موقع مصر وحدودها:
تتميَّز مصر بموقعٍ استراتيجي يجعلها ملتقى للقارَّات، فتقع في شمال شرق إفريقيا وتمتد إلى القارة الآسيوية، يحدُّها من الشمال البحر الأبيض المتوسط على طول ساحل يبلغ طوله 995 كيلومتر، وتمتد حدودها الشمالية الشرقية حتَّى فلسطين، ومن الشرق، تحدُّها سواحل البحر الأحمر التي تبلغ طولها 1941 كيلومتر، فيما يحدُّها من الجنوب السودان بحدودٍ طولها 1580 كيلو متر، وتحدُّها من الغرب ليبيا على طول 1115 كيلومتر.
موقع مصر المُتمِّيز يمنحها فرصةَ الوصول السهل إلى أوروبا وآسيا، وهذا يجعلها مركزاً للتجارة والتبادل الثقافي، إضافة إلى ذلك، يشكِّل نهر النيل الذي يمتد عبر البلاد عموداً فقرياً لا غنى عنه في حياة مصر، فيوفِّر المياهَ اللازمةَ للريِّ والزراعة على طول الوادي المُمتد من الجنوب إلى الشمال، كما يسهم النيل في توليد الطاقة الكهرمائية من خلال سدوده المختلفة، وهذا يدعم الاقتصاد المصري ويُزوِّد البلاد بالطاقة اللازمة لتلبية احتياجاتها المتنامية.
مساحة مصر:
تبلغ مساحة جمهورية مصر العربية قرابة 1,002,000 كيلو متر مربع، وتشكِّل المساحة المأهولة منها نسبةً تُقدَّر قرابة 78,990 كيلو متر مربع، ما يمثِّل نسبةً قليلة تبلغ قرابة 7.8% من المساحة الكُليَّة للبلاد.
على الرَّغم من أنَّ مصر تمتلك مساحة واسعة، إلَّا أنَّ معظم هذه المساحة غير مأهولة بكثرة بسبب وجود الصحاري والأراضي القاحلة في المناطق الصحراوية، خاصة في الشمال الغربي والشرقي للبلاد.
تتركَّز المساحةُ المأهولة في مصر على طول نهر النيل وفي الواحات الزراعية المحيطة به، فتعتمد الزراعة على مياه النيل للريِّ وتوفير الغذاء، وتحضر المدن الرئيسة والمناطق الحضرية الكبيرة عادةً في هذه المناطق المأهولة، وهذا يعكس التوزيع السكاني المركزي للبلاد.
المُناخ في مصر:
يمكن تقسيم مناخ مصر إلى نوعين رئيسَين: الصحراوي في معظم المناطق وشبه الاستوائي على طول سواحل البحر الأحمر والبحر المتوسط.
تتميَّز المناطق الصحراوية في مصر بصيفٍ حارٍّ جاف، فترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية جداً خلال فصل الصيف، مع درجات حرارة تصل إلى أكثر من 40 درجة مئوية في النهار، وتنخفض درجات الحرارة انخفاضاً كبيراً في الليل، أمَّا في فصل الشتاء، فقد تكون الأجواء معتدلة نسبياً في النهار وباردة في الليل.
أمَّا على طول السواحل، فإنَّ المُناخَ يكون متوسطاً إلى استوائي، مع صيفٍ حارٍّ ورطبٍ وشتاءٍ دافئٍ ومعتدل، تتَّسم السواحل بفصل الصيف بدرجات حرارة مُعتدلة تتراوح بين 25 و35 درجة مئوية، بينما يكون الشتاء معتدلاً وماطراً.
يتمَّيز مُناخ مصر بالتنوع والتفاوت بين المناطق المختلفة للبلاد، ويمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسين: مُناخ صحراوي في معظم البلاد، ومُناخ شبه استوائي في بعض المناطق الشمالية الساحلية.
سنوياً، تهبُّ رياح الخماسين القادمة من الجنوب أو الجنوب الشرقي، في الفترة المُمتدَّة من شهر مارس إلى شهر مايو، مُسبِّبةً طقساً مُغبَرَّاً شديد الحرارة والجفاف، فعندما تجتاح هذه الرياح الحارَّة مصر، ترتفع درجات الحرارة ارتفاعاً كبيراً، وغالباً ما تتجاوز 45 درجة مئوية مع انخفاض حادٍّ في مستويات الرطوبة إلى أقلِّ من 5٪.
تُعدُّ الصحاري المصرية من بين أجفِّ الأماكن على وجه الأرض، فتتلقى كميات قليلة جداً من الأمطار، وتتميَّز بتقلُّبات درجات الحرارة الشديدة بين الليل والنهار، ومع ذلك فإنَّ وجود نهر النيل يجعل بعض المناطق المُحاذية له أكثرَ خصوبةً ورطوبة، وهذا يسمح بزراعة الأراضي وتوفير مصادر مائية للسكان.
التقسيم الإداري في مصر:
تنقسم مصر جغرافياً إلى قسمين رئيسَين: مصر العليا في الجنوب ومصر السفلى في الشمال، وقد سُمِّيَت المقاطعات بهذه الأسماء نظراً لتدفُّق نهر النيل من الجنوب إلى الشمال، فمن الناحية الإدارية يتكوَّن التقسيم الإداري لمصر من عدة مستويات، بدءاً من المحافظات والمراكز وصولاً إلى المدن والقرى.
تضمُّ مصر 27 محافظة (القاهرة والإسكندرية والبحيرة والفيوم والغربية والإسماعيلية وأسوان وأسيوط وبني سويف وبورسعيد ودمياط والشرقية وجنوب سيناء والجيزة وكفر الشيخ ومطروح والمنيا والقليوبية وقنا وشمال سيناء وسوهاج والسويس والأقصر والوادي الجديد والبحر الأحمر)، تتألَّف كلُّ محافظةٍ من عدَّةِ مراكز ومدنٍ وقرى تختلف في حجمها وتعداد سكَّانها.
تتولَّى الحكومةُ المحلية في كلِّ محافظةٍ مسؤوليةَ إدارتها وتطويرها وتقديم الخدمات العامة للسكان، وتشكِّل المدن والقرى الوحداتِ الإداريةَ الصغيرة داخل المراكز، فتتمتَّع بالاستقلالية المحدودة في إدارة شؤونها المحلية، مع الالتزام بالسياسات والتوجيهات العامة التي تُحدِّدها الحكومة المحلية.
السكان في مصر:
سكان مصر هم مزيجٌ ثريٌّ وتنوِّع من الثقافات والخلفيات الاجتماعية والدينية، مصر إحدى أكبر الدول من حيث عدد السكان في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فيتجاوز عددهم قرابة 105 مليون نسمة، يتوزَّع السكان توزُّعاً رئيساً على طول نهر النيل، وخاصة في المناطق القريبة من الضفتين؛ نظراً لأهمية النيل في توفير المياه والأراضي الصالحة للزراعة، تُعدُّ القاهرة والإسكندرية والجيزة أكثرَ المحافظات اكتظاظاً بالسكان.
التعليم في مصر:
يتألَّف نظام التعليم في مصر من ثلاث مراحل، التعليم الأساسي ويتكوَّن من ثلاث مراحل: رياض الأطفال، التعليم الابتدائي، والتعليم الإعدادي، يمتدُّ من سن 4 إلى سن 14 عاماً، التعليم الإلزامي ومجَّاني لمدة 9 سنوات، التعليم الثانوي ويتألَّف من ثلاث سنوات من سنِّ 15 إلى 17 عام، والتعليم العالي: مدَّة التعليم العالي في مصر تتراوح عادةً بين أربع سنوات للحصول على درجة البكالوريوس، وتصل إلى سنتين إضافيتين للحصول على درجة الماجستير، وقد تستغرق دراسة الدكتوراه سنوات إضافية بعد ذلك، بعض الجامعات المصرية الرائدة والتي تَحظى بسمعة دولية جيِّدة: جامعة القاهرة، جامعة عين شمس، جامعة الأزهر، جامعة الإسكندرية.
تحتلُّ مصر المرتبة السابعة في العالم العربي والمرتبة الثالثة والعشرين في إفريقيا والثانية والثلاثين عالمياً في معدلات الأمية، ونسبةُ الأمية في مصر تبلغ 25.8%، ويبلغ عدد الأميِّين أكثر من 18.4 مليون شخص (10 سنوات فأكثر)، بلغت نسبة الأمية 17.9% وفقاً لبيانات مسحِ القِوى العاملة، ويُلاحظ أنَّ الأميِّين هم من فئة كبار السِنِّ (60 سنة فأكثر)، وبلغت نسبتهم 63.4%، بينما انخفضت نسبة الأُميَّة بين الفئات الشابَّة والشباب إلى 16.1% للأعمار بين 15 و35 سنة، وسجَّلت أدنى نسبة للأمية بين الفئات العمرية الصغيرة (أقل من 20 سنة) بنسبة 6.6%.
الدِّين في مصر:
الإسلام هو الديانة الرئيسة في مصر، فيشكِّل المسلمون الغالبية الساحقة من السكان بنسبة 90%، إضافة إلى ذلك ثمة أقلية مسيحية تشكل قرابة 10% من السكان، غالبيتهم من الأقباط، وهم من أقدم المذاهب المسيحية.
الاقتصاد في مصر:
1. العملة:
العملة الرسمية في مصر هي الجُنيه المصري.
2. التضخُّم:
تعاني مصر من مشكلة التضخُّم، فيُلاحظ ارتفاع أسعار السلع والخدمات ارتفاعاً مستمرَّاً، وبلغ مُعدَّل التضخُّم 35.9% خلال عام 2023.
3. البطالة:
مُعدَّل البطالة هو مؤشِّرٌ رئيسٌ يعكس نسبةَ السكان العاطلين عن العمل، وتعدُّ معدلات البطالة مشكلة اقتصادية كبيرة في مصر، خاصةً بين الشباب، فبلغت نسبة البطالة 6.9%.
4. الناتج المحلي الإجمالي:
الناتج المحلي الإجمالي هو مقياس اقتصاديٌّ يقيس قيمةَ جميع السلع والخدمات التي تنتجها البلاد خلال فترة زمنية معينة، سواء كانت للاستهلاك المحلي أم للتصدير، ويُستخدم الناتج المحلِّي الإجمالي بوصفه مؤشراً لقياس حجم ونشاط الاقتصاد الكُلِّي للدولة، وبلغ معدَّل النمو في الناتج المحلي الإجمالي7 % خلال الربع الأخير من عام 2023.
السياحة في مصر:
السياحة من القطَّاعات الحيوية في اقتصاد مصر، فهي تُسهم في تشغيل قرابة 10% من القوى العاملة، تتمتَّع مصر بتاريخ ثقافي غني، وتراث عريق يجذب الملايين من الزوار سنوياً من مختلف أنحاء العالم، وقد وصل عدد السائحين لعام 2023 لقرابة 14 مليون زائر، وتضمُّ مصر مجموعةً كبيرةً ومتنوِّعة من المعالم السياحية التي تتنوَّع بين المواقع الأثرية القديمة والمنتجعات الساحلية، أهمُّها:
1. الأهرامات في الجيزة:
تُعدُّ أهرامات الجيزة، وخاصة هرم خوفو (الهرم الأكبر)، من أبرز المعالم السياحية في العالم وتعدُّ إحدى عجائب العالم القديمة.
2. معبد الكرنك والأقصر:
تضمُّ مدينةُ الأقصر عدداً من المعابد الفرعونية الهامَّة، مثل معبد “الكرنك” ومعبد “الأقصر” ومعبد “حتشبسوت”.
3. معبد فيلة في أسوان:
يُعدُّ معبد فيلة من أهمِّ المعابد الفرعونية في الجنوب الأقصى لمصر، ويتميَّز بتمثال “رمسيس الثاني”.
4. وادي الملوك في الأقصر:
يضمُّ وادي الملوك مقابرَ فرعونية مثل “مقبرة الملك توت عنخ أمون”، وهو موقع أثري هام يجذب عدداً كبيراً من السياح.
5. شرم الشيخ والغردقة:
تُعدُّ منتجعات شرم الشيخ والغردقة وجهاتٍ سياحيةً شهيرةً على ساحل البحر الأحمر، فتتميَّز بشواطئها الرملية البيضاء ومياهها الزرقاء الصافية.
معلومات سريعة عن مصر:
- مصر هي أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان والبالغ 105 مليون نسمة حتى نهاية عام 2023.
- القاهرة هي عاصمة مصر، وأكبر مدينة في الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث عدد السكان.
- نظام الحكم: جمهوري ديمقراطي.
- نهر النيل هو أطول نهر في العالم، ويمتدُّ لأكثر من 6,650 كيلومتراً، ويَمرُّ عبر مصر إلى مصبِّه في البحر الأبيض المتوسط.
- الأهرامات في الجيزة هي إحدى عجائب العالم السبع القديمة.
- الديانة الرئيسة في مصر هي الإسلام.
- المأكولات المصرية مشهورةٌ بتنوُّعها ونكهتها الفريدة، مثل الكشري والفول والطعمية والملوخية.
- الأفلامُ الشهيرة المتعدِّدة التي صُوِّرت في مصر، فيلم “المومياء” و”لورانس العرب” و”كليوباترا”.
- العلماءُ والمفكِّرون المشهورون الَّذين نشؤوا في مصر مثل عمر الخيام وأبو القاسم الزهراوي وابن خلدون.
- الهرم الأكبر في الجيزة، يتميَّز بوجود غرفةٍ مجهولة تحت الأرض تُعرف بغرفة “الغار”، وما زالت أسرارها تُثير الفضول.
- أعلى قمة جبلية: جبل كاترين 2926 م.
- أخفض نقطة، منخفض القطَّارة (- 133 م)
- الديانة المصرية القديمة كانت تعتقد بوجود مجموعة كبيرة من الآلهة يصل حتى 4000 إلهاً، منها:
- أمون رع: إله الشمس.
- أوزوريس: إله الخصوبة والحياة الآخرة.
- إيزيس: آلهة الحب والسحر والحماية.
- حورس: إله السماء والحرب.
- بتاح: إله الأرض والخصوبة.
- سخمت: إله الحظ والحياة اليومية.
- ست: آلهة الحياة والأمومة.
- تبادل خاتمَي الزواج، يعود إلى التقاليد القديمة في مصر.
في الختام:
مصر، بتاريخها العريق وتراثها الغني، تُعدُّ إحدى أكثر الوجهات الثقافية والسياحية إثارةً وجمالاً في العالم، من الأهرامات إلى نهر النيل ومعابدها الضخمة، تقدِّم مصر مكاناً يستحقُّ الاستكشاف والاستمتاع، إضافة إلى ذلك تُشكِّل مصر مركزاً ثقافياً وتعليمياً في المنطقة، مُتضمِّنة جامعات عريقة ومؤسسات ثقافية مُتنوِّعة، لذا فإنَّ زيارةَ مصر تُعدُّ تجربةً تاريخية وثقافية لا تُنسى، تأخذنا بعيداً إلى جذور الحضارة الإنسانية.
