سياحة و سفر

مهرجان الملك عبد العزيز للإبل


مؤخراً انتشرت مزادات بيعها ودخولها سباقات الجمال، وازداد الاهتمام بتفاصيلها حتى لاقت هذه المهرجانات حضوراً هائلاً في المجتمع السعودي، ولذلك سنتعرف معاً في هذا المقال إلى مهرجان الملك عبد العزيز للإبل.

أهداف مهرجان الملك عبد العزيز للإبل:

تتعدَّد أهداف مهرجان الملك عبد العزيز للإبل بين الثقافة والرياضة والاقتصاد والترفيه؛ إذ يقام مهرجان “الصياهد” للإبل في المملكة العربية السعودية برعاية خاصة من الملك السعودي تكمن غايته الأساسية في إحياء تراث الإبل، وإعادة التذكير بأصالته، والتذكير بأهميته في الثقافة السعودية والعربية وكذلك الإسلامية.

كذلك يهدف إلى توفير وجهة سياحية وثقافية ورياضية وترفيهية واقتصادية عن الإبل وتراثها، ومن أحد أهدافه الأساسية الحفاظ على السلالات والصفات المميزة في عالم الإبل والعمل بجد على تنميتها وتحسينها.

كما أنَّه يوفر منظومة اقتصادية متكاملة من حيث المزاد والمستلزمات وكذلك الصناعات المتعلقة بالإبل، وهذا ينمي عوائد وربح الأشخاص والمجموعات المهتمة بهذا التراث العربي الأصيل.

موقع مهرجان الملك عبد العزيز للإبل:

يُعَدُّ موقع مهرجان الملك عبد العزيز للإبل أحد أهم ميزاته، فقد تم اختيار الموقع بشكل خاص في مكان مميز وفريد في “الصياهد” التي تقع على بعد نحو 120 كيلومتراً شمال شرق مدينة “الرياض” عاصمة السعودية في صحراء “الدهناء”.

في هذا الموقع نشهد تلاقي جمال الطبيعة الصحراوية وسحر التراث القديم للمكان، كما يُعَدُّ أحد أفضل الأراضي مناخياً في السعودية، وقد تميزت صحراء الدهناء قديماً بكونها إحدى مناطق تجمع الطرق التجارية الممتدة من شرق الجزيرة العربية إلى غربها، إلا أنَّها أصبحت الآن عبارة عن واجهة تنتشر فيها المحال والمخيمات فتبث فيها الروح من جديد، وقد تم تدشين قرية بأكملها لتكون مرتبطة بهذا المهرجان الموسمي الفريد.

يقال إنَّه تم اختيار هذا الموقع بسبب عمقه التاريخي ودلالاته الوطنية المختلفة؛ إذ كان مكاناً لتجمُّع جيوش الملك المؤسس “عبد العزيز آل سعود” خلال مسيره في توحيد البلاد، وقد فتحت أرض “الصياهد” أبوابها لاستقبال قوافل الحجاج والتجارة خلال انتقالهم من شرق المملكة إلى غربها وبالعكس.

تضمَّن القسم الأول من القرية منطقة تسمى “ميدان المزاين” بمساحة تبلغ 264 ألف متر مربع تقريباً شاملة نحو 85 حظيرة، كما أنَّ المنصة الرئيسة تبلغ مساحتها 1284 متراً مربعاً تتسع لـ 400 شخص، كما تحتوي على مدرجات لكبار الشخصيات تتسع لـ 310 أشخاص، ومساحته 680 متراً مربعاً.

في حين أنَّ القسم الثاني يشمل المجمعات والمخيمات، وقُدِّرت مساحة المخيمات بنحو 1.1 مليون متر مربع مقسَّمة إلى ثلاث فئات، والقسم الثالث يقع في مركز القرية والمتنزه الصحراوي ومنطقة لبيع المنتجات والمأكولات الشعبية وكذلك الحرف اليدوية، وتُقدَّر مساحة القرية بما يقارب 22800 ألف متر مربع.

فعاليات مهرجان الملك عبد العزيز للإبل:

لا بد أنَّك الآن تتساءل عن فعاليات مهرجان الملك عبد العزيز للإبل أو ما هو السبب الذي يجعل الآلاف من المواطنين وكذلك المقيمين والإخوة الخليجيين والعرب من مختلف الدول، إضافة إلى الوفود السياحية العالمية لحضور هكذا مهرجان؟

لقد صممت إدارة مهرجان الملك عبد العزيز للإبل موقع المهرجان تحت مسمى “القرية السعودية للإبل” في رؤية لأن يكون هذا الموقع هو المكان الأهم والأول في العالم أجمع المهتم بالإبل.

تم إعداد المهرجان بحيث يتناسب مع جميع الأعمار، ويقوم نادي الإبل بمبادرات عدة تخدم عاشقي هذا التراث العالمي، ويحتضن هذا المهرجان أكثر من 20 فعالية هادفة وُزِّعَت عبر 18 موقعاً في “الصياهد”.

تتنوع فعاليات مهرجان الملك عبد العزيز للإبل بين العروض والمسابقات والمعارض التي اختيرت بعناية لتستهدف جميع أعمار الزوار، وهذه الفعاليات تبدأ بعمليات دخول الإبل من خلال بوابة (ريمات) فتمر معها جميع الإبل المشاركة.

لقد تم تجهيز المكان بأحدث المواصفات والتقنيات التي تمكِّن المشاركين بالمسابقة من مشاهدة إبلهم بوضوح وعن كثب، وتوفِّر هذه الصالات شاشات للعرض المباشر والموحد، إضافة إلى تقديم خدمات الضيافة التراثية ضمن جو حماسي ورياضي وأخوي بين مالكي الإبل المشتركة بالمسابقة.

تشمل فعاليات المهرجان حوالي 220 شوطاً تنافسياً يدعى (مزاين، وهجن، وهجيج، وطبع) بجميع الألوان في أشواط (المزاين، ومجاهيم، ومغاتير، وأصايل، وسواحل، ومهجنات).

مؤخراً في هذا العالم، تم إطلاق الفعالية المسماة “عز لأهلها” التي تهدف إلى تشجيع الناس على المشاركة بطريقة إبداعية لإبراز تراث الإبل والمساهمة في خدمته وكذلك الاعتزاز به.

تتكون المسابقة من فروع عدة، وهي:

  1. أجمل صورة (للهواة).
  2. أجمل صورة (للمحترفين).
  3. أفضل فيلم.

وفرت إدارة المهرجان ضمن نسخته الثامنة فعالية ركوب الجمل لمعايشة جمال ركوب الإبل، وحلبها، وإطعامها، وسقيها، وإناختها، وعقلها، واحتضانها، وأخذ صور تذكارية معها، والتشديد على الاهتمام بها من خلال المعارض المخصصة.

يضم المهرجان أنواعاً عدة من العقيلات، وفعالية شعر المحاورة، ومنطقة عشاق الصقور، وكذلك السوق التراثي الذي يضم مقتنيات وسلعاً أثرية قديمة وتراثية من (أدوات التخييم، ومستلزمات الإبل، والمجالس التراثية، والبهارات، ولوازم القهوة، وكذلك الأسر المنتجة، والطبخ الشعبي).

قيمة جوائز مهرجان الملك عبد العزيز:

بالتأكيد أنت ستعيش تجربة فريدة خلال ذهابك ومشاهدتك المهرجان، إلا أنَّ غيرك من المشاركين سيشاهدون وكذلك سينالون جائزة فيما إذا فازت إبلهم، لذلك كم تبلغ قيمة جوائز مهرجان الملك عبد العزيز؟

خصص الملك عبد العزيز لمزاين الإبل جائزة وقدرها 118 مليون ريال سعودي، وقد أضافت إدارة مهرجان “الصياهد” بدورته الثانية منذ عام 2018 منافسة جديدة تدعى “منافسة الهجن”، وتُقدَّر جوائزها بنحو 95 مليون ريال تقريباً.

أسئلة شائعة:

توجد أسئلة شائعة كثيرة قد تراودك عن “مزاين الصياهد” ومهرجان الملك عبد العزيز للإبل، وجميع هذه الأسئلة هدفها الكشف عن تفاصيل المكان للمشاركة أو المشاهدة والاستمتاع بالفعاليات، وإليك بعض من هذه التساؤلات:

1. كم يبلغ عدد الإبل في السعودية؟

قد تندهش عند سماعك بوجود مهرجان “الصياهد” للإبل، وتبدأ بالتساؤل عن عدد الإبل في السعودية، وهي مفيدة وموجودة بكثرة هناك، فوفقاً لإحصاءات عام 2011، قُدِّرَت أعداد الإبل بنحو 1.6 مليون، يوجد 53% منها في السعودية، وهذا العدد يستمر بالتزايد بنحو 5.2 سنوياً منذ عام 1961.

2. لماذا سُمِّي الصياهد بهذا الاسم؟

يرتبط موقع “مزاين الصياهد” بمزايا عدة سياحية تستلهم عمق الصحراء وجميع طرقها التجارية، فيشكل بذلك وجهة سياحية تلبي تطلعات السياح والزوار، وكذلك الاحتياجات التنظيمية لجميع المشاركين بهذا المهرجان، لكن لماذا سمي الصياهد بهذا الاسم؟

يعود إطلاق تسمية “الصياهد” على هذه المنطقة منذ القدم بسبب وجود عروق رملية قليلة التموج سهلة العبور تقودك إلى الرمال الخشنة التي تكون ثابتة تحت أقدام مَن يمشي عليها، الأمر الذي يسمح للمالكين وكذلك الإبل بالاستفادة من هذه الأراضي الصحراوية من إقامة مخيماتهم التقليدية، وكذلك مكان إقامتهم على امتداد هذه الأراضي.

تُعَدُّ “الصياهد” موقعاً تراثياً بما تحتويه من أسواق تراثية وأسواق للإبل تغني تجربة الزوار المهتمين بموروث الإبل، وتمنحهم الترفيه والتسلية، وفي عمق رمال الصياهد تشهد الأرض مواقف جيوش الملك عبد العزيز.

3. مَن هو أول مَن أسَّس مزاين الإبل؟

كلمة “مزاين” عبارة عن مسابقة تتجمع فيها الإبل، ثم يتم اختيار الأجمل بينها ضمن شبه الجزيرة العربية، ويتم انعقادها بشكل دوري كل عام، وخاصةً في فصلي الخريف والشتاء، لكن مَن هو أول مَن أسَّس مزاين الإبل؟

استُخدِمَت كلمة “مزاين” للمرة الأولى عام 1420 في السعودية عندما اتفقت مجموعة من مالكي الإبل يدعمهم الأمير “سلطان بن محمد الكبير” على أن يقيموا منافسة على الإبل الأجمل بينهم.

ثم بعد ذلك توسع الأمر ليشمل عدداً أكبر من المشاركين، وقد سُميت بـ “مزاين نوفا”، وقد كانت “نوفا” إحدى الإبل الغالية المملوكة من قِبل الأمير “سلطان بن محمد”، وتوالت المزاينات بعد هذه المزاينة، خاصةً أنَّ المشاركين يكتسبون شهرة كبيرة بين أفراد قبائلهم، فيتم تشجيعهم من قِبل جميع أبناء القبيلة بوصفهم يمثلونهم جميعاً.

ازدادت المزاينات شهرة حتى اتخذ الأمير “مشعل بن عبد العزيز آل سعود” قراراً بإنشائها والاهتمام بها بشكل رسمي ودوري ليشارك به الجميع.

في الختام:

مهرجان الملك عبد العزيز للإبل هو مكان يكثر الحديث عنه، فتفاصيل المكان الكثيرة فتحت المجال للتواصل والتلاقي، وتجمعت فيه مختلف شرائح المجتمع في جو مميز من الفرح والسعادة، محتفين بالتاريخ والأصالة العربية القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى