 1934 بنحو 3,000 شخص، لكن العدد الفعلي قد يكون أعلى نظرًا لضعف آليات التوثيق آنذاك. إلى جانب الأرواح التي أُزهقت، شهدت المنطقة خسائر مادية جسيمة، إذ دمرت المياه آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية التي كانت مصدر رزق السكان.
تضررت المحاصيل الأساسية كالقمح والأرز والبقوليات، وانقطعت طرق النقل والتجارة، مما تسبب في أزمة غذائية وموجة من الأمراض الناتجة عن المياه الملوثة. كما فقد كثير من الأهالي ماشيتهم ومساكنهم، ما أدى إلى تشريد أعداد ضخمة من السكان الذين اضطروا إلى اللجوء لمناطق مرتفعة.
إعصار أندرو 1992 (Hurricane Andrew 1992) —اقرا ايضا عاصفة المدمرة