Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياحة و سفر

تاريخ الفن التشكيلي وأهم مدارسه


قديماً، كان يُشار إلى الفن التشكيلي باسم الفن المرئي، وهو فن يندرج ضمن فئة الفنون التي تركز على الجماليات البصرية بصرف النظر عن التقنيات المستخدمة في إنتاجها، ويتفرع هذا الفن إلى عدة تخصصات فنية هي: الرسم والنحت والتصوير والفن المعماري، ويركز بشكل خاص على التجربة البصرية والتفاعل مع العمل الفني.

ما هو الفن التشكيلي؟

 

الفن التشكيلي المعروف أيضاً بالفنون الجميلة أو الفنون التطبيقية هو نوع من الفنون المشتق من كلمة (plasticize) التي تعني «قالب»، وهو فن يعتمد بشكل أساسي على التشكيل والتصوير بمختلف أشكاله، ويشمل مجموعة متنوعة من التقنيات والأساليب المختلفة، مثل الرسم، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والفنون الجرافيكية، والتصميم الجرافيكي، والفنون الرقمية، والكولاج، والفنون الورقية “الأوريغامي”، والفسيفساء، والأعمال الخشبية ونفخ الزجاج.

يهدف الفن التشكيلي إلى التعبير عن الأفكار والمشاعر والتجارب البشرية بشكل بصري، سواء كان ذلك من خلال تصوير المناظر الطبيعية، أم تجسيد الأشكال البشرية، أم تجريد العناصر إلى أشكال هندسية أو ألوان وخطوط، مستخدماً في ذلك مواد مختلفة كالطين والسيراميك والحجر والخشب وكل مادة يمكن تشكيلها، وبوصفه جزءاً أساسياً من التراث الثقافي للبشرية، يساهم الفن التشكيلي في إثراء الحوار الثقافي والفني بين الشعوب والثقافات المختلفة.

تاريخ الفن التشكيلي:

أولاً: الفن التشكيلي في عصور ما قبل التاريخ

يمتد تاريخ الفن التشكيلي إلى فترات قديمة جداً من تاريخ البشرية، ويعد النحت أقدم أشكال الفن التشكيلي، ويعود إلى العصر الحجري، فكانت التماثيل البشرية تظهر في ثقافات مختلفة، في فترة ما قبل التاريخ بين ما يقرب من 5000 ق.م و300.

ازدهرت الحضارات المتقدمة في عدة مناطق من العالم، ومن ذلك بلاد ما بين النهرين وسومر ومصر واليونان والمكسيك وروما واليابان والصين والهند، ولقد أدى الفن دوراً هاماً في هذه المجتمعات، فكان يمثل وسيلة لفرض النظام الديني والسياسي، على سبيل المثال، تعد شريعة حمورابي من بلاد ما بين النهرين القديمة إحدى أشهر الأعمال الفنية التي تعبر عن ذلك، فتحتوي على مجموعة من القوانين المنحوتة على الحجر وتزينها صورة للملك حمورابي وإله بلاد الرافدين.

تتميز العصور الحجرية القديمة بفن الرسم في الكهوف، وأحد أمثلة ذلك هو الرسومات الموجودة في كهف لاسكو بفرنسا، كما نجد تمثال “امرأة ويليندورف” أو المعروف باسم “Venus of wilindurf”، وهي قطعة أثرية يعود تاريخ صناعتها إلى ما بين 2400 و2200 قبل الميلاد، كما كان يوجد كثير من المنحوتات الصخرية، إضافة إلى النقوش التي تحمل علامات مرسومة أو مطلية، ورموز هندسية، وبصمات يدوية.

إضافة إلى المنحوتات الصخرية وجدت أيضاً المنحوتات على الفخار وأشهر التماثيل عن تلك المرحلة هو تمثال Xianrendong Cave Pottery والذي يعود إلى 18000 قبل الميلاد.

في عصور ما قبل التاريخ، كان النحاتون يستخدمون مجموعة متنوعة من المواد لأعمالهم الفنية، ومن ذلك الأحجار مثل الكوارتزيت والإسيتيتيت والحجر الرملي والسربنتين والحجر الجيري، إضافة إلى ذلك، كانوا يستخدمون عاج الماموث وعظام الحيوانات وجرافات الرنة بوصفها مواد أخرى لنحت تماثيلهم وأعمالهم الفنية.

 

ثانياً: الفن التشكيلي في عصر النهضة

في عصر النهضة، شهد الفن التشكيلي تطوراً هائلاً يعكس التحولات الثقافية والفكرية التي شهدها المجتمع الأوروبي في ذلك الوقت، بدأت هذه الفترة بنهاية القرن الرابع عشر وامتدت إلى أوائل القرن السادس عشر، فأصبحت الفنون التشكيلية تعبِّر عن الإنسان وتسلِّط الضوء على الحياة الواقعية بدلاً من التركيز الحصري على الموضوعات الدينية كما كان في العصور الوسطى.

كان النحت من أهم الفنون، فقد جسَّد النحاتون المبادئ الرئيسة لتلك الفترة، مثل الواقعية المادية والتكوين الكلاسيكي، فكان يهتم بتصوير الحياة الواقعية بدقة وتمثيل الشكل البشري بشكل مثالي، تعد منحوتة “أبواب الجنة” للفنان لورينزو غيبيرتي من أبرز الأمثلة هنا.

كما تميز عصر النهضة بتوسع دائرة رعاية الفنون، فلم تعد الكنيسة الوحيدة التي تدعم الفن، بل تدخلت الحكومات والأثرياء والمحاكم في دعم وتشجيع الفنون، وكانت مدينة فلورنسا الإيطالية مركزاً رئيساً لهذه الحركة الفنية، إلا أنَّها في نهاية القرن الخامس عشر فقدت هذه المكانة لصالح مدينة روما بوصفها مركزاً لفن عصر النهضة، وبهذه الفترة سيطر على الفن كل من:

1. ليوناردو دافنشي:

أحد أهم رواد فن النهضة الإيطالية، وهو معروف بتنوع مواهبه في الرسم والعلوم والتشكيل والهندسة والفلسفة، وأشهر لوحات دافنشي هي “لوحة الموناليزا” ولوحة “العشاء الأخير”، وهي عمل فني ضخم يصور لحظة العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه.

2. مايكل أنجلو:

أبرز الفنانين في عصر النهضة، وهو مشهور بأعماله في مجالات النحت والرسم والعمارة، أشهر أعماله النحتية هي تمثال “David” كما نحت “سقف كنيسة الفاتيكان”.

3. رامبرانت:

رسام هولندي اشتهر في القرن السابع عشر بلوحاته المخصصة للكتاب المقدس.

 الفن التشكيلي في عصر النهضة

ثالثاً: الفن التشكيلي في القرن السابع عشر

في القرن السابع عشر، كانت الفنون التشكيلية تعبر عن الدين والتقاليد الثقافية بشكل أساسي، فكانت الكنائس والمعابد والقصور مصدر إلهام رئيساً للفنانين، وازدهر النحت والرسم بأساليب تقليدية، وكانت الموضوعات الدينية تسيطر على المشهد الفني، وأبرز الفنانين في هذا القرن كان:

1. ريمبرانت فان راين (Rembrandt van Rijn):

فنان هولندي بارز في فترة الباروك، معروف بأسلوبه الواقعي واستخدامه البراعة في الإضاءة.

2. بيتر بول روبنز (Peter Paul Rubens):

فنان بلجيكي معروف بأعماله الضخمة والديناميكية واستخدامه للحركة واللون بشكل فني.

الفن التشكيلي في القرن السابع عشر

رابعاً: الفن التشكيلي في القرن الثامن عشر

في هذا القرن، بدأت النخب الأرستقراطية والطبقات الثرية تشجيع الفنون ودعم الفنانين، وشهد القرن الثامن عشر تطوراً في الطباعة والرسم الزيتي، وكانت المشاهد الريفية والحياة اليومية من بين الموضوعات الشائعة، ومن بين الفنانين المعروفين في هذا القرن:

1. تشارلز لويس دو فريبورغ (Jean-Honoré Fragonard):

فنان فرنسي معروف بأعماله الرومانسية والبسيطة التي تعبر عن الحياة اليومية والطبيعة.

2. تشارلز لوبرون (Charles Le Brun):

فنان فرنسي وأحد أعضاء أكاديمية الفنون الجميلة، شهير بأعماله الزخرفية الكبيرة والرسومات التاريخية.

الفن التشكيلي في القرن الثامن عشر 

خامساً: الفن التشكيلي في القرن التاسع عشر

شهد القرن التاسع عشر تحولات كبيرة في الفنون التشكيلية، فازدهرت الحركات الفنية المتعددة مثل الرومانسية والرمزية والانطباعية، كان الفنانون يسعون إلى التعبير أكثر عن العواطف والتجارب الشخصية.

1. فان جوخ (Vincent van Gogh):

أحد رواد حركة الانطباعية، ويُعدمن بين أعظم الفنانين في التاريخ، وكانت لوحاته تعكس العواطف الشخصية والمشاهد الريفية بأسلوب فريد من نوعه، من أشهر لوحاته: “نجوم ليلة رائعة” و”رسمة لاذعة بعيدة المنظر”.

2. كلود مونيه (Claude Monet):

أحد رواد حركة الانطباعية، واشتهر بلوحاته المشرقة التي تمثل المشاهد الطبيعية بأسلوب فريد يركز على الضوء واللون، ومن أشهر أعماله: “المنطقة المحظية” و”بحيرة ليلية”.

3. إدوارد مونش (Edvard Munch):

مونك كان جزءاً من حركة الفن الرمزي والتعبيرية، واشتهر بلوحاته “الصرخة” و”الحب”.

 الفن التشكيلي في القرن التاسع عشر

سادساً: الفن التشكيلي في القرن العشرين

شهد القرن العشرين تحولات هائلة في عالم الفن التشكيلي، فشهدت هذه الحقبة تنوعاً كبيراً في الأساليب والتقنيات والمفاهيم الفنية، تأثر الفن التشكيلي بالتطورات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية التي شهدها القرن العشرين، وهذا أدى إلى ظهور مجموعة متنوعة من التيارات الفنية والحركات الإبداعية وهي: الانطباعية، التكعيبية، التعبيرية، السوريالية.

أشهر الفنانين في هذا القرن:

1. بابلو بيكاسو (Pablo Picasso):

من مؤسسي المدرسة التكعيبية.

2. سلفادور دالي (Salvador Dali):

من رواد المدرسة السيريالية.

3. جورج براك (Georges Braque):

كان شريكاً لبيكاسو في تأسيس الحركة التكعيبية، وتميزت أعماله بتجريد الأشكال وتقسيمها إلى أشكال هندسية بسيطة.

 الفن التشكيلي في القرن العشرين

سابعاً: الفن التشكيلي في القرن الواحد والعشرين

في القرن الواحد والعشرين، استمر تطور الفن التشكيلي بشكل ملحوظ، فتعبر الأعمال الفنية عن مجموعة متنوعة من التجارب والمفاهيم والمشاعر، وتأثر الفن التشكيلي في هذا القرن بالعديد من التطورات الاجتماعية والتكنولوجية والثقافية التي شهدها العالم، وهذا أدى إلى ظهور أساليب جديدة وتقنيات متقدمة.

من بين أهم مزايا الفن التشكيلي في القرن الواحد والعشرين: استخدام التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة مثل الفوتوغرافيا والفيديو والحاسوب، واستخدم الفن التشكيلي في هذا القرن للتعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة وللمشاركة في الحوار العام بشكل واسع.

من أشهر فناني هذه الحقبة:

1. بانكسي (Banksy):

فنان الشارع البريطاني مجهول الهوية المعروف بأعماله السياسية والساخرة.

2. ديميان هيرست (Damien Hirst):

فنان بريطاني معروف بأعماله المثيرة والمثيرة للجدل، التي تشمل المومياوات والحيوانات المحنطة والأعضاء البشرية المحفوظة في الفورمالدهيد.

3. إيفا جوكوفيتش:

تتبع المدرسة السوريالية في لوحاتها.

4. كينجانوفاك:

تتبع المدرسة الرمزية.

5. مجدي ميخائيل:

فنان مصري معروف بأعماله الفنية التي تعكس التراث والحياة اليومية في مصر بأسلوب فني رائع وملهم.

الفن التشكيلي في القرن الواحد والعشرين

مدارس الفن التشكيلي:

مدارس الفن التشكيلي هي تيارات فنية أو حركات فنية تجمع بين مجموعة من الفنانين الذين يتبنون أساليب ومفاهيم مشتركة في إنتاج أعمالهم الفنية، وتختلف هذه المدارس من حيث الأسلوب والتقنيات والموضوعات التي تتناولها، ويتأثر تطورها بالسياق الثقافي والاجتماعي والتاريخي في الفترة التي نشأت فيها، وأشهر المدارس في تاريخ الفن التشكيلي عبر العصور المختلفة هي:

أولاً: المدرسة الكلاسيكية

برزت المدرسة الفنية الكلاسيكية في القرن الخامس عشر وأصبحت أهم مدارس الفنية في نهاية القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر، ويقصد بالكلاسيكي الفكر القديم أو الاحتفاظ بالأشياء القديمة، وتتميز المدرسة الكلاسيكية في الفن التشكيلي بجملة من السمات التي جعلتها تبرز بوضوح وتحظى تاريخياً بالاحترام والتقدير.

من أبرز سماتها:

  • تجسد المدرسة الكلاسيكية التقاليد الأصيلة والأسس الفنية الثابتة، فتعد محافظة على التراث الفني وتجسد القيم الجمالية التي تمتد عبر العصور.
  • تتميز بغناها بالألوان وتفضل تنويعها، فتتجنب استخدام اللون الواحد.
  • تحترم المدرسة الكلاسيكية العقل بوصفه مرجعاً أساسياً لكل عمل فني، فيقوم العقل بتوجيه الفنان نحو التعبير بشكل مدروس ومنطقي.
  • تتجنب المدرسة الكلاسيكية الخيال والغموض في التعبير الفني، مع التركيز على التجسيد الواقعي والمنضبط الذي ينبعث من العقل والتقاليد.
  • يكمن الجمال في الأشكال الهندسية المستوحاة من الطبيعة، فيتم تحويل كل ما في الطبيعة إلى أشكال هندسية تحكمها قواعد العقل والتناغم الجمالي.
  • تسعى المدرسة الكلاسيكية إلى تقديم الجمال الهادئ والمنضبط، الذي يعكس القواعد العقلانية والأسس الثابتة، وهذا يجعل أعمالها تبرز برونق وتألق يستحق التقدير والاحترام.
  • أبرز رواد المدرسة الكلاسيكية: ليوناردو دافنشي، مايكل أنجلو، جاك لويس ديفيد.

ثانياً: المدرسة الواقعية

المدرسة الواقعية في الفن التشكيلي، بدأت في الظهور في منتصف القرن التاسع عشر، وهي توجُّه فني يسعى إلى تصوير العالم بدقة وواقعية، من دون تزييف أو تجميل.

ظهرت هذه المدرسة بوصفها رد فعل على المدرسة الرومانسية التي كانت تسيطر على الفن في القرن التاسع عشر، فسعى الفنانون إلى الابتعاد عن التصوير الخيالي والمثالي، وبدلاً من ذلك، ركزوا على تصوير الواقع بدقة وموضوعية.

يهدف الفن الواقعي إلى تمثيل الحياة كما هي من دون تشويه، وتسليط الضوء على التفاصيل اليومية والروتينية بوضوح، وهذا يجعل المُشاهِد يشعر بالقرب والتعاطف مع اللوحة أو النحت التي تمثلها.

من أبرز رواد المدرسة الواقعية: جوستاف كوربيه، جان فرانسوا ميليه، هونوريه دومييه، توماس إيكستاد.

ثالثاً: المدرسة الرمزية

المدرسة الرمزية في الفن التشكيلي هي توجُّه فني يهدف إلى التعبير عن المفاهيم والأفكار من خلال استخدام رموز تعبر عن معاني أعمق وأكثر تعقيداً، وظهرت هذه المدرسة بوصفها رد فعل على التوجهات الواقعية والطبيعية التي كانت تسيطر على الفن في القرون الوسطى ونهاية القرن التاسع عشر، وبدأت المدرسة الرمزية في الظهور في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين.

أبرز خصائصها:

1. استخدام الرموز والرمزية:

فيتم التعبير عن المفاهيم والأفكار الأكثر تعقيداً من خلال الرموز والرمزية التي تحمل معانيعميقة.

2. الابتعاد عن الواقعية الدقيقة:

بدلاً من تصوير العالم بدقة وواقعية، تعتمد المدرسة الرمزية على التجريد والتشويه للعناصر الواقعية للتعبير عن المفاهيم الأبعد عن الواقع.

3. التعبير عن الدوافع النفسية والروحية:

يعتمد الفن الرمزي على التعبير عن الجوانب الداخلية والروحية للإنسان والعالم من حوله.

4. الاستخدام الإبداعي للألوان والأشكال:

تميل المدرسة الرمزية إلى استخدام الألوان والأشكال بشكل مبتكر وغير تقليدي، لتعزيز الرمزية والتعبير عن المفاهيم العميقة.

5. أبرز رواد المدرسة الرمزية:

جيمس وسلر، دانتي روزيتي، شافان، غوستاف مورو.

رابعاً: المدرسة الرومانسية

أُسِّسَت المدرسة الرومانسية الفنية في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، بوصفها رد فعل على التطورات الحضارية والتكنولوجية في ذلك الوقت، تميزت هذه المدرسة بتأكيدها على العواطف والمشاعر الإنسانية والخيال والإلهام بدلاً من المنطق البحت.

تسعى إلى التعبير عن العواطف والأحاسيس والتصرفات التلقائية الحرة، ويُفضِّل الفنانون الرومانسيون موضوعات غير مألوفة في الفن، مثل المناظر الشرقية، وتميزت لوحاتهم بالمشاهد الطبيعية المؤثرة المليئة بالأحاسيس والعواطف، وكانت لديهم قدرة فريدة على استخدام الألوان والضوء لنقل المشاعر والمزاجيات، وكانوا يسعون إلى إثارة العواطف القومية والوطنية من خلال تصوير المشاهد الدرامية.

من أبرز فناني هذه المدرسة: يوهان فريدريش، كاسبار ديفيد فريدريش، يوجيه دي لاكرواه.

خامساً: المدرسة الوحشية

ظهرت المدرسة الوحشية في الفن التشكيلي في القرن التاسع عشر، وتميزت بأسلوبها الجديد الذي اعتمد على الألوان الجريئة والخارجة عن المألوف، لتمثيل مجموعة متنوعة من الصور والمشاعر والمناظر الطبيعية.

تلاعب الفنانون في هذه المدرسة بشكل الأشكال الطبيعية وألوانها لإضفاء جو من الحيوية والانفجار على لوحاتهم، وغالباً ما كانوا يميلون للتركيز على الجوانب الصادمة والمروعة من الوجود البشري، وقد عُرِضَت لوحات هذه المدرسة لأول مرة رسمياً في باريس عام 1905م؛ إذ أُطلِق عليها اسم “الوحوش البرية” من قبل الناقد لويس فوكسسيليس.

يعد كل من هنري ماتيس، أندريه ديرين، جورج براك كيس، فان دونجن أبرز أعلام المدرسة الوحشية إحدى مدارس الفن التشكيلي.

سادساً: المدرسة التكعيبية

المدرسة التكعيبية في الفن التشكيلي هي تيار فني نشأ في بداية القرن العشرين، تحديداً في العقد الثاني منه، وتمثلت بشكل أساسي في الفترة ما بين عامي 1907 و1920، تميزت هذه المدرسة بتطور الفن الذي يعتمد على الخط الهندسي في كل شي، فهي ترى أنَّ الأشكال الهندسية هي أصل الأجسام.

أبرز خصائصها:

1. التبسيط والتجريد:

كانت الأشكال في اللوحات التكعيبية تُبسَّط إلى أقصى حد ممكن، فاستخدم الفنانون الأشكال الهندسية البسيطة مثل المكعبات والمستطيلات والهرميات.

2. الانفصال عن التقليدية:

رفض الفن التكعيبي التمثيل الواقعي للأشياء والتوجه نحو التجريدية والتبسيطية.

3. استخدام الألوان المبسطة:

تميز استخدام الألوان في المدرسة التكعيبية بالمبسط والمحدود، فاستخدم الفنانون مجموعة محدودة من الألوان الزاهية لإبراز الأشكال الهندسية.

4. تقنية التحليل والتركيب:

أولَت المدرسة التكعيبية اهتماماً كبيراً للتحليل والتركيب الهندسي للأشكال والمساحات، وكانوا يسعون إلى إنشاء توازن بين الأشكال والألوان والمسافات في العمل الفني.

5. التركيز على الفكرة والمفهوم:

كانت الأعمال التكعيبية تسعى إلى نقل فكرة معينة أو مفهوم من خلال التركيب الهندسي للأشكال.

6. أشهر رواد المدرسة التكعيبية في تاريخ الفن التشكيلي:

بابلو بيكاسو، جورج براك، ألبرت جليزيس.

سابعاً: المدرسة التجريدية

المدرسة التجريدية في الفن التشكيلي هي تيار فني يهدف إلى تقديم الأشكال والأفكار بطريقة مجردة من التفاصيل الواقعية، فيتم التخلي عن التمثيل الواقعي للأشياء والتركيز بدلاً من ذلك على التعبير عن الأفكار والمشاعر والتجارب الشخصية للفنان.

ظهرت هذه المدرسة في الفنون التشكيلية في بداية القرن العشرين، خاصةً في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، فبدأ الفنانون يستكشفون أساليب جديدة للتعبير عن الواقع ويسعى الفنانون التجريديون إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها بأشكال موجزة تحمل في طياتها الخبرات الفنية التي أثارت وجدان الفنان، مستخدمين الأشكال الهندسية والألوان بوصفها أدوات للتعبير، وتهتم أيضاً بالأشكال المتحركة وتأثير الضوء في الأشكال والأجسام، ومن بين الفنانين المعروفين في هذا المجال، فاسيلي كاندينسكي.

ثامناً: المدرسة السريالية

المدرسة السريالية في الفن التشكيلي هي تيار فني نشأ في فترة ما بين الحربين العالميتين، تركز على التعبير عن اللاوعي والأحلام والفكر غير المقتصر على الواقع الملموس، ظهرت المدرسة السريالية في باريس في عام 1924، وتأثرت بشكل كبير بنظريات النفس الحديثة وخاصة نظرية الماركسية وفرويد.

يعد كل من أندريه بريتون، لويس أروناخ، ماكس إيرنست، سلفادور دالي، جان آرب، ورينيه ماغريت، يوزيف كورش، وهانس أرب، مان راي، مارسيل دوشامب، مان راي، وريني ماغريت، فيكتور براونر، فرناندو لاماس، أندريه ماسون، جاك مارتنو، مارسيل ماريوت، مان راي ورومان سورفاروف، ويان تيرك، توني ديلابري، من بين الرواد البارزين للمدرسة السريالية، وقد قدموا مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تجسدت في الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والأفلام والأدب، وكانت تلك الأعمال تعبيراً عن التجارب العميقة للفنانين مع اللاوعي والعوالم الخيالية والأحلام والتيارات الفكرية المختلفة.

في الختام:

يمثل الفن التشكيلي ومدارسه مصدر إلهام للعديد من الأشخاص حول العالم، من خلال تنوع الأساليب والتقنيات والتيارات الفنية، يمكن للفن التشكيلي أن يعبر عن تجارب الحياة والثقافات المختلفة بطرائق متنوعة ومبتكرة، تتراوح المدارس الفنية بين التجريدية والواقعية والسريالية وغيرها، كلٌّ منها يقدم رؤية فنية فريدة ويساهم في تثقيف الجمهور وتوسيع آفاقه الفنية.

يشهد تاريخ الفن التشكيلي على تطور مستمر وتحولات متعددة، وهذا يبرز دور الفنانين في استكشاف الإبداع والتعبير عن الجمال والحياة والإنسانية بأشكال متنوعة، وبفضل الفن التشكيلي، يمكن للفنانين أن يحققوا تأثيراً عميقاً في المجتمع وترك بصمة فنية تدوم للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى