Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياحة و سفر

في رحاب مسجد التنعيم: شعور بالسكينة والاطمئنان


بامتداده على مساحة واسعة تصل إلى 84 ألف متر مربع، وتصميمه الذي يمزج بين الزخارف الإسلامية القديمة والطراز المعماري الحديث، فيُعدُّ مسجد التنعيم محطةً تاريخيةً ودينيةً تجذب آلاف الحجاج والمعتمرين.

موقع وتصميم مسجد التنعيم:

مسجد التنعيم، المعروف أيضاً باسم مسجد “السيدة عائشة “، يعد واحداً من المساجد الهامة في مكة المكرمة، يقع المسجد في الجزء الغربي من المدينة، على بُعد حوالي “7 كيلومترات” من الحرم المكي الشريف، يُعدُّ هذا الموقع خاصاً لأنَّه الموضع الذي أحرمت منه أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر بالعمرة خلال حجة الوداع في السنة 9 للهجرة.

بُني المسجد في عهد الخليفة “المتوكل” في عام 240 هـ على مساحة تبلغ “6 آلاف متر مربع”، وعلى الرغم من أنَّه تعرض للتدمير في وقت لاحق، لكن أُعيد بناءه وتوسيعه في عهد خادم الحرمين الشريفين “الملك فهد بن عبد العزيز” بحيث أصبحت مساحته الإجمالية تبلغ “84 ألف متر مربع” تشمل المرافق التابعة له، وبتكلفة تُقدَّر بحوالي 100 مليون ريال، وخُصِّصَت مساحة داخلية تبلغ “6,000 متر مربع”، ليستوعب المسجد حوالي “15,000 مصلياً”.

تميز مسجد التنعيم بتصميمه المتقن والبسيط الذي يجمع بين الأصالة والتاريخ، فقد بُنيَ باستخدام أحدث الطرز المعمارية مع الاهتمام بالزخارف الأثرية القديمة، ويتميز بأبوابه ونوافذه المرتفعة التي تُعد علامة مميزة للمسجد وتجذب قاصديه، وقد بُني عند الموقع الذي أُعلِنَ فيه أنَّ السيدة عائشة رضي الله عنها أحرمت منه بعد حجة الوداع، تحيط حدود المسجد بحدود الحرم الستة، فتنتهي حدوده في الشمال الغربي عند “التنعيم”، وفي الشمال عند “الجعرانة” على بعد 13 ميلاً، وفي الشرق بالقرب من عرفات على بعد 12 ميلاً، وفي الغرب بالقرب من ” الحديبية”.

يعد المسجد مكاناً للعبادة والتأمل للمصلين، وكذلك موقعاً للتعريف بالأمور الدينية وتوجيه المعتمرين والزوار إلى شعائر العمرة، تُعد الأكشاك الموجودة في الموقع مكاناً لتوزيع الكتيبات الدعوية والإرشادية بعدة لغات، لنشر الوعي والإرشاد الشرعي بين الزوار والمعتمرين.

سبب تسمية مسجد التنعيم بهذا الاسم:

سُمِّي مسجد التنعيم بهذا الاسم نسبةً إلى موقعه الجغرافي، فيُشرف المسجد في الجنوب الغربي على جبل يعرف باسم “نعيم”، بينما يقابله في الشمال الشرقي جبل يُعرف بـ “ناعم”، ويعود اسم الجبلين إلى القديم، ولم يعودا معروفين بشكل شائع في الوقت الحالي ولا يتم تداولهما، ومن هنا جاءت تسمية المسجد بـ “التنعيم” تأكيداً على موقعه الجغرافي بالقرب من هذين الجبلين.

قصة مسجد التنعيم:

ترتبط قصة مسجد التنعيم بزيارة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر إلى مكة المكرمة لأداء العمرة بعد حجة الوداع، وفقاً للروايات التاريخية، بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر إلى مكة المكرمة بعد حجته الأخيرة لأداء العمرة، وكانت عائشة مريضة، لذا لم تستطع أن تؤدي العمرة عند وصولها إلى مكة.

فبعد أن أكملت عائشة حجها مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أُرسلت بعد ذلك إلى مكان يُعرف بـ “التنعيم”، وهو المكان الذي أحرمت منه لأداء العمرة، وفي هذا المكان، قامت عائشة بأداء العمرة بإرشاد من النبي صلى الله عليه وسلم، وهكذا أُطلق على هذا المكان اسم “التنعيم”.

يرتبط مسجد التنعيم بعدة أحداث تاريخية هامة، أولاً، يُذكر أنَّ المكان ارتبط بمقتل خبيب بن عدي، أحد المسلمين الستة الذين أرسلهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الثالثة من الهجرة إلى قوم هذيل لتعليمهم الإسلام وقراءة القرآن، وكانت واقعة مقتله بعد معركة أحد، إذ خرجت قريش بخبيب بعد أسره وأمر أحد قومه بقتله، فقُتِل بوحشية.

في ليلة الإسراء والمعراج في شهر رجب من سنة أربع وستين للهجرة، خرج عبد الله بن الزبير مع أهل مكة إلى التنعيم، وأحرموا بقصد العمرة بعد أن أتم بناء الكعبة المشرفة.

الإحرام من مسجد التنعيم:

الإحرام من مسجد التنعيم هو أحد الطقوس الدينية الهامة في الحج والعمرة لدى المسلمين، يُعد مسجد التنعيم موقعاً مقدساً يقع في الجزء الغربي من مكة المكرمة، على بُعد حوالي 7 كيلومترات من الحرم المكي الشريف، يقوم الحجاج والمعتمرون بزيارة مسجد التنعيم قبل دخول مكة المكرمة لأداء العمرة أو الحج، في هذا الموقع، يُعلن الحجاج نية الإحرام والتزامهم بالطقوس والأنظمة المحددة للحج أو العمرة.

يُعتَمَد إحرام الحجاج والمعتمرين في مسجد التنعيم من خلال أداء نية الإحرام وتلبية شروطها، مثل ارتداء ثوب الإحرام وتحديد النية الصافية لأداء العمرة أو الحج، يتم ذلك عادةً بقراءة الدعاء وتحديد النية في قلب كل فرد، مع التأكيد على الاستعداد الروحي والنية الصادقة لأداء الطقوس الدينية، بعد الإحرام من مسجد التنعيم، يتوجه الحجاج والمعتمرون إلى الحرم المكي الشريف لأداء العمرة أو الحج.

هل التنعيم هو مسجد عائشة؟

نعم، مسجد التنعيم هو المسجد الذي يُعرف أيضاً باسم “مسجد عائشة”، وذلك نسبةً إلى الحدث التاريخي الذي ارتبط به، فأحرمت منه أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر بالعمرة بعد حجة الوداع، ويُستخدم كلا الاسمين “مسجد التنعيم” و”مسجد عائشة” للإشارة إلى نفس المسجد الواقع في مكة المكرمة، كما سمي كذلك بمسجد العمرة لكثرة الإحرام بالعمرة منه من أهل مكة ومن نزل بها من قاصديه. 

هل مسجد التنعيم داخل حدود الحرم؟

هل مسجد التنعيم داخل حدود الحرم؟

نعم، مسجد التنعيم يقع داخل حدود الحرم المكي الشريف، وتتبعه الأطراف العليا للحرم، يشرف المسجد في الجهة الغربية من مكة المكرمة، وعلى بُعد حوالي 7 كيلومترات من الحرم المكي الشريف، ويُعد مسجد التنعيم مكاناً مقدساً وهاماً للحجاج والمعتمرين، فيستخدَم بوصفه موقعاً للإحرام والتوجه إلى الحرم لأداء العمرة أو الحج.

المسافة بين مسجد التنعيم والحرم:

تتراوح المسافة بين مسجد التنعيم والحرم المكي الشريف حوالي 7 كيلومترات، فيقع مسجد التنعيم في الجهة الغربية من مكة المكرمة، ومن ثم فإنَّ المسافة بينه وبين الحرم تُقدَّر بحوالي 7 كيلومترات تقريباً.

لماذا اعتمرت عائشة من التنعيم؟

السيدة عائشة، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قد اعتمرت من مسجد التنعيم بعد حجة الوداع، وكان ذلك بناءً على توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم، وفي صحيح مسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: “خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعاً، قالت: فقدمت مكة وأنا حائض ولم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة، فقالت: ففعلت، فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التنعيم فاعتمرت فقال: هذا مكان عمرتك”.

هل مسجد التنعيم يعد ميقاتاً؟

مسجد التنعيم ليس ميقاتاً بالمعنى التقليدي للميقات، ولكنَّه يُعد مكاناً مخصصاً للإحرام لأهل مكة والمقيمين فيها عندما يرغبون في أداء العمرة، الميقات هو المكان الذي يُحرم منه المسلمون القادمون من خارج مكة لأداء الحج أو العمرة، وتوجد عدة مواقيت محددة لكل جهة، مثل ذو الحليفة (أبيار علي) لأهل المدينة، وقرن المنازل (السيل الكبير) لأهل نجد.

أما مسجد التنعيم، فهو ميقات لأهل مكة والمقيمين فيها عندما يريدون أداء العمرة، فيخرجون إليه ليحرموا منه ثم يعودون إلى الحرم المكي لأداء مناسك العمرة، وقد أحرمت السيدة عائشة رضي الله عنها منه بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد حجها، لذلك يُعد مسجد التنعيم أقرب الحل (الحدود الخارجية للحرم) لأهل مكة للإحرام منه.

في الختام:

مسجد التنعيم، أو مسجد السيدة عائشة، من أبرز المعالم الدينية في مكة المكرمة، هذا المسجد يحمل بين جدرانه عبق التاريخ الإسلامي، فقد شهد حدثاً هاماً في حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، بعد حجة الوداع، وعلى مر العصور، استمر المسجد في خدمة المسلمين، فيُعد نقطة إحرام رئيسة لأهل مكة والمقيمين فيها عند رغبتهم في أداء العمرة، ويجعله موقعه المميز وتصميمه المعماري الذي يمزج بين الأصالة والحداثة، مقصداً روحياً وتجربة دينية مميزة للحجاج والمعتمرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى