سياحة و سفر

اليوم العالمي للسرطان: تعزيز التوعية ودعم المرضى


ما هو اليوم العالمي للسرطان؟

اليوم العالمي للسرطان هو فعالية عالمية تنظَّم سنوياً منذ عام 2000، بمبادرة من الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان (UICC). يسلِّط هذا اليوم الضوء على مرض السرطان باعتباره قضية صحية عالمية تتطلب تعاوناً وجهوداً مكثفة للحد من تأثيراته، فيُركَّز خلاله على أهمية التوعية بالمرض، وتعزيز سبل الوقاية من خلال تبنِّي أنماط حياة صحية، وتحفيز الناس على إجراء الفحوصات المبكرة للكشف عنه في مراحله الأولى.

يشجِّع هذا اليوم الحكومات وصنَّاع القرار على وضع خطط واستراتيجيات فعَّالة لتحسين نظم الرعاية الصحية وتوفير الدعم اللازم للمرضى، مما يُقلِّل العبء العالمي للسرطان.

نبذة عن تاريخ اليوم العالمي للسرطان

تزامنَ تأسيس اليوم العالمي لمرضى السرطان مع القمة العالمية لمكافحة السرطان التي عُقدت في باريس عام 2000، ثمَّ أُعلِنَ عن ميثاق باريس لمكافحة السرطان. هذا الميثاق كان بمنزلة دعوة دولية لتعزيز الجهود في مواجهة هذا المرض، مشدداً على أهمية التعاون الدولي لتحسين الوقاية، والعلاج، ودعم المرضى.

أصبح اليوم العالمي للسرطان منذ ذلك الوقت مناسبة سنوية توحِّد الجهود العالمية لزيادة الوعي حول المرض، وتسلِّط الضوء على قضايا الوقاية والعلاج، وتشجِّع الأفراد والمؤسسات والحكومات على اتخاذ خطوات فعَّالة للحد من انتشار المرض وآثاره.

أهداف اليوم العالمي للسرطان

  1. تعزيز التوعية حول أهمية الكشف المبكر والوقاية.
  2. دعم المرضى والناجين نفسياً واجتماعياً.
  3. تشجيع البحث العلمي لتطوير العلاجات المتقدمة.
  4. تحفيز الحكومات والمؤسسات على تبنِّي استراتيجيات فعالة لمكافحة المرض.

أهمية التوعية حول مرض السرطان

تعتبر التوعية حول مرض الرسطان مهمة جدا وذلك للأسباب التالية:

1. تأثير التوعية في الوقاية والكشف المبكِّر

تعدُّ التوعية أداة فعالة وأساسية في الحد من انتشار مرض السرطان، فهي تثقِّف الأفراد حول عوامل الخطر الرئيسة المرتبطة بالإصابة، مثل التدخين الذي يُعد من أبرز مسببات المرض، والعادات الغذائية غير الصحية التي تؤثر في سلامة الجسم، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني التي تزيد من احتمالات التعرض للمخاطر الصحية.

من خلال حملات التوعية، تُنشَر المعرفة بأهمية اتباع نمط حياة صحي، ممَّا يقلل من معدَّلات الإصابة، ويُسلَّط الضوء على أهمية الكشف المبكر، الذي يؤدي دوراً حاسماً في اكتشاف المرض في مراحله الأولى، وبالتالي زيادة فرص العلاج والشفاء.

2. دور المجتمعات في دعم مرضى السرطان

تؤدي المجتمعات دوراً محورياً في مساندة مرضى السرطان، فهي تحسِّن حياتهم من خلال توفير الدعم النفسي والاجتماعي اللازم. يظهر هذا الدور جلياً عبر الحملات التطوعية التي تجمع الأفراد لمساندة المرضى، سواء من خلال تقديم الرعاية المباشرة أم رفع معنوياتهم.

تعزز المبادرات التوعوية فهم المجتمع لاحتياجات المرضى، ممَّا يخفِّف الضغط النفسي عليهم. وتُنظَّم الفعاليات المجتمعية التي تركِّز على قضايا المرضى، مثل جمع التبرعات لتغطية تكاليف العلاج أو التوعية بضرورة الفحوصات المبكرة، ممَّا يخلق بيئة داعمة تحفز المرضى على مواجهة التحديات بشجاعة.

أرقام وإحصائيات عن السرطان في الخليج العربي

تُظهر الإحصائيات المتعلقة بالسرطان في دول الخليج العربي تبايناً في معدلات الإصابة والأنواع الأكثر شيوعاً بين هذه الدول، وفيما يأتي نظرة عامة على بعض الإحصائيات البارزة:

السرطان في دول الخليج: أرقام وحقائق

  • تسجِّل دول الخليج العربي معدلات متزايدة للإصابة بالسرطان، وتُسجِّل المملكة العربية السعودية أكثر من 15,000 حالة جديدة سنوياً، منها 11,645 حالة بين السعوديين و3,356 حالة بين غير السعوديين، فمن هذه الحالات3% من الذكور و54.7% من الإناث.
  • تُسجَّل في الإمارات قرابة 4,500 حالة سنوياً، وتهدف الدولة إلى خفض وفيات السرطان إلى2 حالة لكل 100,000 نسمة.
  • يعدُّ سرطان الثدي الأكثر شيوعاً في قطر، فيشكِّل66% من حالات السرطان، يليه سرطان القولون والمستقيم بنسبة 12%.
  • يُعدُّ سرطان القولون والمستقيم الأكثر انتشاراً بين الرجال في الكويت.
  • تشكل سرطانات الطفولة 4% من مجموع الحالات في البحرين، بينما في عمان تمثِّل سرطانات الطفولة5% من الحالات.
  • تتصدر سرطانات الرئة والبروستاتا في الذكور، وسرطان الثدي والغدة الدرقية في الإناث.

تؤكد هذه الإحصائيات أهمية تعزيز برامج الوقاية والفحص المبكر للسرطان وتطوير استراتيجيات علاجية فعَّالة لمواجهة هذا التحدي الصحي المتزايد في المنطقة.

الجهود الصحية في الخليج لمكافحة السرطان

تولي الحكومات الخليجية اهتماماً متزايداً بمكافحة السرطان من خلال تعزيز برامج الكشف المبكر التي تُعدُّ أحد أهم الأدوات لزيادة فرص الشفاء وتقليل الوفيات. تُطوَّر المراكز الطبية المتخصصة بأحدث التقنيات العلاجية لتلبية احتياجات المرضى وتقديم خدمات شاملة، بما في ذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحي.

بالإضافة إلى ذلك، تُنظَّم حملات توعوية موسعة تنشر الوعي بين المواطنين والمقيمين حول أهمية الفحص الدوري واتباع أنماط حياة صحية، مثل الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة.

تقلل هذه الحملات انتشار عوامل الخطر المرتبطة بالسرطان، مثل التدخين والسمنة، ممَّا يعزز الوقاية ويخفف العبء الصحي على المجتمعات.

كيفية المشاركة في اليوم العالمي للسرطان

يمكنك المشاركة في اليوم العالمي لمكافحة مرض السرطان، الذي يُعقد في 4 فبراير من كل عام بعدة طرائق تزيد الوعي وتدعم الجهود العالمية لمكافحة المرض، وفيما يأتي أبرز الطرائق:

1. دعم الحملات التوعوية

يؤدي الأفراد دوراً هاماً في نشر الوعي حول مرض السرطان من خلال استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات دقيقة وموثوقة عن المرض، وعوامل خطورته، وطرائق الوقاية منه.

تسهم هذه المشاركات في وصول التوعية إلى فئات واسعة بطريقة سهلة وسريعة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفراد تعزيز جهودهم بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات الصحية التي توفر معلومات شاملة ومحدثة عن السرطان.

يتعلم المشاركون في هذه الفعاليات أساليب الوقاية وأهمية الكشف المبكر، ممَّا يمكِّنهم من مشاركة هذه المعرفة مع الآخرين ودعم الجهود المجتمعية لمكافحة المرض.

2. التبرعات والأعمال التطوعية

من أهم أفكار عن اليوم العالمي للسرطان هو التبرع للمؤسسات الخيرية التي تهتم بعلاج مرضى السرطان أحد أبرز صور الدعم. توفِّر هذه التبرعات الأدوية، وتغطِّي تكاليف العلاج، وتموِّل الأبحاث التي تطوِّر أساليب علاجية جديدة.

يُعدُّ العمل التطوعي في المراكز الصحية خطوة إنسانية تعزز من شعور المرضى بالدعم والاهتمام، ويمكن للمتطوعين تقديم المساعدة العملية، مثل تنظيم النشاطات للمرضى أو تقديم الدعم النفسي أو حتى المساعدة على الأعمال الإدارية، ممَّا يخفف العبء على الطواقم الطبية ويخلق بيئة إيجابية تعزز من معنويات المرضى وتدعم رحلة علاجهم.

3. تبنِّي أسلوب حياة صحي للوقاية من السرطان

يُعدُّ تشجيع تبنِّي العادات الصحية من أهم الخطوات للحد من خطر الإصابة بالسرطان، فيُظهر الإقلاع عن التدخين تأثيراً إيجابياً كبيراً في تقليل احتمالية الإصابة بعدد من أنواع السرطان، خاصة سرطان الرئة والفم. تعزز ممارسة النشاط البدني بانتظام مناعة الجسم وتحافظ على وزن صحي، وهو عامل أساسي في تقليل مخاطر المرض.

يُعدُّ اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات وقليل الدهون والسكريات وسيلة فعَّالة لتحسين صحة الجسم والوقاية من الأمراض، ويبني تعزيز هذه العادات الصحية من خلال التوعية والتثقيف مجتمعاً أكثر صحة ووقاية.

شاهد بالفيديو: 7 أنواع من الأطعمة تكافح مرض السرطان

 

قصص ملهمة من مرضى السرطان والناجين

السرطان ليس مجرد مرضاً؛ بل هو رحلة شاقَّة تحمل في طياتها عدداً من التحديات والدروس، وتُظهر قصص الناجين ومرضى السرطان رغم ذلك روحاً ملهمة وإرادة قوية تعكس قدرة الإنسان على التغلب على المحن.

أمثلة عن تحدِّي المرض والانتصار عليه

واجهَت السيدة الإيرانية “ليندا برنجي” سرطان الثدي أربع مرات على مدار 14 عاماً. بدأت رحلتها مع المرض قبل 14 عاماً، وعند شفائها الأول شعرَت بفرحة غامرة، ولكن عادَ السرطان ليهاجمها ثلاث مرات أخرى، وفي كل مرة كانت تتغلب عليه بإصرار وقوة.

تؤكد ليندا أنَّ الخوف والهلع يمكن أن يكونا أكثر فتكاً من المرض نفسه، مشدِّدة على أنَّ سرطان الثدي قابل للعلاج. تعرَّضَت خلال معركتها مع المرض مرتين لسكتة قلبية، لكنَّها استمرَّت في مقاومتها، ممَّا يجعل قصتها مصدر إلهام للكثيرين.

نصائح للوقاية من السرطان

إليك أهم النصائح المفيدة للوقاية من السرطان:

1. اكتشف المرض مبكراً من خلال الفحوصات الدورية

تعدُّ الفحوصات الدورية من أهم الأدوات للكشف المبكر عن السرطان، فهي تكشف الأورام قبل أن تتطور وتنتشر في الجسم.

يحسِّن الكشف المبكر فرص الشفاء، حيث يكون العلاج في المراحل الأولى أكثر فعالية وأقل تعقيداً، ويقلل حجم الورم ويحدده مبكراً، بالتالي تقل الحاجة لعلاجات مكلفة ومعقدة، ممَّا يخفف العبء المالي على المرضى والنظام الصحي.

2. اعتمد على التغذية الصحية والنشاط البدني في الوقاية

يعزز تناوُل الأطعمة الغنية بالألياف والفيتامينات، مثل الفواكه والخضروات من صحة الجهاز المناعي ويساعد الجسم على مقاومة الأمراض. تحسِّن الألياف صحة الجهاز الهضمي وتقلِّل خطر الإصابة بسرطان القولون، بينما تدعم الفيتامينات، مثل فيتامين C وفيتامين D المناعة وتقلل الالتهابات التي تطوِّر السرطان.

يحافظ الابتعاد عن الدهون المشبعة والسكر المكرر على وزن صحي، ويقلل من المخاطر المرتبطة بالسمنة التي تعدُّ أحد عوامل الخطر للإصابة بأنواع متعددة من السرطان. ولا تقتصر ممارسة الرياضة بانتظام على تحسين اللياقة البدنية فقط؛ بل تحسِّن الدورة الدموية وتعزِّز قدرة الجسم على مقاومة الأورام.

تقوي كل هذه العادات الصحية الجسم، وتحد من احتمالات الإصابة بالسرطان.

في الختام

يوم السرطان العالمي هو فرصة لتوحيد الجهود العالمية لمكافحة المرض والتأكيد على أهمية الوقاية، والتوعية والدعم المجتمعي. من خلال تضافر الجهود، يمكننا خلق عالم يتمتع فيه الجميع بحياة صحية ومستقبل خالٍ من السرطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى