سياحة و سفر

معلومات عن مدينة الدرعية التاريخية


ما هي مدينة الدرعية التاريخية؟

هي إحدى أهم وأعظم مدن الوجهات في الجهة الشمالية الغربية من محافظة الرياض في المملكة العربية السعودية، وهي المدينة الأولى والركيزة الأساسية التي تروي تاريخاً طويلاً من النهضة، فهي تمتلك عدداً كبيراً من الآثار التي ساعدتها على ترسيخ ماضيها العريق.

إضافة إلى أنَّها تضم كثيراً من الفعاليات التي تساهم في نشر الثقافة العربية التي يمتلكها أبناء المنطقة إلى أنحاء العالم، إضافة إلى ذلك، فالمدينة هي مدينة تاريخية، وهي أيضاً مركز نشط للمبادرات والمسابقات؛ إذ اشتُهرت المدينة بنزال الكثبان الذي انضم إليه أشهر الملاكمين العالميين.

الجدير بالذكر أنَّ مدينة الدرعية سُميت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة الدروع التي سكنت في “وادي حنيفة” منذ زمن، الذين نُسِبوا إلى “ابن درع” الذي أرَّخ وصولهم إلى المنطقة.

بدأ تاريخ هذه المدينة مع قيام “مانع بن ربيعة” بوضع الركن الأساسي لأهم وأقدم أحياء الدرعية، ووجب التنويه إلى أنَّ هذه المدينة نشأ فيها الأمير “محمد بن سعود”، ومنها أُسِّسَت وانطلقَت الدولة السعودية الأولى.

تاريخ الدرعية:

يعود تاريخ الدرعية إلى عام 1446 ميلادي، وقد عاد عليها هذا الامتداد العظيم عبر الزمن بكثير من الحضارة والرقي، فهي تضم كثيراً من الآثار والمعالم الأثرية والسياحية القديمة التي تدل على تاريخها المشرِّف، إضافة إلى كونها تتميز بموقع استراتيجي على ضفاف “وادي حنيفة”، وتتمتع بطبيعة خلابة متنوعة ومظاهر طبيعية مدهشة.

تُعَدُّ مبانيها ذات التصميم القديم والفريد بحد ذاتها متحفاً أثرياً يستقطب آلاف الزوار سنوياً، وقد حظيت مدينة الدرعية التاريخية بمكانة تاريخية وتراثية، كما سُجِّل أحد أحياء المدينة ضمن لائحة التراث العالمي عام 2010 من قِبل “منظمة اليونسكو العالمية”، وتدعم الحكومة في هذه المنطقة الصناعات التقليدية والمأكولات الشعبية التي تُعَدُّ جزءاً لا يتجزأ من ثقافة أبناء المملكة.

السياحة في مدينة الدرعية التاريخية:

كما ذكرنا آنفاً، تُعَدُّ مدينة الدرعية بفضل موقعها وطبيعتها وما تضمه من معالم مستقطباً كبيراً للسياح الأجانب الذين يرغبون بمعرفة هذه الحضارة الراقية والثقافة السامية؛ إذ تستقبل هذه المدينة ما يزيد عن ضعف السياح الذين يأتون لباقي المناطق السعودية، ويعود ذلك إلى العدد الكبير للمقومات التي تؤهلها لذلك من بنى تحتية وفنادق ومطاعم ومعالم سياحية أثرية وغيرها، وسنذكر لكم أهم المعالم السياحية في مدينة الدرعية التاريخية.

1. مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب:

تندرج السياحة لهذا المعلم تحت اسم السياحة الدينية والثقافية، ويتميز هذا المسجد بطابعه الجمالي الذي يجذب كثيراً من السياح؛ إذ إنَّه مصمَّم على طابع معماري يعود إلى القرون القديمة، ويتميز المسجد بحدائقه الخضراء، وإنارته المدهشة، والنافورة المائية التي تضفي منظراً خيالياً على المكان.

لهذه الأسباب يأتون السياح لزيارة الجامع، والتمتع بالمناظر الباهرة، والتقاط الصور الجميلة، كما يتم تدريس عدد من العلوم الدينية في المسجد، وهذا ما ساعد على انتشار سمعته بين الناس.

2. متحف الدرعية التاريخي:

يعرض المتحف كثيراً من المشاهد التي تتحدث عن تطور الدولة السعودية الأولى، من خلال الرسومات والأعمال الفنية واليدوية متقنة الصنع، وهذا المتحف هو الجزء الأهم من نافذة الدرعية التي تجذب السياح من كل أنحاء العالم، والترويج للثقافة العربية السعودية في مختلف الأرجاء.

3. حي طريف:

حي طريف

يضم حي طريف كثيراً من المعالم الأثرية والقصور الكبيرة والمباني التقليدية والمعالم الأثرية، ومن أهم القصور التي يضمها الحي:

  • سلوى.
  • سعد بن سعود.
  • ناصر بن سعود.
  • قصر الضيافة التقليدي.

لقد تم إدراج حمام الطريف وحي طريف في قائمة التراث العالمي التابعة لـ “اليونسكو”، وذلك في 29 من شهر حزيران/ يونيو عام 2010، وبذلك تكون المدينة الثانية السعودية التي وصلت إلى هذه القائمة.

4. قصر الدرعية:

قصر الدرعية

يوجد هذا القصر في حي الطريف، وهو واحد من أهم المعالم بالمدينة، فهو نموذج حي وواقعي يشهد على تقانة العمارة والبناء في القديم، وتغطي الأشكال الهندسية والفتحات المتساوية والمنتظمة الجدران الخارجية للقصر، وتأمين التهوية والإضاءة هو الغاية الأساسية من هذه الفتحات، ويوجد داخل القصر فناء واسع يتوسط القصر، كما يضم القصر في طوابقه العليا عدداً من الغرف غير المسقوفة، والغاية منها هي الاسترخاء والاستجمام في الأجواء الحارة صيفاً.

5. بوابة الدرعية:

بوابة الدرعية

تُعَدُّ هذه البوابة إحدى من الوجهات المميزة، فهي تضم عدداً كبيراً من المتاحف والمعارض الجميلة والمساحات الكبيرة من البساتين الخضراء، إضافة إلى ذلك، يوجد فيها المنتجعات التي تساهم في جذب السياح، ويوجد أيضاً مضمار للسباقات فقط، وكذلك مطاعم كبرى تقدِّم ألذ المأكولات التقليدية السعودية.

الدرعية الجديدة:

تتمتع مدينة الدرعية بمناظرها الخلابة الطبيعية، وفنها المعماري المتنوع ما بين العصري والقديم الأثري، إضافة إلى امتلاكها عدداً من المقومات السياحية مثل المطاعم والفنادق، وسنستعرض لكم أبرز الأماكن الحديثة في الدرعية الجديدة، فتابعوا معنا.

1. حديقة الملك عبد الله:

حديقة الملك عبد الله

تم افتتاحها عام 2013، وتضم الحديقة أكبر نافورة راقصة، ويمكن ممارسة عدة نشاطات في الحديقة، وقد تم إمداد هذه الحديقة بتقنيات متطورة وحديثة، كما يوجد بالحديقة كثير من ألعاب التسلية والترفيه، ويأتي الزوار إلى حديقة الملك عبد الله لقضاء العطلة والتسلية والوقت الممتع.

2. حي البجيري:

حي البجيري

يتألف الحي من عدد كبير من البحيرات التي تتفرد على أطراف الميدان، وتنتشر في هذا الحي كثير من المحال التجارية التي بُنِيَت بتقنيات عصرية وحضارية.

يوجد في الحي منتزه يمتد على مساحة 60 ألف متر مربع، ويعود عمر هذا المنتزه لـ 300 عام، لكن يتم تحديثه وتطويره بين الفترة والأخرى، وهو من المواقع التي شهد قفزات نوعية وبنيوية وحضارية، ويمكن رؤية أشجار النخيل العملاقة والسور الذي يحيط بالحديقة والبحيرات الجميلة التي تتوسط الحديقة وغير ذلك.

3. منتزه الدرعية_ وادي حنيفة:

منتزه الدرعية_ وادي حنيفة

هذه الحديقة هي أشهر آثار الدرعية الجديدة السياحية والتاريخية، وهي صلة وصل بين كل من “حي بجيري” و”حي طريف”، وبفضل موقعها المميز، يقصدها السياح كثيراً، ويمكن للجميع المشاركة بالأمسيات الشعرية الجميلة التي تجري بين الأشجار وتحت ظلالها.

لماذا تهتم المملكة السعودية بالمدن السياحية؟

نهضت المملكة مع مرور الزمن من الحضيض، وقد بدأت تنشئ من الصحراء الجافة ماء وغابات، وعلى الرغم من المكانة الدينية التي تحظى بها المملكة، والتي تحتِّم عليها استقبال آلاف السياح سنوياً، إلا أنَّها تدعم السياحة الطبيعية والأثرية لبلادها؛ وذلك لأسباب عدة، نذكر منها:

1. التعريف بثقافة الدولة:

بات الاهتمام والتعريف بثقافة الشعوب أهمية ضرورية في العالم، فالجميع يرغب بالاطلاع على الثقافات المتنوعة والمختلفة، ولهذا يقصد عدد من السياح التوجه لمدينة الدرعية لمعرفة ثقافة أهلها وآدابهم، وتقوم المملكة بتسهيل قدوم السياح بهدف الانفتاح على العالم.

2. إبراز تاريخ وآثار المملكة السياحية:

بعيداً عن قدوم الحجاج إلى المملكة كل عام، إلا أنَّ كثيراً من الناس يقصد السياحة إلى المملكة للتعرف إلى مناطقها وآثارها التاريخية القديمة، ولهذا تُعَدُّ مدينة الدرعية الحديثة الخيار الأفضل لهم، وتحبذ الدولة هذا النوع من السياحة للتعريف بتاريخ وآثار المدن السعودية لجميع شعوب العالم.

3. المردود المالي الكبير:

يعني استقبال المملكة للسياح استقبال إيرادات خارجية من الأموال بشكل أكثر، ومن ثمَّ ملء الخزينة بالعملات الخارجية، ورفع قيمة الريال السعودي بالأسواق.

تُعَدُّ السياحة أحد أهم مصادر رفع الميزانية الحكومية، فهي لا تتطلب أيَّة تكاليف أو صفقات أو ما شابه ذلك؛ وذلك لأنَّ الدولة لا تتكلف بأي متطلبات من الصناعة أو التجارة، وتفتح المجال لسكان المناطق السياحية بالاستثمار وكسب الأموال.

4. الانفتاح على ثقافة الشعوب الأخرى:

من خلال الاختلاط والتعامل المباشر بين السكان المحليين والسياح، وتبادل أطراف الحديث والتعرف إلى آدابهم وثقافتهم، والاطلاع على أساليبهم الحياتية بالتعامل، وغير ذلك.

5. برنامج تطوير الدرعية:

سعت الدولة إلى تحسين الوضع في مدينة الدرعية، وقد تم الانتهاء من هذا المشروع عام 2019، وتضمنت أهدافه ما يأتي:

  • الحفاظ على النسيج العمراني للمنطقة التراثية وإعادة استخدامه بما يخدم كثيراً من النشاطات المختلفة.
  • تأمين مقومات التنمية المستدامة للثقافة والاقتصاد في المنطقة.
  • التشجيع على الحرف والصناعات المحلية التقليدية وتحسين تقنيات البناء القديمة.
  • اعتماد السياحة بوصفها مجالاً استثمارياً.

في الختام:

لقد قدَّمنا لكم موجزاً عن تاريخ الدرعية، والجدير بالذكر أنَّ مدينة الدرعية هي الموطن الأول للسعوديين، ومهد تكوين الدولة العربية السعودية، وكثير من السياح يقصدها للتعرف إلى ثقافة أهلها وتاريخها العظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى