اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف
الطريق الوحيد نحو التميز في الحياة هو القراءة، ففي كل مرة نقرأ فيها كتاباً يتغير شيء ما في داخلنا، وكيف يمكن أن نستغرب ذلك والله تعالى أول ما أنزل على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو كلمة “اقرأ”، فالقراءة هي رحلة لا تشبه أي رحلة أخرى في الحياة؛ لأنَّنا نتخلص فيها من عيوبنا والنقاط السلبية، وتخفف من توتر الحياة اليومية الناتج عن كثرة الأعمال، كما أنَّنا نكتسب المهارات والخبرات اللازمة للتميز في الحياة.
كما يقول العقاد: “أهوى القراءة لأنَّ عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة”، ولقد أدركت معظم الدول أهمية القراءة في حياة الإنسان، سواءً القراءة بهدف التطور الشخصي وتعزيز المواهب أم بهدف توسيع المعارف والتطور الوظيفي؛ لذلك أُنشئ اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وسيحدِّثك مقالنا اليوم عن يوم الكتاب العالمي بالتفصيل، فتابع القراءة لتعرف كل ما يتعلق به.
تاريخ اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف:
اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف هو يوم 23 من شهر نيسان من كل عام، ويضم شهر نيسان تواريخ هامة في الأدب العالمي، ففي هذا الشهر توفي عدد من الكُتَّاب المشهورين في العالم ممن تركوا بصمة لا يمكن تجاوزها، مثل “ويليام شكسبير” وميغل دي سرفانتس” و”إنكا غلارسيلاسو دي لا فيغا”، ووُلِدَ بعض منهم أيضاً في شهر نيسان.
أما اختيار اليوم العالمي للكتاب، فكان بناءً على المؤتمر العام لليونسكو، الذي عُقِد في عام 1995 في باريس، فيعد اليوم ذكرى وفاة عدة مؤلفين لإبراز أهمية الكُتَّاب والكتب على مستوى العالم، فتدعم اليونسكو التنوع والإبداع والمساواة، ليتمكن الجميع من الوصول إلى المعارف جميعها، حتى أصبح اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف صلةَ وصل بين الماضي والحاضر، ووسيلة لتمجيد الأعمال الأدبية على اختلافها.
شاهد بالفديو: 7 نصائح تساعدك على قراءة الكتب بفعالية
أهداف اليوم العالمي للكتاب:
اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف خطوة هامة للكتاب وللأدب بشكل عام، لكونه يحقق عدة أهداف، وأبرزها ما يأتي:
- اليوم العالمي للكتاب يبرز أهمية المؤلفين ويخلِّد ذكرى أهمهم.
- تشجيع الجميع حول العالم على القراءة، كونه يوم يلفت الانتباه لأهم الكتب وخاصة القادرة على تغيير الحياة نحو الأفضل، فيبرز اليوم العالمي للكتاب القوة السحرية للكتب في مختلف المجالات.
- التأكيد على فكرة عظيمة وهي أنَّ الكتاب صلة الوصل بين الماضي والمستقبل، فيحفظ الكتاب الأحداث الهامة التي حدثت في الماضي، فتُحفَظ الثقافات من الاندثار وتذكرنا بالثقافات التي انمحت بمرور الزمن، كما أنَّ الكتاب وسيلة لحفظ العلوم والتجارب الحياتية الهامة.
- اليوم العالمي للكتاب يجمع الملايين من الناس سنوياً من مختلف أنحاء العالم من مؤلفين وناشرين وأمناء مكاتب ومنظمات ثقافية ينتمون إلى ثقافات مختلفة ممن تجمعهم ميول واحدة، فهو فرصة ليتعرف الإنسان إلى أشخاص يمكن بالتعاون معهم إحداث فرق في عالم الأدب؛ لذلك يعد اليوم العالمي للكتاب جسراً يصل بين الثقافات المختلفة.
- تُقام في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف نشاطات تعمل على تقليل الأُمية حول العالم ونشر العلم والثقافة في كل مكان.
- يتبنى اليوم العالمي للكتاب مبادرات ومشاريع طموحة تساعد على الارتقاء بمجال المعرفة والأدب.
- يسلط اليوم العالمي للكتاب الضوء على أهمية اللغات الأصلية، من خلال التركيز على الكتب القديمة والروايات العالمية الهامة.
- يزيد اليوم العالمي للكتاب وعي الناس بالقوانين المتعلقة بحقوق الطبع والنشر وكل ما يتعلق بحماية حقوق المؤلف الفكرية.
الاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف:
يشهد اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف العديد من النشاطات الاحتفالية الهامة، وأبرزها ما يأتي:
1. اختيار عاصمة الكتاب العالمية:
من أهم الفعاليات التي تحدث سنوياً في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، هي تحديد اليونسكو عاصمة الكتاب العالمية، وذلك بناءً على قرار لجنة استشارية معنية بالأمر، وبالاستعانة بمنظمات عالمية تعنى بالكتاب والمؤلفين، بهدف إبراز دور العاصمة الهام عبر العصور بما قدمته من جهود ساعدت على نشر الثقافة والأدب في العالم.
تتعهد عاصمة الكتاب التي يتم تعيينها ببذل الجهود الحثيثة للتشجيع والترويج على نشر القراءة بين مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية والسكانية، إضافة إلى إحداث أهم البرامج الثقافية في ذلك العام، فمثلاً يتم إعداد برامج تعليمية تستهدف الفئات المهمشة في المجتمع، التي تنتشر فيها الأُمية وخاصة بين الأطفال والنساء، إضافة إلى ورش عمل تشجع على القراءة وتنمي موهبة الكتابة وتشجع على التعبير عن الرأي، وعواصم الكتاب العالمية كانت كما يأتي:
- أكرا 2023.
- غوادلاخارا 2022.
- تبليسي 2021.
- كوالالمبور 2020.
- الشارقة 2019.
- أثينا 2018.
- كوناكري 2017.
- فروتسواف 2016.
- إنتشون 2015.
- بورت هاركورت 2014.
- بانكوك 2013.
- يريفان 2012.
- بوينس آيرس 2011.
- لوبليانا 2010.
- بيروت 2009.
- أمستردام 2008.
- بوغاتا 2007.
- تورينو 2006.
- مونتريال 2005.
- أنتويرب 2004.
- نيودلهي 2003.
- الإسكندرية 2002.
- مدريد 2001.
2. تصميم رموز خاصة:
في اليوم العالمي للكتاب تُصمَّم ملصقات خاصة بهذا اليوم، وهي صور منها ما هو مخصص للأطفال ومنها مخصص للكبار بطرائق تشجع الجميع على قراءة الكتب، كما تساعد الجميع على فهم حقوق النشر وتشرح التدابير اللازمة لتتم حماية حقوق المؤلفين الفكرية.
3. الترويج للكتب:
يُخصَّص هذا اليوم للفت الانتباه للكتب القديم منها والحديث التي تساعد قراءتها على التحسين من الواقع، لأنَّها تحفز دماغ الإنسان وتساعده على الانخراط بالحياة بالشكل الأفضل.
عبارات عن اليوم العالمي للكتاب:
اليوم العالمي للكتاب هو يوم يستحق التعبير عنه بأجمل العبارات، ومن العبارات عن اليوم العالمي للكتاب نقدم ما يأتي:
- تقرأ حتى لا تشعر بالإحباط أبداً.
- الكتب مخصصة لأولئك الذين يرغبون أن يكونوا في مكان آخر.
- الكتب تساعدنا على السفر إلى عوالم مختلفة نخوض فيها كثيراً من المغامرات الممتعة.
- الكتب عالم عميق يمكنه أن يمنحنا السعادة من خلال الإبحار فيه.
- أفضل إرث يمكن للشعوب تركه للأجيال القادمة هو الكتب وحب القراءة.
- الكتاب صديق حقيقي يمكنه مجالستك متى شئت، ويمكنه احتضانك ومواساتك.
- الإنسان المحاط بالكتب هو إنسان سعيد.
- الكتاب صديق أمين لا يخون صديقه أبداً.
- أعظم ما يمكن تقديمه لإنسان هو كتاب.
- يقول أحمد شوقي: أنا من بدَّلَ بالكتب الصحابا، فلم أجد لي وفياً إلا الكتاب.
- يقول عباس محمود العقاد: أحب الكتاب، لا لأنَّني زاهد في الحياة، ولكن لأنَّ حياة واحدة لا تكفيني.
- يقول نجيب محفوظ: أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف نظري.
- يقول شيشرون: بيت بلا كتب جسد بلا روح.
- يقول فولتير: سُئلت عمن سيقود الجنس البشري؟ فأجبت: الذين يعرفون كيف يقرؤون.
- يقول هنري دايفيد ثورو: الكتب هي ثروة العالم المخزونة، وأفضل إرث للأجيال والأمم.
- يقول سقراط: إذا أردت أن أحكم على إنسان، فإنِّي أسأله: كم كتاباً قرأت وماذا قرأت؟
- يقول فرانسيس بيكون: القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً.
- يقول توماس كارليل: ما نكونه يعتمد على ما نقرأه بعد أن يفرغ كل الأساتذة من تعليمنا، فمجموعة من الكتب أفضل جامعة على الإطلاق.
- يقول غيلبرت هايت: الكتب ليست أكوام من الورق الميت؛ إنَّها عقول تعيش على الرفوف.
- تقول إليزابيث براوننغ: الكتاب هو المعلم الذي يعلِّم بلا عصا ولا كلمات ولا غضب، بلا خبز ولا ماء، إن دنوت منه لا تجده نائماً، وإن قصدته لا يختبئ منك، إن أخطأت لا يوبخك وإن أظهرت جهلك لا يسخر منك.
في الختام:
تُقاس عظمة الشعوب بالقدرة التي تمتلكها على التعلم المستمر والفهم واكتساب المعارف المتنوعة، لذلك يعد الكتاب الشعلة التي تنير ظلمات الحياة، وهذا ما دفع اليونسكو لإقامة اليوم العالمي للكتاب، وذلك في 23 من شهر نيسان من كل عام.
لقد اختِير هذا اليوم بالتحديد لكونه يحمل عدة ذكريات تتعلق بكُتَّاب ومؤلفين عالميين تركوا بصمات هامة في تاريخ الأدب، مثل “ويليام شكسبير”، ولقد تحدَّثنا في مقالنا عن أهم الفعاليات التي تحدث في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وأبرزها تحديد عاصمة الكتاب العالمية، ففي كل عام تُختار مدينة بوصفها عاصمة للكتاب، فتحمل على عاتقها مهمة الترويج للكتب الهامة ونشر الثقافة في كل مكان وضمن مختلف النشاطات العمرية بمساعدة منظمات وورش عمل متخصصة بهذا الأمر.
كما يتم في اليوم العالمي للكتاب نشر الملصقات التي تروِّج للكتب وتشجع على القراءة وتوضح النقاط القانونية المتعلقة بحقوق المؤلفين وحقوق الطباعة والنشر؛ وذلك بهدف نشر الثقافة وحماية الكتاب والمؤلف في الوقت ذاته.