سنتعرَّف في مقالنا اليوم إلى هذا المعلم الفرنسي المميَّز، والذي يشكِّل نقطة استقطاب سياحية لزوَّار باريس عاصمة النور، فتابع معنا.
معلومات عن برج إيفل
سنتعرَّف إلى بعض المعلومات عن برج إيفل وسنبدأ بـ:
- العمر: 135 عاماً (حتى عام 2024).
- تاريخ بدء الأعمال الإنشائية: 26 يناير 1887.
- تاريخ نهاية الأعمال الإنشائية: 31 مارس 1889.
- مدة الإنشاء: 1887-1889 (عامين وشهرين وثلاثة أيام).
- تاريخ الافتتاح: 6 مايو 1889.
- الوزن الكلي: 10,100 طن.
- عدد الدرجات: 1,665.
- الارتفاع: 324 متراً (1063 قدماً).
- عدد الزوَّار في أوَّل عام (1889): ما يقارب 2 مليون.
- عدد الزوار السنوي في عام (2005): 6 مليون.
- عدد الزوار طوال 116 عاماً (1889-2005): ما يتعدَّى 215 مليون.
من بنى برج إيفل؟
بُنِيَ برج إيفل إحياءً للذكرى المئة للثورة الفرنسية، والتي شكَّلَت تاريخ فرنسا الحديث، فطُرِحَت مسابقة لاختيار عدَّة مشاريع لتخليد الذكرى، وأعلن الوزير “إدوار سيمون” – الملقب “لوكروا” – عن إجراء مسابقة لإنشاء برج لا يقلُّ ارتفاعه عن 330 متراً، وقُدِّمَ للمنافسة 700 مشروعاً، فاز منها مشروع “غوستاف إيفل”.
بناء البرج
باشر المهندس “إيفل” عام 1884 بعد فوزه بالمشروع، وبمساعدة مهندسين شابين هما “إميل نوغلر” و”موريس كوشلان” إضافة إلى المعماري “ستيفن سوفيستر” – وهو من تلامذة المهندس والمخطِّط المعماري “هنري لابروست” – بإجراء الدراسات والتصميمات التنفيذية لبرج إيفل، وحصل “إيفل” على براءة اختراع عن عمله يوم 18 سبتمبر/ أيلول 1884 بارتفاع يتجاوز 300 متر، واحتاج بناء البرج إلى سنتين وشهرين و5 أيام، فبُدِأَ ببنائه في 28 يناير/كانون الثاني 1887 وانتهت عمليات البناء في 31 مارس/آذار 1889، وحصل “إيفل” إثر إنجازه هذا على وسام “جوقة الشرف الفرنسي”.
موقع برج إيفل، وطوله، ووزنه
يوجد برج إيفل في فرنسا بالعاصمة باريس في الشمال الغربي من حديقة “شامب دي مارس”، ويقع بالقرب من نهر السين، وسُمِّيَ برج إيفل عند افتتاحه ببرج الـ 300، ووصل طول البرج إلى 324 متراً، ويزن إجمالاً 10 آلاف طن، وتشكِّل 18,038 قطعة حديد، و 2.5 مليون مسمار هيكل البرج، ويرتكز على أربعة أعمدة تُشكل فيما بينها قاعدة أبعادها 125×125 أي بمساحة 15,625 متراً مربعاً.
عدد طوابق برج إيفل
يتكوَّن برج إيفل من 3 طوابق، وإليكم وصفاً بسيطاً لكلٍّ منها:
الطابق الأوَّل
يرتفع الطابق الأول 57 متراً عن سطح الأرض، وتُقدَّر مساحته بـ 4200 متراً مربعاً، ويستطيع حمل 3000 شخصاً في وقت واحد، ويتَّخذ شكل مقصورة دائرية تحيط بالطابق، والتي تسمح برؤية باريس بمجال 360°، كما تحتوي المقصورة على عدة جداول توجيه وتليسكوبات؛ لمراقبة مشاهدة من باريس بدقَّة أكبر، وكُتِبت على الوجه الخارجي للطابق الأول بحروف من ذهب أسماء 72 شخصية علمية فرنسية عاشت ما بين القرنين 18 و19.
الطابق الثاني
يرتفع الطابق الثاني من برج إيفل 115 متراً عن سطح الأرض، وتُقدَّر مساحته بـ 1650 متراً مربعاً، ويمكنه حمل 1600 شخص في آن واحد.
الطابق الثالث
يرتفع 275 متراً عن مستوى الأرض، بمساحة تُقدَّر بـ 350 متراً مربعاً، يستطيع تحمُّل وجود 400 شخص في نفس الوقت.
الهدف من بناء برج إيفل
كان الهدف الأساسي من بناء برج إيفل إحياء الذكرى المئة للثورة الفرنسية، وتحوَّل إلى رمز لمدينة باريس، وأصبح شعاراً خالداً لها يُظهر عظمة وقدرات الهندسة والتقنية الفرنسية، وذلك رغم المعارضة الشديدة التي تعرَّض لها بناء البرج، وعُرِض البرج بمناسبة “المعرض العالمي” سنة 1889 لينبهر به الجمهور، ويستقطب فيما بعد الزوَّار الذين وصل عددهم إلى 236 مليون زائراً منذ افتتاحه.
صور برج إيفل
نستعرض فيما يأتي صوراً أخَّاذة لهذا المعلم التاريخي:
مميزات برج إيفل
يمتاز برج إيفل بمجموعة من المزايا التي تجعله من أفضل الوجهات التي لا بدَّ لكلِّ من يزور فرنسا أن يزورها، ومنها:
- العلو: 330 متراً.
- العلو الأصلي من دون هوائي: 312 متراً.
- العرض الكامل في الأرض: 125 متراً.
- عرض القدم الواحدة: 25 متراً.
- الطابق الأول: 57 متراً، ومساحته 4415 متراً مربعاً.
- الطابق الثاني: 115 متراً، ومساحته 1430 متراً مربعاً.
- الطابق الثالث: 276 متراً، ومساحته 250 متراً مربعاً.
يُطلَى البرج كل 7 سنوات، وتقدَّر المساحة الإجمالية التي تُطلى بـ 250 ألف متر مربع، ويحتاج 60 طناً من الطلاء، وتستغرق أعمال الطلاء مدة لا تقلُّ عن سنة ونصف.
مطعم برج إيفل
يوجد مطعم “Altitude 95” بالطابق الأوَّل من برج إيفل، ويمتدُّ المطعم على مستويين، ويوفِّر منظراً بانورامياً جميلاً لباريس، ومن الناحية الأخرى يوفِّر منظراً لداخل البرج، ويُفترَض على من يود زيارة برج إيفل أن يزور الطوابق العليا منه قبل تناول الطعام أو المشروبات، وتنتهي الزيارة عند الطابق الأول، وتحتوي قائمة المطعم على الأطباق الرئيسة من اللحوم بكافَّة أنواعها، إضافة إلى وجبات خفيفة، وهي سلطات مع إضافة أنواع مختلفة من اللحوم.
برج إيفل من الداخل
قد تظن للوهلة الأولى التي تُلقي فيها نظرة بعيدة على برج إيفل أنَّك أمام هيكل معدني من الحديد ليس إلا، ولكن بمجرد الوصول إليه فإنَّك ستتفاجأ بأنَّك أمام خليَّة نحل لا تهدأ، وبأنَّك أمام مجموعة متنوِّعة من النشاطات، ويمكنك الصعود عبر السلالم؛ لمشاهدة المعالم الرئيسة للمدينة باستخدام التلسكوبات المثبَّتة على شرفات الطوابق الثلاث التي يتكوَّن منها البرج، كما يمكنك شراء تذاكر خاصَّة للصعود إلى الطابق الذي يليه إمَّا باستخدام المصعد أو السلالم.
الطابق الأوَّل من البرج
يحتوي الطابق الأوَّل من برج إيفل على معارض ثقافية، ومكان خاص للسينما، وتوجد منطقة للعب الأطفال مع أرضية شفَّافة تتيح لك رؤية ما يحدث في الأسفل على الممشى، كما يضمُّ هذا الطابق مطعم “Altitude 95” الشهير، ويزور السيَّاح هذا الطابق باستخدام المصعد؛ ليحصلوا على منظر مختلف لمدينة باريس، ولرؤية المعارض التي يحتويها.
الطابق الثاني من البرج
يتميَّز الطابق الثاني من برج إيفل بمنصَّة مكشوفة ومطلَّة على مدينة باريس، ويستطيع الزوَّار الوصول إلى الطابق الثاني من البرج باستخدام الدرج أو المصاعد، وعادة يزدحم هذا الطابق ازدحاماً شديداً، كما أنَّه يضمُّ مطعم “Le Jules Verne” وله مصعد خاص به.
قمَّة البرج
ستسمح لك هذه القمَّة عند بلوغها بمشاهدة إطلالة رائعة بانورامية على باريس، ويمكن الوصول إليها عن طريق المصعد.
هل يُعدُّ برج إيفل من عجائب الدنيا السبع؟
يمكن أن نعدَّ برج إيفل من عجائب الدنيا السبع، ففي وقت بنائه نُظِرَ إليه بوصفه أعجوبة معمارية فريدة من نوعها في ذلك الوقت، على الرغم من تشاؤم بعض الأشخاص من رؤيته، ووصفهم إيَّاه بالخطأ الذي يجب التراجع عنه، إلا أنَّ الأيام أثبتت خلاف ذلك، فجذبت هذه التحفة المعمارية إليها السيَّاح والزوَّار من كل مكان حول العالم، وما يزال حتى وقتنا هذا صرحاً شاهداً على قدرة الإنسان على تخطي المستحيل، وأُضيف إلى لائحة التراث العالمي بصفته أبرز المعالم التراثية في العالم.
ماذا يوجد تحت برج إيفل؟
يوجد تحت البرج ملجأ عسكري قديم، ويقع تحت العمود الجنوبي للبرج، كما يُعتقَد أنَّ هذا المخبأ كان جزءاً من نظام الدفاع العسكري الذي أنشأه الجيش الفرنسي في القرن التاسع عشر؛ لحماية باريس، ويمكن زيارة المخبأ بصفته جزءاً من برنامج الجولات السياحية المنظَّمة، والتي يمكن حجزها مسبقاً، كما حُوِّل جزء من هذا الملجأ إلى متحف تاريخي يعرض صوراً أرشيفية، ومعلومات وثائقية عن برج إيفل ومراحل بنائه الأولى.
في الختام
تعرَّفنا في مقالنا هذا إلى برج إيفل أشهر المعالم العالمية عبر التاريخ، والذي يخلِّد الذكرى المئة للثورة الفرنسية؛ ليكون شاهداً على مدى قوَّة الإنسان، وقدرته على تخطي المستحيل، ومخلِّداً لذكرى بانيه “غوستاف إيفل”، وليتحوَّل لاحقاً إلى نقطة جذب سياحية تزيِّن “مدينة النور” باريس، وتحوِّله إلى رمز من رموزها الساحرة.
